![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تمرُّ علينا هذه الأيام ذكرى وفاة الإمام علي بن الحسين السجّاد المعروف بـ(زين العابدين)، والذي يعتبر ضمن الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. فإحياؤنا لأمر هذه الشخصية العظيمة ليس لاستدرار الدموع!! وليس لتجديد المعلومات التاريخية المتعلقة به!! وإن كان هذا مطلوباً إلا أن الأمر المهم هو تثبيت الولاء له وللنهج الذي سَلَكَه، خصوصاً وأنه خلّد لنا تراثاً ضخماً وعظيماً، مبنياً على أُسسٍ ربّانية، ذلك التراث تمثّل في إحيائه لأمر الدين الإسلامي، سلوكاً عملياً يتجسّد على الأرض، في حين أن شريحة ليست بالقليلة من أبناء الأمّة الإسلامية غارقين في الملذات المحرّمة والتزلّف إلى السلاطين بالباطل. وشخصية الإمام زين العابدين عليه السلام من الشخصيات التي أطبق المؤالف والمخالف على عظمتها، فرغم التضييق الذي مورس ضدّهُ إلا أنه كان يبتكر طرق الإصلاح ما وسعه ذلك، وهذه طريقة الرساليين الذين يرون الله عز وجل في أعمالهم ولا يرون غيره، ومع كل ما بذله تجاه إصلاح شأن المسلمين في ظل ظروفٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة، إلا أنه يأبى إلا أن يكون الخيمة الكبيرة التي يأوي إليها المقيم والمسافر، الفقير واليتيم، يحتويهم من مزالقِ أهل الجور، ويكتنفهم تحت ظلّه من أجواء لهب النفوس المرصّعة بالزهد المزيّف، والعقائد المنحرفة. ورغم التبعات التي خلّفتها مأساة الطف من أثرٍ اجتماعيٍ إلا أنه يبقى ذلك النور الذي يشعُّ في ظلماءِ الديجور، ليشق عُباب بحر العشق الإلهي بكلماتٍ أرق من النسيم، وأطيب من الهواءِ العليل، ودموعاً محرّكةً مشاعر الذين طربت نفوسهم للغناء بالباطل، فيقودهم إلى العشق الحقيقي الذي يمزجُ العلمَ بالعمل دون مغالطة. ومع شديد الأسف أن بعض أبناء الأمة الإسلامية، الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، بدأوا يلاحقون تراث الإمام زين العابدين عليه السلام الذي وصل إلى أيدينا بأسانيد صحيحة، وطرقٍ كثيرة، ويهاجمونه بدون حجّة علمية، متكئين على أقوال بعض أسلافهم من مدّعي العلم والمعرفة، لا يكلّفون أنفسهم بمراجعة ما كتبه السَلف!! بل يأخذونه أخذ المسلّمات وكأنه القرآن الكريم، ولو اطّلعت أخي المؤمن إلى تلك الإشكالات لرأيت أنها تُضحك الثكلى، مع العلم أن بعضهم يرى الإمام زين العابدين عليه السلام أنه إمامٌ من أئمة أهل البيت والسنّة. ولو كانوا فعلاً يؤمنون بذلك لالتزموا بما وافق الكتاب والسنّة، فهاهو الإمام زين العابدين عليه السلام يقول في رسالة الحقوق (حق الرعية بالعلم): "وأمّا حقُّ رعيتك بالعلم، فأن تعلمَ أن الله قد جعلك لهم فيما آتاك من العلم وولاك الله من ذلك وقمتَ به لهم مقام الخازن الشفيق، الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب"، وكذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يجئ الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا ربّ أنّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس يُعمل به من بعدك). ورسالة الحقوق تعتبر وثيقة من وثائق الحقوق الاجتماعية، التي لو طبّقناها فيما بيننا لخطونا خطواتٍ كبيرة في السلوك الأخلاقي الاجتماعي، ولما احتجنا إلى وثيقة حقوق يصوغها من هو خارج دائرة الإسلام، لأن تلك العناوين البرّاقة التي يطلقها أولئك خلفها الكثير من المآرب المشبوهة، وأقربُ دليل على ذلك ما يجري في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية والتي لا يلتفتُ لها أولئك الذين أطلقوا هذه الشعارات تحت مسميّات ذات صبغة دعائية، مع عدم إنكارنا لما تقوم به بعض الجمعيات الإنسانية والاجتماعية. خلاصة الكلام في حديث اليوم: نحنُ لدينا ما يكفينا في حياتنا البشرية من القوانين الكثيرة والمستقاة من الشريعة السمحاء، سوى أنها بحاجة إلى تفعيلٍ على أرض الواقع، بعيداً عن مكاييل المدح والثناء، فهاهو أحد أولئك الربّانيين وهو الإمام زين العابدين الذي كان يقوم بأدوارٍ إنسانية واجتماعية دون أن يعرفه أحد، ولم يعرف الناس زين العابدين إلا بعد أن افتقدوه، لأن عمله كان خالصاً لوجهه الكريم. أخوكم زكي مبارك
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() عضم الله اجورنا واجوركم بمصاب السجاد
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
طرفاوي طمـوح
|
![]() عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب السجاد عليه السلام
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد عظم الله أجورنا وأجوركم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
مشرف زوايا عامة
|
![]() السلام عليك يا زين العابدين وسيد الساجدين
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|