قنَّاص الوقت
شعر: حسن الربيح
.
.
أَبا خالِدٍ، يَنأَى الزَّمانُ، ولا يَبقَى
وأَنتَ الَّذي تَلوِي عَلَى جَريِهِ عُنقا
بفِتنَةِ ضَوءٍ تُمسِكُ الوَقتَ ساعَةً
فتُوثِقُ شَمسًا سَرَّحَت لَونَها الأَنقَى
وتَقنُصُ في الصَّحراءِ أَروَعَ يَقظَةٍ
لتُخبِرَ أَنَّ الحُسنَ حَيثُ الَّذي تَلقَى
قُبَيلَ انتِفاضِ النُّورِ في مُقلَةِ النَّدَى
تُرِيشُ سِهامَ الضَّوءِ تَجتَرِحُ الأُفقا
تَهُزُّ الخُزامَى عِطفَها لَكَ خُلسَةً
لَعلَّ التِفاتًا مِنكَ يَستَنطِقُ العُمقا
وعَينُكَ فَخٌّ طائِرٌ يَتبَعُ القَطا
ليُوقِعَهُ لَكِنْ عَلَى لَمحَةٍ أَبقَى
فلَستَ وَلُوعًا بالدِّماءِ تُرِيقُها
ولَكِن إِلى صَيدِ الجَمالِ بنا تَرقَى
وكم مُقلَةٍ في النَّاسِ تَمشي، ولا تَرَى
وإِنْ نَظرَتْ سالَت مَطامِعُها الحَمقَى
وأَنتَ الَّذي تَمشِي، وكُلُّكَ مُقلَةٌ
تُشكِّلُ في الأَشياءِ فِتنتَها الأَشقَى
ومَن همُّهُ في الوَقتِ قَنصٌ، ومُتعَةٌ
يَرى جَبُروتَ الوَقتِ في كَفِّهِ رِقَّا
.
.
جلسة شهر رجب 1438هـ