يقال دايماً اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
وأنا أقول إن الصمت هي تلك اللغة العجيبة الغريبة التي لايفهمها الا من يجربها
خاصة اذا كان من يجربها ذلك الشخص الذي عادة ما يجد أن الكلمات لا تخونهُ
يجد نفسه يصول ويجول بين الحروف ينسل سيف كلماته ليحارب به معاركه النقاشية
ليكون الفارس المغوار في مضمار الحديث
ذلك الشخص الواثق الثابت المتكلم هو أكثر من سيشعر بهذه اللغة لغير اعتياده عليها
ولكن متى تصمت أيها الأنسان
تصمت عندما
يتغلغل سهم الحزن إلى جدران قلبك الصغير الرقيق ليمزق شيئاً منه عندها تجد كل
حروفك تبتعد لتخونك شر خيانة ذلك الحزن الذي تشعر معه بضيق الدنيا
مهما اتسعت ذلك الحزن الذي ينثرك يضيعك يهيمك بمجموعة من المشاعر المتشابكة
بين خيوط الألم والضياع عندها تقول لاتعليق لأن حزن الخيانة الفراق الموت والذل
أكبر وأعمق من كلماتي فالأكرم لي أن اصمت
تصمت عندما
يتغلغل سهم الفرحة إلى صميم قلبك ليبني حياة جديدة فيه عندها تجد كل حروفك
تقول لك سأسجن نفسي بين قضبان قلبك السعيد لأن تلك الفرحة ملأت الكون بنسمات
الأمل التفاؤل والحياة الحياة فصمتك مع قطرات دمعك عند اللقاء الشفاء
النجاح الولادة الوفاء والعزة هي الأبلغ للتعبير عن تلك الحياة الامتناهية
تصمت عندما
يتغلغل سهم الحب لأول مرة إلى قلبك بعبيره الدافئ قلبك الذي لايهزه اي نسمات
حبٍ عابرة لايهزه إلا نسمات حبٍ صادق هادف عفوي ثابت حبٌ جاء ليقول
أنا هنا وجودي بين غرف ونوافذ قلبك يصبح ويمسي وبين الوريد بدأ يضخ ويجري
حب تجد نفسك بوجوده بين لحظات من الخوف والأمان التردد والجراءة
الضياع والثبات السعادة والحزن تلملم الكثير من الحروف والكلمات
تجمعها لتنثرها في أوانها وفي تلك اللحظة المرتقبة يقال لك وداعاً أصمت
لأن تلك اللحظة قد حملتك على بساط من الورود إلى قمة يحلو معها الصمت
تصمت عندما
يتغلغل سهم الكره إلى قلبك لا اعلم إن كان منا من يصمت عند الكره أو الحقد
لأنني لم أجرب ذلك الشعور لأن قلبي لم يتسع له يوما فلا أعلم ما سيكون ردت فعلي
عندها ولكن هناك من يصمت في وجه من يكره ليقول له بنظرة ثاقبة أنت لاتستحق كلماتي
الصمت لغة الإنسان الواضحة الغامضة لغة الهدوء الرائعة ويال حاجتنا لهذه اللغة
في أحياناً كثيرة لنسترجع دقائق مرت بتفاصيل كثيرة ربما لم نلحظها في وقتها
أو لنراقب دقائق حاضرنا لحاجتنا للدقة والهدوء للتعامل معها
فما أصعب فهمك وتعلمك يا صمت
دمتم بحفظ الله
قلب الحنين