قرأت المقالة واعجبتني كثيراً وأحببت أن تعم الفائدة للجميع
حديث آخر خلافا لنبرة الصوت والكلام 00000 حركات الجسد رسائل شفوية للآخرين
تعتمد الاتصالات البشرية على أكثر من مجرد الاتصال اللّغوي الشفهي. فهناك الكثير من عمليات الاتصال التي تحدث بين الناس يؤدي الجسد فيها دوراً بارزاً وكبيراً.
وبمعرفة لغة الجسد يمكن للمرء أن يعرف المزيد عن الآخرين وعن نفسه، ويتعلم كيف يتواصل بفاعلية، وكيف يقدم نفسه بشكل جيد ويحسن من طريقة كلامه.. ويزيد ثقته بنفسه.
ولغة الجسد هي مجموعة من الحركات والإيحاءات وطرق الكلام المميزة التي ترسل رسائل محددة في مواقف وظروف مختلفة، فإذا أنصت جيداً إلى الناس وراقبت حركات أجسادهم وتعبيرات وجوههم فسوف تتعلم الكثير، سوف تتعلم ما إذا كانوا يكذبون عليك أم يقولون الحقيقة، وإذا ما كانوا يحبونك أم لا، وإذا ما كانوا يعنون ما يقولون أم لا؟
فقد أكدت الدراسات والملاحظات أن مجموع أثر الرسالة المتلقاة أو المرسلة هو نحو 7% شفهي (كلمات) و38% صوتي (بما في ذلك نبرة الصوت وطبيعته وحدته)، و55% غير شفهي (يعبر عنه الجسد).
كما أكدت دراسة أخرى أن الاتصال الشفهي في المحادثة التي تتم وجهاً لوجه هي أقل من 35% وأن أكثر من 65% من الاتصال يتم بطريقة غير شفهية، الأمر الذي جعل معظم الباحثين يتفقون على أن (القناة الشفهية) تستخدم للتفاوض بصورة رئيسة لنقل المعلومات، وأن (القناة غير الشفهية) تستخدم للتفاوض في المواقف بين الأشخاص، وفي بعض الحالات تكون بديلاً للرسائل الشفهية. فكم من رسالة نفهمها من إشارات الجسد وإيماءاته ونظرته، لا نحتاج فيها إلى كلمات منطوقة.
فالخطيب على المنبر إذا كان يملك وعياً وإدراكاً سيعرف مدى اهتمام الجمهور بخطابه من عدمه من خلال لغة أجسادهم، فإذا كان الجمهور جالساً على المقاعد وقد خفض الذقن ووضع الذراعين فوق الصدر فإن ذلك دليل على أن الخطبة لاتثير اهتمامه، فإذا أدرك الخطيب ذلك.. أسعفه وعيه وإدراكه ليفعل شيئاً يلفت به انتباه الجمهور، أما إذا لم يكن مدركاً فهو بالتأكيد سيكون خاسراً.
ونحن عندما نصف شخصاً ما بأنه (حدسي) فإننا نشير إلى قدرته على قراءة (لغة) الشخص الآخر غير الشفهية.
وحين نقول إن لدينا حساً باطنياً أو شعوراً قوياً بأن شخصاً ما قد كذب علينا فإننا نفهم ذلك من خلال لغة جســـده، أو تعبيـــرات وجـهه التي لابـــد أنها لا تتـــوافـق مع كلماته المنطوقة!
وقد تكون المرأة أكثر حظاً من الرجل في هذا الشعور والحدس. لأن المرأة لها قدرة فطرية على التقاط الإشارات غير الشفهية وفكّ رموزها، فضلاً عن تمتعها بعين دقيقة لاقطة لأدق التفاصيل الصـــغيرة، وهــــذا ما جرت العادة بتسميته (حدس المرأة) الذي نادراً ما يتمكن معه الرجل من الكذب على زوجته دون أن تدرك ذلك، بينما يمكن للمرأة أن تحجب الحقيقة عن الرجل دون أن يدرك ذلك.
هذا الحدس الأنثوي يكون بصورة أكثر وضوحاً لدى النساء اللائي أنجبن أطفالاً، لأن الأم تعتمد في السنوات الأولى من عمر طفلها على القناة غير الشفهية للاتصال به.
كيف نقرأ الآخرين؟
توجد أربعة جوانب لابد من أخذها بعين الاعتبار عند تحليل شخص ما وقراءته. هي: (الكلمات - الصوت - الوجه - الجسد).
فالكلمات وحدها لا تكفي لحكم صحيح عن صاحبها، فكم من كلمات غير صادقة تقال لنا ونظن صاحبها صادقاً، ونكتشف عكس ذلك من خلال تعبيرات الوجه وحركات الجسد، فالجسد والوجه لا يكذبان.
وقد قدمت أعمال علماء (الأنثروبولوجي) المبادئ الأساسية لفهم ما يصدر عن وجه الإنسان من تعبيرات، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فهم التواصل بين البشر، حيث تقدم هذه المعلومات فهماً متزايداً لسلوك البشر ممايمنحنا القدرة على رؤية شــخصياتهم بعمق، كما تقدم لنا فهماً يختلف عن مجــرد الاســـتماع لما يقولون.
وبغض النظر عن الخلفية العرقية أو الثقافية، فكلنا نشترك في تعبيرات الوجه نفسها لمختلف المشاعر والانفعالات، ويمكننا التعرف على هذه الانفعالات بصرف النظر عن خلفية صاحبها (ثقافته - بلده - لغته). وقد أوضحت الدراسات أنه حتى الأطفال يمكنهم التعرف على تعبيرات الوجه لأنهم مارسوا وجربوا هذه التعبيرات بأنفسهم، وقد أتتنا نتائج الدراسات لتؤكد لنا أن 55% من التعبيرات غير الشفهية تكون عن طريق الوجه.
فيمكن للشخص أن يقول الكلمات بصراحة وأن يسمعك كل ما تريد أن تسمعه بطريقة معبرة ودقيقة وحاسمة جداً دون أن يتكلم، وذلك من خلال تعبيرات وجهه.
وتعتبر العين من أكثر الأعضاء قدرة على التعبير عما يدور بداخل الشخص، فهي تخبرنا بأننا محل اهتمام أحدهم أو العكس، فإذا كان الشخص يحبك فسينظر إليك كثيراً، أما إذا كان يحبك كثيراً فسوف ينظر إليك أكثر من ثلاث نظرات في الثانية الواحدة، أضف إلى ذلك اتساع بؤبؤ العين (إنسان العين).. فذلك دليل على رد فعل عاطفي أو انفعالي إيجابي، وتعد الفروق الدقيقة لتعبيرات الوجه أساساً مهماً في قراءة الشخص، إذ يمكننا من خلالها أن نحــــكم بأن الشـــخص (سعيد أو منـــدهش، خـــائف أو متعاطف، أو شاعر بالملل).
فعندما يتفاجأ الشخص مثلاً.. فإن ذلك يظهر على عينيه فجأة، فدائماً ما يفتح الشخص المندهش عينيه حتى يظهر بياض العين وبؤبؤها، ويرفع حاجبيه إلى أعلى بينمــــا يتـــدلى الفك السـفلي وتتباعد الشفتان.
أما الشخص الغاضب فإنك تراه يحملق بشكل مباشر إلى الشخص الذي يشعر بالغضب تجاهه، وعندما يركز الشخص نظره عليك بنظرة ثابتة فإنه يحاول بذلك أن يخيــــفك أو يسيطر عليك أو يهددك.
فالاتصال الحقيقي، أو بتعبير أدق القائم على أساس حقيقي يعتمد على العينين اللتين من خلالهما نستطيع أن نفهم الكثير، وهو ما يجعلنا نشعر بارتياح تام تجاه أحدهم عندما يتحدث إلينا.. في حين أن شخصاً آخر يجعلنا نشعر بعدم الارتياح..
وكما أن للعينين لغة.. للحاجبين والشفتين لغات، فعندما يشعر الشخص بالقلق أو بعدم حبه لك فسوف يقطب حاجبيه أو يرفعهما فوراً ويقربهما من بعضهما البعض، فذلك وطبقاً لما قاله الباحث "ديسموند موريس" تعبير متناقض، إذ تحاول العضلات أن ترفع وتخفض الحاجبين، وهو تعبير يتضمن عناصر الحزن والألم والغضب والخوف، وهي تتجمع وتتحد لتشكل الشعور بالقلق.
وتعد الابتسامة من أقوى التعبيرات التي تصدر عن الإنسان، كما أن الابتسام مرض معد، فعندما تبتسم يقلدك الآخرون وتشعر بأن التوتر الذي كنت تحس به تجاه شخص آخر قد زال، وسوف تجد أن الآخرين يميلون إليك ويشعرون بالارتياح نحوك.
والابتسامة الصادقة هي تلك التي يرتفع معها جانبا الشفتين وتـظهر الأسنان مع ارتفاع في الخدين.. كما يظهر تجعد في المنطقة الموجودة في جانبي العينين، والابتسامة الضيقة ابتسامة زائفة،وعندما ترى شخصاً ما يبتسم بعد سماعه لحدث مؤلم أو غير مرغوب فيه فافهم أنه لايقدر على تحمل ما سمعه، فذلك رد فعل تلقائي لشعوره بالعصبية وعدم الارتياح.
الصوت والكلام
يعطي تحليل خصائص الصوت والكلام مؤشراً للصحة العقلية لشخص ما، كما يظهر أسلوبنا في الحديث الكثير عن حقيقتنا الداخلية، وكذلك فإن معدل الصوت أو نبرته أو ارتفاعه وطبيعته أو حدته يعمل كمقياس دقيق نحدد من خلاله الحالة المزاجية لأي شخص وبالتالي التعرف على سماته الشخصية، وأنت تجد ذلك عندما تجيب على الهاتف، إذ تستطيع (سريعاً) أن تعرف الحالة المزاجية لصاحب الصوت الذي يتحدث إليك.
ومثلما يتمكن الطبيب من خلال نقطة دم واحدة أن يحلل ما بداخلك.، يمكن لطبقة واحدة من صوت الإنسان أن تكشف ما يدور بداخله نفسياً. فالصوت مقياس حساس لما نشعر به تجاه أنفسنا وتجاه العالم من حولنا، فما نفكر فيه ونشعر به يخرج من خلال طبقات الصوت التي نصدرها والكلمات التي نختارها والمفردات التي ننتقيها.
إن الصوت موصل جيد ينقل أفكارنا ومشاعرنا الداخلية، ولأنه يرتبط بأماكن في المخ وكذلك بالمشاعر فمن الصعب إخفاء التغيرات الصوتية عندما تحدث بعض التغيرات العاطفية، لأن هذين الشيئين مرتبطان جداً، ولا عجب في أن الأشخاص قد يبدو على صوتهم اليأس أو الغضب والحنق إذا لم يكونوا سعداء، أما إذا كانوا سعداء فصوتهم سيكون ذا نغمة إيقاعية ونابضاً بالحياة.
وقد أشارت الدراسات إلى أن الصفات الشخصية لأي فرد والقدرة على فهم طبيعته يتحددان من نبرة صوته وأسلوب حديثه.
فالأصوات الرنانة تدل على أن صاحبها شخص ذكي واجتماعي وناجح في عمله ويصلح أكثر للزواج، وصاحب الصوت الودود والجذاب والحازم يرغب في مساعدة الآخرين له.
أما الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل في التحدث فهم يعـــــانون كذلك من مشكلة في تقبلهم اجتماعياً.
وقد أجريت دراسات عديدة على تأثير الصوت وعلاقته بالمظهر الجمالي، وقد أشارت إحدى هذه الدراسات إلى أن الذين يتلعثمون ينظر إليهم نظرة سلبية بالمقارنة بأولئك الذين لا يعانون من ذلك.
والشخص الذي يعاني من مشكلات غير طبيعية في الوجه، ولكن أسلوب حديثه وصوته رائع يكون أكثر جاذبية من شخص جميل المظهر ولكنه يعاني من مشكلة في صوته.
ونبرة الصوت وطريقته السريعة في الحديث تدل على أن صاحبه متحفز وعصبي فقد أشارت الدراسات إلى أن أولئك الذين يتحدثون بصورة سريعة يشعرون بعدم الأمان ويعانون من التقليل من شأن ذواتهم، وهذا هو سبب تعجلهم في كل شيء، وهم يفعلون ذلك بصورة غير واعية، وربما يكون السبب في أعماق ذواتهم أنهم يعتقدون أن الآخــــرين لا يهتــــمون بما يقولونه.
والتحدث بصورة سريعة من أكثر أساليب الحديث التي تسبب ضيقاً في التواصل مـــع الآخـرين، وكان 56% من الذين أجــــريت عليهم دراســــات لا يشعرون بالراحة مع أولئك الذين يتحدثون بصورة سريعة، لأنهم يجعلون الآخرين يشعرون بالقلق.
وقد أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون بسرعة يحملون بداخلهم كماً أكبر من الغضب، بينما يدل الصوت المرتفع على شخصيات مغرورة ومتعجرفة وغير مدركه لما حولها اجتماعياً، تتعامل مع من حولها بشيء من الكراهية وقد أكدت الدراسات كذلك على أن أصحاب الصوت العالي مرتبطون بالغضب، فهم غاضبون يعبرون عن كراهيتهم الداخلية نحو الآخرين ونحو أنفسهم بنبرة الصوت العالية كما لو أنهم يخوضون حرباً.
والأشخاص الهادئون يجذبون انتباه من حولهم عندما يطلبون منهم أن يرفعوا من أصواتهم، وهم يستمتعون بذلك داخلياً، ويستخدمونه كلعبة إثبات للقوة عندما يجبرون الآخرين على الاستماع إليهم.
ويستخدم الصوت الرقيق بأسلوب استغلالي لجذب الانتباه، وقد اكتشف الباحثون أن أصحاب هذا الصوت يميلون إلى الحزن، فالشخص الذي يتحدث دائماً بصوت منخفض بداخله حزن داخلي عميق، ويشعر دائماً بالعجز، وغالباً ما يعاني من إحساس بعدم أهمية التحدث بصوت مسموع وبالتالي يستخدم الصوت الرقيق ليجبر الآخرين على الاستماع إليه.
الجسد لا يكذب
يخبرك جسدك بالكثير جداً عن نفسك وعن الآخرين، فالإيماءات وأوضاع الجسم وحركاته تعني شيئاً ما، فكل إيماءة وحركة تعتبر رسالة واضـــحة تعبر عن مشــــاعرك، ويمــــكن للغــة الجســـد أن تعـــــزز أو تتعارض مع الرسائل الشفهية. لأن جســــم الشخص يُفصِح عن مشاعره الحقيقية.
فأنت عندما تحب شخصاً ما فإنك تميل إليه، وعندما تكون مهتماً به بشكل كبير فسوف يندفع الجزء العلوي من الجسم إلى الأمام بينما تتأخر الساقان إلى الخلف، وعندما يكون الشخص مائلاً إلى الجنب أثناء الجلوس فذلك يعني أنه يظهر مشاعر الصداقة تجاهك.
وعندما لا تكون محباً لشخص ما أو تشعر بالملل منه أولا تشعر بالارتياح إليه فإنك تميل إلى الخلف مبتعداً بجسمك عنه.
والشخص الذي يشعر بالسلطة أو القوة أو الثقة عادة ما يشغل مساحة أكبر أثناء جلوسه، على عكس الشخص الذي لا يشعر بالأمان أو الشخص الخائف الذي غالباً ما يعقد ذراعيه أو ساقيه وينكمش في مكانه حتى تشعر أنه كالجنين في بطن أمه.
إن القدرة على قراءة الآخرين هي قوة باطنية إضافية... وبصيرة تساعدك على معرفة الأشخاص، والمعلومات التي تلتقطها عنهم قد تنقذك من الوقوع في حياة الشقاء والمآسي، وقد تساعدك في اختيار الأشخاص من حولك.. (شريك حياتك - موظف جديد - صديق...) الأمر الذي يساعدك على الدخول في علاقات تحظى بالرضا
05-02-2007, 09:25 AM
حركات الجسد رسائل شفوية للآخرين .....
