كثير من الأمهات لايعرفن كيفية التعامل مع أطفالهن في رمضان، ويطرحن أسئلة عديدة عن السن المناسبة التي يصبح فيها الصوم فريضة وعن مدي فائدة الصيام لنصف يوم لمن هم أقل من 12 سنة، أيضاًعن كيفية صيام الطفل بدون متاعب صحية أونفسية.
أساتذة الشريعة وعلم النفس والتغذية يجيبون علي سؤال الأمهات: كيف يصوم طفلي في رمضان؟
د.عبد المعطي بيومي، عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول أن الطفل غير البالغ لايفرض عليه الصيام.
والنص القرآني صريح --يقول : "وماتفعله من خير يعلمه الله" ؛ حتي لو صام الطفل بعض يوم فله أجره وثوابه. لكن علي كل أسرة أن تلزم طفلها عند الصيام بالصوم المتتابع أي أن تكون مدة صيامه واحدة طوال الشهر فلو صام اليوم كاملاً يكمل الشهر هكذا ولوصام نصف يوم يكمل الشهر هكذا .. أو يصوم حتي يعجز، فشرط التتابع ضروري مع النية.
ولايوجد نص صريح يلزم الطفل بالصيام فالصيام للشخص البالغ القادر فقط.
وتكمل الدكتورة نسرين بغدادي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة: رمضان فيه الكثير من الحكم والعبر التي يجب أن تنقل للطفل.. أولها معني الصيام وهو الإحساس بالفقير.. ثم معني الزكاة والتصدق والتكافل، ثم الإكثار من العبادات.
فالطفل يجب أن يتعلم أن يصلي بالمسجد وكيف يقرأ القرآن.. فمعني الصوم السطحي وهو الامتناع عن الأكل والشراب ليس هدف شهر رمضان، بل التقوي وإصلاح السلوك هو الهدف الأكبر.
وعن الناحية النفسية لصيام الطفل يقول دكتور محسن العرقان، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث:
إن الطفل يلجأ للصيام رغبة في المحاكاة والتقليد وليس نتيجة فهمه للفرض والشريعة، وفي هذه الحالة يجب أن نتركه يصوم لتأصيل العادة لديه وزرع الحب لديه في فريضة الصيام. لكن هناك ظاهرة يجب أن تحترس منها الأم، وهي الإحساس بالذنب أو معاقبة النفس فمن الممكن أن يتحامل الطفل علي نفسه رغبة منه في إكمال اليوم لكي لايشعر بالذنب.. فهذا النمط من الشعور الزائد بالذنب ينقلب لحالة مرضية في جميع تصرفاته، ولابد أن ندخل الضمير الوسط إلي عقل الطفل، فنضع أمامه فوائد الصيام وضرورته، ثم نعادل ذلك بأنه ليس بفرض أكيد عليه وأن عليه الحذر والصوم حسب مقدرته إلي أن يصل إلي سن البلوغ ويصبح قادراً علي أداء الفريضة بإيمان كامل ويقين تام وقدرة علي الصيام.
وعن الغذاء المناسب للطفل في رمضان تقول الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ التغذية بجامعة القاهرة: الطفولة مرحلة من 6:12 سنة أما من 12 : 18 سنة فهي مرحلة البلوغ والمراهقة؛ لذلك علي الأم أن تراعي عندما يصوم طفلها أن تلاحظ سنه وحالته الصحية وقوته وقدرته علي التحمل. ففي سن السابعة يكفي أن يصوم ساعتين.. وفي سن التاسعة يصوم نصف يوم، إلي 10 سنوات فمن الممكن له صوم اليوم كله إذا استطاع. وأثناء الصيام، ومهما كان سن الطفل، يجب مراعاة الحالة الصحية فلو لوحظ علي الطفل رعشة أو برودة في الأطراف يفطر فوراً لأنه مؤشر لنقص السكر في الدم.
ووجبة السحور يجب أن تكون قريبة جداً من أذان الفجر حتي تمد الجسم بالطاقة خصوصاً مع بدء يوم دراسي جديد. ويجب أن يحتوي السحور علي كوب زبادي + 2 بيضة مسلوقة + طماطم وخيار + فاكهة.
وهناك خطأ شائع وهو تناول الحلوي علي السحور فهي طاقة يفقدها الطفل خلال النوم وتسبب الجوع بعد الاستيقاظ.. والطفل عموما يحتاج من 2000 : 3000 سعر حراري حسب الوزن والطول والحيوية. ويجب علي الأم مراعاة إعطائه السوائل بعد الإفطار وحتي السحور حتي لايصاب بالهزال والجفاف . أما الحاجة للبروتين اليومي فهي حوالي 2 جرام لكل كيلو جرام من وزن الطفل.
أما وجبة الإفطار فيجب أن تحتوي علي مايعادل كوب أرز أو معكرونة + مايعادل كوب خضار مسلوق + كوب خضار أخضر + ربع فرخة أو قطعة لحم.
وعن الحلوي في رمضان، فأنصح كل أم أن تختار مواد معينة في صناعة الحلوي، ويفضل استخدام سكر الفاكهة للتحلية والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون.
م ..ن ..ق..ووو ...ل