علي بن أبي طالب بين العبادة والشهادة

[ra7l]

كتب:علي محمد المهدي
مَن مًن المسلمين وغيرهم لا يعرف أمير المؤمنين سيدنا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، هذا الرجل العملاق الذي ملأت أعماله الجليلة ومواقفه البطولية المشرفة الخافقين، وما أكثر ما قيل وكتب عن هذا الإنسان العظيم حتى لقد أصبحت الأقلام حيرى إذا ما أرادت أن تسكب مدادها على الورق، فماذا تستطيع هذه الأقلام أن تبدع وماذا تستطيع أن تقول وتصل إلى ما لم يصل إليه أحد من قبل؟! في هذا الشهر الكريم وبالتحديد في ليلة التاسع عشر منه وبينما كان الإمام علي (عليه السلام) يؤم المسلمين في صلاة الفجر بمسجد الكوفة شاءت إرادة الله وشاء قضاؤه الذي لا راد لهما أن ينسل من بين المصلين رجل حاقد على الإسلام والمسلمين ويهوي بسيفه المسموم على الرأس الشريف لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) فيفلقه وتسيل الدماء الزكية منه، كان ذلك القاتل هو عبدالرحمن بن ملجم المرادي الذي كان أمير المؤمنين علي (ع) يرعاه رعاية خاصة ويوليه اهتماماً كبيراً، ولكن هذا القاتل نسي فضل الإمام علي (ع) عليه وجحد المعروف الذي كان الإمام يسديه إليه، لقد كانت فاجعة كبرى تلك التي حلت بالإسلام والمسلمين في تلك الليلة السوداء، ففي (21) من هذا الشهر الفضيل سنة 40هـ وفي الليلة الأولى من العشر الأواخر منه فُجع المسلمون باستشهاد سيدنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، نعم إننا لو تأملنا وبحثنا ملياً في السيرة الذاتية لأمير المؤمنين علي (ع) لوجدنا أن حياته المباركة مليئة بالأحداث العظام والوقائع الجسام التي تشهد له بعظم المنزلة ورفعة الشأن، فماذا عسانا أن نقول في رجل عاش وترعرع في بيت النبوة والوحي، في ذلك البيت النبوي الكريم تربى أمير المؤمنين (عليه السلام) أعلى وأرقى وأسمى تربية، ولن تشهد البشرية تربية كريمة كتلك التربية، فبعد أن نزل الوحي على الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كان علياً (عليه السلام) أول من صدق به وهو في سن مبكرة، وقد كرم الله وجهه لأنه لم يسجد في حياته لصنم قط ولم تدنسه الجاهلية بشيء من أرجاسها، لذا فإننا كمسلمين نرى أن حياة سيدنا علي (عليه السلام) مليئة وحافلة بالمواقف الجهادية لنصرة الإسلام وعزة المسلمين وبالبطولات الخارقة في قتال المشركين والمعاندين، فهو (عليه السلام) رجل الحرب والمحراب، فإذا شهدته ساحة المعركة والقتال شهدت أسداً صنديداً يفتك بأعداء الله وأعداء رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعداء الدين حيث لا تأخذه في الله لومة لائم، هذا الرجل الصنديد نجده في المحراب باكياً متضرعاً لله تعالى سائلاً إياه العفو والمغفرة والرضوان، وماذا يمكننا أن نتحدث عن رجل قال فيه سيدنا ونبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أنا مدينة العلم وعلي بابها) كما قال صلوات الله وسلامه عليه وآله (علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ونحو ذلك من الأقوال الشريفة التي قالها الرسول الأكرم في حق مولانا علي (عليه السلام)، نعم فإن أية نغمة من نغمات الحب والولاء لم يصل إليها أحد من قبل من أهل العلم وأهل الأدب فقد وصل إليها الإمام علي (ع)، لقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يقرب هذا الولي الصالح إلى جواره الكريم في تلك الليالي المقدسة من شهره المبارك، وفي تلك اللحظات القدسية الغالية التي كان فيها الإمام علي (ع) سابحاً في بحر من الخشوع والتأمل كعادته في الصلاة والتبتل والابتهال إلى الله تعالى حتى يدخل الفجر فيصعد المئذنة ويرفع الأذان للصلاة بصوته الجهوري الجميل المليء بالتقوى والخوف من الله، ثم يعود إلى محرابه ليكمل صلاته بين البكاء والدموع ويؤديها راكعاً وساجداً، لقد فقد المسلمون بفقد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) شخصية عظيمة فذة نهلت من معين النبوة والشرف وتربت في بيت العزة والكرامة، ونحن كمسلمين فإن الأحرى بنا والأجدر أن نأخذ الدروس والعبر من حياة وسيرة هذا الإمام العملاق الجهادية والإيمانية والتربوية، وأن نتبع منهجه ونسير على خطاه التي هي نهج وخطى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نكون صفاً واحداً وقلباً واحداً لخدمة ديننا الإسلامي العظيم، وأن ندفع بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة الشر والعدوان عن أنفسنا وعن أعراضنا وعن وطننا الحبيب الكويت، وأن نسعى دائماً وأبداً لتقوية وترسيخ وحدتنا الوطنية التي هي أساس أمننا واستقرارنا، وأن نعمل جاهدين على ترسيخ وتقوية قاعدة الأسرة الكويتية الواحدة التي هي أملنا في العيش الكريم في وطن آمن مستقر، فسلام عليك يا أبا تراب يا شهيد المحراب يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً والسلام عليك يا أمير المؤمنين الذي قتلت بين الشهادة والعبادة.

ALMAHDI@Q8CONNECT.COM
http://www.alwatan.com.kw

تاريخ النشر: الخميس 12/10/2006

 

 

[شيبوب]

عظم الله اجوركم واجورنا
الف شكر ويعطيك الف الف الف الفا
عافيه
اخوك شيبوب

 

 

[نداء الزهراء]

عظم الله اجروكم واجورنا
الله يعطيك الف عافيه
تحياتي نداء الزهراء

 

 

[عابد]

عظم الله اجروكم واجورنا
الله يعطيك الف عافيه

 

 

[مهجة القلب]

عظم الله اجوركم واجورنا
جزاك الله خيرا أخي ra7l
يعطيك ألف عافية

تحياتي لك

 

 

[اخر العنقود]

عظم الله اجورنا واجوركم بوفاة امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( علية السلام )

والله يعطيك الف والف والف والف عافية على هذة النبذة عن الامام علية علي السلام
ننتظر جديدك يا الراحل

تحيات
اختكم الصغيرونة
اخر العنقود