كيف استغنى الصحابي بإرشاد النبي "صلى الله عليه وآله

[qasim]

إن هنالك مشكلة عند بعض المؤمنين، وهي أنه يترك عالم الأسباب، بمعنى أنه لا يسعى لتأمين قوته ورزقه، ويتصور بأن هذا من أنواع التوكل على الله عز وجل.. والحال بأن العالم عالم الأسباب، والذي لا يسعى لا يحصل على قوته.. صحيح أن هنالك استثناءات، كمريم (ع) حيث أنها لم تكن تسعى للطعام، ولكن كانت تأتيها المائدة السماوية وهي في المحراب.. فهذه مسألة شاذة وليست بقاعدة.
قال الصادق (ع): (اشتدّت حال رجلٍ من أصحاب النبي (ص) فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله (ص) فسألته.. فجاء إلى النبي (ص) فلما رآه النبي (ص) قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله).. أي من الممكن أن أدعمك دعماً خفيفاً، ولكن المهم هو الاستغناء بالله عز وجل، والتوكل الحقيقي.. (فقال الرجل: ما يعني غيري).. فالنبي (ص) لم يتكلم معه بشكل مباشر، ولكن فهم أنه هو المقصود.. (فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إن رسول الله (ص) بشرٌ، فأعلمه).. أي لا تكتفي بالعموميات، فاذهب وقل له: أعطني مالاً!.. (فأتاه فلما رآه رسول الله (ص) قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله، حتى فعل الرجل ذلك ثلاث).. ولكن الجواب هو الجواب.
(ثم ذهب الرجل فاستعار معولاً ثم أتى الجبل فصعده، فقطع حطباً، ثم جاء به فباعه بنصف مدّ من دقيق، فرجع به فأكله، ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولاً).. فإذاً، من المؤكد أن هذا الإنسان قد وفر في طعامه، ليجمع رأسماله المستقبلي، وفي عملية اقتصادية مربحة وبشكل رتيب.. (ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاماً، ثم أثرى حتى أيسر، فجاء إلى النبي (ص) فأعلمه كيف جاء يسأله، وكيف سمع النبي، فقال النبي (ص): قلت لك: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله).
وعليه، فإن على العبد أن يجمع بين عالم السعي والأسباب، وتفويض الأمر لله عز وجل.. فإذا سعى العبد، وقصر عليه في رزقه، فليعلم أن هذه مشيئة الله عز وجل.. أما مع عدم السعي والفاقة - فالذي يؤتى من يده مرضاً، أو فقراً، أو ذلةً، أو هواناً- فمن الممكن أن لا يؤجر على ذلك.. والله واسع عليم.
(مقتبس من شبكة السراج)

 

 

[أبو إلياس]

يعطيك العافيه عزيزي على هذا النقل


نقل موفق

 

 

[سمو المشاعر]

مشكور أخوي على ما تحفت عقولنا من
مقتطفات شبكة السراج