![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() الحديث بين الجنسين
راعى المنهج الاسلامي الواقع الإنساني في تعاليمه وإرشاداته , وفي أوامره ونواهيه , ووضع أسسه وقواعده تبعاً لضخامة الواقع وثقله على المشاعر , وضغطه على النفوس , وصعوبة التخلي عن الملابسات والضغوط الناشئة من الحياة الواقعية للناس , المنبثقة من أحوال معاشهم وارتباطات حياتهم , وموروثات بيئتهم . ومن الظواهر الواقعية الرغبة المتبادلة في حديث جنس الإنسان إلى ما يقابله . فالذكر بطبعه يميل إلى محادثة الأنثى وبالعكس , وهذه الظاهرة لم يتدخل الإسلام في منعها ما دامت أحاديث بريئة خالية من الريب , وخالية من المقاصد السيئة , فمجرد الحديث لا محظور فيه , والإسلام لا يريد الإنكماش والإنزواء للجنسين , بل يريد تهذيب الحديث بعد تهذيب النوايا الدفينة في الخواطر والمشاعر , لتكون نوايا طيبة صالحة , تتجسد في القول والعمل والحركة لبناء الإنسان والمجتمع . والحديث بين الجنسين كان أمراً شائعاً في بداية عصر الرسالة الإسلامية , ولكن الطابع الغالب عليه هو الطهر والعفاف , والبحث عن الأساليب والوسائل والطرق المؤدية إلى بناء الإنسان والمجتمع وإيصاله إلى قمة التكامل والسمو . فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحدث مع النساء مبيناً لهن مفاهيم الاسلام السامية , وكان يجيب على أسئلتهن وإن كانت تتعلق بالمسائل الجنسية , وكانت المرأة توقفه في الطريق لتتحدث إليه أو تسأله فيما تحتاج لمعرفة أسس وقواعد العقيدة والشريعة . ولا ننسى خطب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وخطب سيدتنا زينب عليها السلام للرجال . الرجل والمرأة متساوون في تحمل مسؤولية الإصلاح والتغيير ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) , ولا تتم هذه المسؤولية إلا بانطلاق الجنسين لإبداء وجهات النظر والنصائح . لم يجعل المنهج الإسلامي المرأة حبيسة دارها والإنزواء في ميدان النساء دون إكتراث لما يجري في المجتمع من أحداث , بل دعا إلى تكاتف الرجال مع النساء لإنجاح مهمة الإصلاح والتغيير وبناء المجتمع بناءا حضارياً شاملاً لجميع جوانب الحياة , وجميع مرافق المجتمع . الإسلام لم يحرم الحديث بين الجنسين مادام واقعاً في أجواء العفة والفضيلة والمساهمة في حمل أعباء المسؤولية , وإنما حرّم الحديث المؤدي إلى الفتنة وإثارة الشهوة , وحرم جميع ألوان الحديث غير البريء والمنطلق من خبث السريرة وسوء النية . أما الأحاديث التي لا تتعلق بأمر نافع أو ضار , وهي على حد سواء , كالحديث في أمور عامة وظواهر سطحية , فإنها وإن لم تكن محرمة إلا أن المنهج الإسلامي لا يحبذها ولا يشجع عليها , لوقاية الجنسين من بعض الأثار السلبية المترتبة عليها في حال الاستمرار . وهكذا نفهم أن الحديث بين الجنسين وإن كان مباحاً في الأمور العامة إلا أن التقليل منه محبب ومرغوب , إلا في الأمور الاضطرارية التي يتحقق عليها تحقيق بعض المنافع والمصالح لكلا الجنسين أو للمجتمع الإنساني . أما أحاديث الحب والغرام والتي تثير العواطف والمشاعر وتهيج الشهوة فإنها محرمة لأنها تؤدي إلى الممارسات المخالفة للعفة والخلق والفضيلة , ولا يحق الحديث إلا بحدود تبيان الرغبة في الزواج . قال تعالى : وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ 235 ( سورة البقرة ) والتعريض هو الكلام الذي يحتمل الزواج وغيره والتصريح فهو أن يخاطبها بم لا يحتمل غير الزواج . وخلاصة القول :إن المنهج الإسلامي لم يحرم الحديث بين الجنسين , بل قيّده وهذّبه ليكون نافعاً خالياً من الريبة والفتنة والإثارة .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() شكرا أخي ابوغريب على الموضوع الاكثر من رائع ..........
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
مشرفة النقاش والحوار الجاد
|
![]() تحية طيبة لك اخي ابو غريب ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() بارك الله فيك على طرح الموضوع
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
طرفاوي مشارك
|
![]() تحيه طيبه لك اخ بو غريب واشكرك على طرح الموضوع
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|