العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > المركز العلمي للدراسات والأبحاث




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 13-02-2003, 03:42 PM   رقم المشاركة : 1
بنت الحزب
طرفاوي بدأ نشاطه





افتراضي الطب الصيني والطب الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد إقبال شباب المسلمين على دراسة الطب الغربي والتخصص فيه فقد الطب الإسلامي الوارد في الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث الأئمة (عليهم السلام) بريقه في نظر البعض وخصوصاً في نظر الأطباء الذين لم يتابعوا أخبار الطب الإسلامي ولم يبحثوا فيه، بل لدى كثير من المثقفين الذين اقتصرت ثقافتهم على الطب الحديث ولم ينظروا في الطب الوارد عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام).

والمؤمن منا ليحار في التوفيق بين الحقائق والنظريات التطبيقية التي جاء بها الطب اليوم ومصاديق ذلك في ما حققه من شفاء أو تحسين الكثير من الأمراض وما قدمه للبشرية من منهج إنقاذ من أخطر الأوبئة… يحار في التوفيق بين هذه المضامين وبين ما يقرأه من تفسيرات ونظريات ووصفات ترد في طب الإسلام المنقول في كتب الأحاديث المعتبرة.

فمثلا يقرأ المؤمن ما ورد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) الطبائع أربع: فمنهن البلغم، وهو خصم جدل، ومنهن الدم وهو عبد وربما قتل العبد سيده ومنهن الريح وهو ملك يداوي، ومنهن المرة، وهيهات هيهات هيهات هي الأرض: إذا ارتجت ارتج ما عليها.

فيحار في تفسير بعض هذه المصطلحات ولا يفهم من البلغم سوى أنه مادة تفرزها الغدد المخاطية وتظهر عادة في الإختلاطات التنفسية أما أن يكون البلغم طبيعة فهذا أمر لم يرد في الطب الحديث. وكذلك الدم لا يوجد في الطب الغربي ما يفسر تحول إلى طبيعة إنسانية.

وهكذا إذا نظرنا إلى الريح والمرة والأرض فهي مفاهيم غريبة على التصور الغربي الطبي الحديث ولا مكان لها في الفيسيولوجيا العصرية.

وإذا جئنا إلى الأخلاق والطباع من طريق ثان لاكتشفنا أنها تستقر في أعضائنا الداخلية وأحشائنا! ورد في الحديث عن البزنطي عن أبي جميلة عن أحد الأئمة (عليهم السلام) قوله:

( إن الغلظة في الكبد، والحياء في الرئة، والعقل مسكنه القلب). وقد مر علينا في الآداب عبارة أن شخصاً يكون غليظ الكبد ولم يمر علينا أنه حيي الرئة! لكن مر علينا قوله عز من قائل: ( ولهم قلوب لا يعقلون بها ) فنسب العقل إلى القلب، لكن كم من التفاسير استوعب هذا المفهوم وكم اختلف العلماء والدارسون ليتوصلوا إلى أن العقل في القلب وليس في المخ! وكم من الناس آمن بها لأنه يؤمن بقول الله (عز وجل) وكلامه ولم يكن ذلك إيمان وعي وإدراك.

كل هذا سببه اختلاف المفاهيم بين الطب الحديث وطب الإسلام وهكذا طب الصين.

عن محمد بن شاذان البرواذي، عن محمد بن محمد بن عبد الحارث السمرقندي عن صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم بن ادريس عن أبيه عن وهب بن ضبه أنه: وجد في التوراة صفة آدم، حين خلقه الله وابتدعه، قال الله عز وجل: إني خلقت آدم وركبت جسده من أربع أشياء ثم جعلتها دائرة في ولده، تنمي في أجسادهم، وينمون عليها إلى يوم القيامة، وركبت جسده حين خلقته من رطب يابس وسخن وبارد، وذلك أني خلقته من تراب وماء، ثم جعلت فيه نفساً ورطوبته من قبل الماء، وحرارته من قبل النفس، وبرودته من قبل الروح. ثم خلقت في جسده، بعد هذا الخلق الأول، أربعة وهن ملاك الجسد بإذني لا يقوم الجسد إلا بهن، ولا تقوم منهن واحدة إلا بالأخرى، ومنها المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم ثم أسكنت بعض هذا الخلق في بعض، فجعلت مسكن اليبوسة في المرة السوداء، ومسكن الرطوبة في المرة الصفراء، ومسكن الحرارة في الدم، ومسكن البرودة في البلغم. فأيما جسد عدلت فيه هذا الأنواع الأربع التي جعلتها ملاكه وقوامه، وكانت كل واحدة منهن ربعاً، لا تزيد ولا تنقص، كملت صحته، واعتدل بنيانه. فإن زدت واحدة منهن عليهن، فقهرتهن، ومالت بهن، دخل على البدن السقم من ناحيتها بقدر ما زادت، وإن كانت ناقصة ثقل عنهن حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز عن مفارقتهن. وجعل عقله في دماغه، وسره في كليته، وغضبه في كبده، وصراحته في قلبه ورغبته في ريته، وضحكه في طحاله، وفرحه وحزنه وكربه في وجهه. وجعل فيه ثلاثمائة ستين مفصلاً. أي شيء وأيّ مصدر في الطب الحديث يوافق أو يفسّر لنا كيف خلق الله آدم وأبناءه من أربعة أشياء (رطب ويابس وسخن وبارد) اللهم إلا طب الصين.

ثم ما هذه الموازنة التي تقوم أركانه المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم؟ فإذا اختلت، بأن السقم على الإنسان وإن اعتدلت، صحّ؟ الصينيون فسروا هذه المسألة في فسلجة طبهم تفسيراً منطقياً وذا مصاديق علمية وعملية وإن استخدموا في بعض الأحيان، عبارة (اليين Yin) و (اليانغYang) أما الغربيون فينكرون هذا الكلام جملة وتفصيلاً.

ثم كيف نفسر أن العقل في الدماغ وقد ذكرنا قبل قليل أنه في القلب والمصدر الإسلامي واحد في الحالتين، وما معنى أن السر في الكلية والغضب في الكبد والصراحة في القلب والرغبة في الرية والضحك في الطحال، والفرح والحزن في الوجه؟

هذا ما جانبت فسيولوجيا الطب الحديث تفسيره وتعرض له طب الصين تفسيراً علمياً واضحاً لا لبس فيه ولا تناقض. فإذا جئنا إلى المفاصل الثلاثمائة والستين، وجدنا متمماً لها في الحديث النبوي: عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن شعيب، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إن في بدن ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقاً: مائة وثمانون دماؤه متحركة، مائة وثمانون دماؤه ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، ولو تحرك الساكن لم ينم، فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أصبح قال: (الحمد لله رب العالمين كثيراً على كل حال ثلاثمائة وستين مرة، فإذا أمسى قال مثل ذلك).

فإذا انتقلنا إلى طب الصين، وجدنا الإشارة إلى أيام السنة وتقسيمها بما يرتبط بالأمراض وصحة الإنسان هي ثلاثمائة وستون يوماً. ووجدنا النقاط العلاجية التي توخز بالإبر في جلد الإنسان وهي ثلاثمائة وستون نقطة كأساس، أضيفت إليه بعد ذلك نقاط ثانوية قال الصينيون وغيرهم من الباحثين أنها من ضمن كشوف الأبحاث التشخيصية والعلاجية الجديدة. وهذه النقاط الستون وثلاثمائة موزعة على اثني عشر قناة تدور فيها الطاقة طبقاً للنظرية الصينية.

وعن بسام الضرير، أن نصرانياً سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن شيء من الطب، ثم سأله عن تفصيل الجسم، فقال(عليه السلام):

إن الله تعالى خلق الإنسان على اثني عشر وصلاً،… إلى أن يقول…وعلى ثلاثمائة وستين عرقاً. فالعروق التي تسقي الجسد كله، والعظام تمسكه، واللحم يمسك العظام، والعصب يمسك اللحم. ولو عدنا إلى العروق التي يشير إليها الطب الحديث لما وجدنا ثلاثمائة وستين عرقا ولا مفهوم لهذا الرقم فيه، والعرق من طبيعته أن ينبض، والنبض يحس كنقطة، فإذا أردنا انسجاماً بين النقاط الثلاثمائة وستين والعروق المساوية له في العدد، لم نبتعد كثيراً.

فهل لطب الصين صلة بطب الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وكيف كان ذلك؟



.......... للحديث تتمه

أعتذر على الإطاله

تحياتي

 

 

 توقيع بنت الحزب :
الطب الصيني والطب الإسلامي
بنت الحزب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد