العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > مكتبة المنتدى




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 31-12-2010, 09:55 PM   رقم المشاركة : 1
زكي مبارك
مشرف مكتبة المنتدى






افتراضي قراءة في العتبات لـ(تاريخ الإمام علي السياسي)


قراءة في العتبات لـ(تاريخ الإمام علي السياسي)

قراءة في العتبات .. لـ(تاريخ الإمام علي بن أبي طالب السياسي)

بقلم: رباب حسين النمر
(كاتبة وأديبة)

يُعدُّ الإمام علي عليه السلام كعبة القُصّاد والآمّين من كُتّاب ومفكرين قديماً وحديثاً لاسيما أن شخصيته زخرت بأبعاد فذّة وتميزت بمزايا جليلة أغرت الباحثين من المحبّين والخصوم على حد سواء على استجلاء خصائصها والكشف عن سماتها والغوص في لجج بحارها.
وقد طالعنا كتباً تناولت سيرة الإمام علي عليه السلام تناولاً تاريخياً فهي تُعنى برصد الأحداث والمناسبات وتتابع حركة سيره في الجهاد والمعارك الإسلامية وفي أيام الخلفاء .. وأخرى تهتم بتتبع مناقبه وصفاته الدينية والعبادية والسلوكية .. وهذا الكتاب الذي بين يدي الموسوم بـ(تاريخ الإمام علي السياسي) لمؤلفه الأستاذ/ عبدالله علي الرستم يرصد الأبعاد السياسية في شخصية الإمام علي عليه السلام.
يقع الكتاب في 112 صفحة من القطع الصغير .. وفي الأسطر التالية نظرة إلى عتبات الكتاب ومدى ارتباطها بالمضمون والمحتوى ..
وتتكون العتبات على رأي (جيرار جينيت) من صفحة الغلاف الأمامية وما تحويه من إشارات ورسومات وكتابات، وصفحة الغلاف الخلفية، والتصدير، والاستهلال والتقديم الصغير والمقترحات والعناوين الداخلية..
حينما يقع بصرنا على غلاف الكتاب – وهو العتبة الأولى أمام المتلقي التي تغريه بصرياً بالاطلاع – أول ما يسترعي الانتباه كلمة (علي) حيث كُتبت بخط ذي أحرف كبيرة تفوق حجماً جميع الكلمات المكتوبة على الغلاف .. بلون أحمر فاقع يسر الناظرين .. ومن خلال هذه الكلمة ندخل إلى صلب الموضوع: (تاريخ الإمام علي بن أبي طالب السياسي) ونجد عبارة أسفل العنوان تُعنى بتحديد معالم هوية الكتاب وتحرص على تجنيسه جاء فيها: (قراءة موجزة عن بعض الأوضاع السياسية في حياة أمير المؤمنين عليه السلام).
ثم ذُكر اسم المؤلف ثلاثياً في موضع أقرب إلى أسفل الصحفة مائلاً لليسار وكأنما الموضع إشارة إلى احترام مكانة الإمام سلام الله عليه وتهيباً منه.
وفي الزاوية اليمنى أسفل الصفحة صورة ظل فارس اعتلى صهوة جواده وقد مد سيفه ذا الرأسين عالياً وكأن فيها كناية عن شجاعته وخوضه غمار الحروب وقد رفع باليد الأخرى راية خضراء تشير إلى تمسكه براية الدين .. ربما تلخص لنا الصورة أيضاً معنى المضمون وهي أن الإمام علي عليه السلام انطلق في مواقفه السياسية من قاعدة دينية أخلاقية وتربوية وأنه لا يخاف في الله لومة لائم .. ويمضي ويبادر.
- ثم ورد اسم دار النشر أسفل الصفحة (دار المحجة البيضاء).
- ويغيب اسم الرسام أو مصمم الغلاف عن الصفحة .. وعن جميع أجزاء الكتاب ويبقى الفنان الذي عُني بترجمة معنى الغلاف – إلى صورة بصرية – يبقى غائباً عن علمنا.
- ويسيطر على الصفحة (صفحة الغلاف) اللون الرمادي الممتد على الأطراف .. تخفف من حدته الإضاءة المنبثقة من وسط الصفحة حتى تتمازج مع الرمادي وتتماهى معه .. ربما كان للون الرمادي دلالة على الأوضاع السياسية المتدهورة إبان مقتل عثمان وتوليه عليه السلام شؤون الخلافة .. يؤيده بقوة ما تضمنه الكتاب من وصف الإمام لتلك الأجواء الرمادية الغائمة بقوله حينما أتوا يبايعونه بالخلافة: (فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت، والحجّة قد تنكّرت .. واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أُصغي إلى قول القائل وعتب العاتب).
- وبنظرة إلى الغلاف الخلفي نجد أن الظلمة قد سيطرت عليه يوقّع ألحان الحزن تماشياً مع العبارات الأخيرة التي سجلها المؤلف التي تناولت وفاة أمير المؤمنين .. وكأنما اللون شارة سوداء أُسدلت على مشهد تاريخ مُحزن .. وتضمّن الغلاف الخلفي صورة مصغّرة للوحة الغلاف وصفحة الغلاف الأمامي .. ثم (الهفوف – الأحساء – 1431هـ) يبدو أنه مكان وزمان تدوين المصنّف .. ولو راقبنا أفق انتظار المتلقي لوجدناه ينتظر تقديماً صغيراً في هذه الصفحة يلخص موضوع الكتاب أو يقتنص منه عبارة معبّرة تُلقي ظلالاً على المحتوى ..
- وعلى عادة بعض المؤلفين أفرد للبسملة صفحة مستقلة .. حبذا لو كانت في الصفحة المقابلة.
- جاء إهداء الكتاب إلى الأبوين، والزوجة، والأبناء، وثمة صديق، والمهندس/ عبدالله الشايب، باعتباره اعترافاً بجميل هؤلاء ومساهمتهم الفاعلة في إخراج الكتاب وتأليفه .. الأبوين لأنهما أعطياه الحرية الفكرية والحنان، والزوجة والأبناء لتهيأة الجو والمناخ المناسب للكتابة .. وعبدالله الشايب لمساهمته في إخراج الكتاب، وذيّل اسمه (عبدالله) مفرداً في نهاية الإهداء لبيان مدى التقارب بينه وبين المهدى إليهم ..
- وانسجمت المقدمة مع موضوع الكتاب وبينت كثرة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ومع ذلك تبقى الحاجة لنظرات جديدة .. ثم وضع أقسام كتابه .. واللافت في المقدمة عبارة: (أرجو فيها تقديم شئ جديد على مستوى الجانب النظري) ..
- أرى أن الخبرة أمر نسبي فما هو جديد – النسبة – إلى قارئ يُعد قديماً على مستوى قارئ آخر .. والمناط بمدى رحابة أو ضيق دائرة الاطلاع .. وأدعو القارئ أن يتبين بنفسه هذه النقطة بقراءة الكتاب والاستفادة مما ورد فيه.

منقول
http://www.walfajr.net/?act=artc&id=14677

أخوكم
زكي مبارك

 

 

 توقيع زكي مبارك :
قراءة في العتبات لـ(تاريخ الإمام علي السياسي)
الضربات التي لاتقصم الظهر فإنها تقوي
زكي مبارك غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد