بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال:
لا عمل إلا بنية.
. الكافي ج2 ص85 ب النية .
فهي أساس كل بناء وحركة بدونها يكون ذاك العمل مهدوما بل لا شيء واقعا هذا في واقع الشرعيات .
ولكن لو دققنا أكثر من جهة أوسع وأشمل فنجد أن أي حركة فعلية أو توجهيه لا تكون نابعة أساسا إلا من محرك وقائد
فما هذه الحركات والأفعال والأقوال والتوجهات إلا صورة ذاك المحرك كما في رواية السكوني
عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله ; و كل عامل يعمل على نيته. . الكافي ج2 ص85 ب النية.
فلا بد للإنسان أن يراقب هذه النقطة في نفسه فإن أي فعل أو حركة فإنما نشوء حركته من ذاك المحرك ( النية )
فمن يريد إحراز صحة عمله وفعله يكفي أن يدقق في هذه الجنبة في نفسه هذا بشكل عام .
وخاص
لمن يريد سلك طريق العبودية في ذاته فإن أول تأسيس يجب عليه أن يؤصل مبدأ حركته في جميع أحوال وأموره
ويشحذ الهمة والعزيمة في تصحيح هذا المبدأ في نفسه
فإن صدور أي حركة منه بأي شكل ستكون نابعة من أصل
( وغالبا ما تكون لمن كان في بداية طريقه نابعة عن هوى لما كان له من مشغلات ملهية وما تربى عليه وأصل في نفسه ) .
فإذن الحركة العملية لطالب القرب أن يبدأ بهذا في نفسه
ومثال ذلك :-
إن أراد فعل أمر فيقول لنفسه ويلقنها و لو كسؤال أولي !
هل أريد حقيقة في هذا ( القرب منه تعالى وطلب مرضاته ) ؟
فإن كان نعم فليدقق أكثر ويحاول في كشف ذلك وإن كان صعبا
ولكن غير ممتنع وهذا عظيم لكنه على العظيم سهل يسير
فإن الطلب منه والتوجه في أثناء بداية أي فعل لهو أنسب حال للوصول لصحة العمل والفعل .
وليحرص على دوام النية في أثناء عمله ويكون قلبه متوجها لله تعالى بإن لا حول ولا قوة إلا به
وليسلم نفسه لله تعالى ويقر بإنه في منتهى الفقر والحاجة
فإذا وجد الله تعالى من عبده هذا فلن يكون ألعوبة بيد الشيطان وهوى النفس فالله ناصره ومعينه ومسدده وسيكون في كنفه الذي لا يضام من دخل فيه وفي حرزه ولو من شرور الهوى والنفس الأمارة بالسوء وستظهر بركات هذا التوجه في سلطان نفسه وستسلو نفسه عن أي مشغل له ويسخر الله تعالى له هادي ودالا لسبيله إن رأى ذلك من مصلحة عبده وإلا كان هو معلمه كما في حال أحد العرفاء الذي أشار له السيد القاضي قبيل وفاته .
مشاركة مسبقة
23-12-2010, 10:17 AM
النية
