![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 41 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 42 |
طرفاوي نشيط
|
![]() يا ريت فعلاً تأتي بمعنى العرف اللي يقصده العلماء في هذا المجـال !!!!
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 43 |
كاتب قدير
|
![]() باسمه تعالى السلام والتحية الطيبة .. أرحب أخرى بك يا بن تيماوية وأرحب بابن الشهيد وجرح الفؤاد ... أثناء قراءتي لمشاركتك – يا بن تيماوية - تبين لي غموض المصطلحات ، إضافة إلى تكرارك لشرح سبق وأشرت إليه ..فانقدح لدي عدة مداخلات طويلة جداً أرجو أن يتسع صدرك لها وصدر القارىء : 1ـ أشرت إلى قضية المتاجرة بالآلات الموسيقية ، ماذا لو كان شراء هذه الآلات الموسيقية واقتناؤها للاستعمال المحلل ، كالإنشاد والعزاء كما هو حال بعض الاستديوهات الإسلامية لرفع الكلمة الحسنة والإنسانية .. إن في كلامك رائحة التحريم في قضية المتاجرة على رأي السيدين .. هل بإمكاننا تشبيه الآلات الموسيقية بآلة التلفاز والدش في بيعه واستعماله كل بحسب جهته ونواياه أم لا ؟ 2ـ تعود أخرى لتخلط بين الآلات الموسيقية إلى لهوية ومحللة ، بالرغم من أن عصرنا هذا لا خلط ، فكل الآلات تستخدم في الغناء المحرم ، ويأتي فئة لتعيد توظيفها في المحلل فهي في الأساس ابتدأت بالغناء لدى أهل الفن ، فعلى سبيل المثال : آلة البيانو والتي يطغى استخدامها في العزف البطيء والهادىء الرومانسي والكلاسيكي ، بإمكان أهل الفن توظيفها في عزف لهوي محرم كما وقد أشرت لك . # أما بشأن شرح المصطلحات ، فلم ألحظ وضوحاً عميقاً لا فنياً ولا فقهياً .. إنما هو إعادة نفس أساليب الرسائل العملية في غموضها – وللأسف - .. كان الجزء البسيط جداً منها واضحاً ، وكان لي مداخلات مع الأغلب : أولاً / الغناء : قلت إنه هو : الكلام اللهوي المؤدى بطور مجالس اللهو والطرب . لقد حصرت الغناء هنا بنوعية الكلام ، والأداء ، وطور أهل اللهو .. ولم تدخل الموسيقى ، واللحن .. وأقول : هل كل كلام لهوي – مع عدم تحديد جهة لهويته - هو غناء ؟ هل كل أداء يؤدى في المجالس اللهوية ، أو يؤدى على طريقتهم هو غناء ؟ وبالتالي هو محرم .. لو تحدد مصطلح (مجالس اللهو) لاتضح لدينا أن المجلس نفسه عبارة عن عوارض محرمة اندست مع الغناء فحرم لأجل ذلك ... بمعنى أن المجالس هذه هي بحد ذاتها من أدخلت الحرمة .. فقد يكون هناك لحناً وأداءً وغناء لا يجر إليه هذه المجلس – بالنظرة الفنية - .. لكن مع تداخله مع ما يعمل في المجلس حرم .. هناك أداء للغناء جاد وفني وفيه رقي بالصوت والفن .. فهل يحرم هذا بحد ذاته ؟ هناك ألحان فنية رائعة يتأمل فيها السامع ولا يملك إلا الإعجاب والأنس والانسجام وكل بحسب استجابته ، فهل يحرم هذا ؟ هل كل رقص يحرم لأنه صد عن انسجام معين مع الأغنية ؟ بغض النظر عن أنه صدر مع مجموعة رجال أم نساء أم باختلاط ؟ هل عناصر الغناء ( الموسيقى ، الأداء ، اللحن ، الكلام ( قد يكون فاحشاً وباطلاً ، وقد لا يكون ) ) تحرم لو عزلناها عن مجالس اللهو والطرب ؟ فإذا كان المعول لدي الفقهاء هو اللهو والطرب المناسبين ، ماذا لو تكونت الأغنية من دون هذا الظرف ؟ ماذا لو أعدنا ترتيب الأداء واللحن بحسب المقامات الفنية المشهورة ، هل يحلل الغناء أم يحرم ؟ هل كل لحن يقدمه أهل اللهو ، يحرم البتة استماعه لأنه صدر منهم أو قيل في مجالسهم ، بغض النظر عن مدخلية اللهو والطرب فيه ؟ وسأسلك أخيراً : ما شان الجلوات الشعبية في الأعراس والتي معظمها كانت أغانٍ عراقية أو سورية ؟ ثانياً / الطرب : بالنسبة للطرب ، لي مداخلة هنا فأنت قلت : عندما يستمع الإنسان لإنشاد مثلاً ، فإنه يأنس ، وقد يرقص طرباً وانسجاماً ، وقلت إن هذا حرام .. تعلم أن الرقص هو استجابة وردة فعل نفسية وجسمية معاً لتفاعل الأذن مع ما يسمعه .. وهذا الرقص قد يكون لإيقاع اللحن – وهو الغالب – أو للكلام أو فضاء اللحن والأداء أو غيره .. فهل يحرم الرقص لذات الرقص بكونه انسجاماً بعيداً كل البعد عن اللهو واللعب المحرم .. صادراً من المستمع لوحده مثلاً .. خروجاً عن صدوره في اختلاط أو مع مجموعة .. ألم تقل في بداية تعريفك للمصطلح بأن الطرب لا يحلل ولا يحرم لذاته أنما لربطه بمجلس اللهو واللعب .. إن الطرب والانسجام له صور عديدة .. كالترديد وراء الكلام أو الدندنة به أو هز الأطراف أو مد الصوت أو غيره من الصور ... هل هذه هو الرقص المحرم ؟!!! أم ماذا ؟ فإذا صدر فعل طرب وانسجام وكان بعيداً عن اللهو واللعب المحرم فهل يحلل ؟ فما هو معوّل الحرمة لو صدر مني أي نوع من الانسجام والطرب مع ما أسمع وكونه بعيداً عن مجالس الفجور واللعب واللهو ؟ ماذا لو استمعت لغناء أدي في مجالس استماع فقط .. أي غير لهوية ، واستمعته دون إطراب محرم لردة فعل ، هل يجوز ؟ إن إيضاحك للطرب سطحي بهذا ... ويبدو لي .. أنه الخفة التي تولده عناصر الأغنية ( خاصة الأداء المتغنج والإيقاع الماجن ) بحيث تشد المستمع لارتكاب محرم أو تصوره أو معايشته بأي صور من الصور ... وهو فعل انسجام يختلف من شخص لآخر حسب تقييمه لما يسمع ... وحسب معايشته ... أما مطلق الانسجام والتأمل والأنس فأراه من الطرب السطحي ( هذا رأيي أنا ) ولا أدري ما تقييمه فنياً أو فقهياً ؟؟!! ثالثاً / الترجيع : لم أفهم إيضاحك لهذا المصطلح علماً أن له دخل في الصوت وأدائه مع اللحن والكلمة بحسب الممدود التي يفرضها اللحن أو إيقاع اللحن والكلمة أيضاً .. وهو مرتبط بأداء المغني ما يخلق جواً فنياً رائعاً للحن والأداء ، وهو بمثابة قمة اللحن وذروته واستراحته المنطلقة معاً ... وقد بدا لي أنك خلطت أمور كثيرة هنا بسبب عدم تحديد لهذا المصطلح وأدخلت اللحن والغناء . رابعاً / الآلات المحرمة : لقد أوضحت أن رأي السيد السيستاني هو في توظيف الآلة وليس فيها ذاتاً .. وأن تقسيمه في آلات محرمة وآلات محللة راجع للمتاجرة تارة وراجع للطابع الأغلب في الاستخدام رغم الاختلاف الفني في هذا الكلام . ودخول رأي الشيخ الخزعل والدهنين لم يأت بجديد على ما قلته أنت ووضحته من رأي السيدين .. فأخذت تكرر وتعيد .. لكني استغربت من إتيانك بأن آلة البيانو هي محرمة لدى السيد الخوئي علماً أن المعروف لديه آلات محددة قديمة كالعود والطبل والمزمار على اعتبار توفر نصوص موجهة في رأيه بحرمتها .. لكن السيد يبيح لو استمعت إليها على نحو غير مباشر كالتي تخرج من الأورج ، وحتى لو شك المكلف أنها صدرت من الأورج أو مباشر فيرى الحلية ... الآن هناك في برامج كمبيوترية آلات موسيقية حية ، يربط مهندس الصوت بجهاز ثم يعزف الآلة وكأنه حية ، لا أدري ما رأي السيد الخوئي في ذلك ؟ ... أما رأي الخوئي في الآلات الحديثة فهو حسب الاستخدام .... # ردود أخرى : مداخلة ابن الشهيد يحفزني على تقسيم الغناء الآن إلى لهوي ولعب ، وإلى جاد فني .. وقد تختلط أغلب الأمور أحياناً بين هذا وذاك بسبب طغيان اللهو واللعب على المغنين ومجالسهم وأجوائهم الباطلة ... فنحن نسمع عن أداء لإنشاد ديني يؤديه مغنون بأداء جاد فني راقي ، وقد تنسجم مع الأداء واللحن والكلام وتتأمله بطريقة لا شائبة فيها ، فما معوّل التحريم ؟ ماذا لو كان حكم أهل الفن بأغنية كان ذوقاً خاصاً به ، بمعنى أن المكلف قد يشخص الأغنية تشخيصاً مختلفاً عن أهل الفن ؟ ... هذه ردود وتعليقات عابرة في شرحك للمصطلحات ... وأنا أرى لكي تتضح المصطلحات هذه لابد من إرجاعها إلى ثلاثة أمور : اللغة ، أهل الفن ، الفقه ... وبذلك تزال العقدة والغموض فتتضح للمكلف الرؤية الشرعية لمسائل الغناء ... وسأنضم بمشاركة فيما بعد عن شرح هذه المصطلحات على ضوء قراءة العلامة الفقيه الفضلي (حفظه الله ) ... وشكراً .... ابن المقرب
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 44 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
أخي ابن المقرب شكرررررررررررررررررا جزيلاً لمناقشتك الرائعة ياليت لو تدلني على الكتاب .
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 45 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 46 |
كاتب قدير
|
![]() مرحباً مجدداً ...
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 47 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 48 |
كاتب قدير
|
![]() أهلاً بك مجدداً يا بن تيماوية .. وتحية طيبة للقراءة العزاء المتابعين ..
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 49 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 50 |
كاتب قدير
|
![]() أخي ابن تيماوية ..
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 51 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 52 |
كاتب قدير
|
![]() نرحب بعودة ابن تيماوية ، وإرجاع المياه لمجاري الحوار والنقاش ..
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 53 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم اخواي الكريمان ابن تيماويه و ابن المقرب أتمنى منكما الآن أن تقفا عن السجال وتعيدا قراءة ما كتبتموه من جديد ( مكانك سر ) هذا ما بدأت أجده في حواركما الجميل الشيق أخي ابن المقرب حتى لايطول إنتظاري ضع كتاب مولاي الشيخ الدكتور
ودعنا نلقي جميعا عليه نظرة ودع الجميع يتطلع على جميع ذلك التسطير الجميع من خط مولاي الشيخ .
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 54 |
طرفاوي نشيط
|
![]() بسمه تعالى شأنه
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 55 |
مشرف سابق
|
![]()
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 56 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() أخواني الاعزاء
أشكركم من كل اعماق قلبي على ما قدمتموه من نقاط رائعة تثري الموضوع بالكثير من الفوائد واتمنى ان توفقون وتقدمون المزيد واحب ان اضيف تعليق بحكم اني قريب جدا من تخصص الموسيقى والتوزيع والانشاد احب أن اطرح رأيي القاصر بالنسبة لقصيدة اتعبتني قصيدة جميلة وبسيطة بالشكل اما المضمون فهي جدا راقية وسأتحدث من جهة تخصصي :: بالنسبة للتوزيع الموسيقي فتوزيعها جدا بسيط كما ارى ويراه اصحاب التخصص الموسيقي اما بالنسبة لأداء الرادود فهو من اعطى قوة للقصيدة وخاصة في نظر الكثير ان التوزيع كان ضعيفا من حيث الشكل ومن حيث التركيبات للالات كالالات الايقاعية والالات الصولو ... وفي الحقيقة ان الشيخ حسين الاكرف حفظه الله حاول جاهدا مراعاة الاحكام الشرعية سواءا للتوزيع الموسيقي والالات كي لاتتكر معه قضية الاصدار الموسيقي الاول والذي كان من نصيب حسام يسري في التوزيع والذي اثار جدلا كبيرا في الوسط الموسيقي الاسلامي فمن وجهة نظري القاصرة ان لايوجد اشكال عليها وقد اسمعتها الكثير من ذوي التخصص وهم يوافقونني نفس الفكرة ... اما بالنسبة للالات الموسيقة المستخدمة فهي بالنسبة لما يتبعه الشيخ حسين الاكرف في تقليده فهي لدى السيد القائد جائزة ان كانت تستخدم بشكل لايناسب اهل الطرب واللهو ما عدا الة المزمار لانها اول الة عزف بها الشيطان وهو فرحا لما سول لنفس نبي الله ادم عليه وعلى نبينا واله افضل الصلاة والسلام... أما بالنسبة للسيد السيستاني فلا استطيع ان اجزم لاني لم ابحث بحثا كافيا فكل ما اعرفه عن طريق مقلديه هو ان جميع الالات حلال ما عدا المزمار واما بالنسبة للعود والقانون فهي حلال ان كانت تستخدم عن طريق الكيبورد والمسماة بالآورج او برامج تقدم نفس الصوت الطبيعي اما الالة الحقيقة فلا استطيع ان افتيكم فيها .... وفي الحقيقة كنت اتمنى من الشيخ حسين ان يتوجه لموزعين موسيقين شيعة لأنهماكثر كفاءة بالنسبة للتشخيص وخاصة في لبنان ولعل الكثير قد سمع او قرأ لأسماء الموزعين الشيعة في لبنان كالاسطورة أحمد همداني واسامة همداني وايمن همداني والسيد علي الموسوي والمهندس حسن غملوش واضيف اسما لأحد الموزعين الموسيقين من اخواننا السنة الا وهو رضوان نصري فكما وصلني اخبار عنه انه من محبي اهل البيت وله توزيع لاحد اعمال باسم الكربلائي ومن ضمن احد قصائده (ترى سر الاله ) وله مقطع موسيقي مشهور مدموجة بكلمة للسيد حسن نصر الله مقطع (لقد وصلتني رسالتكم ......) ومن هنا اتمنى تشركو معكم اهل التخصص فلدينا الكثيرمنهم في البلد واتمنى لكم الموفقية واتمنى اني لم ازعجكم ... رووووووووووح الأمــــــــــــــــــــــل
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 57 |
كاتب قدير
|
![]() ماذا لدينا بعد ؟
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 58 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() اخي العزيز ابن المقرب
اشكرك على التعليق واتمنى لك التوفيق وساتبع رأيك واطرح كل الاراء الموجودة لدي عرض الحائط فأنت الأصح ...... نسألكم الدعاء
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 59 |
كاتب قدير
|
![]() قراءة في كتاب ( الغناء ) للدكتور الفقيه العلامة : عبد الهادي الفضلي هذه قراءة تلخيصية مختارة للبحث الفقهي الاستدلالي الذي قدمه العلامة الفضلي عن ظاهرة (الغناء : حقيقته وحكمه ) .. وقبل البدء ننوه إلى أمر مهم ، وهو أن من يقوم بتلخيص أبحاث الفضلي يجد صعوبة وحيرة ، فبحوثه ومقالاته مصاغة بإسلوب قوي ومركز ، ومرتب ومنظم بطريقة تجعلك تقول بأن هذا البحث بحد ذاته هو خلاصة الموضوع .. وهذا مما تميز به الشيخ ، حيث عمق التحليل والاستدلال ، ومنهجية الطرح والإسلوب ، لكننا حاولنا قدر المستطاع اختيار الأجزاء التي نظن بأن فيها الفائدة ، وأن كنا نشجع كثيراً القراء بقراءة الكتاب الأصلي ففيه الفائدة الأفضل . في البدء ، قسم الشيخ دراسته لظاهرة الغناء كالتالي : 1) الغناء في دراسات الفقهاء . 2) تاريخ الغناء وحقيقته . 3) التعريفات اللغوية والفقهية . 4) حكم الغناء والروايات . 5) مستثنيات الغناء . وسنأتي على هذه العناصر بما يخدم قراءتنا . أولاً : الغناء في دراسات الفقهاء . عني الفقهاء المسلمون بموضوعات الغناء بدراسات مستقلة وغير مستقلة ، وقد ضمنت تحت عنوان ( المكاسب المحرمة ) على اعتبار أن الغناء من الأفعال المحرمة ، وقد عد الشيخ (14) دراسة مستقلة عن الغناء قديماً وحديثاً . ولعل أهم مصدر فقهي إمامي يرجع فيه في موضوع الغناء ، كتاب ( المكاسب للشيخ الأنصاري ت1281هـ ) إضافة إلى شروحات الكتاب وحواشيه من العلماء . وأهم هذه المصادر والشروحات وأوسعها كتاب ( المكاسب المحرمة لروح الله الخميني ت 1409هـ ) . ثم تحدث الشيخ عن سبب وضعه لكتابه ، أنه كان استجابة لسؤال طرحه أحد المؤمنين ، ثم أعاد النظر فيه ووسعه فكانت الدراسة . ويقول الشيخ في هذا الصدد : (( تاركاً أمر التطبيق لهم ، لأنه تكليف شرعي يعمل فيه المجتهد وفق اجتهادة ، والمقلد حسب تقليده ، وما تنكب الصراط من سلك سبيل الاحتياط )) ص10 . إذن هذه دراسة فقهية ، وليست دعوة لاتباع رأيه من قبل المؤمنين ، لأنهم ملزومون بالتقليد حسب ما جاء في تعبير الشيخ الفضلي السابق . ثانياً : تاريخ الغناء وحقيقته . عرف الإنسان الغناء ما قبل التاريخ ، حيث استعمله كوسيلة تعبير عما يعتريه من حزن أو فرح ، وكان كلاماً منظوماً يحدو به على راحتله ، أو يشدو به راجلاً في سفره ، أو يتلهى به العامل كالفلاحة أو الرعي ، أو ما يهزج به الأهالي لأفراحهم ، وما يكرم به العظماء ، وهذه البدايات للغناء لم يفرق فيه الناس بين ضيق الحياة والعيش وانفتاحه وازدهاره .. لكن عندما قامت الدول وأترف الملوك بزهوهم ولهوهم ، وأعدت الدور الخاصة (بيوت الغناء) والمسارح والملاعب ، بما حول الحياة إلى دنيا لاهية حيث مضيعة الوقت عن جدية الحياة وفائدتها ، فصار الغناء وسيلة كسب عبر بيع المغنيات والدخل المادي للمغنية ، فتمثلت ظواهر جديدة في الغناء ، منها : # غناء التسلية والترويح . # غناء التلهية وكسب المال . # بيوت الغناء المعدة للهو والكسب . # مجالس غناء لأجل اللهو واللعب . وقد سجل المؤرخون حوادث كثيرة عن عالم اللهو والغناء خاصة في العصرين الأموي والعباسي بما يخزي نقله ، وبما يتعفف اللسان والقلم عن ذكره ، وهذان العصران هما عصر تناقل الروايات الشرعية في شؤون الغناء ، ويساعدنا على الكشف عن مفهوم الغناء في ذلك الوقت نظرياً وتطبيقياً . وفي هذا السياق أورد الشيخ منقولات وشواهد على ذلك تحدث فيها عن مجالس الغناء والطرب وعن تأثر العرب والمسلمين بالأمم المجاورة من حيث بدء انتشار شعر الغزل ثم المنادمات والجواري والمغنيات وبيعهن والتكسب بهن ، وما يحدث في المجالس من محرمات ولهو ، حتى عد فنا من الفنون وضعت فيه الألحان والطرق . ويسأل الشيخ بعدها : ما حقيقة الغناء ؟ فيجيب إلى أن النصوص الشرعية لم توضح مفهوم الغناء بما يكشف عن حقيقته ويحدد ماهيته ، بسبب أن الغناء ظاهرة اجتماعية تتطور وتتسع وتتغير بحسب الزمان والمكان والعرف والذوق . فالغناء ليس عند العرب فقط ، إنما هو عند الأمم وعند أهل اللغات كلها . ولقد توصل الفقهاء إلى حقيقته ومعناه عبر الوصول إلى القدر الجامع لمعناه . فلم يجد الفقهاء إلى التعريفات اللغوية لتحديد الفهم . ثالثاً : التعريفات اللغوية والفقهية . استعرض الشيخ تعريفات لغوية كثيرة متتالية ومتدرجة ، بدءاً من أبي علي القالي ت356هـ ، حتى البستاني 1301هـ والمعاجم الحديثة الفنية . وهذا الاستعراض يعد جهداً رائعاً حيث يتتبع عبر التعريفات الإضافات التي لحقت بمفهوم الغناء لغوياً واجتماعياً وأحياناً فنياً من مصادر فنية علمية . ولن نأتي بهذه التعريفات كيلا يطول بنا الملخص ، لكن سنكتفي بإيراد خلاصته . الغناء لغوياً ( الترنم ، رفع الصوت وموالاته ، ما طرب له ، إخراج الصوت بألحان وأنغام ، ...... ) وسنعرض تعاريف لغوية لشموليتها وأهميتها : في المعجم الوسيط : التطريب والترنم بالكلام الموزون وغيره ، يكون مصحوباً بالموسيقى وغير مصحوب . في معجم الهادي إلى لغة العرب للكرمي : إخراج الصوت بأنغام وألحان مضبوطة بقصد البسط والارتياح ، وهو مثل الطرب ، إلا أن الطرب يكون فيه غناء وآلات ، أو يكون فيه آلات فقط . وفي الموسوعة الموسيقية لمحمد بوذينة : الغناء : صناعة في أداء الألحان المقرونة بالأقاويل الدالة على المعاني ، وهيئتها إما صياغة اللحن ، أو أداء اللحن . وفي موسوعة المورد للبعلبكي : الغناء : الشدو بكلمات منظومة تؤدى وفقاً للحن معين ، وبمصاحبة الموسيقى في الأعم الأغلب . إن صناعة الغناء عند الأمم تختلف باختلاف عنصرين : 1ـ عنصر اللغة وأسلوبها اللفظي وصلاحيتها للتلحين الموزون بالإيقاع ، أو التلحين المطلق المسرود . 2ـ ترتيب النغم الأساسية في مقامات الألحان . والغناء الشرقي أكثر تمسكاً في التلحين بدقائق الأصوات ، والأجناس الموزونة بالإيقاع . ثم يستخلص الشيخ بعد عرض التعاريف اللغوية والفنية . 1ـ أن التغني والترنم والترديد والترجيع والشدو والتنغيم والتلحين ومد الصوت ورفعه وموالاته ، كلها مصطلحات فنية تعطي معنى واحداً ، هو ( التطريب ) . 2ـ التطريب : طريقة أداء الأغنية وفق ما وضع بها من لحن . 3ـ الغناء : الصوت المسموع الملحن المطرب به حين الأداء . عناصر الغناء = النظم ( الشعر) + اللحن ( الصوت الإيقاعي المنظم) + التطريب ( أداء اللحن ) ويستدرك الشيخ : ولكن تعريفات اللغويين انصبت على الأداء الصوتي المسموع الملحن ، لأن النظم وحده لا يقال عنه غناء ، وكذلك اللحن وحده [ موسيقياً دون تطبيق الكلام عليه والأداء المطرب ] لا يقال عنه غناء ، ومثلهما النظم الملحن ، إذا لم يؤد بالصوت المسموع المطرب به ، لا ينطبق عليه الغناء , فالغناء لغوياً هو الصوت المسموع الملحن المغنى به وفق اللحن ، وهو التعريف اللغوي المشهور . ولقد أضاف ابن القوطية عنصر الإطراب ، وأضاف أبي البقاء اللهو واللعب . والنتيجة الأخيرة : 1ـ الغناء هو التطريب بالصوت المسموع الملحن . 2ـ الغناء هو التطريب بالصوت المسموع الملحن المطرب للسامعين . 3ـ الغناء هو التطريب بالصوت المسموع الملحن المطرب للسامعين وفي مجلس لهو . أما التعريفات الفقهية : ابتداء من المولي النراقي ، حيث عرف الغناء كالتالي : 1) الصوت المطرب . 2) الصوت المشتمل على الترجيع . 3) الصوت المشتمل على الترجيع والإطراب معاً . 4) رفع الصوت مع الترجيع . 5) تحسين الصوت . 6) الصوت الموزون والمفهم والمحرك للقلب . واعتبر النراقي رقم (3) هو أصدق تعريف . فتعريف الغناء لدى النراقي : الصوت المسموع المطرب به وما يصدق عرفاً بأنه غناء . ثم بدأ الشيخ يسرد تعاريف لفقهاء ، وسنتخار منها ، التعريفات التالية : تعريف روح الله الخميني : الغناء حرام فعله وسماعه والتكسب به ، وليس هو مجرد تحسين الصوت ، بل هو مده وترجيعه بكيفية خاصة مطربة ، تناسب مجالس اللهو ومحافل الطرب ، وآلات اللهو والملاهي . تعريف الخوئي : الغناء حرام إذا وقع على وجه اللهو والباطل ، بمعنى أن تكون الكيفية كيفية لهوية ، والعبرة في ذلك بالصدق العرفي . تعريف السيستاني : الغناء حرام فعله واستماعه والتكسب به ، والظاهر أنه الكلام اللهوي شعراً كان أو نثراً ، الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، وفي مقومية الترجيع والمد له إشكال والعبرة بالصدق العرفي . والنتيجة ، أن الغناء هو : 1ـ ما يصدق عليه عند أبناء العرف العام (المجتمع) أنه غناء . 2ـ ما يصدق عليه عند أهل العرف الخاص ( أهل الفن ) أنه غناء . 3ـ ما يقوم به أهل الفن في مجالس اللهو من غناء . 4ـ ما يتغنى بالكيفية اللهوية المتعارفة عند أهل الفن . 5ـ ما اشتمل على التطريب والإطراب مطلقاً سواء في حفل غنائي أو دونه . إذن الغناء = الكلام + اللحن + الأداء + الإطراب رابعاً : حكم الغناء . اتفقت فقهاء الإمامية على حرمة الغناء ، لكن اختلفوا فيه ، فهل الحرمة ذاتية أو عرضية [ أي بسبب خارج عن ذات الغناء ] ؟ فلقد ذهب الجمهور بالحرمة الذاتية على شهرة تقارب الإجماع . أما القول بالحرمة العرضية فذهب له علماؤنا المتأخرين ، واختلف هذا الفريق كذلك بالحرمة العرضية : 1ـ بسبب أداء الأغاني في البيوت المعدة لذلك ( مجالس اللهو والطرب ولما يحدث من محرمات شرعية أساساً ) . 2ـ أداء الأغاني على وجه اللهو المحرم . ثم تناول الشيخ الآيات التي استنتج الفقهاء والمفسرون منها حرمة الغناء ، وانطباق مفهوم (قول الزور ) و ( لهو الحديث ) على الغناء ، من عدمه . بعد ذلك عرض إلى مستثنيات الغناء ، وهي : الحداء للإبل ، والغناء في الأعراس بشروطه ، وقراءة القرآن والمراثي الحسينية . وهذه العناصر بإمكان المكلف الرجوع فيها لمرجعه ، لكن أشار الشيخ إلى نقطة مهمة ، وهي : لماذا استثني القرآن والمراثي ... وأشار إلى قضية اختلاف الأداء هنا وفق الغاية الموضوعة له ، ووفق طبيعة اللحن المؤدى . فما يختلف أمر قراءة القرآن والمراثي الحسينية هو الأداء ، وإلا فالمغني وقارىء القرآن والمراثي يستعمل نفس ( المقامات : أسس الألحان ) ، لكن طريقة الأداء وطبيعة الكلام والغاية تختلف هنا . انتهينا من عرض الكتاب ، أرجو أن وفقت في عرض ما أريد ، هذا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . وتقبلوا تحيات : ابن المقرب
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 60 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
شكرا لك أخي ابن المقرب على هذا النقل الرائع لكني اتمنى ان ارى الكتاب هنا على صفحة المنتدى علما أني قمت بالبحث في النت عن الكتب لكني لم أجده .
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|