العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > ~//| مطويات القصص والروايات |\\~




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 19-03-2012, 08:02 PM   رقم المشاركة : 1
المشاعر العذبة
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية المشاعر العذبة
 






افتراضي زوجة ملائكية!

زوجة ملائكية!


فوزي صادق * - 28 / 2 / 2012م - 6:21 م
دخلت بوابة التشريفات بقاعة الزواج المعنية، فإذا بالوجهاء من عائلة العروسين قد أصطفوا بكل بهاء ووقار لإستقبال المدعوين، فقدمت التبريكات لهم حتى وصلت إلي آخر الصف الطويل، وما إن أنتهيت وتنفست الصعداء من التـقبـيل، حتى قابلني أحد أقربائهم وسلم علي بحرارة، فسألته عن شاب شد إنتباهي حالته وموقعه الذي أخذ الرأس من الجسد بين الصفوف، فهل تعرفه؟ ففهم أني أقصد الشاب المقـعـد على الكرسي المتحرك عند مدخل الصالة، إذ قدموه ذوي العريس في الإستقبال، وكان بجواره شاباً يمسح لعابه!، فأخبرني إنه عم العريس مباشرة.. فأسترسل: ولماذا تسأل عنه؟

فأخبرته أني ما إن وقفت أمامه، وما إن صافحت كـفي كـفه، حتى وقفت مع نفسي وقفة، وزارتني العبرة، وأرجعتني الذكرى، فتأثرت من حركات جسمه المرتعش، ولسانه العاجز الملتوي، وسيل لعابه المتواصل.. فخـيـّل إليّ المشهد أني أمام إنسان عاجز، قد هـز وضعه وحالته مشاعري المتعالية، وأوقظ موقفه حفنة النرجسية التي تسكـنني وتسيطر عليّ.. كـقوي يهز الأرض بخطواته، ومتعال يأنف الناس بلسانه، وجبروت مزيف يلهث بي وراء الدنيا.. وما أثارني أيضاً، الدموع الغائرة التي أستعمرت عينيه حتى بان سيلهما طرفي محاجرهما.. وحتى كدت أقرأهما لولا تحفظي وإصرار من بعدي بالمضي قدماً للسلام على من يلينا.. لكن قبـيل تحرير كفه أحسست بصرخة وأنـّـة قد خرجتا من قلبه ودقتا بابي قلبي، وألماً قد رماه ككومة أمامي!، وكأنه يخبرني إنه يود البوح لي بشئ بأمانه، وهي ان الدنيا الدنية قد اخذت منه مكانه وهيلمانه.

فأرجعت إليه السؤال: أريد أن أعرف المزيد عنه، فاستدعى أحد محارم زوجته «أي المقعد»، وهرج لي:

لقد تزوج هذا المركون أمامك قبل عشر سنوات، وكانت الأرض تهتز من تحت أقدامه، والمرآة تخجل من وسامته، والبعيد قبل القريب يخجل من دماثة أخلاقه وسمو مكانته.. لقد كان موظفاً مرموقاً مؤثراً بعمله، وقد أرتبط بإحدى بنات عمه بزواج مثالي وناجح، وقد كان إختيار كلاً منهما للآخر بإرداتهما، بعد النظرة الشرعية كما سنها الشارع المقدس وعرفتها الأعراف والتقاليد. فرزقا بصبي أوصبية يمرح ويلعب وسط قفصهما الذهبي، وكانت سيارته الجميلة أشبه ماتكون فارهة.

لكن! قطار السعادة توقف، وهجرتهم الفرحة، وأحتلت أرضهم الترحة.. إذ تعرض الزوج الوسيم بالخطأ لجرثومة شيطانية خطيرة، فأستعمرت قوة عـقله وشـلت أعصابه وسرقت منه معظم حواسه، فألتوى بعدها لسانه، وأختلطت عليه أعداد بنانه.. فتدرج جسمه بالخمول، وأصاب أطرافه الضمور، وكل يوم يمرعليه يكون أصعب من الذي قبله.

مضت السنون تلو السنون، وحالته من سيئ إلي أسوأ، فهجرت الزوجة عملها، وأعتنت به وأحتوته كإبنها وأعظم من حفيدها.. فقد أصبح وزن جسمه كالطفل ذو السبعة، فباتت تحمله من مكان إلي مكان في أرجاء البيت، وتلقمه اللقمة فوق اللقمة حتى ينام، وتغسله كالرضيع بعد أن يقضي حاجته بدور الخلاء، وتلبسه حافظة العجائز كي يبقى نظيفاً أمام أهله وأقربائه، وعند طلبه لآداء صلاته وتعبده، تمسح بيديها الماء فوق كفيه ووجه مروراً بذرعانه، وتمسح برأسه بدلاً عنه، وأثناء السجود، ترفع ترفع الأرض حتى يلقاها بجبته، وكأنها قد أرتفعت إكراماً له.. وتقرأ له القرآن قبل نومه لتهدأ نفسه ويطمئن قلبه، فأستمر الحال هكذا، حتى عرض أهله عليها عرضاً منصفاً: أن أتركيه وأنفصلي عنه، وهذا من حقك شرعاً وعرفاً، وأنت غير مجبرة من إكمال المشوار مع مقعد يهتز أثناء الكلام جسمه، ويتدلى أثناء النوم لسانه.

رفضت الزوجة الملائكية كل العروض، فصرحت أمام الجميع، إنها نذرت وأوقفت روحها لزوجها وأب أبنائها، وأنها تحبه حباً جماً، وتريد مواصلة المشوار معه.. فمضت الأيام على هذا الحال، فأعتنت به كل عناية، وأستمرت في الإبتسام بوجهه، والضحك أمامه، ومداعبة أحلامه، ولم تشغلها الدنيا وزينتها عنه، وعروض الناس ودعواتهم لهجر شريك لم تثنيها عن رأيها، فأستمرت على هذا حتى رأيته أنت بأم عينيك.. حسناً سؤالي الأخير وأنصرف: من هو الشاب الذي يمسح لعابه؟ ولماذا يداعب الجوال بين الفينة والأخرى، فأجابني: هو أخوها الصغير، وقـد أوصته أن لا يغفل عنه برهة، والإتصال يأتيه منها كي تذكره.

سيدتي. بماذا أمدحك، وبماذا أصفك، لكن قبل هذا، هل لي في تقبيل تراب قدميك.. والله أني قزم صغير أمام بصماتك، فأنت بحق إنسان تجلت فيه الحقيقة، وأنت زوجة تجسدت بها الملائكية الأخلاقية، فـلتـتعظ ولتـقـتدي نساء قومي بك أينما حلوا ورحلوا.

 

 

 توقيع المشاعر العذبة :
زوجة ملائكية!
المشاعر العذبة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2012, 03:57 PM   رقم المشاركة : 2
النبض الصامت
طرفاوي مميز
 
الصورة الرمزية النبض الصامت
 






افتراضي رد: زوجة ملائكية!

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

هكذ الزوجة الحسنة

هكذا الوفاء بالزوج

مهما حصل فهذا اب ابنائها ..

مهما حصل فهو في حاجة لها

لم تأبه بالدنيا ومافيها

فهي في الآخرة .. في الجنة

من المفترض ان تكون كل امرأة مثل هذه المرأة الصالحة

ولكن الآن ،، هل يوجد مثل تلك الصفات في نساء الامة ؟؟

نادر وقليل جداً ... اذن اين هم ؟؟

هم في دنيا خالية .. نائمون غافلون

متى القيام والانتباه ؟؟ ..............................


الله يعطيكِـ العافية


والسلام خير ختام

 

 

 توقيع النبض الصامت :
النبض الصامت غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-04-2012, 03:37 PM   رقم المشاركة : 3
دمــــعة شتـــــاء
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية دمــــعة شتـــــاء
 







افتراضي رد: زوجة ملائكية!

شكرا على الموضوع الرائع عزيزتي " المشاعر العذبة "

و أتمنى أن يكون الرجل وفيا للمراة و المرأة كذلك

و حقا هذه الزوجة ملائكية أعتنت بـ زوجها و أب أبنائها

و حافظت على وعده < نذره

تحياتي : أحلى زوزو

 

 

دمــــعة شتـــــاء غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد