العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > همس القـوافي وعذب الكلام




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29-08-2003, 10:46 AM   رقم المشاركة : 1
فواز
طرفاوي جديد





افتراضي بحر سابع عشر يا خليل

كل وزن جاء متسقا متجانسا وإن كان خارج بحور الشعر العربي المعروفة ، لا يقدح في كونه شعرا ، واعتبار أن الشعر هو ما ورد على البحور الستة عشر أمر مخالف للمنطق وللدوائر الخليلية ذاتها ، وهناك على سبيل المثال وزن مهمل فيها لأنه مقلوب المديد ( فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن ) على أصل الدائرة ، وجاء أبو العتاهية فقال ، والشعر تذكره أغلب كتب العروض مضافا إلى غيره ، لكنه غير موجود في ديوان أبي العتاهية :

عُتْبُ ما لِلْخَيالِ **** خَبِّرينِي وَمالِي

فحاولوا تخريجه وقالوا : " الخفيف العتاهي " نسبة لأبي العتاهية ، على أن الوزن موجود قبل أبي العتاهية ، قال الشاعر :

كُلُّ عَيْشٍ تَعِلَّهْ *** لَيْسَ لِلدَّهْرِ خِلَّهْ

يَوْمُ بُؤْسى وَنُعْمى *** وَاجْتِماعٌ وَقِلَّهْ

حُبُّنا الْعَيْشَ وَالتَّكا *** ثُرَ جَهْلٌ وَضِلَّهْ

هذا الشعر من مجزوء الخفيف ، لكن بالنظر إلى البيت الثاني :

يَوْمُ بُؤْسى وَنُعْمى *** وَاجْتِماعٌ وَقِلَّهْ

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ *** فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ

والبيت هنا ليس مصرعا ، ولا تأتي عروض هذا الشكل ( فَعولنْ ) ، لأن له عروضا واحدة هي ( مُسْتَفْعِلُنْ ) والأغلب على وجوب خبن ( مُسْتَفْعِلُنْ = مُتَفْعِلُنْ ) ، إذا هذا البيت يمكن ببساطة فصله واعتباره مقلوب المديد ، أو كما أسموه الخفيف العتاهي ، رغم أنه سابق على وجود أبي العتاهية .

نعود إلى تقطيع شعر أبي العتاهية عروضيا :

عُتْبُ ما لِلْخَيالِ **** خَبِّرينِي وَمالِي

فاعِلاتُنْ فَعولُنْ *** فاعِلاتُنْ فَعولُنْ

وبقراءة أخرى :

عُتْبُ ما لِلْخَيالِ **** خَبِّرينِي وَمالِي

فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ *** فاعِلُنْ فاعِلاتُنْ

لكنهم رفضوا هذه القراءة واعتمدوا الأولى ، حتى لا يقال أقروا مقلوب المديد ، والقراءتان تنتجان نفس الصورة ، وما يلفت الانتباه حقا ، هو رفضهم لما جاء لدى المولدين ، والشعر موجود في كل كتب العروض:

صادَ قَلْبِي غَزالٌ أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ *** كُلَّما زِدْتُ حُبًّا زادَ مِنِّي نُفورَا

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ / فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ ****** فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ / فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ

ذكرنا الشعر كما ورد ، وهو مقلوب المديد على أصل الدائرة ، لكن لو أخذنا الصدر فهو بيت من الخفيف العتاهي كما أسموه :

صادَ قَلْبِي غَزالٌ *** أَحْوَرٌ ذو دَلالٍ

عُتْبُ ما لِلْخَيالِ *** خَبِّرينِي وَمالِي

فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ ** فاعِلاتُنْ / فَعولُنْ

فاعِلُنْ / فاعِلاتُنْ ** فاعِلُنْ / فاعِلاتُنْ

واستقر شعر أبي العتاهية ودخل كشكل جديد يضاف الى أشكال الخفيف عند من عدَّهُ من الخفيف والى وزن قديم عند من لم يعده من الخفيف .

وقال الزمخشري : " والنظم على وزن مخترع خارج على أوزان الخليل لا يقدح في كونه شعرا ولا يخرجه عن كونه شعرا عند بعضهم . وبعضهم أبى ذلك ، وزعم أنه لا يكون شعرا حتى يحامى فيه على وزن من أوزانهم .

والذي ينصر المذهب الأول هو أن حد الشعر " لفظ موزون مقفى يدل على معنى " . فهذه أربعة أشياء : اللفظ ، المعنى ، الوزن ، القافية . فاللفظ وحده هو الذي يقع فيه الاختلاف بين العرب والعجم . فإن العربي يأتي به عربيا ، والعجمي يأتي به عجميا . وأما الثلاثة الأخر فالأمر فيها على التساوي بين الأمم قاطبة . ألا ترى أنا لو عملنا قصيدة على قافية لم يُقَفِّ بها أحد من شعراء العرب ، ساغ ذلك مساغا لا مجال فيه للانكار .

وكذلك لو اخترعنا معاني ، لم يسبقونا إليها ، لم يكن بنا بأس ، بل يعد ذلك من جملة المزايا ، وذلك لأن الأمم عن آخرها متساوية بالنسبة إلى المعاني والقوافي والافتنان فيها ، لا اختصاص لها بأمة دون غيرها . فكذلك الوزن ، لتساوي الناس في معرفته ، والاحاطة بأن الشيئين إذا توازنا ، وليس لأحدهما رجحان على الآخر ، فقد عادل هذا ذاك ككفتي الميزان .

ثم إن من تعاطى التصنيف في العروض / من أهل هذا المذهب ، فليس غرضه الذي يؤمه أن يحصر الأوزان التي إذا بني الشعر على غيرها لم يكن شعرا عربيا ، وأن ما يرجع إلى حديث الوزن مقصور على هذه البحور الستة عشر لا يتجاوزها . إنما الغرض حصر الأوزان التي قالت العرب عليها أشعارها . فليس تجاوز مقولاتها بمحظور في القياس على ما ذكرت " .

وهذا القول للزمخشري أصاب كبد الحقيقة ، وقد ورد في الأثر : " لم يصلنا من شعر العرب إلا أقله " ، وهذا في القياس يوجب وجود أوزان أكثر مما نعرف ، وقد وجدنا مثل هذا.
وقال حازم القرطاجني : " فإذا وضعت مقادير من المسموعات مؤلفة من الأجزاء المتقدمة الذكر على الأنحاء التي وضعت عليها العرب أبنية أوزانها وهي :

1 ـ الوضع الذي تتسق فيه المتماثلات ، نحو المتقارب .

2 ـ أو الذي تتداخل فيه المتضارعات ، نحو الطويل .

3 ـ أو الذي يتقدم فيه المتشافعان على المفرد ، نحو السريع .

4 ـ أو الذي يتوسط فيه المفرد بين المتشافعين نحو الخفيف .

5 ـ أو الذي تتسق فيه المتضارعات نسق انحدار وعلى ما يناسب من الوضعين وهو :

أ ـ تقديم المفرد على المتشافعين .

ب ـ ونسق المتضارعات نسق ارتقاء ، وربعت الخماسيات في نسق المتماثلات في الشطر الموزون ، وثلثت السباعيات فيه ، وثنيت الثمانيات والتساعيات في ذلك ، وربعت المتداخلات من الخماسيات والسباعيات ، وثلثت الواقعة بتشافع وافراد ، وَكذلك المتضارعات ، أي عدد كان ـ كان ذلك مسموعا متناسبا من شأن النفس أن تستطيبه ، ويداخلها التعجب من تأتي نسقه واطراد هيئاته وترتيباته المحفوظة "

فهل يأتينا أحد بوزن سابع عشر؟؟..

بتصرف.

 

 

 توقيع فواز :
أتيت من خرافة القدر
كحامل التمر إلى هجر
فواز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2005, 04:06 PM   رقم المشاركة : 2
المهد
مشرف سابق





افتراضي

السلام عليكم

تفاجأت بهذا الخبر وأحببت لو أسمع تعليق الأخوة..

· أنفال سعيد-السعودية :
إلى شاعر المنفى
(ميلاد الموت) كانت القصيدة التي ابتكرت فيها بحراً من بحور الشعر. حدثنا عنها قليلاً، وأتحفنا بأبياتها .

- كتبت قصيدة " ميلاد الموت " في اليوم الأخير من سنة 1980، على وزن زاوجت فيه بين " مجزوء الخفيف " و " المجتث " وهو معكوس الأول .
وعندما شرعت في الكتابة لم أكن قاصداً إلى ابتكار هذه النغمة، بل كنت أكتب بتوافق موسيقي عفوي، لم أشعر في أثنائه بأي خروج على البحور المألوفة، فلمّا اكتشفت ذلك بعد كتابة البيت الخامس عشر، لم أتوقف، بل مضيت حتى نهاية القصيدة، ممعناً في استمطار هذه النغمة للتعبير عن حالتي النفسية في ليلة رأس السنة الجديدة، حيث عنائي من مرارة الوحدة .
وبعد إتمامها تأملتها، فوجدت في اجتماع "مجزوء الخفيف" و"المجتث" إمكانية لاحتواء الشعر بتلقائية، مما يضيف قالباً جديداً لتفاعيل الأبيات مبنياً على التخالف بين الصدر والعجز، على عكس التوافق في البحور المعروفة، فهو:
( فاعلاتن مستفعلن .. مستفعلن فاعلاتن ) .
وقد أشرت عند نشرها في الأسبوع الأول من سنة 1981، إلى أنه نظراً لتركيبة التفاعيل في هذا البحر، لا يمكن للشاعر أن يقفّي الصدر والعجز معاً، وذلك لاختلاف تفعيلة "الضرب" عن تفعيلة "العروض"، كما يستحب أن يصيب "الخبن" تفعيلة "مستفعلن" لتكون "مفاعلن"، فذلك يُطرّي النغمة أكثر بحيث لا يحسّ القارئ وقوفاً أو حِدّة في البيت .
ثمّ أنني أسلمت الأمر، بعد هذا، لمقدار قبول أذن القارئ لموسيقى هذه التركيبة، وتركت الحكم للمختصين، فكان الأستاذ الدكتور عبده بدوي أوّل المبادرين إلى عرضها والإشادة بها في مجلة (الشعر) المصرية .
وإليك المقطع الأخير منها :
<****** type="****/**********">doPoem(0)


المصدر: لقاء مع أحمد مطر في موقع الساخر:
http://www.alsakher.com/article.php?sid=284

 

 

 توقيع المهد :



****اللهم..ولا تفتِنِّي بالإستعانة بغيرك إذا اضطررتُ،
ولا بالخضوع بسؤال غيرك إذا افتقرتُ،
ولا بالتضرع إلى مَن دونك إذا رهِبتُ،
فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك،
يا أرحم الراحمين.
المهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد