بَعضٍِ من حِكآآيآت آعقَل آلمجآآنين ((بُهلول))

[خفـــوق الروح ~]

رجلٌ يسير في شآرع من شوآرع بغدآآد ، يرتدي أسمالاً باليه ، حاملاً بيده عصا يدفع بها الحصا في الطريق .
كان الآلم يملأ فؤاده والهم يعصر القهر في عينيه دمعاً ، والسؤال يتعاظم في أعماقه ((ماللذي يُمكن آن يفعله كي ينقذ المسلمين من جور وظلم قريبه هارون الرشيد وأعوانه؟ )).

إنه يفهم سبب نصبحة الإمام موسى الكاظم (ع) به بإن يتظاهر بالجنون انقاءً لهارون وشره .
وفيما بهلول يتأمل ، أسرعت انتباهه اقدام كثيره تحت الخطا نحو إحدى الدور القائمه في الشارع الذي وصل إليه .
رفع بهلول رأسه ونظر واذ بعدد غير قليل من الرجال القادمين من كل اتجاه
تعجب بهلول لاكنه عاد وتذكر انه بات في إحدى محال بغداد القديمه قريباً من دآر آبي حنيفه المعلم . كانت هذه الدار مقصداً للكثيرين من طلاب العلم في بغداد في تلك الفترة من الزمان .

لم يكن بهلول من طلآب آبي حنيفه لكنه احب ان يحضر درساً من دروسه ، ويسمع ويرى مايدور بينه وبين تلامذته الذين كانوا يزادون باستمرار ، بعد أن اعتبروه اعلم علماء بغداد في تلك الآونه من الزمان
إذ كانت فرصة بهلول التي طالما انتظرها .
أبطأ بهلول سيره مراقباً الرجال حتى دخلوا جميعا ، وجلسوا بين يدي معلمهم بهيبة ووقار ، ثم لحق بهم إلى الداخل !

حين رأى الرجال بهلول داخلا تباعدوا كي يجلس بينهم لكنه لم ييفعل بل اسرع ليجلس عند باب الخروج!
لم يكترث ابو حنيفه لحضور بهلل ، وتابع كلامه الذي بدأه للتو قائلآ: (( اعلمو ان جماعة من المؤمنين يعتقدون ان إبليس يوم القيامه بعذب بالنار واني اخالف ذلك ))

حدق ابو حنيفه في وجوه تلامذته يقرأ الدهشه المرتسمة عليها وانتظر برهة قبل ان يقوم رجلآ ويسأل سؤالاً جريئاً: ((أيها الشيخ! مادليلك على ماتقوله ؟))
بهت ابو حنيفه من هذا السؤال غير المتوقع ولكنه تظاهر بالسعال ليهيئ إاجابه مناسبه قد تخرجه من المأزق الذي وضع نفسه فيه
بعد ذلك قال (( نعم الا تعلمون ان إبليس مخلوق من نار وكلكم تدركون ان جهنم ماهي الا نار فكيف تحرق النار نفسها ؟))

تأمل وجووه تلاذته قبل ان يكمل حديثه وقال بعد ذلك (( الأمر الآخر الذي لا أوافق عليه هو ماتعتقده طائفة من المسلمين إذ انهم يعتقدون الله تعالى لاتمكن رؤيته إذ كيف يكون الشيء موجود ولا تمكن رؤيته ؟))

تأمل وجوه ذلامذته قبل أن يكمل حديثه ..وقآل بعد ذلك : ((أيها الناس انهم يقولون بأن الله تعالى خالق كل شيء ومع ذلك يعتقدون ان الانسان فاعل مختار في أفعاله وهذا يعني الجمع بين الجبر والاختيار وهما مستحيلان عقلاً..))

تعجب الحاظرون اكثر فأكثر وقام واحد منهم وقال(( مارآيك بذلك ياشيخ .؟))
قال أبو حنيفه : ((أن رأيي بذلك مختلف عن مايقولونه الناس ! فكل مافي الدنيا هو من صنع الله تعالى والانسان فاعل غير مختار في أفعااله ))

هكذا استطاع ان يقنع القوم بأفكاره الغريبه بكل بساطه ! كان ليكمل مايقولوه لكن حادث غير متوقع عرض له

إنه حجر! وياللهول !!

حجر طار من مكان أحد الجالسين وشج رأس أبو حنيفه شجه طارت لها عمامته .. وتدفق الدم الأحمر على ملابسه .فكل من في المجلس يبحثون عن مصدر الحجر وإذا به (بهلول)

لماذا فعل بهلول ذلك بأكبر معلمي بغداد ؟ قال الناس ذلك . .
قام بهلول من مكانه وكله ثقة بأن الناس لن تقدر على ضربه او اهانته لما يعرفونه من قرابته للخليفه .!
أما أبو حنيفه وضع يده على جرحه وقال : (( تالله لأشكونك للخليفه ))
قال بهلول (( وأنا ذاهبُ معك))
نظر ابو حنيفه بهلول نظرة غاضبه وقال (( أشهدوا لي عند الخليفه ايها الناس بما جرى ))

سار الرجلان في الشارع : ابو وحنيفه المستعجل في سيره وبهلول الهادئ الذي مشى على مهل ووقار .

وطبيعي ببأبو حنيفه ان يصل قبل بهلول ورآح يقص له الحكايه وهارون يستمع اليه فاغر الفم جاحظ العينين غضب هارون من فعلة قريبه الشنعاء وصرخ بشفتيه المرتعشتين جنوده باستدعاء بهلول في الحال..
تراكض الجنود باحثين عن بهلول فعثروا عليه اتيا بنفسه على قدميه . .
دخل بهلول مجلس الخليفه ..
وهناك وجد الخليفه يستقبله صائحا في وجهه (( أانت من شدخ رأس هذا المعلم القدير؟))
قال بهلول (( لا لم أفعل ..؟))

جن جنون ابو حنيفه وقال (( كيف ماذا تقول انك لظالم بالفعل الم ترى الشهود الحاظرين الذي شاهوا فعلتك بأم العين ؟))
قال بهلول (( لقد نعنتني بالظالم أيهآ الشيخ الجليل .. فأخبرني من فضلك . ماهو الظلم الذي بدر مني نحوك ؟ ))
صاح ابو حنيفه (( لقد شدخت رأسي بالحجر والألم الذي أشعر به لا يحتمل ..؟))

نظر بهلول إلى أبو حنيفه وسأله (( تقول انك تشعر بالألم أين ذلك الألم أرنيه أياه من فضلك ؟))
صرخ أبوحنيفه بغضب (( هل يرى الألم أياه المعتوه ))

قال بهلول مبتسماً وقد ظفر بحاجته (( هاهاها .. الألم غير موجود إذا وان كاذبٌ فيما تدعيه . لأنك قلت في درسك القيم ان الشيء الذي لا يرى شيء غير موجود ))..
ضرب ابو حنيفه رأسه وازاداد وجعه ولم يتمكن من قول اي شيء
أما بهلول فالتفت الى تلاميذ ابوحنيفه وقال (( ان الحجر ايها الساده لا يمكن له ان يشج رأس أبو حنيفه لأن ألحجر من تراب والإنسان من تراب ال فبالله عليكم هل يمكن ان يؤذي التراب التراب؟))

فهم أبو حنيفه القصه كلها الآن ..
إذا ان بهلول الذي يدعي انه مجنون .. قادر ان يخوض معه اعنف الجدالات في العقيده . بل أنه قادر ان يهزمه شر هزيمه ..

نفض بهلول الغبار عن ردائه وقال من جديد (( يعتقد ابو حنيفه ان الانسان غير مختار في أفعاله إذا لايولومني أحد على فعلتي فأنا في نظره غير مختار لما فعلت ))
صعق هارون وتجمد الدم في عروق ابي حنيفه . أما التلاميذ فتجمعوا في مكان واحد ينظرون الى استاذهم بريبه بعد ان فقدوا كل الثقة به .!

خرج بهلول من المجلس تاركاً آبو حنيفه يتجرع الخيبه والندم في محضر الخليفه، دون ان يدري انه كتب بدمه المرآق صفحةً من صفحات التاريخ !

أسم القصه (( مدرسة بهلول ))

تحياتي بورد وعطر وعود..

 

 

[خفـــوق الروح ~]

امم ماحد رد على موضوعِي..!
||||

 

 

[سارنه القمر]

مشكووره اختي
عصافير قصه رائعه

 

 

[قاهر المستحيل]

سلام على هذه الحكمة البالغه ، من علم أهل البيت عليهم السلام

قد برأ نفسه من فعلته وأثبت كلام ابي حنيفه الخاطئ والمدعي فيه العلم !


عصافير من الجنه

الله يعطيك العافيه

جميل مافرشتيه لنا

نترقب جديدك




والله ولي التوفيق