الخوف من الموت ...

[زهرة اللوتس]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ..

الخوف من الموت

هو من أقسام الخوف المذموم .. وهو خوف الموت وزهق الروح عن البدن , بل هو من أشد أقسام المذموم وأعمها .. وهو على ضربين :
الأول : الخوف من الموت بالنظر إلى ذاته ونفسه , إذ هو ألم نفساني تشمئز منه الطبائع وتكرهه النفوس الحيوانية , بل هو أشد الآلام وأعظمها على كل ذي روح وحياة كما هو المشاهد في ساعات الاحتضار , وصرحت به جملة من الأخبار ..

ولذا ورد في الأدعية سؤال الرحمة من الله عزّ وجل في هذا الحال والخوف من الموت بهذا اللحاظ خطأ محض , كيف والموت امر ضروري لازم الوقوع وليس في مقدرة أي إنسان دفعه عنه والعاقل لايتطرق على نفسه مثل ذلك بل يسلّي نفسها ويرضيها بما هو كائن ..


الثاني : الخوف من الموت بالنظر إلى مايترتب عليه من اللوازم

فنقول باعث خوف الموت بهذا اللحاظ يحتمل أمورا :

الأول : تصّور الإنسان فناء ذاته به بالكلية وصيرورته عدما محضًا ولاريب ان هذا ناشيء عن محض الجهل إذا الموت ليس إلا قطع علاقة النفس عن البدن وهي باقية ابدا ولعل ماتقدم كافي لاثبات هذا المطلوب ومع قطع النظر( عن البراهين العقلية القائمة على بقاء النفس بعد مفارقتها عن البدن وقد احصاها بعضهم إلى سبعين برهانًا ) إن عظماء نوع الإنسان كأهل الوحي والإلهام وأساطين الحكمة والعرفان قد اجمعوا على بقاء النفس المجردة بعد موت البدن واتفقت كلمتهم على ذلك ..

إذا فناء الإنسان بمادته وصورته بالموت ليس إلا محض توّهم باطل لايستنده أية حقيقة أصلا ..

الثاني : صعوبة قطع علاقة الإنسان من الأولاد والأموال والمناصب والأحباب فإذا تصّور الإنسان هذه الأمور وتصّور مفارقتها عنه بالموت يحدث في نفسه الخوف من الموت لامحالة وهذا أيضًا ناشيء عن محض الغفلة والجهل إذ لاريب في أن هذه الأمور في معرض الزوال والفناء لامحالة ولايليق بالعاقل ان يربط بها قلبه وكيف يحب العاقل خسائس الطبيعة ويطمئن إليها مع علمه بأنها في معرض الزوال والفناء

فإذا تذكر ذلك يخرج حب الدنيا وأهلها عن قلبه وبعد ذلك يستريح من الم خوف مفارقتها عنه بالموت ..

الثالث : تصّور الإنسان تضييع أولاده ( وصعوبة تعيشهم بعد موته ولاريب ان ذلك يحدث في نفسه اضطرابا وخوفا من الموت )
وهذا أيضا مذموم قطعًا , إذ هو ناشيء عن عدم الوثوق والاتكال على خالق العباد وربهم

فاللائق بالعقلاء أن يفوضوا أمور أولادهم إلى من خلقهم وربّاهم إذ هو المتكفل لتنظيم أمور العباد بتهيئة أسبابها لهم ويستحيل في حقه الاهمال ولافرق عنده بين الأبناء والآباء فجميع العباد عنده سواء من جهة تنظيم معيشتهم ..

الرابع : تصّور العذاب الروحاني ( في عالم البرزخ ) المترتب على ذمائم الأعمال وقبائح الأفعال ولاريب أن الخوف عن ذلك ممدوح إلا أن البقاء عليه وعدم السعي في مايدفعه من ترك الخطيئات وكسب الحسنات جهل وبطالة إذ هذا الخوف ناشيء من سوء الإختيار وقد بعث الله الرسل وأوصيائهم لاستخلاص الناس عنه ..


المصدر : كتاب مبادئ الأخلاق
محمد رضا الطباطبائي اليزدي

 

 

[طالب الغفران]

جميل أن يذكر الإنسان الموت فإن في ذكر الموت دعوة للإستعداد والتهيؤ له بالعمل الصالح ففي الحديث :"أكثروا من ذكر الموت" وإليكي أيتها الأخت الكريمة بعض الآيات المؤيدة لما ذكرتيه.
قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ (95) سورة البقرة

قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) سورة الجمعة

وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) سورة المنافقون

 

 

[غريب الدار]

سبحان من قهر عبادة بالموت والفناء...

 

 

[زهرة اللوتس]

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..

أشكركم أخي طالب الغفران على إضافتكم المتميزة ..

كما يجب على الإنسان تذكر الموت .. يجب عليه معرفة حدود ذلك ..!! فلا يتعدى إلى مايودي به ..

إلى ماهو غير مرغوب ..

فيلتزم بأخلاقيات في ذلك ..

ويتواصل الشكر لأخي غريب الدار على تواجدهم الكريم ..


وفقكم الله ..

 

 

[أمجـَاد]

بسمه تعالى ..

الخوف ليس أمرا معيبا أو غير طبيعي ، بل العيب في تبجح الإنسان بأنه لا يخاف أبداً . فليس الشجاع ذلك الجسور الذي يدعي عدم الخوف ، بل ذلك الذي يعمل كأنه غير خائف ، لأن كثيرين من أولئك الذين يعانون من مخاوف حقيقية متصورة أو خيالية غير متصورة تظهر عليهم أعراض هذه الخاوف لأسباب متعددة يتفاوت فيها الناس تبعا للعوامل البيئية والجسمية والنفسية ، لذلك كان حسن التوجيه جزءا مهما في التخفيف من وطأة هذه المخاوف .

وقد وصف الله تعالى أمثال هؤلاء
فقال : " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت "


زهرة اللوتس ..
ولوج طاهر هو ولوجك ....دمتِ

 

 

[زهرة اللوتس]

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..



أحسنتم أختي سدرة المنتهى وأشكركم على إضافتكم ..


الله يعطيكم العافية

 

 

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم .
يقول سيد الاوصياء عليه السلام : (( الناس أعداء ما جهلوا )).
فخوفنا من الموت أو غيره لعدم معرفتنا به و جهلنا بحقيقته هو من الأسباب الحقيقية المؤديه للخوف ،و إلا سلوا من عرفوه وعرفوا ما يترتب عليه الموت فقد وصفوه بأنه ألذ من العسل .
أما القسم الآخر الذين يخافون من الموت لأنه عذاب و انقطاع عن النعيم فهم في الحقيقة يخافون من أعمالهم الغير كامله أو السيئة تجاه من سيقبلون عليه بعد الموت و سيجازيهم بما عملوا من خلفهم( على فكرة _كثيرا من الناس سمع بأنه عذاب و إلا فهم لم يجربوه لذا فلا معنى لخوفهم ).
يقول آية الله السيد هادي المدرسي : مات والدي أثناء الصلاة و هو في القنوت . و يضيف بأن أخيه رأى والده في الحلم فسأله عن كيفية الموت ؟
فأجابه : بأنهو مات أثناء لفظه آخرين ف آخ كانت قبل الموت و رين كانت بعد الموت .
طبعا كان السيد يتحدث عن موت الفجأه .
هل رأيتم ما أسهل الموت !
أخيرا الشكر لزهرة اللوتس على الموضوع و موصول لباقي المشاركين و القارئين .

 

 

[جنين الصمود]

سيدتي الكريمة
بوركتي على هذا العطاء المتميز ودت بود
نعم ان الخوف من الموت رسالة تبعثها جوارح الانسان
الى العقل حيث يكمن هناك سر هذا الخوف من عدمه
حيث يعتمد هذا الخوف على علم الانسان وعمله مع جهل الانسان وتركه كل ما يوجب حفظ انسانيته
فمثلا حينما تقدم على شخص وله عليك دين تكون خائفا منه او بالاحرى تركه لقائه
أما ان كنت قادم على حبيب او حبيبة تقدم وكلك شوق وحنين لقائه بل تبذل الوسائل في تذليل الصعاب من أجل اللقاء
ودمتي سيدتي سيدة عظيمة مؤمنه
جنين الصمود

 

 

[زهرة اللوتس]

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

على كل حال يجب على الانسان الاعتدال والتوسط في النظر إلى الموت .. الذي يكون باجتهاده في تحصيل اليقين اي قوة الإيمان بالله واليوم الآخر والنار وووو إذ لاريب في كونه مهيّجا للخوف إما من دخول النار أو فوت الجنة ونعيمها .. وهذا هو الخوف الممدوح الصحيح .. وإن جاوز ذلك فهو الخوف المذموم . .


اخواي الهادي وجنين الصمود .. لكما الشكر الجزيل على تواجدكما وإضافتكما النورانية . ..



وفقكم الله ..

 

 

[حامل المسك]

من الطبيعي أن يخاف الإنسان الموت ، وأن يفر بعيدا عنه ، فتلك طبيعة بشرية جبل عليها الإنسان ، فحب الحياة من الغرائز المفطورة في نفوس البشر.
ولكن من رحمة الله تعالى أن جعل علم الموت خاصا به ، لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت } (لقمان:34).
وكم من الأطباء قالوا لمرضاهم : لن تعيش أكثر من كذا يوم أو كذا شهر ، لحسابات طبية محسوسة معلومة ، ولكن الله تعالى يقضى شيئا آخر.
وكما قال الشاعر :
وكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
فإن كانت التنبؤات الطبية تكذب ، فمن باب أولى أن تكذب الهواجس النفسية ، لأنه لا دليل عليها من عقل أو دين .
وما حدث لك ما هو إلا شيء قدره الله تعالى ، فصادف ما فكرت فيه ، وشعرت به ، ولعل هذا ابتلاء من الله تعالى .
ومن الواجب أن يسلم المسلم لأمر الله تعالى وقدره ، وأن يعلم أن الغيب لا يعلمه إلا هو، كما قال تعالى على لسان رسوله : { ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}( الأعراف: 188).
وإن زاد هذا الشعور في السيطرة عليك ؛ سيؤدي بك إلى القنوط من رحمة الله ، والاستسلام لليأس ، .
فالواجب عليك طرد هذه الوساوس ، وأن تعيشي حياتك كبقية البشر حياة طبيعية ، فالموت لا يشترط فيه أن يسبق بإذن ،{فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} (الأعراف:34).
كما على المسلم أن يصبر لقضاء الله تعالى وقدره ، وأن يتقبله بصدر رحب ، وبرضا ، فمن صبر ورضي ، رضي الله عنه ، ومن سخط فله السخط .
وقد عالج الإسلام الخوف من الموت ، بالاستعداد له ، فكل الناس سيموتون ، ومن هنا ، فمن الفطنة الاستعداد للموت ، لأنه قد يجيء في أية لحظة من لحظات الحياة ، وكما أخبر المعصوم صلى الله عليه واله وسلم : "من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله ،كره الله لقاءه"، وكتب الله الموت على جميع عباده حتى أشرف الخلق على الله ، وهم الأنبياء ، وكتب لنفسه البقاء ، فقال تعالى: { كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون }( القصص:88).
وكم يعيش الإنسان من العمر الطويل ، ولكنه بعدها يموت ، وينتقل إلى حياة البرزخ ، ثم إلى الحياة التي لا موت فيها بعد الحساب ، فسيجيء يوم لا يموت الإنسان فيه ، ولكن عليه أن يسعى أن يكون سعيدا يوم لا موت. وإن كان هناك خوف ، فليكن خوفا من الله تعالى، لا خوفا من شيء من الموت وهو أحد مخلوقاته.
.
وفرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو .
ووصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال :{ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت} وقال تعالى : { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت }
وإذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
1- غموض حقيقة الموت .
2- الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي.
3- الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال.
4- انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه.

ومن الصعب تخليص المريض من الخوف نهائيا لأن الخوف فطري ، لهذا كان القصد من العلاج التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية. ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضي والقبول.
واسأل نفسك :هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ وهل يمكن التخلص منه ؟
والجواب بديهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي .
قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }.
وقال تعالى: { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل }.
وقال تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } .
ولكن الموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة.
وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام؟ إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! .
ويكون ذلك يوم بعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين ....
وقال تعالى واصفا وجوه المؤمنين : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } .
وقال تعالى : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } .
وقال تعالى : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } .
وقد يقول قائل : إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم؛ بما يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان ......
أقول : نعم ، لكن الفراق لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة.
فقد بكى النبي صلى الله عليه واله وسلم على ولده إبراهيم . فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ؟ فقال : " يا ابن عوف إنها رحمة إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" .
فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت ؛ لأنه فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، لقاء يعقبه محبة ، ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي.
أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ،وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ . قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } .
سيدتي أحسنتي على هذا الموضوع الواقعي

 

 

[(روح الله)]

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ..

أشكركم أخي طالب الغفران على إضافتكم المتميزة ..

كما يجب على الإنسان تذكر الموت .. يجب عليه معرفة حدود ذلك ..!! فلا يتعدى إلى مايودي به ..

إلى ماهو غير مرغوب ..
فيلتزم بأخلاقيات في ذلك ..

ويتواصل الشكر لأخي غريب الدار على تواجدهم الكريم