![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
شاعر قدير
|
![]() النص لشاعر جازاني اسمه علي الأمير شـــغـاف ضاحكَينِ دلفنا وفي الباب دوامة من عبيرْ كاد يرتعش الباب من خلفنا راعه ما رأى قمر وأميرْ * * * في العيون ابتسامات يانعة كالفراشات .. لكنها لا تطيرْ أوشك الباب حارسنا يستحي مذ شرعنا نجفِّف غصن الكلام الأخيرْ * * * صار للصمت لون وللخفر المتزايد ما يملأ الكون لون أنا .. صاخب ظلَّ إيقاعُ صمتي أراقب .. كيف تبرج هذا الحريرْ !! أوشك الباب من خجل يستديرْ * * * ليس في الكون غيري وغير التي رفعتني على عرشها هاهنا .. قمر وأميرْ حين حدثتها عن كراس على الغيم راحت تلملم أشواقها من روابي تهامة حتى عسيرْ تنضدها في زوايا السريرْ فيربكني مسرح في الشفاه معتم كي يراني وبي عتمة كي أراه * * * كيف بي أتهجى معارج فتنتها في ضحى الزمهريرْ وأنا حفنة من هجيرْ أفتش بين نجوم مسراتها عن أقاليم دافئة وغديرْ وغيبوبة تستحيل على رمشها مدنا .. يتناسل فيها الضباب ولا باب فيها لكي يستحي أو يسيرْ بلا حارس فاقع لونه أو وزيرْ جازان ــ 13/1/1428هـ . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
شاعر قدير
|
![]() من النصوص التي شغفتُ بها لذا سأحاول كتابة ما يجود به قلمي
من تحليل ونقد وسباحة تفي حق هذا الجمال . . . شغاف هذا العنوان يغريك بسباحةٍ ما؛ الغرق فيه شعور بمتعة الحياة؛ لذا لن أكتفي بالسطح، قد مرَّ عليك في قصة يوسف : " قد شغفها حباً " إنها جملة جسدت حالة زليخة تماماً في تلك اللحظة الطاغية . قال صاحب الصحاح : ( الشَغافُ: غلافُ القلب، وهو جلدةٌ دونَه كالحجاب. يقال: شَغَفَه الحُبُّ، أي بلغ شَغافَه. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه:"قد شَعَفَها حُبّاً " قال: حبُّه تحت الشَغافِ.) وينقل الثعالبي في فقه اللغة عن الأئمة : (أول مراتب الحب الهوى ثم العلاقة، وهي الحب اللازم للقلب ثم الكلف، وهو شدة الحب ثم العشق وهو اسم لما فضل عن المقدار الذي اسمه الحب ثم الشعف وهو إحراق الحب القلب مع لذة يجدها وكذلك اللوعة واللاعج، فإن تلك حرقة الهوى، وهذا هو الهوى المحرق ثم الشغف وهو أن يبلغ الحب شغاف القلب، وهي جلدة دونه وقد قرئتا جميعاً " شغفها حباً " وشعفها، ثم الجوى، وهو الهوى الباطن ثم التيم، وهو أن يستعبده الحب، ومنه سمي تيم الله أي عبد الله، ومنه رجل متيم ثم التبل، وهو أن يسقمه الهوى ومنه رجل متبول ثم التدليه وهو ذهاب العقل من الهوى. ومنه رجل مدله ثم الهيوم، وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه. ومنه رجل هائم.) إن مهمة المعاجم العربية هي إيصال المعنى الدقيق للمفردة بكل أمانة وصدق . لكنَّ هذه الأمانة حرمت خيالنا من تحليقٍ جامح، فالمعاجم تقف عند حد معين بحسب وظيفتها العلمية لا اللغوية أو الإبداعية . شَغَاف إضافة إلى معناه السابق تأخذنا حروفه الرقيقة إذ تبدأ بالشين الذي يدل على التفشي والتوغل في الأشياء بصوته الهامس، وانطلاقاً بالغين المتصلة بحرف المد (ا) لتمنح ذلك الحرف الحلقي الثقيل (غ) امتداداً وتحولاً بدرجة 180إلى الخفة والتحليق، وصولاً إلى حرف (ف) الحرف الشفوي المتناهي في اللطف والدلال. هذه الحروف إذن هي التي وهبت بجرسها مفردة (شغاف) تلك الطاقة العجيبة، وأمدتها بذلك المعنى السحري، قد لا نجد هذا السحر الإيقاعي في مفردات أخرى كشغف أو شغوف مثلاً، من هنا ندرك براعة الشاعر في اختيار العنوان (شَغَاف) دون غيرها من المفردات، ودون أن يضيفها لكلمة أو يضع لها صفة؛ متكئاً في ذلك على ما تختزله المفردة من طاقةٍ هائلة ونبض خلاق وقوًى جبَّارة . في النص رقة متناهية وانتقالات من جوٍّ لطيف إلى آخر ألطف، وهذا ما يجعل العنوان أكثر ملاءمة وتعبيراً للمضمون، تأمل حالة الخفر المتزايد مثلاً أو لملمة الأشواق وتنضيدها في زوايا السرير، وكذلك حالة الباب المتدرجة . . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
شاعر قدير
|
![]() ضاحكين دلفنا . هذه البداية التي تعطي المشهد كله استمرارية الشغف اللذيذ، وامتداد دوامة الفرح إلى ما بعد النص، والتعبير بالاسم (ضاحكين) يؤكد هذا الزعم، فالاسم يجعل الصفة أكثر ثبوتاً ودواماً بعكس الفعل الذي يدل على التجدد والحدوث. النص اتكأ على أرائك فنية وكأنها منتقاة بعناية، وقد شدَّني حضور الباب كلازمة في الصورة الشعرية فمرةً (يرتعش) ومرةً بشعور آخر (يستحي) ومرةً بحضور أقوى (يستدير) من الخجل، والأكثر من ذلك كله أنه يتحول إلى صوفيّ فيغيب في المشهد ليتحد فيه تماماً : لا باب فيها لكي يستحي أو يسير . . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
شاعر قدير
|
![]() مسيرة هذا النص جاءت بتلقائية وعفوية بلا تهيؤ وبلا دخول مسبق في تجربة أخرى مماثلة، إنها مفاجأة بكر جاءت هكذا في لحظتها على ما أظن، فكان التعبير أكثرَ براءة في نقل تجربة حيَّةٍ ومربكة . ضاحكين دلفنا وفي الباب دوامة من عبير كاد يرتعش الباب من خلفنا راعه ما رأى قمر وأمير ينفتح النص مشتعلاً بنار لذيذة لتبدأ بإنضاج اللحظة الشعرية شيئاً فشيئاً، إنه اللقاء الأول بين رجل وأنثى حيث كلُّ شيء مرتبك . النص إذن معايشة حقيقية وليس تجربة وجدانية أو غزلية عابرة من الخيال كل مقطع فيه انبثق من احتشاد الحالة الشعورية الواقعية للشاعر فهو مبلل بماء الواقع ومتأزمٌ بمناخه الحاضر بقوةٍ في ثنايا النص . فلنتأمل هذا الإحساس الذي يؤكد حضور الشاعر في المشهد حضوراً كاملاً وغيابه في المشهد غياباً كاملاً أيضاً: في العيون ابتسامات يانعة كالفراشات .. لكنها لا تطير أوشك الباب حارسنا يستحي مذ شرعنا نجفف غصن الكلام الأخير صار للصمت لون وللخفر المتزايد ما يملأ الكون لون لك أن تترك نافذة خيالك مشرعةً كي تحس هذه الحالة، أو أن تقع في مثل هذه التجربة لترى الفرق الكبير بين التخيل وبين المعايشة . لذا فالنص يتحرك وكأنه اعتمال وصراع داخلي يصعد ويهبط، يعرج ويطوف، يحوم ويتوغل، يحاذر وينتشي فرحاً، يهدأ ويرتبك، يغيب ويحضر : فيربكني مسرح في الشفاه معتم كي يراني وبي عتمة كي أراه هذه المشاهدة الغريبة من خلال النقيض (العتمة)، وليس بواسطة الضوء إنه عروج صوفيّ يؤكد ازدحام المشاعر لدرجة العتمة (الغياب - التوحد ) وأظن أن حضور (الباب) في أغلب المشاهد ما هو إلا إسقاط لحالة الشاعر كيف بي أتهجى معارج فتنتها في ضحى الزمهرير وأنا حفنة من هجير أفتش بين نجوم مسراتها عن أقاليم دافئة وغدير وغيبوبة تستحيل على رمشها مدنا .. يتناسل فيها الضباب ولا باب فيها لكي يستحي أو يسير بلا حارس فاقع لونه أو وزير إنه غياب الشاعر بل غياب كل شيء يحيط به في غمرة اللحظة، وليس غياب الباب ذلك الحاضر في كل ارتباكة . . .
التعديل الأخير تم بواسطة ديك الجن ; 30-04-2007 الساعة 03:14 PM. |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
شاعر قدير
|
![]() وقفة وقلق : * أنا .. صاخب ظلَّ إيقاع صمتي لا أدري كيف أربكني وجود الضمير (أنا)؟ أظن أن الجملة بدونه معبرة وكافية ( صاخب ظلَّ إيقاع صمتي)، رغم أنني أستسيغ النصب (صاخباً) . * قمر وأمير اللحظة في البداية كانت مجردة إلى حدٍّ ما حتى دخلت هاتان المفردتان عنوةً على هذه اللحظة وقصت جناحي التحليق، أتكون هذه الدوامة والارتعاشة والرَّوع لأجل قمر وأمير فقط؟ كان بالإمكان أن تكون من أجل حالةٍ ما تناسب ذلك الاشتعال المخضرّ، لا من أجل قمر وأمير . لقد كان التوغل جميلاً عندما تَتبَّع طقوساً لا يمكن لها أن تتكرر بداية من الضحك والدخول والعبير و ارتعاش الأشياء وارتياعها (الباب) نموذجاً، إلا أنَّ التحديد والإشارة إلى قمر وأمير أخرجنا من ذلك المشهد المجنح. * مذ شرعنا نجفف غصن الكلام الأخير. لا أدري كيف أحسستُ بنبوة في هذه الجملة وكأن الفعل مقصود ومراد كما يدل ذلك (شرعنا نجفف)، فلا عفوية فيه؛ المشهد كان حيياً ومفاجئاً لا مجال للإرادة فيه. النبوة الأخرى في كلمة (غصن) ربما هناك كلمة أقرب لهذه الحالة كـ (نبع الكلام ) أو بتحليق آخر كـ (جمر الكلام) مثلاً . * حين حدثتها عن كراسٍ على الغيم. لا أحب الكراسي ليتها كانت مقعدين أيَّ مدلولٍ آخر لو يسعف الإيقاع . فمن الكراسي كرسيّ الحكم وكرسيّ المنصب وكرسيّ الإعدام وكرسيّ المدرسة. . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
شاعر قدير
|
![]() " في العيون ابتسامات يانعة
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
شاعر قدير
|
![]() محمود درويش، وسط هذه الانشغالات ننسى أنَّ هناك شعراً جميلاً كهذا، وننسى أنَّ هناك لحظةً حيةً كهذه . إثراءٌ رائع كروعة حضورك ! . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 |
شاعر قدير
|
![]() الأخ ديك الجن
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 |
شاعر قدير
|
![]() فقط للتذكير النص الشعري تم نشره في جريدة الوطن : http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...no=2379&id=126 . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 |
طرفاوي نشيط
|
![]() ديك الجن ..
كيف غفلنا عن هذا الجمال ؟ الشعر فتنة وهذه القصيدة ستفتن من يغوص فيها .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
شاعر قدير
|
![]() الهدهد أيها الجميل الفاتن، ![]() نعم الشعر فتنة، والفتنة أشد من القتل. كان الله في عون الشعر والشعراء ! . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 |
طرفاوي مشارك
|
![]() أبحرت بقاربي
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 |
شاعر قدير
|
![]() إيقاع النص: جاءت مفردة الإيقاع المتكررة (فاعلن)، لتعطيَ امتداداً آخر منطلقاً من بِنية النص، وكأنها رحلةُ خفقان قلبٍ مستمرةٌ إلى آخر مشهد نقف عنده، فيمتد الإيقاع أو الخفقان وينحسر من غير إرادة أو تحكم . رغبة : فيربكني مسرح في الشفاه معتم كي يراني و بي عتمة كي أراه هذه الرغبة الملحة في أن يكون أحدهما في العتمة كي يرى الآخر على افتراض أن الآخر في الضوء كي تكتمل الرؤية، فكلاهما يريد أن يوزع العتمة والضوء فيما بينهما بحسب حالته الحيية، لذا فهو يتساءل في مرحلة أخرى : كيف بي أتهجى معارج فتنتها في ضحى الزمهرير وأنا حفنة من هجير قلق آخر : *وللخفر المتزايد ما يملأ الكون لون كان كافياً أن يقول (وللخفر المتزايد لون ) لا يهم أن يملأ الكون أو أي شيء آخر المهم أن يكون متزايداً . . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 |
شاعر قدير
|
![]() رايق ، شكراً لحضورك، وصيداً وفيراً ! . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 |
طرفاوي مشارك
|
![]() سيدي ديك الجن
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 |
شاعر قدير
|
![]() جنين الصمود، ممتنٌ لمتابعتك ولحضورك الجميل . . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 |
مشرف سابق
|
![]() اسعد الله أوقاتكم جميعاً
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 |
شاعر قدير
|
![]() همس الكلام، الله يقطع شرّك.. لقد ذكرتني بهذا البيت : هبُّوا املؤا كأسَ المُنَى قبل أنْ تملأ كأسَ العمرِ كفُّ القَدَرْ . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|