العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > واحـة الديـرة




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 25-10-2002, 10:47 PM   رقم المشاركة : 1
الحساوي
طرفاوي مشارك





افتراضي تمقل زيييييييييييييييييييييييين في الكلام!!!!!!!!

(( الدنيا ضيقة فلا تضيقها بهمومك )) .. يا للعجب !... ما أغرب تلك الكلمات (( الدنيا ضيقة )) .. وأي ضيق ذاك وهذا الاتساع الشاسع بلا حدود ! ... ترى لما ذاك الوصف المناقض ؟! لكننا رغم ذلك لا نحاول أن نكسبها اتساعاً بآمالنا وطموحنا .. بل على العكس نزيد ضيقها حتى نكاد نختنق بين جنباتها .. بتلك الهموم التي أصبحت كالجبال الرواسي على الأكتاف .. فأعيت كاهلنا .. وأتعبت قلوبنا .. فيا ترى لما كل ذلك الضيق والألم ! .. ومن أين أتى ؟! ألفقدان السعادة الدنيوية ؟! أم لافتقاد الراحة الإيمانية ؟! تساؤلات كثيرة تدور في خاطري .. فأفر من حيرة التساؤل إلى متاهة الجواب .. فيأسرني سؤال آخر .. ترى أين ذلك الإنسان العاقل الفطن الذي لا تعيقه تلك التساؤلات.. ويقف وقفة صادقة جادة مع نفسه .. يحاسبها .. يلومها .. يعاتبها .. يقومها بقول مالك بن د ينار: (( رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا، ثم زمها، ثم حطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً )) ما أعظم تلك الكلمات لو يجعلها الإنسان دوماً نصب عينيه.. وكم أتمنى أن أكون ذلك الإنسان .. فأمضي في دجى الأزمان .. لأسعى لتحقيق تلك الأمنية .. لكن فجأة وفي منتصف الطريق .. أتوه ولا أدري إلى أين أمضي !! ثم أقف لحظة مع نفسي .. فإذا بقدماي تغوص في أوحال الهموم والأحزان .. والحيرة والآلام .. فتعيق سيري وأعجز عن إكمال الطريق ... فيتعالى صوتي .. تُرى كيف أمضي ؟ وكيف لي النجاة من تلك الأوحال ؟ ألتفت يمنةً ويسرةً لأبعث عن معين لينتشلني من تلك الأوحال .. لكن أين هم (( الإخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) .. فأين هو ذاك الخليل التقي المعين ؟؟؟ فما أقسى أن يمضي الإنسان دون عزيمة .. فتتخطفه الأوهام .. وتتقاذفه الأحزان .. ويهوي به هواه .. وما ذاك إلا للغفلة والابتعاد عن طريق التقوى والصلاح .. (( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور )) .. وتزداد القساوة عندما يمضي وحيداً أسيراً دون رفيق و معين.. فما أشد حزني لابتعادي عن رفيقة دربي .. وشمعتي المضيئة .. مؤنستي في سيري .. فقد غدت هي في واد وأنا في واد آخر .. فما أصبرك يا قلبي الصغير لرحيل الساكنة من جنباتك لتغدوا خاوياً .. وما أقواك على تحمل جرح الغربة والابتعاد ..

لكن بالرغم من وعورة الطريق .. وقسوة الظروف .... وبالرغم من تمزق القلوب .. وانحباس الدموع ... وبعد الرفيق... بالرغم من الحزن والألم .. عندما نتذكر قوله: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنهُ هو الغفور الرحيم )) .. فتنشرح الصدور .. وتتلاشى الهموم .. وحتماً ستنقشع غيوم اليأس .. لنبصر خلفها الأمل .. الأمل القريب بلقاء الرفيق المعين ..والناصح الأمين .. الذي يعاتب إن قصرت .. ويوجه إن أخطأت ... ويسعد إن أصبت .. وسيضيء الطريق أمامنا عندما نحمل ذلك المشعل الوضاء .. مشعل الإخاء .. فيقهر الظلمة ... وينشر إشعاعه بكل إصرار .. ليرافقني ويؤنسني في طريقي حتى أحقق ما أصبوا إليه .. ويسير قاطعاً تلك الأميال بيننا .. حاملاً لي أصداء صوتها بصدق الإخاء ... متعالياً في كل الأجواء... (( أن أمسكي فتيل إخانا رغم قتامة الدلجة .. وأشعليه في كل الطرقات ... إيماناً ونبراساً يهدي الحائرين )) .. فتتردد تلك الأصداء بين جنبات قلبي الحزين .. فتشرق سعادتي .. وأمضي بكل همة وإصرار على طريق الإخاء ... حاملة المشعل الوضاء بنور التقوى .. والتوكل على الإله .. لأقهر الظلمة .. وأقتلع تلك الهموم .. وأزيل عقبات الأحزان والآلام من طريقي ومن كل طريق .. حتى أصل إلى نهايته .. لأحقق تلك الأمنية ... فأسعد براحة لا مثيل لها بإذن الواحد الأحد .. وتقر عيني برؤية رفيقة دربي ... وأخيتي في الله ... تحت ظل عرش الإله ... هناك في تلك اللحظة... ( عند أول قدم نضعها في الجنة ) ....






تحياتــــــــــــي
منقول000000000

 

 

 توقيع الحساوي :
الحساوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد