( قصة )
الحلقة الأولى
تحدي الذاكرة
وبعدها أيقنتُ الآن أن ذاكرتي ، إنما خُلِقَتْ لأنساهُ .. وأن النسيان فيّ كأنه ذاكرته عني .. وما الذ كرى الأليمة إلا جرس الميعاد لي وله ..
وأخيراً ..
دخلتَ محبرتي / غرفتي ( لا يفرق ! ) .. وأخذتَ تطالع الكلمات ( الأولى والأخيرة !! ) التي كتبتها لي في ورقة ؛ تحوّلتْ فيما بعد : ( كفناً لي !!! ) ..
حينها .. علقتُ هذه الورقة ( أو الكفن ) في جدار الغرفة الصامت ، مثل ثوبٍ بالٍ .. هل تعرف بأني علقتها بمسمارٍ انتزعته من خشب قلبي المبعثر في غرفتي ! ..
وأنا أراقبك حينما دخلتَ فيها .. أو أراقب أصابعك وذاكرتك وقلبك - معاً - مصطفة مثل مسافرين لركوب القطار( قطار الكتابة فيّ : من محطة المحبرة ، إلى مدن الورق ، أو من شاطىء الذاكرة إلى ميناء النسيان ) !! ..
جميل جداً ، كل ما حصل ( وما لم يحصل ) بيننا في ذلك الوقت !! ..
جميل حتى ( الـحَرُّ ) الذي نطقتَ به ، حينما قلتَ لي :
ـــ أشعر بـ ( الـحَرْ ) ..
فقمتُ لأفتح النافذة
؛ لا لكي تبرد أنت وأنا .. إنما لكي أسرّح عصافيرك التي استيقظتْ من صباح قلبك ( أو أحييتْ بعد موتها ) ؛ لتغرد وتطير وتنطلق .... ( إلى أين ؟؟؟ لآ أعرف !!! ) ..
بعدها .. أخذتُ أنفض الأيام الميتة فينا مثل غطاء سرير .. وأخذ الغبار يرحل من مدني المطفأة .. إلى ......
آه ... تذكرتُ ...
لقد كنتُ اود في ذلك الوقت ( قُبْلَة ) ( قبلة فقط ) .. ( قبلة طويلة : كمعلّقة لم يكتبها شاعر قط ) .. ( قبلة ) أعيد فيها ماء ( الحبر والبحر ) الذي سرقته أوراقك وغيومك مني .. ( قبلة فقط ) أعيد فيها ورق قلبي لأبني سفني الراحلة إليك .. ( قبلة ) أعيد فيها ماء روحي ، لتبقى روحي فيك مثل سمكة .. ( قبلة فقط ) .. ( ق .. ب .. ل .. ـه .. ) آه ( ق .. ب .. ل .. ــه .... ) !
# فاصلة #
(( هل القبلة كلام للقلب ؟ لكنك لا تستطيع البوح به .. إلا بإلصاق شفتيك في الوجنة - مثلاً - !!! .. )) ..
القبلة حركة رمزية غامضة .. لم يُكْتَشَف سرٌ لها ؛ على الرغم من أنها رمزٌ كشفه وعرّاه كل العشاق عن ثيابه ...
................................................. وللقصة بقية وحلقات ( فانتظروا ) ...
مع أبلغ التحيات والأشواق ...
أخوكم / ابن المقرب الطرفاوي :o:o:o