العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 30-05-2007, 01:22 PM   رقم المشاركة : 1
هامة السماء
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية هامة السماء
 






افتراضي السجود على التربة الحسينية ودلالاتها

بسم الله الرحمن الرحيم

نحاول أن نحدد رؤيتنا حول السجود على التربة الحسينية من خلال النقاط التالية:

النقطة الأولى:

السجود على التربة الحسينية يمثل حالة من حالات السجود على الأرض، فإن كان إجماع
المسلمين قائم على صحة السجود على الأرض وترابها، فلا نجد أيّ مبرر لاستثناء هذه
التربة، وما يطرح من تصورات لتبرير هذا الاستثناء لا يحمل صيغة علمية مقبولة.

النقطة الثانية :

الإشكالية التي تثار حول السجود على التربة الحسينية باعتباره لونا من ألوان
السجود لغير الله تعالى إشكالية واهية، لأنّ السجود له صيغتان:

1- السجود للشئ.

2- السجود على الشئ.

والفارق كبير بين الحالتين إذ تمثل الحالة الأولى لونا من ألوان الشرك إذا كان
المسجود له غير الله تعالى.

والشيعة حينما يضعون جباههم في الصلاة على هذه التربة لا يعبرون عن الحالة
الأولى، وإنّما يعبرون عن الحالة الثانية وسجودهم خالص لله وحده لا شريك له.

وفتاوى فقهاء الشيعة صريحة في حرمة السجود لغير الله تعالى.

قال السيد اليزدي في (العروة الوثقى) :

"يحرم السجود لغير الله تعالى فإنه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء
والعظمة"(العروة الوثقى /534 مسألة24).

وقال السيد الخوئي في (منهاج الصالحين) :

"يحرم السجود لغير الله تعالى من دون فرق بين المعصومين وغيرهم" (منهاج الصالحين
/179 مسألة659).

فالشيعة يجسّدون في حالات السجود قمة العبودية والخشوع والتذلل لله تعالى، تبرهن
على ذلك تلك الألوان من الأدعية التي يرددونها في سجداتهم الذائبة مع الله تعالى
كما أدبهم أئمتهم الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام.

فمن أدعية السجود وأذكاره التي تعلمها الشيعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام:

1- "سبحان ربي الأعلى وبحمده".

2- "لا إله إلاّ الله حقا حقا، لا إله إلاّ الله إيمانا وتصديقا، لا إله إلاّ
الله
عبودية ورقة، سجدت لك يارب تعبدا ورقة لا مستنكفا ولا مستكبرا، بل أنا عبد ذليل
خائف مستجير".

3- "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت وعليك توكلت، وأنت ربي، سجد وجهي للذي
خلقه وشق سمعه وبصره، والحمدلله رب العالمين، تبارك الله أحسن الخالقين".

النقطة الثالثة:

ربما يقال أنّ الشيعة يمارسون بعض حالات التقديس للتربة الحسينية كالتقبيل
والعناية والاحترام، وهذا يثير الشك والريبة في طبيعة هذا التعامل.

ونجيب :

أولا: هذه الحالات لا تمثل ممارسات غير مشروعة، وإلاّ فالمسلمون قاطبة يمارسون
الاحترام والعناية والتقبيل للقرآن والكعبة والحجر الأسود، فهل يقال بأنهم يعبدون
القرآن والكعبة والحجر الأسود؟

ثانيا: الشيعة حينما يقبلون التربة إنّما يجسدون العشق والحب لسبط الرسول صلى الله
عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام.

ثالثا: الشيعة يقتدون بسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله فهو أول من قبّل هذه
التربة الطاهرة كما أكدت ذلك عدة من الأخبار:

1- روى الحاكم النيسابوري في (المستدرك على الصحيحين ج4/398 ) عن أم سلمة رضي
الله عنها أنّ رسول الله (ص) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع
فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده
تربة حمراء يقبلها، فقلت ما هذه التربة يارسول الله؟

قال: أخبرني جبريل (ع) أنّ هذا يقتل بأرض العراق للحسين، فقلت لجبريل أرني تربة
الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها. .. .

(ثم قال الحاكم): "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) ولم يخرجاه".

2- وروى أحمد بن حنبل في (مسنده ج6/294) عن أم سلمة أو عائشة أنّ النبي (ص) قال:
"لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي أنّ ابنك هذا حسينا مقتول، وإن
شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء".

3- وروى الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ج9/190) عن علي (ع) قال: دخلت على النبي
(ص) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك
تفيضان، قال: بل قام من عندي جبريل (ع) فحدثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات قال
فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، قال فمد يده فقبض قبضة من تراب
فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.
(قال الحافظ الهيثمي): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات.

4- وروى الطبراني في (الكبير) عن أم سلمة قالت: اضطجع رسول الله (ص) ذات يوم
فاستيقظ وهو حائر النفس وفي يده تربة حمراء يقبلها، فقالت: ما هذه التربة يا رسول
الله؟ قال: أخبرني جبرئيل أنّ هذا يقتل بأرض العراق (للحسين) فقلت لجبريل: أرني
تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها(الخوئي: البيان ص524).

5-وروى السيوطي في (الخصائص الكبرى) في باب أخبار النبي (ص) بقتل الحسين (ع) ما
يناهز العشرين حديثا عن أكبر الثقات من رواة علماء السنة ومشاهيرهم كالحاكم
والبيهقي وأبي نعيم وإضرابهم عن أم سلمة وأم الفضل وعائشة وابن عباس وأنس صاحب
رسول الله (ص) وخادمه الخاص كلها تؤكد خبر التربة التي نزل بها جبرئيل على رسول
الله (ص) (محمد الحسين كاشف الغطاء: الأرض والتربة الحسينية ص94).

النقطة الرابعة:

الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكدون مسألة السجود على التربة
الحسينية:

1- كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أول من سجد على التربة
الحسينية(روح التشيع ص455).

2- وكان للإمام الصادق عليه السلام خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله
الحسين عليه السلام، فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليها(روح التشيع
ص455).

3- وروى الحر العاملي في (الوسائل ج3/608) عن الديلمي قال: كان الصادق عليه
السلام لا يسجد إلاّ على تربة الحسين عليه السلام تذللا لله واستكانة إليه.

4- وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: "السجود على طين قبر الحسين عليه
السلام ينور إلى الأرضيين السبعة ومن كانت معه سبحته من طين قبر الحسين عليه
السلام كتب مسبحا وإن لم يسبح"(وسائل الشيعة ج3/607،608).

5- وعنه عليه السلام قال: "إنّ السجود على تربة أبي عبدالله عليه السلام يخرق
الحجب السبع"(وسائل الشيعة ج3/607،608).

6- وكتب محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري إلى الإمام الثاني عشر عليه السلام
يسأله عن السجدة على لوح من طين قبر الحسين عليه السلام هل فيه الفضل؟ فأجابه
عليه السلام: يجوز ذلك وفيه الفضل(وسائل الشيعة ج3/607،608).

النقطة الخامسة:

الدلالات الكبيرة للسجود على التربة الحسينية :

(1) الدلالة العقائدية:

فعلى هذه التربة أريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعا عن العقيدة والمبدأ والرسالة،
فالسجود عليها يمثل حالة التعاطي والتفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه
التربة في داخلها، وتحتضنه بين ذراتها وتحمله مع أريجها العابق بالطهر والقداسة،
فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الإيماني وتتأصل حالة الخشوع والتذلل لله
تعالى.

(2) الدلالة الروحية:

إنّ هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبية، احتضنت قيم الرسالة وأخلاقية الإسلام
وروحية المبدأ، وشهدت أنقى حالات الحب والانقطاع إلى الله تعالى وأصدق معاني
الفناء في ذات الله، فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم
والمثل التي صاغتها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم. فالذرات
التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضا حيا تتحرك من خلاله كل المثل
الرسالية، وتتماوج على أصدائه كل المعاني الإيمانية، وتنسكب مع عبقاته كل القيم
الروحية.

فليس غريبا أن يجد الإنسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر والقداسة
والإيمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد .

ولا تنفتح هذه الآفاق الإيمانية والروحية إلاّ لأولئك الذين عاشوا الانفتاح على حب
الحسين عليه السلام، وذابت أرواحهم ومشاعرهم في مأساة الحسين، وتأصلت في نفوسهم
أهداف الحسين.

(3) الدلالة التاريخية:

التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية الحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها
نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء، وإذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد
مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء، فإنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام
رسّخوا
في وعي الأمة وفي وجدان الأجيال حالة التعاطي والارتباط بقضية الحسين عليه السلام
من خلال الإحياء والرثاء والبكاء والزيارة. . وفي هذا المسار تأتي مسألة
التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة، وتبقى
الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير وفي حاضرها وفي كل
طموحاتها المستقبلية.

(4) الدلالة الجهادية والثورية :

بمقدار ما تعيش قضية الحسين عليه السلام في وجدان الأمة تتحدد قوة الدفع الجهادي
والثوري في حركتها وفي مسيرتها، فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية
وأيقظت في داخلها حسّها الثوري.

وقد حافظ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على الوهج الجهادي والثوري لقضية
الحسين عليه السلام، وصاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها
وأهدافها ومعطياتها.

والتربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري والجهادي في حس الجماهير
المسلمة، فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملا مع كتلة ترابية جامدة، وإنّما هو
تعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة وقيم الجهاد، ومضامين الشهادة، فمع كل ذرة
من ذرات هذه التربة صرخة جهادية ونداء ثوري، ومفهوم استشهادي، لا يقوى الزمن بكل
امتداده، ولا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل إمكاناتها أن تجمد تلك الدلالات، فالتربة
الحسينية ثورة وجهاد وحركة واستشهاد.

منقول: http://www.bheveryday.com/vb/showthread.php?t=18109

 

 

هامة السماء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2007, 09:28 PM   رقم المشاركة : 2
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: السجود على التربة الحسينية ودلالاتها

الأخ العزيز الحيدري14 أشكرك على منقولك المبارك وأحب أن أضيف لفتة بسيطة وهي:

لوكان سجودنا كشيعة للتربة كما يزعم البعض ،ترى فما حاجتنا للتوجه للقبلة والإهتمام بها؟

حقيقة في هذا المورد لاحاجة للتوجه للقبلة لوكانت العبادة للتربة الحسينية شرفها الله بوجود الجثمان

الطاهر لأبي عبدالله الحسين عليه السلام.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: السجود على التربة الحسينية ودلالاتها
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2007, 09:41 PM   رقم المشاركة : 3
Rise
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية Rise
 






افتراضي رد: السجود على التربة الحسينية ودلالاتها

..:: يعطيك العافية على نقل الموضوع ::..

 

 

 توقيع Rise :
.. اللهم صلى على محمد و آل محمد و عجل فرجهم ..
Rise غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-05-2007, 02:34 AM   رقم المشاركة : 4
الدمعه المنسية
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الدمعه المنسية
 







افتراضي رد: السجود على التربة الحسينية ودلالاتها

يعطيك العافيه اخوي
انشاء الله من موازين اعمالك
تقبل مروري

 

 

 توقيع الدمعه المنسية :
الـــــــــــــدمعــــــ المنسيةـــــــــــــــــه
الدمعه المنسية غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-06-2007, 04:24 AM   رقم المشاركة : 5
هامة السماء
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية هامة السماء
 






افتراضي رد: السجود على التربة الحسينية ودلالاتها(هل للتربة الحسينيه قداسه ؟ )

بسم الله الرحمن الرحيم
هل للتربة الحسينية قداسة؟

لقد كانت التربة الحسينيّة من البقع المشرّفة التي خصّها
الله بالكرامة الخاصة
في كثيرٍ من الأحاديث الواردة في هذا الشأن
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
وأهل بيته عليهم السّلام، هذا فضلاً عن أنّ قاعدة
الاعتبار المطّردة تقتضي التفاضل
بين الأمكنة والبقاع، إذ بالاضافات والنسب تكون
للأراضي والأماكن والبقاع
خاصّة ومزيّة بها، تجري عليها مقرّرات كثيرة
وتُنزع منها
أحكام لا يجوز التعدّي والصفح عنها .
وأيّ مسلم منصف عاقل لا يُفرّق بين الموضع
الذي دُفن فيه أشقى الأشقياء
والموضع الذي ضمّ جَدَث سيّد الرسل وخاتم الأنبياء
صلّى الله عليه وآله وسلّم،
بل وأيّ عاقل في هذه الحياة لا يفرّق بين بيت الخلاء
وبيت الصلاة ؟!
إذن.. فبالاضافة يتميّز المضاف ويُعرَف قَدْرُه،
ومن هنا يُنتزَع للأماكن المقدسة
حُكمُها الخاصّ، كبيت الله الحرام، والمسجد النبويّ،
وكذا سائر المساجد والمعابد
والأماكن المقدسة التي يُذكَر فيها اسمُ الله عزَّوجلَّ.
وعلى هذا.. نستطيع ـ بقاعدة الاعتبار ـ أن نُفسّر حنين الإنسان
إلى مكانٍ ونفرته واشمئزازه من مكان آخر، وبهذه القاعدة أيضاً
و لقداسة التبرية الحسين عليه السلام نعرف
لماذا جاء جبرئيل عليه السّلام
بقبضة من تراب كربلاء و أعطاها للنبيّ صلّى الله عليه
وآله وسلّم،
فشمّها وقَبّلها وفاضت عيناه بالدموع .
و لقداسة التبرية الحسين عليه السلام نعرف لماذا احتفظت
أُمّ سلمة بقطعة
من تراب كربلاء وصَيَّرتها في قارورة ؟
و لقداسة التبرية الحسين عليه السلام نعرف
لماذا كانت الزهراء عليها السّلام
تأخذ من تراب قبر أبيها الطاهر وتشمّه ؟
ولماذا عملت مِسبحتها من تراب قبر( حمزة )
أسد الله وأسد رسوله
صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟
و لقداسة التبرية الحسين عليه السلام نعرف
لماذا بكى أمير المؤمنين
عليه السّلام حين مرّ بكربلاء وأخذ قبضةً من ترابها فشمّه
وبكى حتّى
بلَّ الأرض بدموعه وهو يقول:
« يُحشَر من هذا الظَّهْر سبعون ألفاً يدخلون الجَنّة بغير حساب » .
ترى، أبعد هذا يُستكثَر على من يعبد الله ولا يُشرك
بعبادته أحداً،
أن يَسجُد لله على تُربة قتيل الله وابن قتيله، وحبيب الله
وابن حبيبه،
والداعي إليه والدالِّ عليه والناهض به والباذل دون سبيله
أهلَه ونفسه ونفيسه،
والواضع دم مُهجته في كفّه تجاه إعلاء كلمته ونشر توحيده
وتوطيد طريقه
وسبيله « فما لَكُم كيف تَحْكُمون؟! ».
ومن هنا قال عبّاس محمود العقّاد عن أرض الحسين كربلاء
المقدسة:
فهي اليوم حَرَمٌ يزوره المسلمون للعِبرة والذكرى، ويزوره
غيرُ المسلمين للنظرة
والمشاهدة، ولكنها لو أُعطيت حقّها من التنويه والتخليد،
لحقَّ لها أن تصبح
مَزاراً لكلّ آدمّي يعرف لبني نوعه نصيباً من القَداسة
وحظّاً من الفضيلة،
لأننا لا نَذكُر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمُها
بجُملة من الفضائل
والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت
باسم كربلاء
بعد مصرع الحسين عليه السّلام فيها
و ولأجل القداسة والكرامة في التربية الحسين عليه السلام
نري لما رجع الإمام السجاد عليه السّلام هو وأهل بيته
إلى المدينة،
صار يتبرّك بتلك التربة ويسجد عليها، فأول
من صلّى على هذه التربة
واستعملها هو الإمام زين العابدين عليه السّلام
. ثم تلاه ولده الإمام محمّد الباقر عليه السّلام فبالغ
في حثّ أصحابه
عليها ونشر فضائلها وبركاتها،
ثمّ زاد على ذلك ولده الإمام جعفر الصادق عليه السّلام
فإنّه نوّه
بها لشيعته، كما وقد التزم الإمام عليه السّلام
ولازم السجود عليها بنفسه .
وكان للإمام الصادق عليه السّلام خريطة من ديباج صفراء
فيها من تراب أبي عبدالله الحسين عليه السّلام،
وكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد
عليه لله عزَّوجلَّ،
كما أنّ المرويّ عنه عليه السّلام أنّه كان لا يسجد
إلاّ على تربة الحسين
عليه السّلام تذلّلاً لله واستكانةً إليه، ولم تزل الأئمّة
من أولاده تحرّك
العواطف وتحفّز الهمم وتوفّر الدواعي إلى السجود
عليها والالتزام
بها وتبيّن تضاعف الأجر والثواب في التبرّك بها
والمواظبة عليها حتّى
التزمت الشيعةُ إلى اليوم هذا الالتزام مع عظيم
الاهتمام، ولم يمضِ على
زمن الإمام الصادق عليه السّلام قَرنٌ واحد حتّى
صارت الشيعة تجعل منها
ألواحاً وتضعها في جيوبها كما هو المتعارف اليوم .
وفي جوابات الإمام المهدي عجل الله فرجه لمحمد
بن عبدالله بن جعفر
الحميري، وقد سأله عن السجود على لوح من طين
القبر الشريف ـ
أي التربة الحسينية ـ فأجاب عليه السّلام:
« يجوز ذلك وفيه الفَضل.
ولقداسة التربة الحسينية روي عن الإمام الصادق
عليه السّلام أنّه قال:
« إنّ السجود على تربة أبي عبدالله ـ الحسين ـ
عليه السّلام يخرق الحُجُب السبعة »
و قال الإمام الصادق عليه السّلام:
« السجود على طين قبر الحسين عليه السّلام ينوّر إلى الأرض السابعة »
نعم_ لقداسة التربة الحسينية عليه السلام جعل
الله في تربته الشفاء.
فتبا وويلا لمن انكر الكرامة و القداسة
عن التربة الحسين عليه السلام

لما للموضوع اهمية فقد نقلته الى هنا

السلام على الحسين وعلى الارواح التي حلت بفنائه
ورحمة الله وبركاته
__________________

ليت شعري أين استقرت بك النوى بل اي أرض تقلك أو ثرى
أبرضوى أوغيرها أم ذي طوى عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى
ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى
بدونك سيدي يا مهدي لن يطيب مقامي
عجل بالظهور واسعد قلبي المجروح
ادركنا لقد طال الانتظار



لي بالدنيا اثني عشر حبي لهم منذ الصغر
فكيف لا أهنأ بموالاة المنتظر
منقول:http://www.albatoul.net/vb/showthread.php?t=35009

 

 

هامة السماء غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد