العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 30-04-2013, 12:48 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي سمات المشروع الفقهي عند العلامة الفضلي - صالح محمد الغانم

سمات المشروع الفقهي عند العلامة الفضلي

أرأيت من حملوا على الأعوادِ
أرأيت كيف خبا ضياء النادي

جبل هوى لو خر في البحر اغتدى
من وقعه متتابعُ الأزبادِ

ما كنتُ أعلمُ قبل حطِّك في الثرى
أن الثرى يعلو على الأطوادِ



سيكون الحديث في هذا المقال في نقطتين، الأولى عن حياة الشيخ عبدالهادي الفضلي (أعلى الله درجته)
والنقطة الثانية عن أهم ما تميز به مشروعه الفقهي من سمات.


الأولى: حيـــاة الشــيخ الدكتور عبدالهادي الفضــلي :
تنقسم حياة العالم الجليل والفقيه المثقف آية الله العلامة الدكتور الشيخ : عبدالهادي بن الميرزا محسن بن الشيخ سلطان الفضلي البصري النجفي الأحسائي .. إلى ثلاثِ مراحل وهي :-


(1) مرحلة المولد والنشأة العلمية :
ولد الشيخ الفضلي - عليه الرحمة - في العاشر من شهر رمضان سنة 1345هـ/1935م بقرية (صبخة العرب) إحدى قرى محافظة البصرة , ونشأ نشأةً علميةً دينيةً عاليةً برعاية والده آية الله الميرزا : محسن الفضلي (رحمه الله).
وبعد أن ختم القرآن الكريم التحق بالمدرسة الابتدائية وفي نفس الوقت بدأ الدراسة الحوزوية , فقرأ على يد والده النحو والصرف والمنطق والبلاغة , كما قرأ على يد الشيخ جاسم البصير البصري، بعض هذه العلوم
حيث درس في اللغة العربية : النحو (شرح الأجرومية) و(شرح قطر الندى) و(شرح الألفية لابن الناظم) و(شرح الألفية لابن عقيل) و(مغني اللبيب لابن هشام) كما درس علم البلاغة (مختصر المعاني) و(المطول) و(جواهر البلاغة) وفي العروض درس : (متن الكافي في العروض والقوافي)
وغالب هذه العلوم كانت على يد والده والشيخ جاسم البصير
كما درس التجويد (شرح تحفة الأطفال) و(هداية المستفيد)
- وأما العلوم العقلية : فقد حضر علم المنطق (حاشية ملا عبدالله) و(شرح الشمسية) و(منظومة ابن شليلة) لدى والده والبصير والشيخ علي زين الدين وكذا حضر علم الكلام في (شرح التجريد) لدى السيد جمال الدين الخوئي .
وكتاب (الإسلام ينابيعه ومناهجه) لدى الشيخ محمد أمين زين الدين .

وحينما بلغ الرابعة عشر من عمره هاجر الى النجف الأشرف وأكمل دروس المقدمات والسطوح هناك كما حضر أبحاث الخارج لدى كبار الأساتذة من جهابذة العلم في النجف الأشرف .

- أما في الفقه : فقد حضر (شرح اللمعة ج1) لدى الشيخ محمد علي الخمايسي والسيد محمد حسين الحكيم و(المكاسب) لدى السيد الحكيم المذكور سابقاً .
- أصول الفقه : درس (المعالم) عند الشيخ علي زين الدين و(الكفاية)
و(الرسائل) لدى الشيخ علي شبر .
.. أما مرحلة البحث الخارج :-
أ ـ الأصول :
1/ آية الله السيد أبو القاسم الخوئي .
2/ آية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي .
3/ آية الله الشيخ محمد رضا المظفر .
4/ آية الله السيد محمد تقي الحكيم .

ب ـ الفقه :
1/ آية الله السيد محسن الحكيم .
2/ آية الله السيد أبو القاسم الخوئي .
3/ آية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر .

وبهذا تنتهي المرحلة الأولى من حياته المفعمة بالعلم والمثابرة .
(2) مرحلة الدراسة الجامعية :-
التحق الشيخ الفضلي (رحمه الله) في النجف بكلية الفقه إلى جانب دراسته الحوزوية , وحصل على (البكالوريوس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ضمن الدفعة الأولى للكلية 1382هـ , وأبرز من رافقه في تلك الحقبة : السيد علي الناصر السلمان والشيخ الدكتور الوائلي والشيخ محمد مهدي الآصفي و الدكتور السيد مصطفى جمال الدين .
ثم واصل دراسته الجامعية بكلية الآداب بجامعة بغداد, وتخرّج منها سنة 1391هـ بدرجة ماجستير آداب في اللغة العربية وكان موضوع رسالته (أسماء الأفعال والأصوات دراسة ونقد) بإشراف الدكتور : إبراهيم السامرائي ومناقشة الشيخ عبدالهادي مطر والاستاذ كمال ابراهيم والدكتور مهدي المخزومي .
وخلال هذه الفترة مارس التدريس في كلية الفقه بالنجف الأشرف وفي سنة 1391هـ غادر النجف الأشرف الى مدينة (جدة) حين عُيِّن مدرساً لمادتي النحو والصرف في جامعة الملك عبدالعزيز وبعد سنتين ابتعث من قبل الجامعة الى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وقد نال درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف , وكان موضوع رسالته (قراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية) بإشراف الدكتور أمين علي السيد ومناقشة الدكتور ابراهيم نجا والأستاذ علي النجدي واصف .

إلى هنا تنتهي المرحلة الثانية من حياته المباركة .


(3) مرحلة الحياة العلمية والنشاطات الثقافية :-
بقي العلامة الفضلي (عليه الرحمة) مدرساً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة حيث أسس قسم اللغة العربية فكان أول مؤسس لهذا القسم في الجامعة حتى حصل على التقاعد سنة 1409هـ وفي نفس العام اختيرا أستاذاً لمادتي المنطق وأصول البحث في (الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية) بلندن, وأحد المشرفين على رسائل طلبة الماجستير والدكتوراه فيها .
أقام في مدينة الدمام حيث حظي باحترام خاص ومكانه مرموقة بين العلماء والمتثقفين , وله مشاركات واسعة في المجالات الثقافية والتبليغية بالمنطقة الشرقية عبر المحاضرات والندوات والمهرجانات .
وكانت له مشاركات أدبية وثقافية كثيرة حينما كان في (النجف) و(جدة) فقد كان عضواً في (جمعية منتدى النشر) وفي(جمعية الرابطة الأدبية) بالنجف الأشرف.
كما كان عضواً في (النادي الأدبي بجدة) , كما كان من أعضاء تحرير نشرة (الأضواء) التي تصدرها (جماعة العلماء) وعضواً في تحرير مجلة (النجف) التي تصدرها (كلية الفقه) بالنجف .
أما في جدة فقد كان عضواً في هيئة تحرير نشرة (أخبار الجامعة) وكان الرئيس الأول والمؤسس لقسم اللغة العربية , والعضو المؤسس والدائم في لجنة المخطوطات بالمكتبة المركزية, كما أشرف على بعض الرسائل الجامعية ومناقشتها وكان محكماً في أبحاث الترقيات العلمية .
ولذا من أبرز ما تميز به العلامة الفضلي أنه أتقن في وقت قصير نسبياً الدروس الحوزوية والجامعية، فكان محل التقدير والاحترام والإعجاب لقوة ذكائه ومثابرته في طلب العلم .
وصفه الشيخ آغا بزرك الطهراني في إجازته الروائية للشيخ الفضلي وكان الفضلي ابن عشرين سنة آنذاك بقوله : ( ... الواصل في حداثة سنه إلى أعلى مراقي الكمال, والبالغ من الفضائل مبلغاً لا ينال إلا بالكد الأكيد من كبار الرجال ... )

كما كان الشيخ ثقة أستاذه الشهيد محمد باقر الصدر , فقد كتب للعلامة الفضلي حينما غادر النجف إلى جدة رسالة جاء فيها : (الواقع إن مما يحز في نفسي أن تكون أوضاع الحوزة بشكل يزهد في الإقامة فيها أمثالكم ممن يرفع الرأس عالياً ويشكل رقماً من الأرقام الحية ... وعلى أي حال ابتعدت عن الحوزة مكاناً أو قربت فأنت من آمال الحوزة ومفاخرها ...)
(4) مؤلفاته :-
ومن خلال مؤلفات العلامة الفضلي سنجد أننا أمام قمة منار شامخة في سماء العلم والعلماء, ولذا اعتبره الأعلام بعطائه العلمي والتربوي نادرة من نوادر الدهر لم تنجب المنطقة الشرقية إن لم نقل الجزيرة العربية مثله , فقد كان من جيل العلماء البارزين المخضرمين , والمثقفين الرساليين بأطروحاته التجديدية وفكره الأصيل .

ولذا تصنف مؤلفاته على تسعة حقول وهي :
1/ مجموعة علوم القرآن ــــــــــــ (6 مؤلفات)
2/ مجموعة علوم الحديث ــــــــــ (2 مؤلفان)
3/ مجموعة العقائد والعلوم الإسلامية ـــ (8 مؤلفات)
4/ مجموعة علم الفقه ـــــــــــــــ (5 مؤلفات)
5/ مجموعة أصول الفقه ـــــــــــــ (5 مؤلفات)
6/ مجموعة علوم اللغة العربية وآدابها ــ (28 مؤلفاً)
7/ مجموعة المعارف العامة ـــــــــــــــــ (4 مؤلفات )
8/ مجموعة الفكر السياسي والاسلامي ــ (8 مؤلفات)
9/ مجموعة التاريخ والجغرافية ــــــــــ (4 مؤلفات)

يقول الشيخ حسن الصفار في تأبينه : (وكما كان قمة في علمه وفضله . وكان مثلاً أعلى في أخلاقه وتواضعه وحبه للناس, يحترم الكبير, ويحتضن الصغير, ويرعى بتوجيهاته وارشاداته كل من حوله) .

(5) وفــاته (عليه الرحمة) :-
توفي آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي في يوم الأثنين 27/ جمادى الأول /1434هـ - الموافق لـ 8/ أبريل /2013م . بعد صراع طويل مع المرض ضرب فيه أعلى المثل في الصبر على البلاء فإلى جنان الخلد ورضوان من الله أكبر إنه أرحم الراحمين .
(للاستزادة) ترجم لحياة الشيخ الفضلي أكثر من 14 كتاباً و موسوعة غير المجلات و الدوريات العربية و الأجنبية.



الثانية: سمــات المشروع الفقهي عند العلامة الفضلي :
لم يكن الشيخ الدكتور الفضلي (رحمه الله تعالى) يمثل قمةً تراثيةً لأهل منطقته فحسب, بل كان قمة شامخةً منيرةً للأمتين الإسلامية والعربية قل نظيره سمتاً وعلماً وفكراً وأدبا (سخر نفسه لخدمة الإسلام في مختلف المجالات الفقهية والأصولية والتاريخية والأدبية) <1>
ويعتبر العلامة عبدالهادي الفضلي من المخضرمين الذين استوفوا نصيبهم عيشاً ودراسة في أحضان حوزة النجف العتيدة , إذ ختم القرآن الكريم في سنٍ مبكرة وحضر أبحاث كبار الأساتذة والمراجع العظام في النجف الأشرف من أمثال السيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد الشهيد الصدر والشيخ محمد رضا المظفر , كما ساعد حضوره في الجامعة في جمعه بين الدراستين الحوزوية والأكاديمية.
حيث تخرج وعاصر كلاً من الأستاذ الدكتور مصطفى جواد والدكتور إبراهيم السامرائي والدكتور مهدي المخزومي مما صقل موهبة الشيخ (عليه الرحمة) في مجالات شتى تجلت في مؤلفاته ومحاضراته ودروسه وجلساته الإخوانية واختصاراً للوقت والجهد سيكون الحديث عن (( سمات المشروع الفقهي عند آية الله العلامة الفضلي ))
حيث (قضى العلامة الفقيد عمره الشريف في الجهاد العلمي والسياسي والدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية وقضاياها العادلة .. كان - رحمه الله - ملاذاً لعلماء الأمة حيث جسد بفكره وحركته وجهاده وجهوده الوحدوية قدوة لتأليف القلوب وتوحيد الصف الإسلامي) <2>
وسيكون كتابه الموسوم (( مبادئ علم الفقه )) مدار الاستنطاق والتعليق .
فمن أبرز ما انفرد به العلامة الفضلي أنه كتب حلقة كاملة مبسطة في الدروس الحوزوية , وكذا حلقة كاملة مبسطة في الدروس اللغوية الجامعية , حيث فاقت مؤلفاته في هذا المجال الخمسة عشر مؤلفاً .
ولذا أهم السمات التي تميز بها بحث الشيخ الفضلي (عليه الرحمة) في مشروعه الفقهي هــي :
1ـ العنصر التعليمي : والذي يزود الدارس بالمعلومات الوافية عن المادة المطلوبة.
2ـ العنصر التربوي : وهو الذي يعرِّف الدارس كيفية التعامل مع المعلومة واستثمارها, ويفتح آفاق ذهنه على مختلف شؤون الحياة ذات العلاقة .
بهدف تكوين الذهنية العلمية التي تساعد الطالب على الانتقال من مرحلة إلى أخرى ولديه من التجارب ونكات التفكير ما تجعله يشق عباب العلم إلى شواطئه بكل يسر و سهولة.
3ـ العنصر التتبعي : حيث نلاحظ الشيخ الفضلي يتتبع المعلومة من المعاجم والموسعات والكتب التخصصية والشروح والحواشي والمدونات , ليكوِّن لدى المتعلم حصيلة وافية تؤهله لجمع الآراء المختلفة والترجيح بينها .
4ـ العنصر الشمولي : فلا يرتضي الشيخ الفضلي في تناوله لعلم من العلوم أن يذكر آخر ما توصل له العلماء في هذا المجال بل يستعرض كل ماله علاقة من بعيد الزمن أو قريبه بالموضوع بهدف توسيع مدارك القارئ أو الدرس لكل ما سيواجهه في ميدان التحصيل العلمي , مثلاً : تناول في موسوعة (مبادئ علم الفقه) تعريف الفقه وموضوعه وفائدته وحكم تعلمه , ولذا يقول (عليه الرحمة) : (رأيت أن أنهج في تبويب موضوعات الفقه – هنا – طريقة التطعيم , فالتزم بالقديم مع تطعيمه بشيء من الحديث , حتى يسهل على الدارس الرجوع إلى كتب التراث الفقهية) <3>

ولذا بَوَّب كتابه مبادئ علم الفقه بطريقة جديدة تشحذ الأذهان وتنظيم المطلب :
1/ أهلية التكليف
2/ العبادات
3/ الأحوال الشخصية
4/ المعاملات المالية
5/ الأطعمة والأشربة
6/ الإلزامات الشخصية
7/ الحكم
8/ العقوبات .


5ـ التتبع التاريخي : هذا العنصر نادراً إن لم نقل لا نجده غالباً في كتب العلماء الفقهية , فالدكتور الفضلي حينما يضع عنواناً كالحج مثلاً يعرفه ثم يأتي بتاريخه و أهميته و أهم أقسامه و شروطه وأركانه لينتهي بفصل الزيارة للنبي صلى الله عليه و آله وسلم و أئمة أهل البيت الطاهرين (ع)و آداب الزيارة و كيفيتها مدعماُ ذلك بالصور و المشجرات، و لعل من طريف ما ذكر - رحمه الله - أبرز معالم الحج التاريخية على الواقع المعاش على الأرض؛ نستعرض بشكل مجمل في الفصل الثالث من الجزء 3 ص 60 مثالاً واحداًعن مواقيت الحج؛ طريق الحاج المحرم من جهة المدينة فلابد له أن يحرم من ذي الحليفة (أبيار علي) فالمواقع التي سيمر عليها الحاج كالتالي :
- المدينة المنورة ــــــــ ذو الحليفة ــــــــ الحلفين ــــــــ ملل ــــــــ السيالة ـــــ الروحاء ـــــــ هنا سيفترق الطريق إلى :
1- خيف نحو ـــــ الخيام ــــــ الأثيل ـــــــ بدرــــــــــ الجحفة
2- الرويثة تفترق (1) الصفراء ــــــــــ بدر ــــــــــ الجحفة
(2) الإثابة ـــــــ العرج ــــــ السقيا ــــــــ الأبواء ــ تفترق الأبواء إلى ـــــــــ 1 – الجحفة
2 – ودان ــــــــ عقبة هرشى ــــــ
ذات الأصافر ــــــــــ الجحفة
- من الجحفة يفترق الطريق :
1- خيمة أم معبد ــــــــــــــــــــ عسفان
2- الطارف ــــــ الدف ــــــــــ عسفان
- من عسفان ــــــــــ الجموم (مر الظهران) ــــــــــ مكة المكرمة.

وهكذا يستمر الشيخ الفضلي يستعرض كل المواقيت بطرقها المختلفة التي تؤدي إلى مكة المعظمة.
6ـ عنصر التبسيط : وهذا من أبرز ماتميز به الفضلي (رحمه الله) حيث تجد مؤلفاته بشكل عام تنحو منحى التسهيل والتبسيط ليتعامل الطالب مع المادة العلمية بشيء من الاستيعاب من غير تشتت أو تهيب فيتخرج ناضج الفكر يعطي دروسه لمن بعده على منهج واضح ميسر .
7ـ التعامل مع كل الآراء والاتجاهات بأسلوب علمي ومهذب : فلا يستهين رأياً ولا يستبعد مذهباً, فهو يتتبع آراء الفقهاء القدماء والمتأخرين وحتى متأخري المتأخرين كالشيخ محمد أمين زين الدين والسيد السيستاني مثلاً لا على سبيل الحصر، و أيضاً كثيراً ما يلحق في كل باب رأيه الفقهي - عليه الرحمة – بما هو الراجح عنده؛ ولو هيأ لشخص أن يجمع آرائه من هذه الموسوعة لتكونت عندنا رسالة عملية بأهم آرائه الفقهية .
8ـ حسن التصنيف : اذ نجد الشيخ الفضلي يختار في مؤلفاته ما يسد به المكتبة الإسلامية ويكثر من روافدها فقد ألف في مجالات شتى بحسب طاقته وفكره ما سد به رفوف المكتبة الإسلامية بما هو مفيد و نافع.
9ـ العنصر التنظيمي المستمر : فالشيخ الفضلي لا تختلف محاضراته عن كتبه في التنظيم وإعطاء المعلومة بوثوق وأريحيه ليعكس حرصه على القارئ أو المتلقي في الاستفادة مما يطرح ويكتب .
10ـ تضمين الملاحق : فغالباً ما نجد العلامة الفضلي في أكثر كتبه ملاحق استقاها من موسوعات آخرى يقصد بها عموم الفائدة وكمالها , فقيمة كل امرئ ما يحسنه.

وكما قيل قديماً : ( إن للرجل نصيباً من اسمه )
وهكذا الشيخ عبدالهادي الفضلي , حيث اهتدى بنور علمه ومنبره الكثير من المسلمين بشتى أطيافهم وطبقاتهم، كما هو الفضلي اذ بفضله سما في معالي العلم و الأخلاق.
ويا لحسن ما قال فيه الشاعر الأستاذ أبو تمام حسن الربيحي :
سبعون عاماً ما خبا القنديلُ
في كلِّ عصفٍ يستجدُ فتيلُ

مِن أين أسرجتَ العزيمةَ حُرَّةً
وزمان (قومِك) خامِلٌ مَشلُولُ

رحمك الله أيها الشيخ الجليل رحمة مكللة بالرضا و الإكرام، فقد رحلت عنا مجللاً بنور العلم والصبر وتلك عقبى الصابرين المحتسبين.
فإنا لله وإنا إليه راجعون .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
<1> من كلمة تأبينة للشيخ محمد علي التسخيري 27/ 5 /1434هـ
<2> تأبين قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي 28/ 5 /1434هـ

<3> مبادئ علم الفقه در الفضلي ج1 ص21.

صالح محمد الغانم
تأبين الشيخ الفضلي
يوم الأربعاء ليلة الخميس ( 28/ 5 /1434هـ )

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد