أزمة الثقافة وثقافة الأزمة
عزيزي رئيس التحرير
إنه لمن الجميل أن ترى مجتمعًا يعج بالمثقفين والقراء والمطلعين في شتى المجالات، وأن أولئك المثقفين يمتلكون مكتبات قيّمة رغم افتقادها لبعض الكتب المهمة، في الطرف الآخر لكل إنسان له ميول ونمط معين من التفكير، إلا أنه من المفترض على كل مثقف واعٍ سلك هذا الجانب حريٌ به أن يكون شمولياً في قراءاته ومطالعاته، ليكون على وعي تام بما يقرأ في بعض التخصصات والجوانب الثقافية الأخرى، فصاحب التخصص لا يطلق عليه مثقف إلا إذا ركّز على بعض الجوانب الثقافية الخارجة عن نطاق تخصصه.
وبما أن الشمولية تتطلب نوعا من التركيز أثناء القراءة في المجالات الأخرى، ذلك حتى يتسنى لهذا المثقف أن يستوعب بعض النقاط التي يريد معالجتها أو نقدها أو البحث عنها حتى لا يعيش في دوامةٍ فكريةٍ ربما تسمى [أزمة الثقافة]، بحيث يكون هو من صَنَعَ هذه الأزمة لنفسه، جراء خوضه في مجالات يجهل آليات التعامل معها واستيعابها فضلاً عن علمه بوجودها.
ومع الإمعان في مفهوم [أزمة الثقافة]، يتولد لنا في الطرف الآخر أمر قد نكون نحن من صنعناه، وقد يكون صانعه طرفٌ آخر بفعل جهلنا حول ما يدور حولنا لتوريطنا في بعض المآزق الثقافية لنحتسي كوباً مملوءاً بـ[ثقافة الأزمة]، وللتخلص من هذا وذاك يستوجب علينا أن نميّز بين الماء والسراب، وأن نمعن النظر في كل ثقافة دخيلة يراد لها الثبات أو الرحيل، وكذا كل ثقافة موجودة، مع تفعيل المحاولات في خلق ثقافة محلية يكون لها صدى في الساحة مع العلم أن ذلك موجود إلا أنه يحتاج إلى تفعيل.
وكم نتمنى أن لا تكون لدينا أزمات ثقافية حتى لا نفقد التوازن الفكري والثقافي الذي قد يؤدي بنا إلى صناعة الأزمات، فما زالت نافذة الثقافة مفتوحة على مصراعيها، مستقطبة الآراء الدخيلة بعدد نجوم السماء.
عبدالله بن علي الرستم
http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=721111&G=1
نقلاً عن جريدة اليوم في قسم عزيزي رئيس التحرير