حيث لا حدود للجمال .. كرة مفعمة بـ الجنون .. إنتظروها .. إنها { العروس الإسبانية } !
.
.
.
الساعة متأخرة .. و النوم بدأ يلامس عينيَّ , لكنني , زرعت يدي على الكيبورد البارد لـ أهذي ,
لكن عن ماذا ؟ .. صدقوني لا أعلم .. لكني بـ التأكيد سـ أستغل قدوم العروس الإسبانية التي غزت
كل القلوب , و باتت المشاعر متأججة نحو لـقائها , و إنشقت كل الأصابع حول أهم أخبارها , خفاياها
و كل ما يدور حولها , حتى غدا يومنا كله مرهون بها .. إنها الحسناء الأوروبية .. [ لا ليغا ] !
أكره تصنيفات الدوريات الكروية , لأنها دائماً تكون غير منطقية أبداً , فـ الأذواق تختلف , و الآراء
لا تسير على خط واحد , و المناصرون متناثرون على صفيح من نار حماسية , لا يمكن حصرهم
في مجرد تصنيف , لذا , فـ إني أرى أن أفضل دوري في العالم هو [ اسباني - إيطالي - إنجليزي ] ..
لكن هناك سحراً جذاب في اللاليغا , لا يمكن أن أحدد مكمنه بـ الضبط , لكني أؤكد أنكم أو أغلبكم
ينجذب نحوه , لكنه ليس ملموس , فـ نجد فيها الخطط التكتيكية المعقدة موجودة في أغلب مبارياتها ,
لكن لا نشعر بـ عبء الحسابات التكتيكية تلك أبداً , ربما كان لـ نوعية لاعبيها الذين يملكون في
العادة مهارات فردية كفيلة بـ أن تخفي خلفها سجن الأوامر الصادرة من جنرال عادة ما يسمى
بـ المدرب ..
لـ هذا فـ إن المهارات الفردية هي سيدة أغلب المواقف في العروس الإسبانية , حيث أنها دائماً
ما تكون الكلمة التي تنطقها الأقدام , حتى لو تلاحظون أن أغلب الفنانين المهاريين دائماً ما يتواجدون
في الدوري الإسباني , و ذلك بـ سبب توفر أرضية خصبة و عوامل كثيرة تساعد في تنمية أو
إظهار ذلك للعيان , فـ لكم في [ ريفالدو ] الذي خُمدت ناره بـ مجرد خروجه من أسوار ملعب
الكتلان [ نو كامب ] ..
هناك نقطة ملفتة قليلاً , هي أن [ اللاليغا ] تُعد موطن توافق جميع الحضارات الكروية على
وجه المعمورة , فـ الظروف التي يحكمها العروس الإسبانية تلائم سحر و المهارة العفوية
لدى البرازيليين , و ترى أيضاً أن الأرجنتينيين يلعبون بـ أريحية و كأنهم يمارسون الكرة في
أزقة بيونس آيرس , و كذلك الهولنديين الذي تعتبر ملاعب إسبانيا هي أقرب المواطن التي
تناسب نمو مهارتهم و تحكمهم بـ الذات داخل ملاعبها ..
لحظة .. ! أعلم جيداً أن البرازيليين و الأرجنتيين يمارسون الكرة في كل دوريات العالم , لكن
نرى أن نجاحهم أكبر في الملاعب الإسبانية , و لكم في [ رونالدينهو - روماريو - كارلوس ]
أمثلة حية في فترات قريبة , كذلك الهولنديين الذي حوّلوا في فترة سابقة ملعب الكامب نو إلى
مستعمرة هولندية , و الآن هم على وشك بناء طاحونة برتقالية في سانتياغو برنابيو ..
من رأيي .. أن إقامة المقارنات بين دوري و آخر تُعد ظالمة أو غير مبنية على أسس , لأنه
الكالشيو منبع لمسات المدربين القاتلة الكرة التكتيكية و الدفاع , و البريمير أرض الإثارة
و القوة البدنية و الإندفاع , لكن في اللاليغا بـ الذات يصعب أن نجد دورياً يشابهه من ناحية
تتداخل الشؤون الكروية داخل نسيج الطبقات الإجتماعية و التراكمات السياسية , و لا أبالغ
إن قلت أن كرة القدم في إسبانيا تدخل حتى في جغرافية الفرد , و هذا يقدّم لنا نوعاً من النموذج
الحافل بـ الأحداث و الثري بـ الصراعات الكروية ..
منطقة البلباو حيث أثلتيك , ربما هو الفريق الوحيد على المستوى العالمي الذي لا يقبل أي
لاعب من خارج إقليمه , مقدماً كرامة أبناء الإقليم على أي وافد أجنبي أو حتى من داخل الحدود
الإسبانية , و في مدريد التي زامنت مرحلة [ فلورنتينو بيريز ] كانت سياسية النادي الباهظة و
التي صفتها الترف المبالغ فيها , ضربت بـ إحتياجات الفريق الدفاعية عرض الحائط , جمعت
[ كارلوس - راؤول - بيكهام - رونالدو - زيدان - فيغو - أوين ] في فريق واحد أشبه بـ عقد
لؤلؤ .. لكن على طريقة كرة القدم ..
و لو إنتقلنا إلى برشلونة , لا زال نشيد كتالونيا يصدع أركان الـ كامب نو , هناك , حيث أن كل
مباراة لـ كرة القدم تعتبر ثورة حربية , و دعوة لـ الخروج و التعبير عن الذات و النفس حتى لو
كان ذلك عن طريق ما تقدمه أقدام فنان أرجنتيني يدعى .. [ ليونيل ميسي ] ..
وسط هذا و ذاك , يخرج من بين الركام في كل موسم نادي يعلن عن نفسه بـ أنه موجود و مزاحم
الكبار , من إشبيلية إلى سوسيداد إلى أوساسونا إلى خيتافي إلى ديبورتيفولاكرونيا , و مثبتاً أن
تمرد الصغار يعتبر قيمة ثابتة في نهج العروسة الإسبانية ..
هذا هو دوري إسبانيا , حيث لا إعتراف إلا بـ من يُقدم لـ يأخذ , و لعل ما قام به فالنسيا قبل كم
موسم أكبر دليل على ان الكرة تكافيء من يهرول نحو , و أن من يستكن في مكانه فـ إن الأمر
سـ ينتهي و هو في مكانه , إنها لاليغا , منبع الطاقات الكروية لـ جنسيات الأرض ..
الليغا على الأبواب , فـ إنتظروا موسماً من الجنون !
.
.
.
منقوول