حفظ القرآن الكريم (سؤال وتعقيبات)

[منتدى السهلة الأدبي]

تعقيبات سؤال الحفظ في جلسة شهر رمضان

أقيمت جلسة المنتدى في جامع الإمام الصادق في 17 رمضان 1434هـ، من الساعة 10:30م ـ 12:15ص، وقد دار حوار حول أهمية حفظ القرآن الكريم وتجويده، بدأ السؤال من الأخ أحمد الربيح: سؤال محير .. لماذا يغيب في خطابنا الديني الاهتمام بحفظ القرآن الكريم وتجويده ؟

أولا: ينبغي الاهتمام بالحفظ والقراءة، ثم التدبر.
ثانيا: لا مانع من تدخل الدولة للتشجيع على الحفظ (في حدود)، وبأهداف نبيلة، والدعم المادي قد يكون حافزا.
ثالثا: لا ننسى دور القرآن وتأثيره على السلوك حتى في ظل تدخل الماديات.
رابعا: الأهم نشر ثقافة القراءة والحفظ، وأخيرا .. التدبر للقرآن في المجتمعات الإسلامية.
عبدالعال الصولان


..............................................
أولاً: الاهتمام بتعلم مخارج الحروف والألفاظ والتجويد واجب على كل شرائح المجتمع.
ثانيا: حفظ القرآن الكريم واجب على بعض الفئات (وليس بالضرورة كل أفراد تلك الفئات)، مثل: المراجع الدينية، والخطباء، وأئمة المساجد.
عبدالله العقيلي


...........................................
مداخلتي تتلخص في الآتي:
إن الآيات التي يحفظها محبو كتاب الله هي من قبيل الرسائل الإيجابية التي تختزن في العقل الباطن مكونة الأفكار لديهم، ثم تتحول تلك الأفكار إلى سلوك، ثم يتحول ذلك السلوك إيديولوجية، وعقيدة ينهجها في حياته.
تمت اﻹشارة إلى أن الحفظ ليس هو المطلوب فقط، بل المطلوب فهم القرآن، والوقوف على ما فيه من خزائن ومعارف، وخير ما نستشهد به هو موقف غالب بن صعصعة التميمي (والد الفرزدق) مع أمير المؤمنين عليه السلام حيث قدمه أبوه إلى الإمام علي قائلاً:" إن ابني هذا يوشك أن يكون شاعراً مجيداً، فقال الإمام عليه السلام : حفّظه القرآنَ، فهو خير له"، كما تمت الإشارة إلى أن اتحاد الحفظ، والعلم هو تمام المطلوب.
حسين البوصالح



................................................
يمكن تخليص مداخلتي في النقاط الآتية:
١- الجميع متفق على أهمية الاهتمام بتربية النشء عن طريق ربطهم بالقرآن الكريم، وما لذلك من قيمة في تعزيز تعلقهم بالهوية الإسلامية في عنوان من عناوينها .. إلا أن (الخلل) الحاصل في نتائج (تجربة الحفظ دون تدبر) يأخذنا لأهمية تلمس أسبابها؛ وذلك حتى لا يكون حفظ القرآن الكريم وسيلة لاستخدام آياته في الاستشهاد بها في غير مواضعها بدون تدبر.
٢- التركيز على حفظ القرآن الكريم بطريقة تلقينية تنشغل بالنص كما هو نص، ربما أسهم في أن يعيش الفرد حالة من إيهام الذات بعدم التقصير، وربما كان ذلك مدخلا من مداخل الشيطان.
٣- ندعو لاستثمار كل الطاقات المتوفرة لتعزيز حضور القرآن الكريم في الوجدان العام بنشر إتقان قراءته؛ تمهيداً لنشر مراجعة بيانه، والاستفادة من آياته في تدبر الحياة؛ وصولا لأسرار السعادة فيها؛ استرشاداً بالمحكم فيها؛ حتى لا يشعر المرتبط بالقرآن الكريم أنه يعيش معه منفصلا عما يحتاجه، وإلا أصبح حرصه على تدبره سلوكا عبثيا .. وهذه المسؤولية مشتركة .. !!
يوسف الشريدة



.................................................
تعقيبي على السؤال يتلخص في هاتين النقطتين:
١- قضية الحفظ هي تقليد أصيل في الثقافة العربية، وله دور مهم في تكوين (السليقة) المدرّبة .. وما زال الأدباء والمؤدبون يهتمون بتدريب الناشئة على حفظ الشعر، وحفظ الخطب العالية القيمة أدبيا؛ مثل: المعلقات، وخطب البلغاء .. وكان حفظ القرآن يأتي في مقدمة تكوين الطالب الناشيء ثقافيا وأدبيا ودينيا، كما أن حفظ القرآن الكريم قد دعا إليه القرآن ذاته، وقد تمّ نقلُ القرآن الكريم في الصدور حفظا .. قبل أن يدوّن في السطور كتابةً !!
٢- من المهم جدا الاهتمام بحفظ القرآن حفظا نوعيا (بطريقة أهل التجويد)، وإتقان أحكامه، والسعي إلى تشكيل وعي عام اجتماعي لإجادة قراءة القرآن وتجويده وحفظه، وضرورة اهتمام المؤسسة العليا المتمثلة في المرجعيات الدينية، والخطباء، وأئمة المساجد بحفظ القرآن وتجويده؛ لأن وظيفتهم لا تقوم دون ذلك، ويمكن أن نطلق على ذلك (الحفظ الوظيفي) إن صح هذا التعبير !
إذن الحفظ أمر ضروري بهذا المعنى: بمعنى تكوين السليقة المدربة .. !! وتشكيل الوعي الضروري .. !!
جابر الخلف


.................................................. ........
في كثير من آيات القرآن الكريم تدعو إلى التدبّر والوعي، وكأن الأصل هو التدبّر وإعمال العقل في آياته، وإذا كانت غاية الحفظ أن يتقن المرء القراءة تلاوة وتجويدا، فإن هذه الغاية تنتفي بمجرد الإتقان حتى وإن لم يحفظ.
ولا شك أن (الحفظ الوظيفي) الذي تمت الإشارة إليه ضرورة وحاجة لا يمكن الاستغناء عنها.
حسن الربيح

جلسة رمضان ـ 1434هـ