![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
طرفاوي جديد
|
![]() متى يكون النثر فنا ؟ باسم الله السلام عليكم ليس غرضي أن أؤرخ للنثر الفني ، وإنما أن أجلي كنهه أو سماته التي تجعله يمتاز عن سواه من النثر ؟ " أكتب إليك يا حبيبتي كتاب عيني ، إذ أكتب عن نظرتك السحرية التي أجد لها في قلبي معرض فن كامل من صور المعاني الجميلة . فإن نظرة الحب تقع موقعها في العين وحقيقة معناها في القلب ، كأختها قبلة الحب : هي في الفم وحلاوة طعمها في الفكر " " الحقيقة التي كنت أعرفها لم تعد موجودة الآن ، فقد صار كافيا أن لا تتبدى مدام سوان للعين ، لابسة ملابسها ذاتها في اللحظة ذاتها ، لكي يتغير الممشى المشجر برمته ، فالأماكن التي كنا نعرفها لا تخص سوى العالم الصغير من المكان الذي خططنا له خرائط من أجل راحتنا الخاصة . وليس أي من هذه الأماكن أكثر من شطيرة رقيقة السمك محفوظة بين الانطباعات القريبة منها التي تشكل حياتنا في ذلك الوقت . وإن تذكر أي شكل معين ليس سوى الأسف على لحظة معينة ، فالبيوت والشوارع والمماشي المشجرة هاربة ، واأسفاه ، كما تهرب السنون" هذان نموذجان للنثر ، فأيهما أقرب إلى حقيقة النثر الفني ؟ للإجابة عن هذا السؤال لا مناص عن انتخاب معايير. وحرصا على صون حقك في الاختلاف ، صديقي القارئ ، فإني أفضل أن تصاغ هذه المعايير في صورة أسئلة , فأسأل أولا هل الفكرة هي التي تولد الكلمة أم العكس ؟ هل ثمة كتاب نثر يريدون من الكلمة أن تولد الفكرة ؟ أرجع البصر في النموذجين ، أيهما يريد من الكلمة أن تولد الفكرة ؟ وأسأل ثانيا ، هل النثر الفني نثر أدائي ؟ بكلمة أخرى هل هو ينقل لى معلومة ناجزة أم أنه هو في حد ذاته المعلومة ؟ هل عمل كاتب النثر الفني هو التقاط فكرة جاهزة أو حكمة شعبية أو معلومة ناجزة وصبها في قالب بليغ من الألفاظ مع الحرص على قواعد اللغة نحوا وصرفا وكفى ؟ وأسأل ثالثا ، إذا كان النثر الفني إبداعا ، أفلا يفترض فيه أن يكشف لي أنا القارئ عن جديد ؟ عن جديد في النفس الإنسانية ، أو في طبائع البشر ، أو في العلاقات الاجتماعية .. في علاقة الإنسان بنفسه ، أو في علاقته بالآخرين ،أو في علاقته بالطبيعة ، أو في علاقته بالغيب ؟ هل يتأتى ذلك بغير العقل المتأمل الصاحي ، والحس الرهيف ، والنفس الحساسة التي تكون أشبه شيء بشريط ممغنط يلتقط أقل ومضة من الضوء ويترجمها إلى معنى ما ؟ الإنسان يعيش في كل يوم عددا لا يحصى من التجارب ، ويكتسب عددا لا يقدر من الخبرات ؟ من يشعر بهذا غير الإنسان المميز؟ أذكرك صديقى القارئ ببعضها ؟ الروائح وما تبعثه في نفسك من مشاعر وما تهيج من ذكريات ، الألوان والأشكال ، الأصوات على اختلافها ، الوجوه التي تصافح عينيك في الشارع وما يرتسم عليها من تعابير متعددة ، ذكريات معينة تبرز بكل وضوحها الجارح على سطح ذاكرتك في لحظة ما في ماكن ما بينما جسمك يتخذ وضعا ما ، ألم تتساءل لماذا الآن ، ما العلة في ذلك ؟ هل يمكن الانتباه لكل هذه التجارب والخبرات بغير العقل المتأمل الصاحي ، والحس الدقيق الغواص ، والنفس الحساسة ؟ هذه التجارب والخبرات ليست أفكارا جاهزة ولا خبرات شعبية يلتقطها الكاتب ويصبها في قوالب البلاغة التي عادة ما تكون ناجزة أيضا ومتاحة دائما للاستخدام العام ! إليك هذا النموذج الثالث : " أعرف قهوتي وقهوة أمي وقهوة أصدقائي . أعرفها من بعيد وأعرف الفوارق بينها . لا قهوة تشبه قهوة أخرى . ودفاعي عن القهوة هو دفاع عن خصوصية الفارق . ليس هناك مذاق اسمه مذاق القهوة ، فالقهوة ليست مفهوما وليست مادة واحدة ، وليست مطلقا . لكل شخص قهوته الخاصة ، الخاصة إلى حد أقيس معه درجة ذوق الشخص وأناقته النفسية بمذاق قهوته . ثمة قهوة لها مذاق الكزبرة . ذلك يعني أن مطبخ السيدة ليس مرتبا . وثمة قهوة لها مذاق عصير الخروب . ذلك يعني أن صاحب البيت بخيل . وثمة قهوة لها رائحة العطر . ذلك يعني أن السيدة شديدة الاهتمام بمظاهر الأشياء ( ... ) وثمة قهوة لها مذاق الهال الطاغي . ذلك يعني أن السيدة محدثة النعمة ..." وأسأل مرة أخرى هل النثر الفني هو النثر التشاعري ولا أقول الشعري ؟ هل هو نثر المنفلوطي ؟ هل هو نثر تكثر فيه الاستعارات والمجازات الفائضة عن حاجة العبارة ؟ مجازات واستعارات تخدر فكر القارئ وتكتفي بإدهاش مخيلته إدهاشا مؤقتا ؟ أم هو نثر تلتمع فيه الفكرة ملتحمة بالعاطفة ، ومن هذا الالتحام تتولد الصورة المجازية على نحو تلقائي . " فالنثر طريقة من طرائق الفكر ، ولحظة من لحظات العمل ، وهو العمل عن طريق كشف الموقف حالا لتجاوزه مستقبلا . ولا يقلل هذا الكشف من قيمة الطريقة الفنية للكتابة ، على أن يكون الأسلوب الفني غير ملحوظ " وهذه الجملة الأخيرة تستأهل منك ، صديقي القارئ ، عناية كبيرة ونظرا طويلا . فكاتب النثر إذا ما وعى بأن عليه أن يجود الكتابة وعيا صاحيا صار نثره نثرا تشاعريا " ولابد أن يكون سعي النثر إلى أن يصير فنا من الخفاء والرهافة واللطافة والدقة والسر بحيث تزول إرادة التجويد ليحل محلها التجويد الطبيعي اللاواعي " وهذا هو بالضبط ما نطلق عليه الموهبة . لم أعلق على النماذج الثلاثة التي سقتها خلال المقالة ، حرصا على صون حقك في الاختلاف أيضا ، ولكن أتسح لي ، صديقي القارئ ، أن أهمس في إذنك بأن النموذجين الثاني والثالث هما ، من وجهة نظري ووفق معاييرانتخبتها لنفسي ودسستها في هذه المقالة ، نثر فني بامتياز . أنت ، صديقي ، هل تراهما كذلك ؟ ماذا تقول إذن في النموذج الأول ؟ أخيرا هل عرفت معنى العنوان ؟ إلى القـــــــــاء
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
شاعر قدير
|
![]()
لم يكن عرضاً عابراً ، ولم يكن استعراضاً ، كان شيئاً آخر لا أسمِّيه . أيها القلم هنا رقيمك!! فخطَّ ما شئتَ ، فلا خوف عليك .. لن يكفيك ذهب الترحيب ؛ سأعود ، فمازال للفضة كلامٌ !!! .....
.. ؛
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
شاعر قدير
|
![]() لي بعض الوقفات وهي كالتالي :
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي جديد
|
![]() انها البداية بالنسبة لي فهل تسمح لي أن أدخل دون استئذان.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
طرفاوي جديد
|
![]() باسم الله
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
طرفاوي جديد
|
![]() باسم الله
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
شاعر قدير
|
![]() للرفع أيها <span style='color:teal'>القلم ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|