العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 24-05-2007, 02:33 PM   رقم المشاركة : 1
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي الكذب(الداء الفتاك)

بسم الله الرحمن الرحيم

*الكذب هو داء فتاك ومرض من الأمراض الخطيرة المستشرية في جسد البشرية حيث أصبح وسيلة لنيل المقام والجاه ووسيلة لجذب المشتري إلى حظيرة البائع ووسيلة للتغطية على عيوب النفس وغيرها من الأمور.

•الكذب مطية استعملها الكذابون والوضاعون على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لرفع مقام أناس والنيل من آخرين.

•الكذب مفتاح كل شروكل خطيئة.

سوف أتناول هذا الداء من عدة جوانب وهي كالتالي:-

1-الآيات والروايات الدالة على حرمة الكذب ووجوب اجتنابه.

2-الآثار السلبية للكذب.

3-الدوافع التي تدعوا إلى الكذب.

4-إستثناءات الكذب.

5- الفرق بين الكاذب والكذاب.

6- علاج هذا الداء الفتاك.

أولاً: هناك العديد من الآيات والروايات التي تتحدث عن داء الكذب وأنه لاينسجم مع الإيمان والعقل وإليكم بعضها:-
أ‌-قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)} سورة النحل.

ب‌-قال تعالى :{ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (69)} سورة يونس.

ت‌-قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)} سورة الزمر.

ث‌-قال تعالى :{ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)} سورة غافر.

ج‌-في الحديث الشريف "سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون المؤمن جباناً ؟ قال :نعم؛قيل ويكون بخيلاً؟ قال:نعم،قيل يكون كذاباً؟قال:لا".

ح‌-ورد عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:"إن الله عزوجل جعل للشر أقفالاً وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب،والكذب شر من الشراب".

خ‌-عن أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول:"لايجد العبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب جده وهزله".


ثانياً: الآثار السلبية للكذب:-

1-فقدان الثقة بين الناس وكذا فقدان المكانة الإجتماعية.

2-يجر الإنسان إلى الكذب عدة مرات والتغطية على كذبه بذنوب أخرى.

3-يساعد الكاذب على تغطية ذنوبه الأخرى.

4-يؤدي بالكاذب إلى أن يصبح بالتدريج منافقاً,وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام:"الكذب يؤدي إلى النفاق".

5-من سوءات الكذب أنه حتى لوكان الكاذب يحمل في داخله

العديد من الطاقات والإمكانيات الإيجابية فإنه لايمكن الإستفادة

منه لأنه موضع شك في المصداقية، ففي الحديث:"الكذاب

والميت سواء فإن فضيلة الحي على الميت الثقة به،فإذا لم يوثق بكلامه فقد

بطلت حياته".

6-إن الكذب لوسرى بين المحققين والمخترعين فإن ذلك سيفقد

الإعتماد على تحقيقاتهم واختراعاتهم فتتوقف بذلك حركة

التطور الحضاري والعلمي.

7-هناك أيضاً آثار معنوية تترتب على الكذب منها:-

أن الملائكة تبتعد عن الإنسان الكذاب ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام:"إذا كذب العبد تباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ماجاء به".

إن الكاذب يحرم من صلاة الليل كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:"إن الرجل ليكذب فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق".

إن الكذب يؤدي إلى عدم قبول بعض الأعمال مثل الصوم، عن الإمام الصادق عليه السلام :"فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا أبصاركم".(مثال ذلك الكذب على الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام).

الكذب يتسبب في قطع البركات الإلهية على الإنسان ،يقول الإمام الرضا عليه السلام :"إذا كذب الولاة حُبس المطر".

الكذب يؤدي إلى الحرمان من الرزق والوقوع في هوة الفقر والمسكنة،يقول أمير المؤمنين عليه السلام:"إعتياد الكذب يورث الفقر".

ثالثاً: الدوافع التي تدعوا إلى الكذب:-

ضعف الإيمان والعقيدة ،عن الإمام الباقر عليه السلام أنه يقول:"جانبوا الكذب فإن الكذب مجانب الإيمان".

ضعف الشخصية والإحساس بالحقارة،يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"لايكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه".

حالات الحسد والبخل والتكبر والغرور والعداوة بالنسبة للآخرين تدفع للكذب عليهم واتهامهم بما ليس فيهم.

حب الدنيا والجاه والمقام دافع قوي للبعض لارتكاب الكذب حتى أن الأمر قد يصل إلى حد الكذب على الله ورسوله، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة في الخطبة رقم 147:"وإنه سيأتي عليكم بعدي زمان ليس فيه أخفى ولاأظهر من الباطل ولاأكثر من الكذب على الله ورسوله".

الظلم والضغط من قبل المتسلطين.

الخوف من العقوبة.

المحيط الإجتماعي والتربوي فكلما كان المحيط ملوثاً بهذا الداء كان هذا دافعاً ومحفزاً للكذب.

رابعاً: إستثناءات الكذب:- هناك عدة موارد أجاز فيها الشارع المقدس الكذب وبحد معين ومنها مايلي:-

الكذب لإصلاح ذات البين ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا رجل كذب بين رجلين يصلح بينهما".

الكذب لخداع العدو وفي ميادين القتال.

الكذب في مقام التقية ،يقول الإمام الصادق عليه السلام:"ليس شيء مما حرم الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه".

الكذب لدفع الظالمين، عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"إحلف بالله كاذباً ونج أخاك من القتل".

الكذب في جميع الموارد التي يجد الإنسان نفسه وناموسه وعرضه وماله في خطر محدق ولانجاة له إلا بالتوسل بالكذب.

خامساً: الفرق بين الكاذب والكذاب:-

•الكاذب:هو الذي تصدر منه كذبة أوكذبات على أثر الغفلة أو الحوادث المختلفة وجميع الناس قد يصدر منهم ذلك.

•الكذاب: هو الذي تركز الكذب في مخه ونفذ هذا الداء الفتاك في أعماقه وعروقه فهو يكذب بعد تخطيط وتدقيق.

•الإنسان يصبح كذاباً مع كثرة تكرار الكذب وممارسته،ففي الحديث عن ابن مسعود: قال النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم :"لايزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".

•الكاذب سهل اصطياده فهو يفتضح من خلال قسمات وجهه وصوته الغير مطمئن ونظراته الزائغة وأما الكذاب فمن الصعوبة اصطياده لخبثه وحذاقته في صنع الكذبة ، كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا صعد المنبر قال: " ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة :....... إلى أن يقول وأما الكذاب فإنه لايهنأك معه عيش ،ينقد حديثك ،وينقل إليك الحديث،كلما أفنى أحدوثة مطها بأخرى حتى يحدث بالصدق فما يصدق ويغري بين الناس بالعداوة، فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم".

سادساً: علاج هذا الداء الفتاك:-

*يمكن علاج هذا الداء الفتاك من خلال قطع جذوره ودوافعه والتي منها الحسد والكبر والعداوة والبخل والظلم وتحقير الآخرين والسخرية بهم وإهانتهم.

•تقوية الإيمان بالله ومعرفة أن الكذب لايمكن أن يوصل الإنسان إلى الرزق والخير.

•معرفة أن الكذب جزء لايتجزء من حياة المنافقين.

•معرفة أن الكذاب ملعون في كتاب الله في قوله تعالى:{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} سورة آل عمران.

* تطهير المجتمع من هذا الداء الوبيل من خلال التوعية الصحيحة .

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 10:58 AM   رقم المشاركة : 2
ميرزا ياسر
طرفاوي بدأ نشاطه






افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

بصراحه هذا الداء الفتاك منشر هذه الأيام بشكل مريب وأعوذ بالله من اثاره ,,,,
خير المواضيع التي أخترتها عزيزي طالب الغفران ,,
يتميز الموضوع بأنفيه تفصيل تام لهذه الرذيلة وفيه مميزات البحث الراقي
أعجبني كثيرا هذا الموضوع
تحياتي

 

 

ميرزا ياسر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 05:25 PM   رقم المشاركة : 3
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

الأخ العزيز عبدالستار أشكرك على مرورك واهتمامك وجعلك الله من أهل التقوى والصلاح إنه قريب

مجيب الدعوات.

أخوك الأصغر طالب الغفران.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 05:43 PM   رقم المشاركة : 4
أمل الغد
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية أمل الغد
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

اقتباس
•الكذاب: هو الذي تركز الكذب في مخه ونفذ هذا الداء الفتاك في أعماقه وعروقه فهو يكذب بعد تخطيط وتدقيق.

اقتباس
وأما الكذاب فمن الصعوبة اصطياده لخبثه وحذاقته في صنع الكذبة

أعــوذ بالله من الكذابين .. والله يعنهم على مابلهم ..
وأكيد الكذاب يوم من الأيام بينفضح ..

موضوع راقي .. جزاك الله خيراً .. ويليت كل من يجرى في عروقه الكذب ..
يقرأ هذا الموضوع .. لانه الكذب مرض مرض يؤذي غيره .. ونفسه كذلك ..
يعطيك العافية ,,

 

 

 توقيع أمل الغد :
.
رد: الكذب(الداء الفتاك)
هناك أشخاص ظلموني بقدر
ماكانت نيتي صافية تجاههم
ف يارب إجعل الأيام تبين لهم
من أنا ومن هم ,.!
.
.
أمل الغد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 05:59 PM   رقم المشاركة : 5
علي مع الحق
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية علي مع الحق
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

أعــوذ بالله من الكذابين .. والله يلعنهم على مابلهم ..
وأكيد الكذاب يوم من الأيام بينفضح ..

موضوع راقي .. جزاك الله خيراً .. ويليت كل من يجرى في عروقه الكذب ..
يقرأ هذا الموضوع .. لانه الكذب مرض مرض يؤذي غيره .. ونفسه كذلك ..
يعطيك العافية ,,



بالفعل كما قالت الاخت نسيم الولايه

الكذب مرض بل أبشع

هناك من يفتري ويكذب بأكاذيب ويصر على صحتها حتى أمام أخوته ليطهر نفسه من التهمه وناسي مراقبة الله له.. وربما الكذب يصل لإتهام الغير بما فعله هو ليبرر نفسه ... ولكن الكاذبون لهم يووووم سينتقم الله منهم بشر إنتقام...

 

 

علي مع الحق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 06:00 PM   رقم المشاركة : 6
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

الأخت الفاضلة نسيم الولاية أشكرك على مرورك وتعليقك وفي رعاية الله وحفظه.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 01:55 PM   رقم المشاركة : 7
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

الأخ العزيز علي م الحق أشكرك على مرورك وإضافتك .

الأخوة والأخوات للمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع يُرجى الرجوع للمصادر التالية:-

1-الأخلاق في القرآن الجزء-3 في موضوع الكذب للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

2- الطفل بين الوراثة والتربية الجزء-2 في موضوع تربية الطفل على الصدق للعلامة محمد تقي فلسفي.

3- تفسير الأمثل في تفسير قوله تعالى:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) } سورة النحل.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 03:11 PM   رقم المشاركة : 8
هامة السماء
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية هامة السماء
 






افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

أصلحك الله و حماك من شرور الكاذبين
بحث قيم و رائع و عظةٌ بالغةٌ .
الكذب مفتاح كل الشرور,
وهل ما جرى على أهل البيت (ع) من مصائب عظام
إلا بسبب مفتاح الشرور (ألا لعنة الله على الكاذبين).

 

 

 توقيع هامة السماء :
رد: الكذب(الداء الفتاك)
هامة السماء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 05:30 PM   رقم المشاركة : 9
حامل المسك
نائب المشرف العام
 
الصورة الرمزية حامل المسك
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

( الكذب )

طالب الغفران أيها العزيز رأئع أنت بهذا الموضوع المختار لذا سأشاركـــــــــــــــ معكـــــــ متمنيا قبولي في صفحتك
ما هو الكذب هو.. .. مخالفة القول للواقع . وهو من أبشع العيوب والجرائم، ومصدر الآثام الشرور، وداعية الفضيحة والسقوط. لذلك حرمته الشريعة الإسلامية، ونعت على المتصفين به، توعدتهم في الكتاب والسنة:

ففي كتاب الله الحكيم قال رب العالمين عن الكاذبين " (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب))(غافر: 28) وقال تعالى: ((ويل لكل أفاك أثيم))(الجاثية:7). وقال تعالى: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ))(النحل: 105).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ( اعتياد الكذب يورث الفقر)(3 الخصال للصدوق).وقال عيسى بن مريم(عليه السلام): (من كثر كذبه ذهب بهاؤه)(4 الكافي).

إن الكذب مصيبة كبيرة وصفة يجب التخلص منها اليوم قبل الغد لأنها صفة ذمها الإسلام وليست من صفات المسلمين وقد نوه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وقال فيها في حجة الوداع: (قد كثرت علي الكذابة وستكثر،فمن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به)(5 احتجاج الطبرسي).

نرى كثيرا من الناس تمتهن الكذب وكأنه وظيفتها في هذه الحياة ولكن هل ما هي يا ترى دواعي هذا الكذب التي قادتهم لإمتهانه دعونا نقرأ هذه الكلمات ..


دواعي الكذب

الكذب انحراف خلقي له أسبابه ودواعيه، أهمها:

1 ـ العادة: قد يعتاد المرء على ممارسة الكذب بدافع الجهل، أو التأثر بالمحيط المتخلف، أو لضعف الوازع الديني، فيشب على هذه العادة السيئة، وتمتد جذورها في نفسه، لذلك قال بعض الحكماء: (من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه).

2 ـ الطمع: وهو من أقوى الدوافع على الكذب والتزوير، تحقيقا لأطماع الكذاب، وإشباعا لنهمه.

3 ـ العداء والحسد: فطالما سولا لأربابهما تلفيق التهم، وتزويق الافتراءات والأكاذيب، على من يعادونه أو يحسدونه. وقد عانى الصلحاء والنبلاء الذين يترفعون عن الخوض في الباطل، ومقابلة الإساءة بمثلها ـ كثيرا من مآسي التهم والافتراءات الأراجيف.

وللكذب أنواع نوه عليها أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأذكرها بإختصار .. ألا وهي :-

الأولى :اليمين الكاذبة

وهي من أبشع صور الكذب، وأشدها خطرا وإثما، فإنها جناية مزدوجة:

جرأة صارخة على المولى عز وجل بالحلف به كذبا وبهتانا، وجريمة نكراء تمحق الحقوق وتهدر الكرامات.

من أجل ذلك جاءت النصوص في ذمها والتحذير منها:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إياكم واليمين الفاجرة، فإنها تدع الديار من أهلها بلاقع)(1 الكافي).

وقال الصادق (عليه السلام): (اليمين الصُبر الكاذبة، تورث العقب الفقر)(2 الكافي).

الثانية : شهادة الزور

وهي كسابقتها جريمة خطيرة، وظلم سافر هدام، تبعث على غمط الحقوق، واستلاب الأموال، وإشاعة الفوضى في المجتمع، بمساندة المجرمين على جرائم التدليس والابتزاز.

أنظر كيف تنذر النصوص شهود الزور بالعقاب الأليم:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من النار، وكذلك من كتم الشهادة)(3 الكافي ومن لا يحضره الفقيه).

ونهى القرآن الكريم عنها فقال تعالى(واجتنبوا قول الزور))( الحج:30).

الثالثة : خلف الوعد

الوفاء بالوعد من الخلال الكرمة التي يزدان بها العقلاء، ويتحلى بها النبلاء، وقد نوه الله عنها في كتابه الكريم فقال: ((واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد كان رسولا نبيا))(مريم: 54).
ذلك أن إسماعيل (عليه السلام) وعد رجلا، فكث في انتظاره سنة كاملة، في مكان لا يبارحه، وفاءا بوعده.

وإنه لمن المؤسف أن يشيع خلف الوعد بين المسلمين اليوم، متجاهلين نتائجه السيئة في إضعاف الثقة المتبادلة بينهم، وإفساد العلاقات الاجتماعية، والإضرار بالمصالح العامة.

قال الصادق (عليه السلام): (عِدة المؤمن أخاه المؤمن نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف الله تعالى بدأ، ولمقته تعرض، وذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون))(1 الكافي).


الرابعة : الكذب الساخر

فقد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة، للتندر على الناس، والسخرية بهم، وهو لهو عابث خطير، ينتج الأحقاد والآثام.

قال الصادق (عليه السلام): (من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينة، وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان)(الكافي).

قال الصادق (عليه السلام):
( كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوما إلا في ثلاثة:رجل كايد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى هذا يريد بذلك الإصلاح فيما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئا وهو لا يريد أن يتم لهم)(1 الكافي ).

فإياكم والكذب يرعاكم الله ومن كان يكذب فليعاهد الله تعالى على التوبة من الكذب ويسأل الله تعالى أن يغفر له ويثبته على قول الحق وكما قال الحكماء يرعاكم الله ..
(من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه)

 

 

 توقيع حامل المسك :
رد: الكذب(الداء الفتاك)

رد: الكذب(الداء الفتاك) رد: الكذب(الداء الفتاك)
عَلَّمَتْنِي الْحَيَاة..ان أَجَعَل قَلْبِي مَدِيْنَة..بُيُوْتِهَا الْمَحَبَّة..وَطَرِيْقُهَا التَّسَامُح وَالْعَفْو وَأَن اعْطِي وَلَا أَنْتَظِر الْرَّد عَلَى الْعَطَاء ..وَأَن اصَدِق مَع نَفْسِي قَبْل أَن اطْلُب مِن أَحَد أَن يَفْهَمُنِي ..وَعَلَّمْتَنِي أَن لاأَندُم عَلَى شئ وَأن اجْعَل الْامَل مِصْبَاحَا يُرَافقُنِي فِي كُل مَكَان وَأَن احْتُفِظ بِأَحْزَانِي فِي قَلْبِي وَأَن ارْسِم الْبَسْمَة عَلَى شَفَتِي حَتَّى لاأَحْزن الْنَّاس
حامل المسك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 06:23 PM   رقم المشاركة : 10
الدمعه المنسية
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الدمعه المنسية
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي طالب الغفران على الموضوع القيم
للاسف الناس تكذب هرباً من الحقيقه على انوا يوم من الأيام راح ينفضح
جعله الله من موازيين اعمالك
تقبل مروري الدمعه المنسية

 

 

الدمعه المنسية غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 08:44 PM   رقم المشاركة : 11
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

الأخ العزيز الحيدري 14 أشكرك على مرورك المبارك.

أستاذنا حامل المسك أشكرك جزيل الشكر على هذه الإضافة الجميلة.

الأخت الفاضلة الدمعة المنسية أشكرك على هذا المرور الكريم.

جعلني الله وإياكم من المتطهرين من هذه الذنوب والآثام.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-06-2007, 09:37 PM   رقم المشاركة : 12
الطرف عز وشرف
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية الطرف عز وشرف
 





افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

أصلحك الله و حماك من شرور الكاذبين
بحث قيم و رائع و عظةٌ بالغةٌ .
الكذب مفتاح كل الشرور,
وهل ما جرى على أهل البيت (ع) من مصائب عظام
إلا بسبب مفتاح الشرور (ألا لعنة الله على الكاذبين

 

 

 توقيع الطرف عز وشرف :
رد: الكذب(الداء الفتاك)
الطرف عز وشرف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2007, 09:48 PM   رقم المشاركة : 13
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: الكذب(الداء الفتاك)

الأخ العزيز الطرف عزوشرف أشكرك على مرورك الكريم.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الكذب(الداء الفتاك)
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد