العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > •» زوايـا عامـة «•




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 03-08-2006, 05:50 PM   رقم المشاركة : 1
الهدهد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الهدهد
 





افتراضي عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..


رجا ساير المطيري
لا يبدو مفاجئاً إعلان فوز الفيلم المصري (عمارة يعقوبيان) كأفضل فيلم في بينالي السينما العربية بباريس الذي اختتم فعالياته بداية هذا الأسبوع. وذلك لأن الفيلم استثنائي بالفعل ويمكن وضعه بثقة ضمن قائمة أفضل الأفلام العربية التي أنتجت في السنوات الأخيرة وربما منذ الفيلم الرائع (سهر الليالي) لم نرَ فيلماً مصرياً متكاملاً يعتني بجمالية السرد والشكل كما فيلم (عمارة يعقوبيان) . وملامح الاستثنائية التي يقدمها الفيلم تبرز بشكل أساسي في السيناريو المتين المتماسك الذي أحكم بقبضته على الشخصيات وضبط تحركاتها كي تخدم هدفاً واحداً وتعبر عن معنى واحد هو تصوير حالة التيه والضياع التي تعيشها مِصْرَ ما بعد ثورة الضباط الأحرار..
حكاية الفيلم هي ترجمة لما جاءت به رواية (عمارة يعقوبيان) للكاتب المصري (علاء الأسواني) إذ لا يبدو أن هناك ثمة إضافة يقدمها الفيلم على صعيد الحدث والأفكار. فهو يرسم أيضاً حكاية عمارة يعقوبيان مسلطاً ضوء تركيزه على اثنتي عشرة شخصية منتقاة من سكان العمارة تمثل شرائح مختلفة ومتباينة في أفكارها وتوجهاتها وكذلك في مستوياتها الاجتماعية. وتسبح هذه الشخصيات في ستة مسارات درامية تسير متوازية وتتقاطع فيما بينها في نقاط معينة ومحددة. ويؤديها نخبة من نجوم مصر يتقدمهم الفنان (عادل إمام) بشخصية العجوز (زكي الدسوقي) زير النساء وابن البشوات الذي يبكي متحسّراً على جمال مصر الزائل وعلى الفوضى التي عمّت البلاد بعد ثورة يوليو. في حين يَدِينُ الحاج (عزام) -يؤدي دوره الفنان (نور الشريف) - بالفضل لهذه الفوضى التي جادت عليه بالثروة والجاه. وما بين هذين الموقفين تسبح بقية الشخصيات بلا يقين إذ تسير هائمة على وجهها في بحر الحياة دون أن تهتدي إلى علامة تقودها إلى برّ الأمان. فهذا (طه الشاذلي) ابن البواب الذي خاب أمله في عدالة النظام الحاكم يسلّم نفسه لفكرة (الانتقام) فيتحول من ثم إلى آلة للتدمير فتاكة. أما الشابة الجميلة الفقيرة (بثينة) فستكتشف أن القيم الأخلاقية السامية هي مجرد مثاليات لا مكان لها في واقع الحياة فمن أراد العيش عليه أن يتنازل عن شرفه وعن أخلاقه. وهذا واقع الحياة كما ترسمه (عمارة يعقوبيان) .. واقع امتلأ انحطاطاً وخيبة وضياعاً.. وكل سكان العمارة يتجرعون مرارة هذا الواقع حيث الجميع يشعر بالانحطاط سواء على المستوى الروحي أو الأخلاقي أو الاجتماعي.


عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..


رواية (عمارة يعقوبيان) تضع العمارة بمثابة (التيمة) التي تلتقي عندها الشخصيات والتي من خلال الابتعاد والاقتراب منها يتم تعريف كل شخصية، أيضاً تأخذ العمارة قيمة أخرى إذ تمثل شريحة تلسكوبية للمجتمع المصري ومن خلال التباين الموجود فيها يمكن القول انها تعبر عن مصر.. كل مصر. وهذه الدلالة الذكية وإن كانت حاضرة بوضوح في الرواية إلا أنها في الفيلم تبدو عائمة وغير واضحة. ذلك أن الشخصيات تتحرك دون تأثير للبعد المكاني في حركتها، فلا يبدو مثلاً أن الحاج (عزام) ولا الصحفي (حاتم رشيد) يعيشون في نفس المكان الذي يعيش فيه (زكي الدسوقي) و(طه الشاذلي) و(بثينة) . وإذا اعتبرنا هذا نوعاً من النقص فإن الفيلم تمكن من تجاوزه وقدم ما يجبر المشاهد على التغاضي عنه. ومن ذلك أنه تمكن من رسم الحكاية بكامل عناصرها وبشكل مستقل يجعل من الممكن الاستغناء عن الرواية ذاتها.. فهنا سيفهم المشاهد الذي لم يقرأ الرواية كل أبعاد الحكاية وسيتعرف على طبيعة الشخصيات وعلى الدوافع التي تحرك كل واحدة منها..

في الأفلام المصرية الجديدة تبدو مسألة تعريف الشخصية والبحث في دوافعها مسألة مهملة تماماً. وأيضاً لا وجود لما يعرف ب (وحدة الموضوع) وهو ما يجعل تلك الأفلام تسير بلا منطق درامي ثابت يمكن اللجوء إليه في عملية الحكم عليها وتقييمها. ففي هذه الأفلام لا يبدو غريباً إذا نشأ (حدث) من العدم عند منتصف الحكاية. ولن يبدو غريباً أيضاً إذا وجدنا أن الفيلم عبارة عن مشاهد واسكتشات متباينة لا يربط بينها رابط موضوعي. هذه المواصفات السيئة غابت تماماً في فيلم (عمارة يعقوبيان) الأمر الذي يجعل منه استثناءً جميلاً في السينما المصرية. إن مصدر الجمال الذي يشعه الفيلم هو السيناريو الذكي الذي أبدعه السيناريست المعروف (وحيد حامد) حين رسم أجواء الرواية بحرفية تنقل بفضلها بين المسارات المتعددة برشاقة وتمكن. والأهم قدرته على إدارة الشخصيات وتجاوزه لمشكلة التناول الأفقي لها، وهي المشكلة التي تغرق فيها الأفلام المصرية. ففي الغالب أن الشخصية في الفيلم المصري تبدأ وتنتهي وهي ثابتة على نفس الحالة الشعورية دون صعود إلى الأعلى أو هبوط إلى الأسفل، فالشخصية الحزينة تظل ثابتة على هذا الشعور حتى نهاية الفيلم وقل نفس الأمر عن الشخصية السعيدة وعن الطيبة والشريرة. لكن في (عمارة يعقوبيان) هناك لحظات عميقة نقترب فيها من صميم مشاعر كل شخصية.. لحظات ننسى فيها كل شيء، كل الأحداث، كل المصائب، ونركز فحسب على هذه الشخصية، وبصمتٍ نقترب منها، بشكل أليم، لنتعرف على حقيقة معاناتها.. إن اللحظة التي يصرخ فيها (زكي الدسوقي) في الساحة أمام العمارة، وتلك التي تصور (طه الشاذلي) بعد اغتصابه، والأخرى للشابة (بثينة) وهي تغسل رداءها الملوّث في المستودع، والرابعة للصحفي (حاتم رشيد) وهو ينظر إلى صورة والده ووالدته الفرنسية، هي من اللحظات العظيمة التي لم نعتد ظهور مثلها في السينما المصرية..



عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..


وبعيداً عن الملامح الجمالية والفنية التي تنضحها آلية السرد فالفيلم يقدم ملامحاً إبداعية إضافية يتمثل أهمها في الأداء الرائع من الممثلين تحديداً من الممثلة (هند صبري) -شخصية بثينة- والممثل (محمد إمام) -شخصية طه الشاذلي- والممثل (خالد الصاوي) -شخصية الصحفي - وأخيراً الفنان (عادل إمام) الذي وجد نفسه تماماً في دور (زكي الدسوقي) وقدم واحداً من أجمل أدواره. ونقطة (الأداء) هي الفيصل ما بين الرواية والفيلم. والموسيقى التصويرية أيضاً احتلت ذات الموقع واستطاعت أن تضيف إلى الفيلم المزيد من الدقة في وصف الشعور وبشكل ربما يتجاوز ما جاء في الرواية. والذي يمكن قوله في النهاية هو أن فيلم (عمارة يعقوبيان) جاء ليعيد التوازن إلى المشهد السينمائي المصري معيداً الاعتبار للسينما الجادة الرصينة وساحباً البساط من تحت قدمي السينما التجارية الهشة التي سيطرت في السنوات الماضية حتى كادت تفسد الذوق الفني العام. (عمارة يعقوبيان) جاء ليحكي (مصر) بكل تجلياتها وتناقضاتها وهو ليس معنياً بتقديم موعظة أو خطبة حتى نبحث من خلالها عن معنى محدد بشكل مباشر وواضح.. كلا.. ليس هذا دور الفن.. وليس هذا ما يريده صناع الفيلم.. لقد أرادوا ببساطة أن يحكوا الحياة بواقعها المؤلم والمقزز.. جاءوا ليصدموا ويفضحوا.. لكن بقالب فني جميل.. جذاب ومؤثر.. وكيف لا يكون جذاباً.. وأنت تستمع الآن للفنانة الجميلة (يسرا) وهي تتغنى بروائع (إيدث بياف) ..

http://www.alriyadh.com/2006/08/03/article176421.html

 

 

 توقيع الهدهد :

سيبقى الرأيُ الآخرُ المُقصَى
والفكرُ المختلفُ المضايقُ
ملوّحاً لمن سيأتي مادام هناك مساحةٌ من الصوتِ أو حتى الصمتِ .

عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..
الهدهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2006, 01:29 PM   رقم المشاركة : 2
MjNon Taker
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية MjNon Taker
 







افتراضي مشاركة: عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

من كثر ما اسمع عن الفلم هذا .. إلا أنني متشوق لمشاهدته ..

الله يسلمك الهدهد ..

..

 

 

 توقيع MjNon Taker :
مشاركة: عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

من مقتياتي:

Must-Listen ،، Halo Unforgotten

نكهـة التوصيـل ،، Deliver Hope ،، الآمـل

وجـودك فـي منتديـات الطـرف مهمـة ، ولكـن مشـاركتـك أهـم
فـلا تبخـل علينـا بـردودك ولا تتكـاسـل بإبـداء رأيــك
MjNon Taker غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2006, 02:16 PM   رقم المشاركة : 3
إشراق
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إشراق
 






افتراضي مشاركة: عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

وأنا متشوق بالفعل لرؤيته .. وربما تكون المرة الأولى بأن أشتري فيلماً عربياً




تحياتي الهدهد

 

 

 توقيع إشراق :
الأندية غير الناجحة أمامها حل من اثنين
إما الاعتراف بتفوق الهلال والعمل على منافسته وهذا عمل صعب.
أو اختيار الحل الأسهل: المكابرة والتشكيك في إنجازات الأندية الناجحة مثل الهلال ..!
إشراق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2006, 02:45 AM   رقم المشاركة : 4
الهدهد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الهدهد
 





افتراضي مشاركة: عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

MjNon Taker .. إشراق
بسيطة ما يكلفكم إلا مشوار للبحرين و تذكرة للدخول في السينما و3 ساعات لمشاهدة الفيلم

 

 

 توقيع الهدهد :

سيبقى الرأيُ الآخرُ المُقصَى
والفكرُ المختلفُ المضايقُ
ملوّحاً لمن سيأتي مادام هناك مساحةٌ من الصوتِ أو حتى الصمتِ .

عمارة يعقوبيان.. جمال الفيلم يتجاوز جمال الرواية..

التعديل الأخير تم بواسطة الهدهد ; 07-08-2006 الساعة 02:59 AM.
الهدهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد