03-11-2008, 09:04 PM | رقم المشاركة : 1 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
.:][ البـــــــــرزخ ][:.
.:][ البـــــــــــرزخ ][:.
|
04-11-2008, 04:14 PM | رقم المشاركة : 2 |
مراقب الواحات العامة والتقنية
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
المـوت ،،،
|
04-11-2008, 04:50 PM | رقم المشاركة : 3 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
][ ضربة واحدة ][ ونحن نسير في طريقنا لفت انتباهي صوت رهيب ، فنظرت نحو الجانب الأيسر من الصحراء ، فذعرت لما شاهدت مما دفعني إلى أن ألقي بنفسي من أعلى كتف ( حسن ) ودون اختيار مني احتميت به . كان هناك شخصان عظيمي الجثة أسودين تتطاير من فمهما وأنفيهما النيران والدخان وشعرهما يخط الأرض يحمل كل منهما عموداً ضخماً من حديد . اضطربت وقلت لـ ( حسن ) : من هؤلاء ؟! ربما يتوجهان نحونا ! تبسم ( حسن ) وقال : لا تخف ، فهؤلاء نكير ومنكر متوجهان نحو كافر جاء لتوه من الدنيا ليسألاه كما سألاك ، قلت : هؤلاء أكثر قبحاً . قال : إنهما مشغولان مع كافر الآن . مضى قليل من الوقت فسمعت صوت سقوط شيء ما هز الأرض تحت أقدامي ، ولما سألت ( حسن ) عن السبب أجاب أنها ضربة نزلت على ذلك الكافر . من الآن فصاعداً ستسمع الكثير من هذه الأصوات التي تهز الأرض . . ][ وادي سحيق ][ اتخذ ( حسن ) طريقه من أعلى القمم وأحياناً بين أودية صغيرة وطويلة حتى وجدت نفسي على شفا وادٍ سحيق وعظيم . سألت ( حسن ) : هل علينا العبور من هذا الوادي ؟ قال : نعم . وإن العبور يستغرق وقتاً طويلاً فعليك الإسراع . نظرت إلى قعر الوادي مرعوباً ، لقد كان عميقاً بحيث لا يرى قعره عدت إلى ( حسن ) وقلت له : إنك صديقي ورفيقي فلماذا تؤذيني ؟! قال : وكيف ذاك ؟ قلت : وهل حقاً لا يوجد طريق آخر أكثر أمناً من هذا الوادي ؟! مسح ( حسن ) على رأسي بيده وقال : طريق العبور في هذا الوادي كثيرة ، لكن لكل معبره الذي لابد أن يجتازه . قلت منزعجاً : وهل هذا استحقاقي أن أعبر من مكان بحيث تعذبني النيران والدخان من الأعلى ، ومن الأسفل القمم والأودية السحيقة ؟ فتبسم ( حسن ) وقال : اعلم يا صديقي إن هذا العذاب ما هو إلا مردود أعمالك القبيحة في الدنيا وإذا لم تتحمل ذلك في هذا الطريق لن تصل إلى وادي السلام أبداً ، فقد سجل عليك أدنى قبيح عملته في الدنيا وهذا جزاؤه . ونظراً لما تعتريني من لهفة لوصول وادي السلام فقد أذعنت لمواصلة الطريق بهدوء وأخذت بالمسير خلف ( حسن ) داخل ذلك الوادي . انهمكنا في المسير داخل الوادي و لم يلح بالأفق ما يدل على انتهائه ، وكنت أفكر في أن عمق الوادي دليل على عظمة ذنوبي .... هنا انتبهت إلى نفسي حين سماعي لصوت انهيار الأحجار من أعلى الوادي . فالتحقت بـ ( حسن ) فوراً كي يعينني إذا واجهتني مشكلة . كنت مضطرباً مرعوباً تكاد عيوني تخرج من أحداقي ، فشاهدت رجلاً يسقط مع أحجار صغيرة وكبيرة إلى قعر الوادي . فأشار إلي ( حسن ) وقال : لا تنظر إلى الأسفل بل انظر إلى أعلى الوادي ، نظرت إلى أعلى الوادي فشاهدت شبحاً ضخماً أسوداً يضحك بصوت عالٍ قف على أعلى الوادي . قال ( حسن ) : هذا الشبح هو ذنوب ذلك الرجل الذي سقط ، ولقوتها فقد تغلبت على حسناته فألقتها في قعر الوادي . هنا وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال : هذه عاقبة اتباع الهوى . لما سمعت هذا الكلام استحوذ علي الخوف من ذنوبي وإمكانية غلبتها علي في أية لحظة . بعد قطعنا لطريق طويل وصلنا أخيراً إلى نهاية الوادي ، شاهدت ذلك الرجل ملقى على الأرض وكان رفيقه – أي حسن – ضعيفاً وواهناً بحيث أنه كلما حاول حمله على كتفه لم يستطع . طلبت من ( حسن ) أن يساعده فاعتذر قائلاً : إنني مكلف بمرافقتك .(( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) فاطر 18 قلت : لكننا كنا في الدنيا يعين بعضنا البعض ! قال ( حسن ) : في هذا العالم كل يتحمل وزر أعماله ، ولست أشفع له إذا استحق الشفاعة ، وعليك الدعاء أن يكون من محبي أهل البيت ( ع ) عسى أن تناله شفاعتهم. حركت رأسي متحسراً ودعوت أن يكون كذلك . ربما استغرق قطعنا للطريق ساعات طوال من ساعات الدنيا حتى وصلنا طريقا ينتهي إلى الأعلى . هنا التفت ( حسن ) نحوي وقال : استعد للصعود إلى أعلى هذا الوادي الخطير . ألقيت ببصري نحو الأعلى وكلما نظرت لم أستطع تخمين ما تبقى حتى نهاية الطريق . فأصابني الإحباط لأنني مضطر لقطع هذا الطريق الطويل ، ولكن لا حيلة سوى ذلك من أجل الوصول إلى وادي السلام . بعد تحمل المشقات والكثير من الصعاب وصلنا أخيراً إلى قمة الوادي . تمنيت أن لا تعترضنا مثل هذه المعوقات . وبعد قليل من الاستراحة واصلنا طريقنا باتجاه وادي السلام . ][ عذاب ابن ملجم ][ بعد قليل من المسير شاهدت طائراً ضخماً يحلق على مقربة من الأرض ، فقال ( حسن ) : أتريد أن تشاهد منظراً مثيراً ؟ قلت : بالطبع . قال : حسناً فانظر إلى ما يقوم به هذا الطائر . حطّ الطائر قريباً من صخرة وألقى بقسم من بدن رجل خارج منقاره ثم طار وعاد بعد قليل ليلقي بقسم آخر من الجسد وهكذا كررها أربع مرات حتى ظهر هيكل رجل مزعج وقبيح للغاية . حاولت أن أسأل ( حسن ) لكنه أشار عليّ بالسكوت وأتابع الحدث . ثم ابتلع الطائر قسماً من جسد ذلك الرجل وطار وكرر ذلك أربعاً حتى لم يبقى أثر للرجل . التفت إلى ( حسن ) وقلت له : حسناً الآن قل لي ما معنى هذا العمل ، ومن كان ذلك الرجل ؟ قال : إنه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي وسيبقى في هذا العذاب إلى يوم القيامة . سألته : ومن أين جاء به هذا الطائر وأين ذهب به ؟ أجاب : مستقره في وادي العذاب . سألته مدهوشاُ : وأين هو وادي العذاب ؟ قال : إنه جانب من وادي برهوت يتعذب فيه الكافرون والمنافقون وإني أتمنى أن لا يكون مرورنا منه . وبدوري تمنيت ذلك وأنا أشعر بالخوف يهيمن على وجودي . هدية من الدنيا بعد قطعنا لطريق طويل جداً وصلنا إلى وادٍ خطير ورهيب للغاية . فأصابتني رعدة خوفاً من أن يطل الذنب مرة أخرى من مكمنه ويداهمني . توقفت وأخذت أفكر بالمصاعب الكثيرة التي كنت ألاقيها في طريقي ، عاد ( حسن ) وقال : لِمَ توقفت ؟ هيا تحرك . قلت : إني أخاف . قال : لا مفر لك ، لابد من السير . تحركت نحو الأسفل مضطرباً ، وما أن سرت خطوات من شفير الوادي نحو الأسفل حتى أطلّ من الجانب الآخر للوادي مخلوق نوراني له جناح وفي طرفة عين جاء عند ( حسن ) وبعد أن استفسر عن أحوالي سلّمه رسالة ثم ودّعنا وعاد مسرعاً ، وبعد أن قرأ ( حسن ) الرسالة وضعها في صحيفة أعمالي والتفت إليّ وقال : أبشرك ، فسألته مندهشاً : ما الأمر ؟ قال : بعث أهل بيتك وأصدقاؤك بهدية إليك وجاء بها هذا الملك إليك وسيقلل من همك وغمك بمقدار . قلت : وكيف ؟ قال ( حسن ) وهو يشير إلى ذلك الوادي الرهيب : سوف لن نعبر من هذا الوادي نتيجة لهذه الهدية التي هي عبارة عن تلاوة للقرآن الكريم وإقامة مجلس تذكر فيه مصيبة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) والدموع التي أهيلت من أجله . سررتُ لهذا الخبر ودعوت لهم جميعاً بالمغفرة . ثم عدنا أدراجنا من ذلك الطريق الذي قطعناه وسلكنا طريقاً أكثر يسراً . . ][ أودية الارتداد ][ بعد قليل وصلنا معبراً ضيقاً على جانبيه أودية رهيبة ، وكأن ( حسن ) كان ينتظر سؤالاً مني فالتفت إليّ قائلاً : هذه الأودية الموحشة هي أودية الارتداد ويستغرق الوصول إلى قعرها سنوات متمادية من سنيّ الدنيا ، وفي قعرها أفران من النار هي صورة لنار جهنم ، وأولئك القابعون فيها سيبقون فيها لإلى يوم القيامة . سيطرت عليّ الرهبة بحيث بركت في مكاني دون وعي مني . فرفعني ( حسن ) من مكاني وقال : ركّز نظرك عليّ ولا تنظر إلى قعر الوادي أبداً . وهكذا تجرأت على السير في هذا الطريق الموحش . في غضون ذلك عمّت الوادي صرخة رهيبة فالتفت إلى الخلف فشاهدت رجلاً يسقط إلى قعر الوادي ، وفي وسط صرخاته وعويله الذي هزّ فؤادي ، سمعت صوت ذنوبه . كان ( حسن ) يشاهد المنظر مثلي فقال : إنه تعيس ، فقد قطع الطريق إلى هنا بسلام ، لكنه سيمكث في قعر الوادي حتى قيام الساعة . فسألته متعجباً : ولماذا ؟ قال : إنه ارتد بعد سنتين من إيمانه . ثم أخذت أدقق كثيراً في طريقي وكنت أضع قدمي في موطئ قدم ( حسن ) خشية السقوط . ورغم زلات قدمي أحياناً لكننا قطعنا ذلك الطريق الشاق الصعب بسلام ، ووضعنا أقدامنا في طريق ضيّق كثير المنعطفات تحيط به تلال عالية ومنخفضة خدعة كان ( حسن ) يواصل طريقه وأنا أتبعه بكل لهفة ولكن بقلب مضطرب . وصلنا مفترق طريقين فتوجه ( حسن ) نحو اليمين ، غير أن يداً سوداء ضخمة كمّت فمي وعينيّ ونتيجة للرائحة الكريهة التي كانت تنبعث منها عرفت أن ذلك هو الذنب . حاولت إزاحة تلك اليد السوداء المغطاة بالشعر وحينما أفلحت واجهني شبح ذلك الذنب القبيح . أصابني الذعر فحاولت الفرار واللحاق بـ ( حسن ) غير أن الذنب سحب يديّ بقوة وقال : نسيت عهدك ؟ فأجبته مذعوراً : أي عهدٍ هذا ؟ قال : لقد كنت في الدنيا تصحبني ، وعاهدتني أن نكون معاً في هذا العالم أيضاً . قلت : إنني لا أعرفك أبداً ، قال : إنك تعرفني جيداً لكنك لم تر صورتي ، الآن وقد تفتحت رؤيتك أخذت تشاهدني . قلت : حسناً ، ماذا تريد مني الآن ؟ قال : إنني ألاحقكم منذ بداية الرحلة وحتى الآن ، وقد حاولت اللحاق بك في وادي الارتداد فلم أفلح . قلت وماذا كنت تريد مني هناك ؟ قال : أردت المرور بك من ذلك الوادي . فصرخت منزعجاً : يعني إنك كنت تريد تكبيلي حتى قيام الساعة ! قال : كلا ! لقد كنت أريد إيصالك إلى مرامك بأسرع وقت ، ولكن لا بأس ، فإنني أعرف طريقاً سهلاً لا يعرف به أي شخص آخر . قلت : وحتى ( حسن ) ؟ قال : كن على ثقة لو كان على علم به لما أخذ بيدك عبر هذا الطريق الصعب ، وهنا تذكرت ( حسن ) حيث تقدمني متصوراً إنني أسير خلفه . ضاق صدري وطلبت من ( الذنب ) أن يتركني ، لكنه في هذه المرة هددني واحمرت عيناه فأصبحتا كبؤرتي دم وقال : إما أن تأتي معي أو أعيدك إلى حيث جئت . لما سمعت هذا الكلام ارتعد بدني واضطررت لمرافقته شريطة أن أتقدمه وهو يدلني من خلفي لأن مجرد رؤيته كانت تمثل عذاباً بالنسبة لي . وهكذا تقدمت في الطريق المتجه يساراً وبعد فترة من المسير وصلنا كهفاً كبيراً ، دون أن التفت إليه سألت الذنب : ما العمل ؟ قال : إنك ترى أنه لا طريق آخر أمامنا ولا بد من المرور من داخل الكهف . دخلت الكهف لكن ظلمته التي تفوق التصور أرعبتني فسمعت صوت الذنب وهو يصرخ : لماذا توقفت ؟ الطريق ممهد ويخلو من الأخطار . واصل طريقك براحة بال . تقدمت خطوات ثم توقفت ونظرت إلى ما حولي فلم يعد باب الكهف يرى . كان الظلام يخيّم على كل شيء ، رعب عجيب على كياني ، فناديت الذنب لكنني لم أسمع جواباً ، ثم ناديت مرعوباً ، لكنني لم أسمع سوى صدى صوتي . لم تنفك عني الرهبة والاضطراب٠ *فأدرت رأسي لأرى ما يحيط بي لعلي أعثر على منفذ للهروب ، لكنني لا أعرف أين بداية الكهف ولا نهايته . جلست متحيراً نادماً غمر قلبي الحزن والألم وبكيت لفراق صديقي الحميم الوفي ( حسن ) وإذا بي في تلك الأثناء أسمع صوت شخص يمر قد نبهني ، ففتحت مسامعي عسى أن أعرف جهة الصوت ، فانشرح فؤادي لعطر ( حسن ) الأخاذ ، فترقرقت في عيوني دموع الشوق . فتحت أذرعي وضممته إليّ مسروراً ورويت له ماجرى لئلا ينزعج مني . فقال ( حسن ) : لما شعرت بعدم وجودك على أثري رجعت من نقس الطريق وعرفت بالأمر من خلال الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من الطريق المتجه نحو اليسار فسرت في نفس الاتجاه لكنني لم أعثر عليك رغم بحثي عنك ، حتى وصلت قرب الغار فشاهدت الذنب ولما رآني ولّى هارباً . حينها عرفت أنه قد خدعك ، وعندما دخلت الكهف سمعت عن بعدٍ صوت بكاء ونحيب فسررت وهرعت نحوك . . ][ التــــــوبة ][ وبعد صمت واصل ( حسن ) : لقد كان هذا الطريق مقدر لك سلفاً لكن جرى استثناؤه وذلك لتوبتك ، رغم محاولات الذنب في إعادتك إلى ذلك الطريق . قلت : كانت توبتي من الذنوب الكثيرة التي أرتكبها صغيرها وكبيرها . قال : إنه طريق رهيب للغاية كان عليك قطعه لولا توبتك وهو بالإضافة إلى طوله ومنعطفاته ومعابره الضيقة والمظلمة ، فإنك لا تأمن مافيه من حيوانات وحشية ، ثم أخذ ( حسن ) بيدي وقال : هيا بنا نعود إلى طريقنا السابق . قطعنا ماتبقى من الطريق حتى وصلنا مكانا فسيحا يشبه المستنقع ولما وضعت قدمي فيه بركت فيه حتى الركبة . وكان ( حسن ) يسير بسهولة ، فلما رآني تراجع إلى الخلف وطلب مني أن أمسك بيدي على رقبتي ليعينني . غطست في المستنقع حتى فمي ولم تعد لديّ إمكانية الصراخ وطلب المعونة ، وإذا بذلك الملك يطلّ علينا وناول ( حسن ) حبلا وقال له : هذا الحبل كان هو قد أرسله سلفاً فأعنه كي يتخلص . ذهب الملك وألقى ( حسن ) بالحبل إلي فاستطعت الإمساك بالحبل والتخلص من تلك الهلكة ، ولما تجاوزنا المستنقع سألت ( حسن ) : ما هو مراد الملك من القول : هذا الحبل كان هو قد أرسله ؟ قال ( حسن ) : لو أنك تتذكر ، قبل عشر سنوات من موتك قمت بتشييد مدرسة يتعلم فيها الأطفال الآن ، فخيراتها هي التي أدّت إلى خلاصك من هذه المحنة وحضرت عندك لتنقذك . أيدت ما قاله ( حسن ) ثم قلت متبختراً : قبل خمس سنوات قمت بتشييد مسجد ، فأين أصبحت خيراته ؟ ابتسم ( حسن ) وقال : بما أن بناء المسجد كان رياءً ومن أجل الشهرة وليس في سبيل الله فإنك قد تلقيت الأجر من الناس . قلت : وأي أجر ؟ قال: المدح والثناء من قبل الناس ، تذكر ما كان يدور في قلبك حينما كان يمدحك الناس ، لقد كنت تقدم رضاهم على رضى ربك ، واعلم أن الله إنما يتقبل الأعمال التي تؤدى لأجله وحسب . استحوذت عليّ حالة من الحسرة والندامة من ناحية ، ومن ناحية أخرى شعرت بالخجل وأخذت بتوبيخ نفسي : أرأيت كيف ضيعت أعمالك بالرياء وحب الذات في حين كان باستطاعتها إغاثتك في مثل هذا اليوم ؟ . ][ موكب الشهداء ][ ( طوبى لأولئك الذين مضوا شهداء فلا تفكروا بمنزلتهم فإن أفكاركم قاصرة عن بلوغ ذلك ، بل فكروا بطريقهم وهدفهم ) من خطاب للإمام الخميني قدس سره الشريف واصلنا سيرنا في وسط صحراء مترامية الأطراف ، ولم تخف حرارة الجو أبداً واستولى عليّ الإرهاق ولم يبق فيّ قدرة على مواصلة الطريق . في تلك الأثناء سمعت أصواتاً فأدرت برأسي نحو يمين الصحراء ، فشاهدت منظراً مثيراً ، إذ رأيت مجموعة من الناس قد اخترقت الصحراء ومضت بسرعة فائقة ولم يخلّفوا وراءهم سوى الغبار ، فتوقفت متعجباً وأخذت أنظر إلى الغبار المتطاير ، ثم حركني ( حسن ) فانتبهت على نفسي ، وأردت أن أسأله فسبقني ( حسن ) وقال : هل شاهدت المنظر ، قلت : ومن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء زمرة من الشهداء . قلت مذهولاً : الشهداء . قال: نعم الشهداء . قلت : وأين يريدون ؟ قال : وادي السلام . فأدرت برأسي نحو ( حسن ) متعجباً وقلت : وادي السلام ! قال : نعم ، وادي السلام . قلت : لقد ذللنا هذه المسافة الطويلة بما فيها من مشقات ومحن كي نسعد يوماً بالوصول لوادي السلام ، وها أنت تقول أن هؤلاء يتوجهون نحو وادي السلام بهذه السرعة ، فهل هنالك فارق بيننا وبينهم ؟ فطبعت ابتسامة على شفتي ( حسن ) وقال : بين قمري وجرم القمر **** فرقٌ بين السماء والأرض ثم واصل كلامه : لقد عبدت الله في الدنيا على عجل فعليك الآن أن تقطع الطريق بمشقة وصعوبة ، أين أنت من الشهداء فالشهيد ذنوبه بمجرد أن تسقط أول قطرة من دمه على الأرض وتذلل له الطريق . وفي يوم القيامة أيضاً أول من يدخل الجنة الشهداء ، فإنهم قطعوا طريق مائة عام في ليلة واحدة ، وهاهم اليوم يقطعون وادي برهوت في طرفة عين . فغبطت الشهداء على منزلتهم وأخذت أردد : طوبى لهم وحسن مآب . ][ نيران الحسرة ][ لشدة ما انتابني من حسرة وغم جلست وأخذت أحدث نفسي : أية درجة ومنزلة هذه ؟ منذ مدة وأنا أدور في هذه الصحراء وواجهت الكثير من العوائق والمصاعب ولا زلت لم أصل بعد إلى نتيجة . لكن هؤلاء بلغوا مقصدهم بهذه السرعة ، فحقاً طوبى لأولئك الذين مضوا شهداء . سالت الدموع على وجنتي وبلغت روحي حنجرتي . بكيت وبكيت بصوت عالٍ حتى أخرجت ما في فؤادي من عقد الدنيا ... لكن الحسرة والغبطة لموكب الشهداء بقيت في قلبي ، وهل يمحوها البكاء ؟ جاءني ( حسن ) بهدوء وأخذ يهدئ من روعي ويشجعني على مواصلة الطريق الذي كان طويلاً مضنياً . ][ غبار الشهوات ][ رغم قطعنا لمسافة طويلة من الطريق لكن لم تلح في الأفق نهاية للصحراء . وعلى بعد رأيت عموداً أسوداً ما بين عمق الأرض والسماء يتصل بنيران السماء ودخانها وهو يتحرك ، ولما اقترب ظهر أنه يشبه الغبار يدور حول نفسه ، ولما رأيته التصقت بـ ( حسن ) ولفني الرعب والهلع فسألته : ماهذا العمود ؟ قال : إنه غبار الشهوات يدور حول نفسه بسرعة مذهلة . قلت له مضطرباً : وما العمل في هذه الحالة ؟ فالغبار يتجه نحونا بسرعة لا توصف وهو يلف كل ما يحيط به . قال ( حسن ) : أحط بيدك حول ظهري ، وانتبه لئلا يفصلك الغبار عني . أخذ الغبار يقترب منا شيئا فشيئا بصوته المرعب ، وأخذ اضطرابي يزداد ويزداد حتى أصبح الجو مظلماً خلال طرفة عين . لقد أحاط بنا الغبار وحاول لفنا إليه غير أن (حسن ) قد التصق بالأرض كالطود ، وقد استطعت السيطرة على نفسي بصعوبة بالغة في حين قبضت بيدي على ظهر ( حسن ) . كنت بين الحين والآخر أسمع صوت ( حسن ) وسط ضجيج الغبار وهو ينادي : انتبه لا يفرقك الغبار عني ! كانت لحظات غاية في الصعوبة وكنت أخشى أن يفرقني الغبار عن ( حسن ) لقد وهنت يداي وتثاقلت أذناي فلم أعد أسمع صوت ( حسن ). وفجأة فلتت يدي عن ( حسن ) ، وبطريفة عين ابتعدت عن ( حسن ) عدة كيلو مترات وألقي بي نحو الأعلى . كان الغبار يدور ولشدة الضجيج وارتفاع درجات الحرارة فقدت والوعي ، ولما فتحت عيني شاهدت الشبح الأسود الموحش للذنب واقفاً فوق رأسي وكانت رائحته الكريهة تؤذيني فنهضت بسرعة وحينما حاولت الهرب قبض على يدي بقوة وجذبني نحوه وقال : إلى أين أيها الصديق عديم الوفاء ؟ أتفضل مرافقة ( حسن ) على مرافقتي ؟ في حين إنك اخترتني رفيقاً في الدنيا . نظرت إلى وجه الذنب نظرة سريعة فلمست أن هيكله قد صغر قليلا . ودون أ ن أنتبه إلى كلامه سألته : ما الخبر ، فقد أصبحت ضعيفاً ونحيفاً ؟ قال منزعجا : كل ما أتجرعه هو بسبب ( حسن ) . فسألته متعجباً :بسبب ( حسن ) ؟ قال : نعم ، فلقد فرقك عني ليؤذيك قليلاً من خلال مرورك من طرق معقدة وصعبة . قلت : حسنا ، وما علاقة أذيتي بضعفك ؟ فأجاب منزعجاً : كلما يزداد عذابك يصيبني الضعف أكثر فأكثر وتذوب لحوم بدني وإذا ما وصلت إلى وادي السلام لن يبقى لي أثر ، ثم عظّ على نواجده وقال : الآن الدور لي فلا بد أن ترافقني إلى النار وأنا أرتعش من شدة الخوف والرهبة ، سألته : إلى أين ؟ فأشار الذنب إلى جبل إلى يساره وقال : خلف هذا الجبل هنالك وادي جميل أود أن تبقى فيه إلى يوم القيامة . كنت أعلم أن لا جدوى من العناد واللف والدوران ، فسرت في الطريق الذي أشار إليه ، فتقدم هو مسروراً عجولاً وبين الحين والآخر يلتفت ويشجعني على مواصلة الطريق . وبالرغم من أنني لم أر خيراً من الذنب لكن بشاراته المتكررة وسروره غير المبرر حفزني على الاستمرار في المسير أخذت أفكر مع نفسي عسى أن ألتقي بـ ( حسن ) خلف الجبل ، ولعل وادي السلام يقع خلف الجبل وأن الغبار قد أدناني منه ، ولكن هل يمكن الوصول إلى وادي السلام بدون ( حسن )؟ قطعنا منتصف الجبل فتناهت إلى مسامعي أصوات نحيب ، فواصلت الطريق دون أن أكترث لها ، وكلما اقتربنا من قمة الجبل يزداد صوت النحيب حتى استحوذ علي الخوف والرعب فتوقفت وقلت للذنب : ماهذه الأصوات التي أسمعها ، فأجاب الذنب مضطربا : أية أصوات ؟ قلت : هذه الأصوات والصرخات التي تصدر من خلف هذا الجبل فتقطع فؤادي . قال الذنب : إنني لا أسمع صوتاً لعلها هلاهل وأفراح أهالي تلك المنطقة المنعمين فقلت له : إنني أسمع أصواتاً وصرخات أشبه ما تكون بالصياح والعويل فقال الذنب : قلت لك إنني لا أسمع صوتاً فلا تضيع الوقت بلا داعي ، واصل الطريق بسرعة فالوقت ضيق والطريق طويل. هنا فهمت أن الذنب يخفي شيئاً هو يتظاهر بعدم السماع ، ولم يكن هنالك من خلاص فلقد أبعدني الغبار عن ( حسن ) وأصبحت الآن أسيراً بيد الذنب ، ياليتني لم أترك ( حسن ) ، بيد أن الغبار كان من القوة بحيث أبعدني عنه . كنت أسير خلف الذنب بين طيات الجبل يعتريني الشك والتردد وإذا بي أسمع صوت ( حسن ) وهو يصيح بي : قف جانباً ، ففعلت وإذا بصخرة كبيرة تسقط بقوة على رأس الذنب ألقت به في قعر الوادي . عندما شاهدت ( حسن ) مقبلاً علي من أعلى الجبل واحتضنني ، سررت لرؤية ذلك الوجه الجميل والعطر الفواح ووضعت رأسي على كتفه وأخذت بالبكاء . قال لي ( حسن ) وهو يمسح دموعي والبسمة ترتسم على شفتيه : ماذا تفعل هنا يا صديقي ؟ أتدري أين أنت الآن ؟ قلت : كلا ، فهز ( حسن ) رأسه وقال : إنك على شفا وادي العذاب ، لقد سمعت باسم هذا الوادي سابقاً من ( حسن ) لكنني لم أصدق أبداً إنني سأقترب من هذا الوادي الخطير ، طلبت من ( حسن ) أن يحدثني عن هذا الوادي فاستجاب لي وقال : إنه مستقر الذين يعجزون عن العبور من برهوت ولن تكون لهم القدرة على العبور من الصراط يوم القيامة وبالتالي فإنهم سيسقطون في قعر جهنم ، وهنا تلفحهم لفحة من نيران جهنم ، أما في القيامة فإنهم سيستقرون فيها . لقد أرعبني وادي العذاب ووقوفي على شفيره ، وبعد أن هون ( حسن ) من روعي دعاني للاستراحة قليلاً لرفع التعب . . . لهـــا [ بقيّــــة ] ..! . .
|
05-11-2008, 09:41 AM | رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
يعطيكِ العافيه ، وشكراً لكِ
|
07-11-2008, 07:28 PM | رقم المشاركة : 5 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
][ عذاب مجرم في البرزخ ][
|
11-11-2008, 05:56 PM | رقم المشاركة : 6 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
مــا أحــد متـابع القصـــة ..
|
11-11-2008, 07:21 PM | رقم المشاركة : 7 |
مشرفة زوايا عامة وملامح صورة
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
تكفين ياإشراقة الأمل تكملين الصراحة موضوع مميز مميز جدا الله يخليك كمليه
|
13-11-2008, 09:19 PM | رقم المشاركة : 8 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
Sweety Heart
|
14-11-2008, 05:03 PM | رقم المشاركة : 9 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
التعديل الأخير تم بواسطة ذكريات الماضي ; 14-11-2008 الساعة 05:21 PM. |
15-11-2008, 06:04 PM | رقم المشاركة : 10 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
وقفـــــــة ..
|
15-11-2008, 06:10 PM | رقم المشاركة : 11 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
][ باب الولايـــــــــــة ][
|
27-11-2008, 01:01 PM | رقم المشاركة : 12 |
مشرفة زوايا عامة وملامح صورة
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
يعطيك ألف ألف عافية على الموضوع الهادف والشيق
|
01-12-2008, 04:43 PM | رقم المشاركة : 13 |
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
يعافيك ربي لذا المرور والمتـابعة ..
|
02-12-2008, 12:47 AM | رقم المشاركة : 14 |
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
يعطيك العافية وشكرا على مجهودك ..........
|
02-12-2008, 03:15 AM | رقم المشاركة : 15 |
طرفاوي نشيط
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
اللهم إني أسالك الراحة عند الموت ، و المغفرة بعد الموت ، و العفو عنا عند الحساب ..برحمتك يا أرحم الراحمين ..
|
05-12-2008, 10:29 PM | رقم المشاركة : 16 |
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
: السلام عليكم : رأيت الموضوع من فتره لكني لم أقرأهـ ودخلت الآن وقرأهتهـ لأنبهر بمضمونهـ الرائع وصف دقيق وممتع ومخيف لماسنعيشهـ بعد ممتنا : الله يثبت قلوبنا على الأيمان وطاعة الرحمن وولآية محمد وآلهـ الأطهار : يعطيك ربي ألف عافيهـ وجعلهـ أن شاء الله من ميزان حسناتك : كل الشكر والتقدير مذهلة :
|
06-12-2008, 06:06 PM | رقم المشاركة : 17 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
. . الله يعافيك .. وشكراً على حضورك .. وقراءتك لما احتواه الموضوع من مضمون .! . .
|
|||||||||||||||||||||||
18-12-2008, 12:02 PM | رقم المشاركة : 18 |
طرفاوي مشارك
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
الموت لازم كل واحد يستعد له لأن في اي وقت ممكن تتوفة في اي لحظة
|
18-12-2008, 11:10 PM | رقم المشاركة : 19 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
. . اللهم اسمع منهــا .. وأحسن خاتمتهـا .. وخاتمتنـا .. وأمتنـا على حب محمد وآل محمــد .. اللهم لا تزغ قلوبنـا بعد إذ هديتنـا .. و ثبتنـا على الصراط .. إنك سميع مجيب .. . أشكرك عزيزتي على هذه الوقفـة وهذه البصمـة .. لا عدمتك .. ودمت موفقة .., . .
|
|||||||||||||||||||||||
24-12-2008, 10:06 PM | رقم المشاركة : 20 | |||||||||||||||||||||||
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
|
رد: .:][ البـــــــــرزخ ][:.
. . وعليكم السلام ورحمة الله وبركــاته .. , يعني تنصحين بقيــة الأعضــاء يقرؤونـــه ..؟! . اللهم نسألك حسن الخاتمة .. والثبــات .. . الله يعــافيك .. و ما يحرمني تواصلك .. وتواجدك الدائم بالقرب من أحرفي ..
|
|||||||||||||||||||||||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|