[color=royalblue]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
زوجة استشهادية" من أجل العوانس!
"بعدما وصلت العنوسة إلى كل البيوت؛ فلن أقف في طريق زوجي أبدا، بل أنا التي سأدفعه أن يستعد للزواج بأخرى، فغيرتي على ديني أكبر من غيرتي على زوجي…".
جاء ذلك على لسان مشاركة سمت نفسها "شهيدة" بساحة الحوار في "إسلام أون لاين.نت" حول قضية العنوسة التي تعدت المشاركات فيها 140 مداخلة.
وفي الوقت الذي حاولت فيه المشاركة "شهيدة" تقديم حل لأزمة العنوسة في العالم العربي، ثار في وجهها أغلب النساء المشاركات في الحوار، واعتبرن فكرة التعدد غير متفقة مع طبيعة المرأة رغم أن الإسلام أقرها، فتقول دينا: "لنبتعد عن العبارات الرنانة، ولننظر للطبيعة البشرية التي فطر الله المرأة عليها، إنها لا ولن تتقبل فكرة زواج زوجها بأخرى، فإن كان هناك إيجابيات للتعدد في حل مشكلة العنوسة فمساوئه كثيرة، ومنها: ضياع الأسرة الأولى، وتشرد الأولاد، وعدم العدل بين الزوجات"، وتتساءل "إشراقة" باستنكار: "كيف ترضين أن تقسمي حياة زوجك قسمين؟ كيف ترضين أن تقسمي قلبه؟!".
ولم تثن ردود البعض "شهيدة" عن قناعتها؛ حيث عادت في مداخلة أخرى لها لتقول: "ليس من حق الزوجة أن تحرّم شيئا أحله الله، فالله سبحانه وتعالى يبيح ما طاب من النساء، ثم نأتي نحن ونشرع غير ذلك؛ لأنه لا يتفق مع هوانا! فالتعدد سنة، والطلاق من أبغض الحلال إلى الله".
وتنهي "شهيدة" كلامها قائلة: "لن أغير فكري ما دام الإسلام ديني ما حييت"، وأيدت وجهة نظر شهيدة مشاركة اسمها "أم سارة" قائلة: "بارك الله فيك يا شهيدة، أقول للرافضين والمجادلين لموضوع التعدد: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
العانس تتحدث
ودفع الجدال حول التعدد العوانس إلى طرح معاناتهن النفسية فتقول إحداهن في مشاركة لها: "نعم، ما أعظم وأعدل الإسلام! وما أتعس القوانين والأعراف الدخيلة علينا من الغرب! فلو كان التعدد مقبولا في مجتمعي لما بقيت فتاة مثلي عانسا تتعذب وتذوق الأمرّين، سواء من نظرة الناس لها أو من معاناتها الشديدة كإنسانة تتشوق لزوج وأطفال، الحقيقة أني إنسانة محكوم عليّ بالموت حياتيا".
وكذلك فإن تداعيات العنوسة تلقي بظلالها الكثيفة على جميع أفراد الأسرة فيقول "عمرو السالم" أحد المشاركين: "بالنسبة للأب يتعرض لكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية بسبب ابنته العانس، ويلجأ لأساليب لاشعورية تخفف عنها، ومن ذلك أن يترك لابنته الحبل على الغارب بدعوى أن كثرة خروج ابنته ورؤية الآخرين لها قد تدفع أحد الشباب إلى الاقتران بها، وحال الأم أتعس من حال الأب فهي تعيش هذه المشكلة بكامل طاقتها وعصبيتها وقلقها واكتئابها، أما حال الابنة الصغرى فتصورها أنها قد يأتي عليها الدور مثل أختها العانس، وقد يدفعها ذلك إلى ابتكار طرق مختلفة لجذب أنظار الشباب".
التعاون والتكافل.. بديلان للتعدد
من جهته يرى عبد الرحمن أن التعاون والتكافل سيحلان مشكلة العنوسة بعيدا عن التعدد وتبعاته فيقول: "الأولى بهذا الزوج الذي يفكر في التعدد أن يفكر بإخوانه من الشباب، ويساعد في تزويجهم ليساهم بذلك في بناء الجيل المؤمن".
ويخاطب عبد الرحمن المشاركة "شهيدة" قائلا: "أختاه، إن كنت فعلا تبغين الخير لنفسك ولزوجك فأنصحكما بالعدول عن فكرة التعدد، وليكن قسم من معاش زوجك -الذي كان سيصرفه على الزوجة الأخرى- ليكن ذلك مساعدة شهرية للعائلة المسلمة".
أما زهراء فتقول: "أرى أنها حلقة مفرغة، جزء من حلها العودة للنظام الإسلامي من التكافل.. فلو قامت مؤسسات إسلامية بدعم الشباب ماديا ونفسيا، ولو قلل الأهالي من المهور والمتطلبات التي تثقل كاهل الشاب فضلا عن إرهابه -لأسفر ذلك عن انخفاض نسبة العنوسة".
أين الواحدة حتى أعدد؟!
لم يخل النقاش من تعجب بعض الشباب من فكرة التعدد في ظل صعوبة الزواج أصلا بواحدة مع تكاليف الحياة المرهقة فيقول محمد: "كيف تتكلمين عن العنوسة وأولياء الأمور يطالبون بشروط تعجيزية تقف حائلا أمام الزواج الأول فقط مثل: شقة - شاب وسيم - موظف - أهله ناس طيبون - شاب ذو أخلاق عالية - مهر لا نقدِر عليه فكيف نقدر على كل ذلك؟!!".
أما أبو البراء فيشير إلى أن أزمة العنوسة ترجع إلى غلاء المهور الذي أصبح أشبه بالتجارة، تأخير النساء للزواج بحجة إكمال الدراسة، رفض النساء -بدافع الغيرة- لما أباح الله وهو التعدد الذي ساهم الإعلام في التنفير منه وجعله بمثابة خيانة الزوج لزوجته.
أصوات تنادي بالتعدد
في الوقت نفسه فإن "أونلي مسلم" يرى في مداخلة له وجوب التعدد ويقول: "التعدد يحمي المجتمع من مشكلات كثيرة، ويقلص ظواهر سيئة فيه، مثل: العنوسة، وانتشار الزنا".
ويضيف قائلا: "أتحدى أن تجد امرأة تفضل العنوسة مدى الحياة على أن تكون زوجة ثانية"، ويتساءل: ما هو الحل الشافي لوجود مئات الآلاف من نساء المسلمين اللاتي فقدن أزواجهن في الحروب المختلفة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والبوسنة وكوسوفا؟ ألا ترون أن التعدد قد يكون فرضا على المسلمين في مثل هذه الحالات؟ ألا تشكل هذه الأعداد الهائلة من النساء بدون أزواج قنبلة موقوتة في جسد العالم الإسلامي، وخامة مناسبة لانتشار الرذيلة في مجتمعاتنا؟!". [/color
أختكم النور