بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بعض الاحاديث الصحيحة في الإمام المهدي ( عليه السلام ).
من طرق مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) :
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ( دام ظله ) :
(( وأما الروايات الواردة في إمامة الإمام الحجة بن الحسن العسكري صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، وفي صفاته وعلامات ظهوره ، وما يرتبط بخريطة تحركه بعد الظهور ، وأنصاره ، فهي كثيرة جدا ، حتى لقد ألفت كتب ومجلدات خاصة في هذا الأمر ، وحيث أن بناءنا هو على الاختصار في هذه الرسالة كما ذكرنا في البداية ، فسوف نذكر عدة مع عناوينها :
*في النص عليه صلوات الله عليه :
ما رواه الصدوق عن محمد بن علي بن ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد عثمان العمري قالوا : " عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا . قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد عليه السلام ".
*في أن الإيمان بالأئمة كل لا يتجزأ وأن الاعتراف بهم من دون الإمام الحجة لا يساوي شيئا وهو كإنكار أمير المؤمنين عليه السلام :
ما نقله في كفاية الأثر عن الحسن بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن موسى بن جعفر البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام يقول : " كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالأئمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع الأنبياء والرسل ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله ، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله ".
وروى الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) ( 2 ) فقال عليه السلام : " الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة القائم ( عجل الله فرجه ) فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليه السلام ".
*وفي أنه أشبه الناس برسول الله ، وله اسمه وكنيته :
ما رواه الصدوق في كمال الدين عن أبيه ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى المتوكل ، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا ، عن أبي علي الحسن بن محبوب السراد عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المهدي من ولدي اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".
*في أن من الابتلاء للخلق في زمان غيبته أن يشك البعض في ولادته :
ما رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : " إن للقائم غيبة قبل أن يقوم . قلت له : ولم ؟ قال : يخاف وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال : يا زرارة هو المنتظر وهو الذي يشك الناس في ولادته منهم من يقول هو حمل ومنهم من يقول هو غائب ، ومنهم من يقول ما ولد ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، غير أن الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ".
*وما ورد من النص على أنه قد ولد ، وأنه عجل الله فرجه يحضر موسم الحج فيعاين الخلق ، وقد رآه - من جملة من رآه - نائبه الخاص ( في الغيبة الصغرى ) محمد بن عثمان العمري في الموسم متعلقا بأستار الكعبة . وأهمية مثل هذا النص أنه يؤكد ليس فقط ولادته بل اتصاله بالخلق ، وذلك أن قضية المهدي عجل الله فرجه قضية اتفاقية بين المسلمين جميعا لما ورد من النصوص المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله ، ولكن الخلاف بينهم هو في أنه سيولد في آخر الزمان كما يدعي غير الشيعة ؟ أو أنه ولد وأن أباه هو الحسن بن علي العسكري وأنه غائب عن الأنظار بعد ما نص عليه أبوه عليهما السلام ورآه خلص شيعته كما تقدم في النص الدال على إمامته ، وأن له غيبتين : صغرى كان يمارس فيها توجيه العباد عن طريق سفرائه الأربعة الخاصين ، وأنه سيظهر عندما يأذن الله له كما هو الحق وبه يقول شيعة أهل البيت عليهم السلام ؟
فقد روى الشيخ الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال : سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ، فقلت له : رأيت صاحب هذا الأمر ؟ قال : " نعم ، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : اللهم أنجز لي ما وعدتني . قال محمد بن عثمان رضي الله عنه وأرضاه : ورأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول : اللهم انتقم لي من أعدائك ".
المصدر : النصوص الصحيحة الميرزا جواد التبريزي - ص 24 - 28.
من طرق مدرسة الصحابة :
1/ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا فطر عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل ، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا )) (1) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (2).
2/ حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي ، حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر ، عن زياد بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، عن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( المهدي من عترتي من ولد فاطمة )) (3) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (4).
3/ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ )) (5) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (6).
4/ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( لتملأن الأرض ظلما وعدوانا ، ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا )) (7) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (8).
5/ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( من خلفائكم خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده عدا )) (9) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (10) , وفي هامش هذا الحديث من كتاب صحيح الجامع رقم الهامش ( 2 ) : (( وهو المهدي المبشر بخروجه بين يدي نزول عيسى عليه الصلاة والسلام , ويصلي عيسى عليه الصلاة والسلام خلفه , انظر الحديث الآتي ( 5920 ) )) , ص 546 من كتاب صحيح الجامع.
وقال المناوي : (( قالوا : هو المهدي )) (11).
6/ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفهُ )) (12) , وقال الألباني إسناده ( صحيح ) (13).
وقال المناوي : (( ( منا ) أهل البيت ( الذي ) أي الرجل الذي ( يصلي عيسى ابن مريم ) روح الله عند نزوله من السماء في آخر الزمان عند ظهور الدجال ( خلفه )...)) (14).
--
الهامش :
1. سنن أبي داود ص 601 ح 4283.
2. صحيح سنن أبي داود ج 3 ص 808.
3. سنن أبي داود ص 601 ح 4284.
4. صحيح سنن أبي داود ج 3 ص.
5. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ج 2 ح 6440 ص 299.
6. صحيح الجامع الصغير وزيادته ( الفتح الكبير ) ج 2 ح 4591 ص 841.
7. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ج 2 ح 7229 ص 402.
8. صحيح الجامع الصغير وزيادته ( الفتح الكبير ) ج 2 ح 5074 ص 904.
9. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ج 2 ح 8246 ص 544.
10. صحيح الجامع الصغير وزيادته ( الفتح الكبير ) ج 2 ح 5913 ص 1027.
11. فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ج 6 ص 18.
12. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ج 2 ح 8262 ص 546.
13. صحيح الجامع الصغير وزيادته ( الفتح الكبير ) ج 2 ح 5920 ص 1029.
14. فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ج 6 ص 23.