العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 03-03-2013, 12:28 AM   رقم المشاركة : 21
ابن الطرف
مشرف النقاش والحوار الجاد
والقصص والروايات







افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد

للأسف الشديد أنحرفت الردود عن المسار الصحيح للموضوع الأصلي وأصبح الحوار عشوائياً بدل أن يكون بناء

فكلام الأستاذ منذ البداية عن رواية التاسع من ربيع بينما الردود ذهبت للعن وما إلى ذلك

وأصبحت الردود تحوي ماتحوي من الغث والسمين في الردود وبالتالي انحرف الكلام عن أصل الموضوع

وأصبح القارئ مشوش ذهنياً وغابت عنه الحقيقة المراد إيصالها

لذلكـ كلنا شغف وشوق لرد الأستاذ طاهر الخلف لتبيان الحقائق وإعادة ترتيب الأوراق وإيصال الحقيقة المراد تغييبها

فالباحثون عن الحقيقه بانتظاركم أستاذي القدير والمبجل طاهر الخلف

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وأدامكم ذخر لنا

 

 

ابن الطرف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 11:54 PM   رقم المشاركة : 22
الوعد
الأستاذ طاهر الخلف
طالب علم
 
الصورة الرمزية الوعد
 







افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

الأخ ابن الطرف ،، السلام عليكم

أشكر لك متابعتك للموضوع ،، وما ذكرته من كلمات يعبّر عن وجهة نظرك الخاصة .. وكل كاتب مسؤول عما يكتب ويعبّر ..

وما كتبه الأخوة أيضا يعبّر عن وجهة نظرهم ، وأتمنى أن نتبادل الإختلاف ونتبادل المحبة معه أيضا فكلنا أخوة رغم اختلافنا ..


( أن نختلف ، يعني أن يحب بعضنا بعض ) : من مقولات السيد فضل الله - عليه الرحمة والرضوان - طبعا بالمضمون ..



تحية طبية للأخ ( مختلف )


بعد العذر منك فقد حولت النقاش والحوار من الأسلوب العلمي القائم على مناقشة أصول المادة المطروحة ، إلى حوار غير علمي ..

وذلك بأن عمدت إلى التقاط مفردات متناثرة في الموضوع وأخذت تنسخها وترد عليها وتعيد الكلام حولها مرات ومرات ( مثل عبارة البحث لم يكتمل - وأمثالها ) ، ثم تركت أصل الموضوع المطروح - إلا ما ندر - ، وكأنك تريد أن تلتقط هفوة في جهة أو خطأ في جهة أخرى .. ولذلك سأتبع معك نفس المنهج والطريقة ..


قلت : ( واللعن أظهروأبرز وأجلى مصاديق البراءة فلو أن شخصاً عمَّر ألف سنة ولم يقم بلعن مرة واحدة لمنيستحق سواء كانت في السر أو في اللعن فهذا يشك في عقيدته ويُخاف عليه يوم القيامة..... )

هل هذا الكلام يستند إلى دليل من القرآن أو السنة الثابتة أو إلى رأي فقهي ؟؟ أم هو من إنشائك ؟!

فهذا يشك في عقيدته ويخاف عليه يوم القيامة !!!! هل العقيدة فكرة تلتقط أو هوى يتخذ حتى تصبح خفيفة هشة يمكن لأي منظر أن يزيلها من عقول وقلوب الآخرين ؟؟!! لقد أصبحت مثل أولئك الذين يقولون أنتم الشيعة مشركون لأنكم تعبدون القبور .. أصبحت لفظة الشرك تباع في السوق حتى على من يسلم على قبور الأولياء ، كما أصبحت العقيدة مشكوك فيها لمن لم يظهر اللعن !!


ثم قلت : ( وان من منهج أهل البيت عليهمالسلام هو اللعن والطرد من رحمة الله إذ هم الواسطة ،،،،، فقد ثبت في محله أن النبي لعن فلاناوفلانا وفلانا وأن أمير المؤمنين أيضا وكذا الحسين وبقية الأئمة كما حصل لهم من لعنبعض وكلائهم وطردهم. فليس القصور في فهم البراءة بل القصور في فهم الولاء فليسالإتباع للمنهج العملي والسلوكي هو فقط من يوضح أن الإنسان على نهجهم فهذا ليس بكاف )

قال الجواهري في الصحاح : النهج : الطريق الواضح وكذلك المنهج والمنهاج ، وأنهج الطريق أي استبان وصار نهجا واضحا بينا .

يحق لي أن أتساءل ، هل منهج أهل البيت اللعن ؟ أم التسامح والعفو حتى على من ظلمهم وقصص ذلك كثيرة كالشامي الذي اعترض الإمام الحسن – عليه السلام - ، والرجل الذي استهزأ بالإمام الباقر - عليه السلام - ، فهل البين والواضح في طريقتهم اللعن أم التسامح والعفو وهداية الناس والصبر عليهم ؟ عجبا !!

وما أعرفه أيضا ، ما يرويه الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبدا أحيى أمرنا ، فقلت له : وكيف يحيى أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا )

لو كان منهجهم عليهم السلام اللعن والاحتفال بموت الظالمين وإظهار السلوكيات الغير لائقة ، لكان أمره بذلك !! فانظر ماذا ترى ؟!


وقلت : ( بل إن البراءة أهم من الولاء وكما يقال: التخلي ثم التحلي فأولا طرد أعداء الله منالقلب وإفراغه ثم تحليته بمن هم أهل لذلك )

هذا إدعاء ، بلا دليل .. هل تملك مستندا من قرآن أو حديث أو قول فقيه لإثبات هذا الكلام ؟ أم هو كلام يطلق في الهواء ؟؟

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة الغدير ( فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله )

ألا ترى أنه في موضعين قدم الولاء ، ثم عقّب بالبراء !! لعلك لم تلتفت لهذه الخطبة النبوية ؟


وقلت : ( أنت تعلم أنه لا شئلدينا من غير المعصوم إلا ويدخل في مخرطة النقد إما سلبا أو إيجابا وأنت تعلم أيضاًأن موضوعك يدغدغ مشاعر من يعتقد بهذا الكلام فلا تحسب أنه يمر مرور الكرام ولذالابد أن تتحمل نتيجة كل كلمة تقولها، وتتحمل أي هجوم قد يشن عليك سواء هنا أم فيمكان آخر، وأن الموضوع لن يمر بلا نقاش )

‘ لا شيء لدينا من غير المعصوم إلا ويدخل في مخرطة النقاش ’ كلمة جميلة تدغدغ المشاعر ، لكنها على مستوى التنفيذ يرمى صاحبها بالشك في العقيدة والتضليل ، فكثير من الأحكام تبنى على آراء فقهاء حتى لو لم يرد دليل إلا الشهرة – كما هو موضوعنا – فهل الشهرة قول المعصوم ؟؟ وخاصة إذا لم تكن ثابتة .

ولعلك تعرف أو لا تعرف ، لا أدري ! .. أن حتى الإجماع الذي هو أعلى من الشهرة ، لا يملك حجية إلا من خلال دخول المعصوم فيه ، أما كون الإجماع بحدّ ذاته فليس له حجية إلا ظنية أو قد يعتبر قرينة فقط ..

ثم من قال إني لم أتحمل الرد والنقاش ، فهل رأيتني منزعج ؟ إنما قلت إنني لا أحبذ ولا أرغب ، وفرق بين هذا القول ، وبين قول إنني لا أتحمل ( فتأمل )


وعلقت على عبارة ( وفي الوقت نفسه لا يعنيني أن عمر مات في هذا اليوم أو لميمت ) بقولك : هذا شأنك اعتقدت لو لم تعتقد وإنما أعتقادي أنا فأنا أعتقدأنه يمهني متى مات حتى أظهر الفرحة في ذلك اليوم أشد من من سائر الأيام وإن كنتيوميا أنا فرح ومسرور بذلك.

فالفرح والسرور في يوم موته إنما هو من أعظم القرباتإلى الله فتأمل.

وأنا أقول لك أيضا : هذا شأنك ولست ملزما بأن أغير قناعتك بهذا الأمر ، أما أنا فلا يعنني ذلك أبدا – إلا بقدر البحث العلمي – وإنما الذي يهمني معرفة مقام أهل البيت عليهم السلام واتباع سلوكهم ، فهو القربة لله تعالى .

ثم قلت إن الفرح والسرور بموته من أعظم القربات إلى الله ! فهلا أتيت بالدليل ؟؟ ولو بدليل ضعيف .


وقلت : ( ولذا فإن قد قرر في علم الحديث أنه لا يجوز رد الحديثالضعيف بل يحرم ، ولذا تفرعت المباني في الأخذ بالحديث الضعيف إلى مبنى الوثوقوالوثاقة فالأول لا يعتني بصحة السند أكثر من صحة المضمون فالمضمون هو الحاكم عندهمعلى تفصيل في محله، وعلى الثاني وهو مسلك السيد الخوئي وجماعة فإنه يهمه السند بشكلكبير حتى يصدر الحكم في أي أمر، هذا في علم الفقه والأحكام والشرعية .


أمافي القضايا التاريخية فلا يجب مراعاة الأسانيد بل إن من كان عارفاً بالأصول يعرفكيفية التعامل مع هذه القضايا سواء بأدلة التعارض أو التراجيح وليس يلزم أن يكونالحديث صحيح السند حتى تثبت الحادثة.



ثانياً: أن نسبة الأحاديث الضعيفة إلى أهلالبيت إن كان بالقرائن التي توجب صدور الرواية فلا بأس وإن كان جزافا فهذا أمر آخريكون في المناقشة، وهذه الرواية من تلك الروايات الواردة في مقام تبيان الإستحباباتلذلك اليوم وبيان ما حدث فيه فقد عمل بها بعض العلماء (والبعض هنا كثير) إذ أن لفظالبعض لفظ مشكك يقع على القليل والكثير.



لست جاهلا عن مبنى الوثاقة والوثوق ، فأنا أعرف بهما .. ولكن بصراحة - أقول أنه عند البعض أصبح مبنى الوثاقة قناعا جديدا لما هو كان سائد سابقا عن منهج الأخباريين ، فكل رواية هي معتبرة لكن بقناع آخر - ..

وهل مبنى الوثوق يعني الأخذ بكل رواية ؟ ما هي شروط ذلك ؟ وكيف يمكن اعتبار الرواية إذا كان سندها ضعيفا ؟ وما هي القرائن التي يأخذ بها الفقيه أو المحقق لاعتماد الرواية ؟؟

أما ما ذكرت أن هذه الرواية من تلك الروايات ، فلقد جانبك الصواب .. فما هي القرائن التي تعتمدها لاعتبار الرواية ، هل ما ورد فيها بأن القلم يرفع ثلاثة أيام ؟ أم ما ورد فيها بأن هذا اليوم عيد وهو يخالف الروايات الكثيرة التي تؤكد أن الأعياد أربعة ! أم عدم ورودها عن أي معصوم غير هذه الرواية التي هي ضعيفة فلا يستدل بها لأن ذلك يستلزم الدور ؟ أم معارضتها لجمهور المؤرخين بأن وفاة الرجل في ذي الحجة ؟

ثم قلت : أنه لا يجوز رد الحديث الضعيف ، بل يحرم !

أين هي هذه الفتوى ؟ وما مصدرها ؟ كيف حرمت ذلك ، والحال أننا مأمورون بالتبيّن في قوله تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) !!


ثم قلت : ( ولذا نجد أن السيد اليزدي وتابعه منعلق على العروة الوثقى على استحباب الغسل في ذلك اليوم )

لو رجعت إلى الرسالة العملية للشيخ الوحيد الخراساني – الذي أنت تضع صورته – فقد ذكر الأغسال المستحبة في المسألة رقم ( 341 ) فبعد أن ذكر الأغسال التي ثبت استحبابها ، عقب بذكر الأغسال المستحبة ولكن لم يثبت استحبابها ولذلك يؤتى بها رجاء .
ولم يذكر غسل يوم التاسع من ربيع ، ضمن تلك الأغسال فضلا عن أن يذكره ضمن الثابت استحبابها – وقس على ذلك بقية الرسائل العملية - !! ما لكم كيف تحكمون ؟ والواضح أن المستند هو الرسالة العملية للفقيه وليس العروة الوثقى ، لأن الرسالة العملية هي خلاصة رأي الفقيه الذي يعتمده ..


ثم قلت : ( أما ما جلبته لنا منقول للشيخ كاشف الغطاء رحمه الله فهو قابل للمناقشة إذ كلامه كله مبني على عبارة(يحتمل)، وهذا لا يفيد، وكما قال لا شك في أنها عليها السلام تظهر ابتهاجها باقترانأبيها مع أمها )

إذا كان كلام هذا الفقيه لا يفيد ، فهل كلامك هو المفيد ؟ إذا كان كلام هذا الفقيه قابل للمناقشة ، فهل كلامك أو كلام من يثبت رواية ضعيفة – رغم مخالفتها التاريخ – هو المفيد ؟

ومن الذين سيناقش هذا الفقيه هل تحليلات عقلك أم تحليلات غيرك ؟ ثم قلت أنه من المصرّين على الوحدة فاستلزم ذلك التنازل .. عجبا كيف ثبت لك ذلك ؟ هلا أتيت لنا بسيرة هذا العالم والزمن الذي عاش فيه ؟ وهل يسمى ذلك تنازلا أم كذبا ؟ حين ينكر أمرا مدّعى هذا لا يسمى تنازلا ؟ إنك تنشأ كلامك إنشاء

ولماذا لا تتبع منهج الشيخ – رضوان الله عليه – لتحقق الوحدة ، وتترك الاحتفال بهذا اليوم باسم مقتل الرجل ؟


ثم قلت : قلت أنك لست من أهل النظروالتحقيق ، أقول: من لم يكن من اهل النظر والتحقيق فليس بوسعهالمقارنة بين الأقوال إذ التخصص يعني العلم بموارد التعارض والتراجيح وما ينبغيالأخذ به أو اطراحه، أقول : وما الضير في ذلك سواء كان القول قولك أو قول غيرك فالإشكال هوالإشكال والرد هو الرد لا يهمني من قال به بقدر ما يهمني مناقشة رأيه )

إذا كنت كذلك وأنا اسمي مكتوب ومعروف ، فهل أنت من أهل النظر والتحقيق حتى ترد على الشيخ كاشف الغطاء ؟ وتحلل مواقفه ؟ وتقيم مبنى الوثاقة والوثوق وغير ذلك ؟؟ وحين شككت في الشهرة التي ابتناها لفيف من العلماء أمثال الشيخ المفيد وابن أدريس الحلي والسيد الخوئي ، وأخذت بالشهرة التي ادعاها المجلسي وهو المتأخرين ، بينما ابن ادريس والشيخ المفيد من المتقدمين ؟؟ ( لا ينقضي عجبي )

لا نريد اسمك ، لكن هل أنت تحمل إجازة اجتهاد أم شهادة دراسة حوزوية ؟

أما عني فقد درست الرجال والحديث والأصول والمنطق والفقه في حوزة الأحساء المباركة ، وأعتمد على نفسي في القراءة والإطلاع والتمييز – ما وسعني ذلك ووفقني الله له - .



ثم قلت : ( أما السنة فحجتهم عليهم وليست علينا )

لا أدري إذا كنت تدعي أنك قرأت كتاب ( فصل الخطاب .. ) فما هي المصادر التي اعتمدها في تأريخ خلافة الشيخين ؟ غير تلك الكتب السنية .
فكيف جاز له أن يعتمدها ويبني عليها ؟ ولم يجوز لي ذلك ؟ إن هذا إلا تخرّص من الحق .


ثم قلت : ( أما بشأن ردك على أن مصادر الرواية التي استند عليها جمع منالعلماء والمحدثين السابقين بانها رواية آحاد، وقلت إن سندها مقطوع وكذا ضعيف،فانظر إلى هامش قول المجلسي في بحاره ) .

قرأت ذلك الهامش منذ أن كنت أتتبع فصول هذا الموضوع . ولا تظن أني لم أقرأه ، ويا ليت تأتي بهذا الكلام ،، لأنه إذا كنت لا تعلم فإن المجلسي – رحمه الله - ذكر قصة يوم التاسع من ربيع في أكثر من جزء ..


ثم قلت : ( أما عن نفسي فأنا كماقال صادق آل محمد : نحن أبناء الدليل أين مال نميل )

ما أدري هذا القول ! وين مصدره ؟ أو أنه ضمن روايات الوثوق التي لا نبحث عن صحة سندها ؟

ولا أعلم حديثا عن الإمام الصادق عليه السلام ، بهذا القول والدلالة ،، فلعلي قصرت عنه !




اضطررت للجوء لهذه الطريقة ، لأنك بدأت بها وإن كانت ليست أسلوبا علميا للمناقشة والحوار ..

ولذلك أكرر ، أن أصل الموضوع هو النقاش حول رواية ضعيفة مرسلة حول قضية ما – حسب ما توصلنا له - ، ثم الحسابات التاريخية التي استند إليها صاحب كتاب فصل الخطاب ، وقد أورت ما يناقضها ويخلل اعتبارها – ولم ترد على هذه النقطة بالخصوص- بل حاولت القفز عليها بحسابات أخرى ، لكنك لم توفق .


عموما .. سينتهي الحوار إلى حدود هاتين النقطتين ، أما غيرهما فلن أسترسل معك فيها ، لأنها ليست من أصل الموضوع ..



مع خالص التحية والتقدير

 

 

الوعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2013, 12:52 AM   رقم المشاركة : 23
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

باسمه جلت أسماءه



نعم، اللعن أجلى واوضح مصاديق البراءة فقد كرر الله تعالى كلمة اللعن عشرات المرات وكلها مفادها الطرد عن الرحمة الإلهية فالله يعلمنا أننا متى ما رأينا من يستحق الطرد طردناه من رحمته وإن كان الأمر صعبا حيث التشخيص ولكن يوعز ذلك لأهل البيت حيث لعنوا وطردوا عن رحمة الله كل من استحقها ، طيب..

يلا رويني كيف رايح تتبرأ من قتلة الحسين؟ فهل ذكرك لمثالبهم فقط يعني أنك تبرأت منهم؟ طبعا لا ولذا فإن بعض علماء العامة كان كثيرا ما يقرأ عليه المثالب ولكنه لم يتبرأ ممن ذكرت مثالبهم وإن شاء الله أأتي باسمه.

هذا شئ، والشئ الآخر أن الذي يريد الدخول للإسلام فأول ما ينطق به هو الشهادة وأولها هو التبري بنفي جنس الإله ثم إثبات ألوهية الله سبحانه وتعالى. ولا يخفى عليك.

ثم إني قلت أن من لم يقم باللعن لمرة واحدة فقد أوضحت أن اللعن أوضح مصاديق البراءة فاللعن يعني البراءة فمن لم يتبرى من عدو أهل البيت فقولي هو قولي.

ثم إن قولي لو أن شخصا لم يلعن ولو لمرة واحدة اقصد وإن كنت قد وضحت، اقصد أنه لم يلعن مستحق اللعن لا سرا ولا علنا فهذا يخاف عليه في يوم القيامة بل وحتى عند نزوع الروح لأن قلبه ليس من الضروري أنه طهر أن خُليَّ من أعداء أهل البيت، وليسقصدي ممن لم يظهر اللعن فهذه قضية مرتبطة بأمور أخرى كالتقية والوحدة وغيرها، فصاحبها معذور.

فأرجو عدم تحميل كلامي ما لا يحتمل لأنه واضح للقارئ فلا تقرأ ما في ذهنك بل اقرأ ما أكتب كي يتضح المقصود.

وقد أورد الكشي عليه الرحمة في كتابه اختيار معرفة الرجال روايات في وجوب البراءة من الظالمين والطغاة والشاكين والمعاندين وغيرهم وإليك واحدة منها وهي صحيحة السند وصريحة الدلالة كذلك.

يقول الكشي: حدثني محمد بن قولويه ، والحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني إبراهيم بن مهزيار ، ومحمد بن عيسى ابن عبيد ، عن علي بن مهزيار ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وقد ذكر عنده أبو الخطاب : لعن الله أبا الخطاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكين في لعنه ، ولعن من قد وقف في ذلك وشك فيه . ثم قال : هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس ، وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من قبل ذلك منهم ، يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله فان الله قد لعنهم ، ثم قال ، قال رسول الله : من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله. (اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة الطوسي، ص810 ح1012.

وقد أورد الحر العاملي في فوائده الطوسية من ص511 إلى ص517 فائدة رقم 97 جملاً من الآيات الواردة في لعن الظالمين ووجوب ذلك حيث قال: اعلم ان كثيرا من من علماء العامة ينكرون لعن المفار والفساق وبعضهم لا يجوز لعن احد اصلا وكذلك جماعة من الصوفية لأن قدماؤهم كلهم من العامة حتى الغزالي صرح في كتاب احياء العلوم بعدم جواز لعن قاتل الحسين وبعضهم صرح بعدم جواز لعن ابليس وقد ارادوا سد هذا الباب لوجود جميع اسباب اللعن او أكثرها (في أئمتهم ورؤسائهم) وقد مال إلى ذلك بعض الإمامية الآن (وذلك عجيب جدا)... .

ثم عطف القول واستشهد بالآيات وأنه اراد أن يجمع مصنفا في ذلك حتى وجد مصنفا في أحاديث هذا الموضوع للمحقق الشيخ علي بن عبدالعالي العاملي في تحقيق أمر اللعن .
ثم قال بعد ايراد الحديث الذي ذكرناه وهنا الشاهد: وناهيك بهذا الحديث الشريف الصحيح السند الصريح الدلالة وما اشتمل عليه من تأكيد والمبالغة مع ضم الآيات القرآنية السابقة حجة على من توقف في ذلك وقد روي في عدة أحاديث معتمدة (أن ولاية النبي والأئمة عليهم السلام لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائهم) . نفس المصدر.

وأيضا عليك بمراجعة كتاب رشح الولاء في شرح الدعاء للحافظ المحدث الكبير أبي السعادات الاصفهاني المتوفى عام 640هـ تحقيق الشيخ قيس العطار لتعلم مدى صحة ما نقول من أن وجوب البراءة واجب قبل التولي لأهل البيت عليهم السلام.

وهو كتاب معروف مشهور في الاوساط العلمية قديما وحديثا وحتى تعرف أن الدعاء صحيح السند وأنه تعرض لشرحه الكثير من الاساطين فراجع كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة للعلامة آغا بزرك الطهراني عليه الرحمة فقد أورد عدة شروحات لعدة من الأساطين الأعلام في شرح هذا الدعاء ومنهم الشرح المشار إليه وأنه من الأدعية المعتمدة لدى أعلام الشيعة وأنهم استخرجوها من الأصول المعتبرة فيقول:
(تقدم الكلام في ج 8 ص 172 - 181 عن كتب الأدعية وأصولها في غاية التفصيل وبسطنا القول حول اهتمام قدماء علماء الشيعة الإمامية بتأليفها منذ عصر أئمة أهل البيت عليهم السلام وما بعدها ، وكيف حفظت عناية الله تلك التآليف الأصلية إلى أن صارت في نوبة المتأخرين عنهم من كبار رجال الشيعة وضمتها مكتباتهم الكبار إلى عدة قرون وأجيال ، وقد وصل كثير منها إلى شيخ الطائفة الطوسي والسيد ابن طاووس وغيرهما رضي الله عنهم فاستخرجوا منها الأدعية الصحيحة من عيونها الصافية فأودعوها في كتبهم وعملوا على ايصالها إلينا بعينها دون زيادة أو نقصان ، وبذلك أتم الله تعالى الحجة على عباده بانتشار هذه الأدعية والأذكار الواصلة إليهم من أهل البيت الأطهار ، ليتقربوا بها إليه تعالى من دون حاجة إلى مرشد أو دليل آخر ، ولذلك فليس على العباد إلا إلزام أنفسهم بالعمل بها مع رعاية الشروط المقررة للدعاء . وعمدتها حضور القلب وفهم المعنى ، وإزالة موانع تأثيرها من رذائل الأخلاق ، ثم الاستعانة بالله تعالى في جميع ذلك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله)...( وبالنظر لاهتمام القدماء بها ورغبتهم في إيضاح معانيها ، فقد عمدوا إلى شرح معظم الأدعية المعروفة ك‍ ( دعاء أبي حمزة الثمالي ) و ( دعاء الاحتجاب ) و ( دعاء الجوشن الصغير ) و ( دعاء الجوشن الكبير ) و ( دعاء السمات ) و ( دعاء السيفي ) و ( ودعاء الصباح ) و ( دعاء صنمي قريش ) و ( دعاء العديلة ) و ( دعاء كميل بن زياد ) و ( دعاء المشلول ) و ( دعاء الندبة ) وكثير غيرها). الذريعة للشيخ الطهراني ج13 ص245.

وإليك أيضا كتابا للمحقق الكركي وهو غني عن التعريف إذ هو من كبار علماء الإمامية فقد ألف كتابا اسمه نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت وكتاباً باسم عمدة المقال في كفر أهل الضلال. فلاحظ هذه الكتب ارشدك الله.

وغير ذلك من الكتب والرسائل التي ألفت في وجوب اللعن والبراءة وأنها واجبة وجوبا عينيا على كل مسلم على كل من يستحق، وأن البراءة أعظم شأنا من الولاية إذ بدون البراءة لا تكون ولاية حقيقة لأهل البيت عليهم السلام فهي ولاية ظاهرية لا تنفع صاحبها ما لم يتقدمها براءة من أعدائهم من الأولين والآخرين.
أما منهج أهل البيت فأعود وأكرر لعلك لم تقرأ كما كتبته جيدا

فلم أقل أن منهج أهل البيت بل قلت إن (من) منهج...، وما أدري كيف أهل البيت يسامحون من قتل الحسين أو ضرب علي بالسيف أو خرج عنهم وقاتلهم ومن دس إليهم السم؟؟؟؟

ثم إنه نعم اقر معك أن منهجهم هو التسامح لكن ليس على إطلاقه فكم من مواضع لعنوا ولعنوا وطردوا وما إلى ذلك فالمشكلة فيك أنت وليس في منهجهم.

وأيضاً فنحن لا نكتفي برواية واحدة لتبيين مطلبا معينا فأنت تستشهد برواية الهروي والكل يقر وهي بمثابة الدستور لنا لكن هذه الرواية لا تكشف لنا جانب البراءة فالبراءة شئ والولاء شئ آخر، فتأمل.

فاقرأ اخي العزيز زيارة أمير المؤمنين يوم الغدير وانظر عباراتها ودقق فيها بعدما ابتدأت الزيارة بالسلام على النبي والانبياء والمرسلين وذكرت جملة من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام عطف الإمام العسكري على ذكر مثالب القوم فهنا لاتوجد أي تصريح بالولاية او البراءة ولكن بعد ذلك يبدأ الإمام بالبراءة وختم باللعن (اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن...


وكذا أيضا فيوم للبراءة سواء كان ذلك في التاسع أو غيره ولذا فإن من مفادات يوم الغدير هو طرح والتبري من كل شخص تعدى على مقام أمير المؤمنين عليه السلام فليس يوم الغدير خاصا بالولاية وحسب بل إن لم تكن هناك براءة فلا فائدة من هذا التولي سواء كان التبري علني أم بشكل سري المهم أن يكون هناك براءة

وأما أن التبري قبل التولي فلعلك لم تقرأ أو تسمع بقول (الله لا إله إلا الله) فما ذا يعني لك هذا القول؟ أليس التبري أولا والتخلي عن جميع جنس الآلهة ثم التحلي والتولي برب العالمين؟
قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }البقرة167
فهذه الآية تبين أن الذين اتبعوا لو أنهم تبرأوا منهم لما حصل ما حصل.
وقال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

فما رأيك في هذه الآية ، فهذه الآية نص صريح في أن الكفر بالطاغوت والتبري منه متقدم على الإيمان بالله وإلا فما فائدة الإيمان ما لم يسبقه أو لا أقلا على بعض التقادير يلحقه.

ألا ترى أن الآية قدمت الكفر بالطاغوت وأخرت الإيمان بالله فتفرعت عليها النتيجة وهي التمسك بالعروة.؟ فلعلك لم تلتفت إلى هذه الآية.

وقول النبي صلى الله عليه وآله فالجميع يقر به وكما يقول أهل البلاغة أنه قد يؤخر المهم في الكلام لأهميته ولأجل الإلتفات إليه.

فاللعن والبراءة متقدم على التولي والدليل أن من كان مع أعداء أهل البيت فقد تبرى مما كان يقول وما يعتقد وكذا كل من يعتقد ما كان يعتقده ثم يتولى أهل البيت وإلا فالكلام يعود لأول الطريق وهو أنه لم يتبرى إذن الولاء ليس على النحو المطلوب فهو كالرجل الأعور فقد يظل الطريق ويخاف عليه من الهلاك في الضلال، لا أعني من يترضى عنهم تقية أو مخافة القتل وما إلى ذلك، كلامي حول من أراد فعلا التولي لأهل البيت فلا يمكن ذلك إلا بعد التبري من أعدائهم، وأحسب أني وضحت وأنت براحتك.


أما قولك بأن من يدغدغ مشاعر الناس في بعض المواضيع ورميه بالضلال والشرك، فهذا إطلاق على عواهن الكلام .

فإن كان مقصودك المواضيع الإعتقادية التي لا تقبل الشك والمشكك فيها والمنكر لها فصحيح فهو ضال عن الحق.

أما لو كان مقصودك في مواضيع غير اعتقادية أي لا تضر من جهلها فأنا اتفق معك في تخطئة كل من يرمي الآخر بالضلال على مسائل لا يضر الجهل بها.

ثم كلامي لك بالتحمل والصبر على هذا، ليس من باب أنك منزعج او متضجر فلم اقل هذا وإنما توصية فقط لا غير، فالمشكلة هو أنك تقرأ الردود عليك من خلال ذهنك لا من خلال ما هو مكتوب أمام عينيك حتى لا يحصل الإشتباه في الفهم.


قناعتك تلزمك وقناعتي تلزمني

قلتها وسأقولها أني مهتم بمتى مات ذلك الطاغوت حتى أفرح في يومه وإن تعددت الروايات فسأعملها.
أما أن ما يهمك هو معرفة مقام أهل البيت واتباع سلوكهم فكلنا متفقون معك ولست وحدك في هذا المضمار وإنما المشكلة هو أنك تقفل الطرف عن حقيقة وواقع وهو كما أننا نحزن لحزنهم فكذلك نفرح لفرحهم ولاشك في أن موت الطواغيت يفرح قلوبهم.

سؤال: عندما تنحى مبارك الم يفرح المصريون؟ عندما سقط صدام ألم يفرح الشيعة؟ وما إلى ذلك، فهذا أمر وجداني في كل الناس لا يحتاج إلى المساومة ولا يحتاج إلى دليل.

فكما أن معرفة مقامهم قربة لله فكذا الفرح بما يفرحهم قربة إلى الله.

أما أن السرور والفرح بموت طاغوت أو ظالم فهو من أعظم القربات، فإن العظمة إنما تنكشف من المناسبة والمناسبة هنا هي موت ظالم أهل البيت ومن أسس الظلم عليهم وليس ظالما عاديا فتنبه.
والدليل: ففي الصحيفة السجادية:

دعاء (72) يقول الإمام السجاد: اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى . فالحمد لله الذي أجاب دعوتي .
وفي البحار ج46 ص51 ح2.
(...وكان زين العابدين عليه السلام يدعو في كل يوم أن يريه الله قاتل أبيه مقتولا ، فلما قتل المختار قتلة الحسين صلوات الله وسلامه عليه بعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلى زين العابدين ، وقال لرسوله : إنه يصلي من الليل ، وإذا أصبح وصلى صلاة الغداة هجع ، ثم يقوم فيستاك ويؤتى بغدائه ، فإذا أتيت بابه فاسأل عنه فإذا قيل لك : إن المائدة وضعت بين يديه فاستأذن عليه وضع الرأسين على مائدته ، وقل له : المختار يقرأ عليك السلام ويقول لك : يا ابن رسول الله قد بلغك الله ثأرك ، ففعل الرسول ذلك ، فلما رأى زين العابدين عليه السلام الرأسين على مائدته ، خر ساجدا وقال : الحمد لله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي ، ودعا للمختار وجزاه خيرا...).

فهنا تحصل أكثر من قربنة (السجود والدعاء والحمد) وكلها بسبب موت ذلك اللعين.

وورد في القرآن الكريم قصة غلبة الروح من قبل الفرس وأشار المولى تعالى شأنه أن المؤمنين سيفرحون بهزيمة الروم وهزيمتهم ليس بالأمر الهيَّن فيقول تعالى: الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5}.

قال المجلسي: وروى المرزباني بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال : ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس حجج ، حتى قتل عبيد الله بن زياد ،
وعن عبد الله بن محمد بن أبي سعيد ، عن أبي العيناء ، عن يحيى بن راشد ، قال : قالت فاطمة بنت علي : ما تحنأت امرأة منا ولا أجالت في عينها مرودا ولا امتشطت حتى بعث المختار رأس عبيد الله بن زياد. (البحار ج45 ص باب 49 ح6).

وإبراهيم بن محمد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي ، عن العباس بن عامر ، عن ابن عميرة ، عن جارود بن المنذر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤس الذين قتلوا الحسين صلوات الله عليه. (البحار ج45 ص باب 49 ح12).

وقال علي بن الحسين عليهما السلام لأصحابه وقد قالوا له : يا ابن رسول الله إن أمير المؤمنين عليه السلام ذكر من أمر المختار ولم يقل متى يكون قتله لمن يقتل ، فقال علي بن الحسين ( صدق أمير المؤمنين ) أولا أخبركم متى يكون ؟ قالوا : بلى قال : يوم كذا إلى ثلاث سنين من قولي هذا ، وسيؤتى برأس عبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن في يوم كذا وكذا وسنأكل وهما بين أيدينا ننظر إليهما ، قال : فلما كان اليوم الذي أخبرهم أنه يكون فيه القتل من المختار لأصحاب بني أمية كان علي بن الحسين عليهما السلام مع أصحابه على مائدة إذ قال لهم : معاشر إخواننا طيبوا أنفسكم فإنكم تأكلون وظلمة بني أمية يحصدون ، قالوا : أين ؟ قال : في موضع كذا يقتلهم المختار ، وسيؤتى برأسين يوم كذا وكذا ، فلما كان في ذلك اليوم اتي بالرأسين لما أراد أن يقعد للأكل ، وقد فرغ من صلاته فلما رآهما سجد وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني فجعل يأكل وينظر إليهما ، فلما كان في وقت الحلوا لم يأت بالحلوا لأنهم كانوا قد اشتغلوا عن عمله بخبر الرأسين فقال ندماؤه ولم يعمل اليوم الحلوا ؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام : لا نريد حلوا أحلى من نظرنا إلى هذين الراسين . ثم عاد إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام قال : وما للكافرين والفاسقين عند الله أعظم وأوفى. (البحار ج45 ص باب 49 ح6).

محمد بن مسعود ، عن علي بن أبي علي ، عن خالد بن يزيد ، عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي بن الحسين أن علي بن الحسين عليهما السلام لما اتي بر أس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد خر ساجدا وقال : الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى المختار خيرا. (البحار ج45 ص باب 49 ح13). وغيرها من الروايات التي تبين فرح أهل البيت بمقتل أعدائهم.

يقول السيد محسن الأمين قدس سره الشريف:
وعلى كل حال فقد شفى النفوس وأدرك الثار وانتقم الله به من الطغاة الفجار ( وروي ) انه قتل في أيام ولايته وهي ثمانية عشر شهرا ثمانية عشر ألفا ممن شرك في قتل الحسين عليه السلام. (كتاب أصدق الاخبار في قصة الأخذ بالثار ص91).
وقال في مقدمة كتابه أن الأخبار التي أوردها أخذها من الكتب الموثوق بها ومنها ذكر حديث الإمام الصادق.

الإجماع والشهرة:
ولعلك تعرف أو لا تعرف، لا أدري: فكما أن الشهرة والإجماع ليس لهما الحجية إلا من خلال دخول المعصوم فيه وإلا فليس لهما حجية.
فكذلك قول الثقة أو ما يعبر عنه بخبر الواحد فهو ظن واكتسب حجيته بأن تعبدنا الشارع به وإلا فحاله كحال الشهرة والإجماع، لاحجية له وكما قرر في علم الأصول أن كل دليل ظني ليس بحجة إلا ما خرج بدليل أنه حجة. ولذا فهو علمي وليس علما.

أما مبنى الوثوق فليس غايته هو الأخذ بكل رواية بل متى ما حصل الوثوق بصدورها واطمأنت النفس لها فيؤخذ بها وإلا فلا.

وقولي فلا: ليس المراد منه رد الرواية وتكذيبها فهذا شأن الفضوليين وليس العلماء فالعلماء لهم درجة عظيمة تمنعهم من رد الرواية الضعيفة وإن كان لا يؤخذ بها في مقام الفتوى.

أما قضية رفع القلم التي تلوح بأنها قرينة على ردها فهذا أمر واضح الوهن فروايات تحريم الكبائر وكذا الصغائر والنهي عن المحرمات لهي من ضرورات الدين ، فقضية رفع القلم حتما لا تريد هذا المعنى والمعنى هو بكل ما هو خارج عن معتاد الناس كالمزاح الكثير بين المؤمنين الغير متعودين عليه، وما إلى ذلك، ثم إن العلماء الذين أخذوا بالرواية وعملوا بها لماذا لم يستشكلوا على هذا المقطع منها؟؟

وكذا مقطع أنه عيد، فالأعياد الأربعة أعياد مشرعة من الدين أما ما ورد بلفظ الدين غير هذه الأربعة فيعني عظمة ذلك الامر.

وإلا فالإشكال يرجع حتى على زيارة الحسين فقد سماها الإمام الصادق بالحج ففي الرواية:

أما الفتوى بحرمة رد الحديث الضعيف فقد قال العلامة الشيخ محمد السند في كتابه بحوث في مباني علم الرجال ص259: فإن الضعيف بمفرده وإن كان غير واجد لشرائط الحجية إلا أنه قد وردت الأحاديث المستفيضة بحرمة رد الخبر غير المعلوم صدوره وغير المعلوم وضعه.
ومن الروايات في ذلك: اورد المجلسي: عن منية المريد : قال النبي صلى الله عليه وآله : من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة ، فإذا بلغكم عني حديث لم تعرفوا فقولوا : الله أعلم. (البحار ج2 ص212 ح114).

وكذا فقد عقد الكليني باب برقم 22 في الاخذ بالسنة وشواهد الكتاب.
وكل العلماء يقولون أن الحديث حتى لو صح سنده وهو يخالف كتاب رب العالمين فهو مردود ولا يؤخذ به .
وهذا يعني أن حجية المضمون مقدمة على حجية صحة السند.

وصحيح أننا مأمورون بالتبين في الحديث الضعيف وحسب بل حتى في الأحاديث الصحيحة فنحن مأمورون بالتبين فيها أيضاً من حيث أنها نص أم ظاهر هل هي مطلقة ام مقيدة عامة أم خاصة في تقية صدرت أم لا، وغيرها من الأمور التي يدرسها الفقيه في كل رواية.

أما بالنسبة لغسل يوم التاسع من ربيع فلست من مقلدي الشيخ الوحيد دامت ظلاله على رؤوسنا جميعا وانا من مقلدي السيد السيستاني دام بقاؤه وهو يرى أن يؤتى به رجاء.

وقصدي يا مولاي العزيز أن الغسل قد ثبت استحبابه عند جمع من الفقهاء وليس الحصر حتى تأتيني بمن تظن أني مقلد له، فتأمل.

وقول المجلسي عندي مقدم على قول الشيخ كاشف الغطاء، والوحدة تتحقق بأمور منها عدم إظهار الفرح والسرور أمام القوم لا نكرانه البتة.

أما عن دراستك مولاي الجليل فهذا أمر جميل جيد ورائع واغبطك على هذه النعمة ووفقك المولى تعالى للمزيد من العلم إن شاء الله تعالى.
أما أنا فلست بحاجة للتعريف فالغرض هو المناقشة.

وأعود لأقول أن السنة قولهم ليس حجة علينا ولكن من باب الزامهم بما ألزموا به انفسهم.

ولي عودة إلى رواية التاسع من ربيع، حتى لا يغضب علينا الأستاذ الكريم وأننا خرجنا عن صلب الموضوع.



 

 


التعديل الأخير تم بواسطة مختلف ; 23-03-2013 الساعة 01:17 AM.
مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2013, 06:44 PM   رقم المشاركة : 24
الوعد
الأستاذ طاهر الخلف
طالب علم
 
الصورة الرمزية الوعد
 







افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

السلام عليكم ورحمة الله

يبدو أن الموضوع ، أخذ منحى التوجيه والإرشاد بدل الحوار ، كما أن خروج الحوار عن أصله لا زال مستمرا...

ولذلك فإن الاعتذار عن المواصلة هو الأفضل..

مع كامل التقدير للأخ ( مختلف) ، أهم شيئ أننا لم نختلف في أصل البراءة وإنما في صورها..

 

 

الوعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-03-2013, 11:05 PM   رقم المشاركة : 25
مختلف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية مختلف
 






افتراضي رد: أحوال يوم التاسع من ربيع ـ الأستاذ طاهر علي الخلف

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الكريم ( الوعد )

باب الإستطرادات مفتوح وكل معلومة قد تفيدنا نأتي بها، نعم أسهبنا في الكثير منها لكن هذا لا يعني عدم أهميتها.

والشئ الآخر وإذا كان هناك أمور هي من الأهمية بمكان فلابد من التنبيه عليها سواء من الصغير المحاور لكم أو من جنابكم الكريم.

ثم، أخي العزيز ولكي يلحظ القارئ الكريم لهذا الموضوع أن ليس كل ما يكتب من طرفكم أو مني إنما هو لتبادل وجهات النظر نعم نختلف ولكن هذا لا يضر في الود المتبادل كما صوره البعض.

وأخيراً أخي العزيز: أريد التنبيه أن وضع سؤال قد سواء في أصل الموضوع أم في الردود الأخرى يدخل باب الشبهة والتشكيك عند البعض فحاولت أن أأتي لكل سؤال بجواب كي يعرف القارئ أن السؤال له جواب بل وأجوبة مبحوثة في محلها.

والله الموفق لسواء السبيل واشكر لك رحابة الصدر.

 

 

مختلف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد