ماهي أبرز النتائج والمعطيات التي تمخضت عن الثورة الحسينية ؟
1- فضح الأمويين وتحطيم الإطار الديني المزيف : فبفعل ثورة الحسين عليه السلام تكشف للناس حقيقة الترعة الأموية المتسلطة على الحكم ، وفتكها للدين باسم الدين ، مستعينة ً بحالة اللاوعي وشبوع الجهل الذي خلفته السقيفة ، فأتت الثورة ونسفت كل ذلك .
2- إحياء الرسالة الإسلامية : فقد خلف استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هزة في ضمير الأمة وعامل بعث لإرادتها المتخاذلة ونصرة لشرع الله تعالى ، ولقد سأل إبراهيم بن طلحة الإمام السجاد عليه السلام قائلاً : من الغالب ؟ قال عليه السلام (( إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب )).
3- الشعور بالإثم وشيوع النقمة على الأمويين : فقد اشتعلت شرارة الشعور بالإثم في نفوس الناس ، وزادت حدة النقمة على بني أمية ، وزادها توهجاً خطابات الإمام السجاد والسيدة زينب عليهما السلام أثناء السبي .
4- إحياء إرادة وروح الجهاد في الأمة : كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام السبب في إحياء الإرادة وانبعاث الروح النضالية لدى الجماهير المسلمة ، وقد قامت الثورات تباعاً ، مثل ثورة التوابين ، وثورة المختار ، وثورة زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليهما السلام وغيرها .
لما كان لحادثة كربلاء مثل هذه المعطيات ، فلماذا يطلق عليها بالمصيبة ، كما ورد في زيارة عاشوراء ( يالها من مصيبة ماأعظمها...) ؟
مصيبتها في أتها لم حدثت وأودت بحياة هؤلاء الأبطال وبتلك الطريقة البشعة التي تدمي القلوب ، وماهو السبب في أن تهرق دمائهم عليهم السلام ؟؟ في حال كان بالإمكان تلافي كل ذلك لو أن الأمة رجعت إلى قادتها الحقيقين وسارت على نهجهم .
قد يقول قائل إن الثورات التي أعقبت ثورة الحسين عليه السلام كانت تنشب وسرعان ماتخفق وهذا مايدل على فساد فكرة الثورة ، لأنها لا تنتج إلا فقراً ومزيداً من الضحايا ، فكيف يرد على هذا القول ؟
الثورات التي أعقبت ثورة الحسين عليه السلام : " نقول نعم ، إنها لم تطور واقع الشعب تطويراً أنياً ، ولم تقدم في الغالب نتائج ملموسة ، ولكنها حفظت للشعب إيمانه بنفسه وبشخصيته ، وبحقه في الحياة والسيادة ، وهذا نصر عظيم "