الفن الإسلامي
أطلق الغربيون على الفن العربي الإسلامي تسميات عده منها الفن الشرقي، وآخرون أطلقوا عليه الفن المغربي، ولكن الواقع أن هذه التسمية تصح فقط لفن شمال أفريقيا والأندلس، على أن تسمية الفن الإسلامي تبقى مقبولة للدلالة على الفن الذي انتشر في جميع الدول الإسلامية كالفن الفارسي والتركي والهندي.. وغير ذلك، ومع أن الفن الإسلامي كان موحدا بالشكل والأسلوب والمضمون إلا أن ثمة فروقا متميزة بحسب الأقاليم والعصور وبحسب التقاليد التاريخية لكل أمة من الأمم التي دخلت الإسلام
ابتدأ الفن العربي الإسلامي في عصر الأمويين، وذلك أن الخلفاء الراشدين كانوا أقرب إلى الزهد والتقشف وأبعد عن الترف والتبذير، وقد أنشأ الأمويون في دمشق طرازا خاصا سمي الطراز الأموي استمدوه من الفنون الشائعة في سوريا في ذلك الوقت كالفنون المسيحية والفن البيزنطي
وفي العصر العباسي أي منذ عام 749 م سار الفن الإسلامي في اتجاه جديد مشكلا الطراز المسمى العباسي والذي تأثر بالأساليب الفنية الفارسية، ولقد بلغ هذا الطراز قمته عند بناء مدينة سامراء أي سر من رأى، ثم تدهور عندما ظهر الفاطميون في مصر عام 969 م حيث ظهر الطراز الفاطمي الذي ازدهر في مصر والشام، ثم ظهر لفترات قصيرة فن الطوليون وفن الأيوبيون، وفيما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر ساد الطراز المملوكي الذي ازدهر في عهد محمد بن قلاوون في مصر والشام أيضا، وعندما قضى العثمانيون عام 1517 م على دولة المماليك، أخذ الفن طابعا بيزنطيا في العمارة، وفارسيا أو أوربيا في غيرها وخاصة في تركيا
أما في الأندلس فلقد ازدهر الطراز الأموي الذي انتقل من بلاد الشام إلى المغرب العربي، واستمر حتى القرن الحادي عشر الميلادي وفي عام 1150م توحدت الأندلس مع شمال أفريقيا على يد المرابطين فكان طرازهم الفني الخاص ثم تلاهم الموحدون وطرازهم عام 1235م الذين أكملوا توحيد الطراز الأندلس المغربي، حتى خرج العرب من الأندلس عام 1542م
عناصر العمارة الإسلامية
تتميز بعض المساجد بوجود عناصر معمارية مهمة
الأقواس
فقد كانت على أنواع، ففي المغرب كما في مصر كانت الأقواس نصف دائرية أو منكسرة، والدائري بعضه متطاول من الأعلى أو يشبه نعل الفرس أما القوس المنكسر فهو متطاول إلى أعلى ينصفه انكسار، والنوع الآخر هو الأقواس المقرنصة التي شاعت في الأندلس. أما الباب فيحاط بمستطيل ضمنه تحشيات زخرفية تنصفها زهرات مع أقواس زخرفية تعلوا هذا المدخل
--------------------------------------------------------------------------------
النوافذ
وهي شباك حجرية أو مصنوعة من الجص ومن الخشب وقد يكون للنافذة بروز مما يسمى بالكتبية أو مشربية، واستمد العرب نماذج منها في عمارته، وكانت النوافذ ذات أقواس ترتكز على أعمدة جانبية رفيعة. وبرع العرب في صناعة الأبواب الكبيرة، وغلفوها بالحديد وطعموها بالذهب والفضة، ونقشوا عليها التزيينات الهندسية العربية البديعة، كما هو الأمر في باب في باب جامع المؤيد في القاهرة
--------------------------------------------------------------------------------
المقرنصات
وهو مأخوذ من النوازل والصواعد ومؤلفة من سبعة عناصر مركبة بشكل مثلثي، توجد على تاج الأعمدة أو على الطنف والأفارير، وتكون من الجص أو من الحجر المنحوت أو محفورة على الخشب أو من الطين المحروق
--------------------------------------------------------------------------------
الأعمدة والتيجان
الأعمدة ذات أشكال مختلفة، منها الأسطواني والمضلع والحلزوني والمثمن، أما التيجان فبعضها بصلي أو مزين بوريقات نباتية، أو مزين بالمقرنصات، أو على هيئة ناقوس، وقد استعمل الإيرانيون أعمد خشبية مذهبه، كما استعيض في بعض الأحياء على الأعمدة بالاكتفاء
--------------------------------------------------------------------------------
القباب
تعتبر قبة النسر في الجامع الأموي أقدم قبة إسلامية، وفي العصر الأيوبي أخذت القباب طابعا زخرفيا إذ حلّيت ببعض الزخارف الجصية وامتازت القباب المصرية الفاطمية بالارتفاع والتناسق والزخرفة الجميلة، وفى العهد المملوكي ظهرت أنواع شتى للقباب فمنها النصف كروية ومنها المضلعة أو بيضوية وقباب خشبية، وفي الغرب كانت القباب نصف كروية وبدون زخارف، ومعظم القباب في إيران كان بيضاويا أو بصلي الشكل ومغطى بالقيشاني البراق، أما في الطراز العثماني فكانت على شكل دائري غير كامل إلا أنها كانت عالية ومتعددة بالجامع الواحد وذات أعناق لها نوافذ كجامع السليمانية في اسطنبول
--------------------------------------------------------------------------------
المآذن
المئذنة عنصر جوهري أساسي بكل مسجد وهي في الغالب مكونة من خمسة أدوار أولها وأسفلها مربع الشكل، من أسفل تم التحول إلى شكل مثمن عند القبة، وفي كل مئذنة توضع النوافذ للإنارة اللازمة للسلم الحلزوني كما هو موضح بالشكل ونلاحظ أنه كلما ارتفعنا بالمئذنة كلما قل القطر
--------------------------------------------------------------------------------
العقود
امتازت العمارة الإسلامية بتنوع عقودها، وكان كل بلد يفضل بعض هذه العقود على الآخر، منها العقد المخموس والعقد الفصوص، والعقد على شكل حدوة الفرس، والعقد المدبب وغيرها
--------------------------------------------------------------------------------
الزخارف المعمارية والحليات
امتازت الزخارف المعمارية والحليات الفنية في العمارة الإسلامية بأنها اشتقت من روح الإسلام وأصالته وتعاليمه، واهتم الفنان العربي والصانع العربي بدراسة الزخارف الهندسية على أسس واقعية نابعة من المجتمع والبيئة، واعتنى الفنّانون العرب عناية تامة بالإخراج والتكوين والتلوين وكان اللون الأحمر والأبيض والأزرق والذهبي والفضي أحب الألوان إلى نفوسهم، وأصبحت الزخارف المعمارية والفنية الإسلامية حلاوة تنعم بها دون غيرها، كما تنفرد بمشروع كامل بدراسة الألوان وتتميز بالبساطة التامة في التصميم ورشاقة النسب والتعبير الرقيق والشخصية العربية، وهذه الزخارف المعمارية والحليات كانت ولا تزال وستبقى العمارة الإسلامية أكثر العمارات حياة وأشدها بهجة وأعظمها خلودا
--------------------------------------------------------------------------------
الخط العربي
دخل الخط العربي في صميم الزخرفة والنقش العربي منذ فجر الإسلام، وكان أهل الكوفة أكثر المسلمين عناية بالخط الذي أخذ أشكالا هندسية مضلعة وهكذا استعمل الخط الكوفي، ومن أعمال التدوين والتزيين وكان الخطاطون أعلا الفنيين مكانة لكتابتهم القرآن
ثم ظهرت خطوط أخرى كالنسخ والثلث والرقعة والديواني والريحاني والمغزلي ثم دخلت الزخرفة على الخط الكوفي وخاصة في الشرق المسلم وأصبح منه المشجر أو المسّتقل عن الزخرفة أو المظفر أو المربع ومن أشهر الخطاطين الوزير ابن مقله وابن البواب وغيرهم