صيــ (2 )ــاح ... 8 ساعات خارج الحياة !!

[ديك الجن]

كان لابدَّ من ذلك رغمَ تخوُّفيَ الشديدِ والذي استقرَّ في داخلي منذُ أنْ سمعتُ بتلكَ الكوارثِ التي تحيلُ
الإنسانَ إلى عدمٍ، وهي تهوي بهِ في مكانٍ سحيقٍ .
لم يكن رفضي يظهر عليَّ، فما كنتُ أصرِّح بهذا الخوف إلا في وقتٍ قريبٍ .
ولأوَّل مرَّة أدخل هذه التجربة وكأنني أقوم بعمل استشهادي، هكذا يخيَّل لي وأنا أقرأ بعضاً من
القرآن وصوت في داخلي: ألا تؤمن بالصَّدقة التي دفعتها مسبقاً؟؛ وقد قيل عنها: بأنها تدفع البلاء
وتنسىء الأجل، واستقلُّ الطائرة ويبدأ كل شيء بالدَّوران؛ تفكيري .. دمي .. رأسي ..جسمي
وحتى نشوة الفرح تدور هي الأخرى، هنا لامناصَ للتراجع أو الرفض إنه الشعور بالخوف والقلق
المتزايدين والذي لازمني طيلة هذه الرحلة وقد استمرَّت 8 ساعات متواصلة، وكأنَّني
موكَّلٌ بفضاءِ اللهِ أذرعُهُ-على رأي شاعرنا ابن زريق- ، لم يهدأ لي بالٌ رغم تظاهري بالتصرف الطبيعي
أثناء الرحلة أمام صاحبيَّ، فلم أردْ أن يكون هذا الإحساس جليَّاً رغم الصمت المطبق الذي انتابني أثناء
الإقلاع والذي لاحظه صديقي (قنبلة الضحك) وهو يرميني بصوته الخفيض هذه المرة، ويساعده على ذلك
صديقي الآخر (المشطوط) بنظراته ولمزاته المازحة؛ لتكتمل الفرجة على هذا الآدميِّ المسكينِ المنسمطِ
على كرسيِّه دونَ حراكٍ عدا التفاتات منهُ عبرَ النافذة؛ ليصدِّقَ أو لا يصدِّق أنَّه معلقٌ في الجوِّ فعلاً، وأنه
فوق هذا العالم الذي كان قبلاً يمشي عليه.
لأول وهلةٍ يجتاحك فرحٌ غريب، ودغدغة في داخلك تحيلك طفلاً يريد أن يصنع كلَّ شيءٍ، لكنَّ مشاهدة
الغيوم وأنت تمرُّ بجوارها وفوقها وبينها تثير في قلبك نشوةً منغصةً بالخوف أحياناً والأسئلة البسيطة:
ماذا لو حدث خلل في هذه الطائرة؟
ماذا لو سقطت فجأة ؟ ماذا لو .. ؟ النتيجة هي الاستسلام لمصير حتميٍّ لا أمل فيه للنجاة !
تلك هواجس سوداء لا ترحل مهما سليت عنها بقراءة كتابٍ أو ديوان شعر أو مجلةٍ أو مشاهدة فلم ضاحك
لمستر بن أو ابتسامةٍ خاطفة من مضيفة أو لمسةٍ حانيةٍ منها، لا أدري لما كل هذه الأفكار السوداء ؟
ولماذا تحل في لحظةٍ كهذه ؟ ليس في وسعك أن تخلق أفكاراً كما تشاء في لحظاتك الجميلة، لأن ذلك
خارج عن إرادتك، فالأفكار تنبع من بئر تجهله داخلك .
لحظة أخرى هي أشدُّ فزعاً رغم ما فيها من تفاؤل وارتياح نفسي إنها لحظة الهبوط حيث تتملَّكك موجتان :
موجة السعادة بسلامة الوصول وموجة القلق الذي صاحبك منذ البدء إلى هذه اللحظة؛ إذ كيف ستهبط هذه
الطائرة؟ وأنا انظر إلى الأشجار الكثيفة والجزر المتفرِّقة والطرق الملتوية والسيارات، تلك مشاهد لم أعتد
على رؤيتها من قبل إلا من خلال الأفلام.
كيف إذن ستلامس الأرض دون ارتطام أو خلل ؟ صديقي (قنبلة الضحك) يقول:
إن مهارة الكابتن تكمن في إنزال الطائرة على الأرض بطريقةٍ لا يشعرك فيها بأنَّها ترتطم أو تحدث خضةً
مخيفة، إلا أنني بعيدٌ عنه، وعن فلسفاته الزائدة.
ويا لها من لحظة ! كنتُ متعجلاً ومترقباً سماع صوتِ العجلات وهي تلامس المدرج، وأنا أكثر من التهليل
والتكبير في حالةٍ غير مألوفة لديَّ، وكأنني سأخرج من معركةٍ أوشكتُ فيها على النصر .
وصلتُ .. وصلتُ .. أكاد لا أصدِّق .
8 ساعات خارج الحياة إنه أصدق عنوان وجدته لهذه الرحلة .











.



.

 

 

[الغريب]

ماهذا الشعور الذي انتابك ؟

قد يكون للثمان ساعات أثر في ذلك ..

مما أثر على ما يحصل في دواخلك !!

في النهاية ..

وصلت بأمان .. وعاد كل شيء كما كان

ربما لأنها التجربة الأولى لهذه الرحلة الطويلة

ولكن بالتأكيد ستعتاد على ذلك.

.

استمتعت بهذا الصياح الصباحي

في انتظار جديدك






وفق الله الجميع

 

 

[ريحانة الإيمان]

قد يكون عبق..20 يوماً خارج الحياة!!

أنفاس تتقطع حينما ترن سماعة الهاتف ، وهواجس وأحلام مريرة بالعودة للحياة..
هذه تطعم طفلها وتلك تدغدغه وأنا في عالم آخر..
0كما يقولون دائماً هو عالم ( السكرت ) الأسرار ...
هذا السر بالذات يقتلني..
فإما أن اتنفس بإفشاءه ، أو يعود..
فتعود الحياة...

ديك الجن ، يعجبنا هذا الصياح العذب ..
واصل صياحك.

ريحانة الإيمان.

 

 

[رحيق الجنة]

رائع جداً صياح الديك فلا احد يفهمه لانه له عالمه الخاص به او هناك من يفهمه لكنه له وقع في النفس يجذب الإنسان ومن ذا الذي يستطيع ان يسد أذنيه عن سماعه او يغمض عينيه عن ألوان ريشه البراقة ويفوق ذلك كله ان كان هذا الديك ليس من عالم البشر بل من عالم الجان حين يصيح تمر صيحاته عبر أفاق الكون .
لقد جذبتني الساعات الاولى التي كنت فيها داخل الحياة وخاصة هذا الجزء:

اقتباس ولأوَّل مرَّة أدخل هذه التجربة وكأنني أقوم بعمل استشهادي، هكذا يخيَّل لي وأنا أقرأ بعضاً من القرآن وصوت في داخلي: ألا تؤمن بالصَّدقة التي دفعتها مسبقاً؟؛ وقد قيل عنها: بأنها تدفع البلاء

أما بقية الرحلة التي خارج الحياة فأتركها لمن يفهم صياح الديك ويتوغل عبر معاني هذا الصياح ليستنبط المعنى .
عمل موفق أخي وننتظر جديدك

 

 

[ديك الجن]

الغريب،
قد يكون ذلك الأثر بسبب 8 ساعات .
إنها تجربتي البكر وأبت إلا أن تطيل المدة كي تخضَّني وتتفرج عليّ .
هل جرَّبت قلق 8 ساعات أيها الغريب ؟


ريحانة الإيمان،
كانت 8 ساعات فلا أدري ما سر عبق الـ (20) يوماً عندكِ؟
لم تكن الأنفاس تتقطع في تلك اللحظة وحسب بل كانت محبوسة .
أعانني الله على مثلها!
شكراً على الحضور !


رحيق الجنة،
أشكر لكِ هذا الحضور العاطر .
وكم هو جميل أن يجتذبك شيءٌ ما في هذه الخاطرة !








.



.

 

 

[حامل المسك]

8 ساعات خارج الحياة إنه أصدق عنوان وجدته لهذه الرحلة .
أيها الحبيب ديك الجن
بهذه ال8 ثمان الساعات كنت ترنو بطرفك نحو التكامل الروحي لأن التعلق بالمشيئة الربانية هو معنى من معاني التكامل في نظر القاصر أمثالي
لازلنا نحتاج الى مدد روحي عندما نكون وسط المعمة
دمت
مبدعا
بقلبك ويراعك

 

 

[ablue]

صراحة خوفتني يا خوي خلاص ما عاد اركب طيارة ولا بفكر في يوم من الايام
اغلب اللي يركبونها يتكلمون عن المتعة والفرح والنشوة على قولتك
لكن انت هنا غييييير العفو اخوي مو انتقد بس فعلا شعورك مخيف ما أدري ليش
عموما مشكور خوي على هالكتابة الحلوة صراحة كتابتك ما شاء الله عليك مستواها عالي

 

 

[ديك الجن]

حامل المسك،
أي تكامل روحي يا صديقي !
إنه قلق وكأنني أعيش حالةًً بين الغيبوبة والصحوة
لا هي هذي ولا هي تلك؛ حالةً بين الموت والحياة
حالة ما بعد الحلم وما بعد اليقظة ..
ورغم ذلك لم يغب عني الشعور بعظمة الخالق -عزَّ و جلَّ -.

ablue،
للتو عدتُ من جدة بعد رحلة استجمام، لم يكن شعوري هذه المرة كتلك .
سألتُ ولدي ما رأيك الآن وقد ركبت الطائرة ؟
قال لي بكل فرح : (عايدي مثل الملاهي) !!
صرتُ أضحكُ عليَّ من تجربة 8 ساعات .







.



.

 

 

[الهدهد]

ما هذا يا ديك الجن ؟!
روح معلقة في الفضاء لا حياة ولا فناء
أحلامٌ تبعثرت في الهواء .. وذكريات لم يعد لها بقاء
لحظة الفكر فيها فقط هل سأنجو ؟
لأحقق أحلامي وتكون هذه الرحلة هي ذكرى من ذكرياتي
لحظة تتوقف كل أجهزة التفكير لا أسمع سوى نبضات القلب .. سريعة .. قوية
وكأنها في سباق تتمنى أن ينتهي لتعود لحالتها الطبيعية .

 

 

[ديك الجن]

الهدهد الجميل،

ممتن لهذا الحضور الزاهي بزهاء ريشك ورقصك !!
تتحدث وكأنك بجواري تسمع خشخشة القلق وصرير التردد .

هي لحظة ذهبت بتخيُّلاتها وهواجسها .. سجلتها مبللة بذلك الشعور الغريب
والذي قد لا يتكرر مرة أخرى إنها الآن ذكرى كما قلت .








.



.