المرأة ما بين ... تاج التكريم ..... و سوط الترهيب

[عطر فواح]

تتبجح الكثير من النساء ( وليست فقط المتزوجات ) بان عمل المرأة في المنزل ..... مستحب ... وليس بواجب .....
متجاهلات وغير مدركات للمغزى الحقيقي من ذلك الحكم ( الاستحباب ) ... مما اوقع الكثير منهم في مشاكل اسرية كثيرة .... فبعضهم تعمل في المنزل وهي متذمره ... مما قد يفقدها ثواب واجر ذلك العمل ( انما الاعمال بالنيات )
وبعضهم تعمل بطريقه مقصره ... مما يفقدها الثواب والاجر الكامل في ذلك العمل ( اذا عمل احدكم عملا فليتقنه )
وبعضهم تتمرد من ذلك العمل .... وتستعين بخادمه في كل امورها ....فتفقد كل الثواب والاجر الذي في ذلك العمل ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله المؤمنون )
والقليل منهم هي التي تعمل لكي تنال ذلك الاجر والثواب كله .... وترفض حتى الاستعانه بخادمه تساعدها في امور المنزل الكثيفه .... وتتحمل ذلك التعب حتى لاتفقد اي جزء من ذلك الاجر والثواب ...

لذلك ومما سمعنا من مشاكل كثيره ناتجه من سوء الفهم للحكم الشرعي .... باستحباب عمل المرأة في المنزل ... وليس بوجوبه ( فرضه ) اتمنى ان يوفقني الله في توضيح المغزي الحقيقي من ذلك الحكم .. فينجلي عنكم سوء الفهم

اخواتي الكريمات / لو يحكم الشرع المقدس بوجوب عمل المرأة في المنزل كفرض عليها .... فلن تدخل الجنه الا القله القليلة منكم ........
لان الشرع لا يتعامل مع الامور بمبالغه او مخادعه ..... بل هو صريح وواضح
ولو كان الحكم الشرعي في عمل المرأة داخل المنزل ( واجب ) وفرض عليها ... فسوف يكون ذلك الامر .. مثل الصلاة ... من يتركها يعاقب ويأثم .. بل حتى من يقصر فيها .. او يتهاون فيها ... وفي هذه الحالة كيف سيكون وضعكم امام الله ..... وعمل المرأة في المنزل متواصل ويحتاج جهد اكثر .. فكيف سوف تتقنونه وتلتزمون به ..... ونحن حتى في امور بسيطه واجبه مثل الصلاة لدينا تقصير فيها ( عدم الخشوع الكامل )
بل ان ذلك الافتراض ( لو كان واجب ) سوف يجعلكم كالخادمات امام الزوج .. وسيكون ذلك العمل كالسيف او السوط المسلط عليكم .... وفي ذلك الافتراض ( لو كان واجب ) قمة الاستحقار لكم

اخواتي الكريمات / الحكم الشرعي باستحباب عمل المرأة في المنزل ..... هو تاج و رحمة الهية لكم
فمن ارادت ان تلبس ذلك التاج وتنال الاجر والثواب ... فعليها ان تستغل تلك الفرصه المتوافره لديها وبين يديها ( امور المنزل ) وان تجتهد فيها .......... وبمقدار ذلك الاجتهاد سوف تنال اجر وثواب ذلك العمل ... اما من ارادت ان تتمرد من ذلك العمل فليس من حقها ان ترتدي ذلك التاج ولن تنال اجرا وثواب ..... ولا تنتظرين من زوجك ان يراك كملكة أو اميره ... وانت لا ترتدين ذلك التاج
بل هو الملك وهو الامير ............ لانه تكفل بتكاليف ذلك العمل .... وعندها لا تنزعجين عندما ينظر لك
نظرة دونية ..... فهو ملك وانت امرأة ليس لها قيمة حقيقيه

 

 

[قميص يوسف]

الحقيقة موضوعك لا أعتقد يختلف عليه أحد من حيث المضمون ، فحث الرجال والنساء على الاهتمام بموطن سكناهم ، أمر يقره العقل والمنطق ، فهم بحاجة للعيش في بيئة نظيفة ، وبحاجة لأن يؤمنوا لأنفسهم ما يسد حاجتهم من المأكل والمشرب . . . إلخ.


هل أنت متفق معنا بأن هناك حاجة لأن نوصي الجميع رجالا ونساء بذلك ؟ أم أنك تعفي الرجال من أي إلتزام داخل منازلهم ؟

هل بالإمكان أن نتحدث عن فضل خدمة الرجل لأهله ، وعدم تذمره من مواصلاتهم إن احتاجوا قضاء حاجة لهم ، أم عليهم اللجوء لغيره إذا كان يتذمر ويمن عليهم في ذلك مثلا ؟

هل يحق للمرأة أن تعاتب ( مجرد عتب عفوي ) زوجها إذا لم يتفهم حاجتها لمساعدته في استعجال غسل صحون هنا أو هناك في ظرف معين، أو تنظيف مكتبه وحاجاته الذاتية التي يبعثرها دون اكتراث ، . .. . .إلخ.



الحياة . . كلها شراكة ، وعلينا أن لا نوزع الحقوق بطريقة : كم لي وكم لك ؟


الزوج والزوجة كأي شريكين يعيشان في مركب واحد ، وعليهما أن يسددوا ويقاربوا الأمور بالحكمة التي يرجحها كونهما عاقلين، فضلا عن العاطفة والمودة التي تؤمنهما كونهما زوجين بينهما الكثير من المشتركات من أطفال ونسب ومصير . . .إلخ.

 

 

[قميص يوسف]

مهم لسعادة كل شريكين ، أن يعين كل واحد منهما الطرف الآخر على بره !

وما فاض من أحدهما أو كلاهما ، فإن الله وخلقه يحبون المحسنين.


أما آلية ذلك ، فهي تختلف بحسب البيئة المباشرة لكل شريكين ، ولكنها لا تختلف بأن قواعدها تقوم على أهمية تحقيق التكامل بينهما ، وخاصة أنه لا يمكن فرز حاجاتهما عن بعضهما .

فلا يمكن فرز حاجة الرجل لتأمين تربية صالحة لأطفاله عن حاجة زوجته ، ولا يمكن القفز على دوره وحضوره في ذلك ، ويحتاج لتأمين مدخرات مالية أن تعينه زوجته على ذلك في تدبير مصاريف منزله الاقتصادية ، وتحتاج الزوجة في المقابل من يتفهم مجهوداتها في ذلك حتى تطور من إيجابياتها ، وإلا قد يخسر زوجها مجهوداتها فيما لو شعرت بأنها لا تحصل على مقابل معنوي يوازي جهودها بالحد الأدنى ، فهي بشر ، ولها مشاعر وأحاسيس ، وكلها تؤثر في مستوى حماسها لأي نشاط تقوم به سواء تجاه زوجها أو غيره . . . . إلخ


وفقكم الله تعالى

 

 

[الفجر الجديد]

السلام عليكم /

لقد أتى العزيز قميص يوسف على لباب الحديث في هذا الموضوع , ولكن لا بأس بهذه الإضافة المتواضعة :

المطلوب من الزوجين كليهما التعاطي مع الحياة الزوجية على أنــّها شراكةٌ في كل شيءٍ , وأنــهما هما المسئولان عن إنجاح هذه الحياة , ويسعيان دائماً لتطويق أي خلافاتٍ بينهما من خلال تقديم التنازلات , وتوثيق عرى الحب بينهما , فما يقدّمه الزوج لزوجته وعائلته من كدٍّ وتعبٍ في توفير العيش الكريم لهم , وما تقدّمه الزوجة لزوجها وأبنائها من رعايةٍ وعطفٍ وخدمةٍ ما هو إلاّ لبنةٌ مشتركةٌ للحفاظ على بناءالحياة الزوجية متيناً ومتماسكاً , فلا بدّ لهما أن يحرصا كل الحرص على عدم صدع هذا البناء القويم , لذا من الواجب أن ينظر الرجل على أنّ ما يقدّمه لزوجته , وما تقدّمه الزوجة لزوجها هو تعبيرٌ عن الحب بينهما , لا أن يقوم الأمر على أساس تبادل منفعةٍ أو طلب مصلحةٍ , فيدبّ بين الزوجين داءٌ عضالٌ وهو داء ( المماننة ) وهو أن يمــنّ طرفٌ على طرف بما يبذله له أو ما يسمّى عندنا ( التعيــيــر ) كما إذا كانت المرأة تشارك ماديــّاً في تموين المنزل من خلال وظيفتها أو امتهانها مهنةً خاصةً بها , وسأخرج في النهاية بنقطتين هامــّتين هي خلاصة ما قلته آنفاً :

1- ليعلم الزوجان أنّ بينهما حقوقاً وواجباتٍ بالوجوب الديني والنص الشرعي لا بدّ لكليهما الوفاء بها من أحدهما تجاه الآخر , والأخرى حقوقاً وواجباتٍ توجبها أخلاقيات المعاشرة الحسنة بين الزوجين , وهي تأتي عفو الخاطر متى ما حصل الانسجام والتناغم بين الزوجين .

2- أن لا تجعل الزوجة من التسامح في النصوص الشرعية بشان الخدمة المنزلية باباً لإعلان التمرّد عن العمل داخل المنزل , وألاّ يجعل الرجل من قوامته ريحاً عاتيةً تعصف بأجواء الحياة الزوجية الجميلة , وعليه أن لاّ يوّظف النظرة السلبية من المجتمع تجاه هذه المرأة بتقصيرها في مثل هذا الواجب الأخلاقي مبرراً لإبراز عضلاته عليها , وتبرير ما يترتب على ذلك من تقصيرٍ منه تجاه زوجته وعائلته .

عطر فوّاح أتمنى أن تكون دائماً فوّاحاً بأطروحاتٍ متجددة .

تحياتي