عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2009, 03:26 PM   رقم المشاركة : 1
ابن القمر
طرفاوي جديد







افتراضي مصدر ألحان باسم الكربلائي ؟



د. علي الباقر: باسم الكربلائي يسرق ألحان موسيقيين ليست لهم علاقة بالعزاء الحسيني





حوار: فاضل السماعيل ـ التوافق ـ الأحساء




عرف الشيخ علي بن خليفة الباقر الأحسائي بذكائه الحاد في الموسيقى والمقامات والهندسة الصوتية وعلى إثر ذلك لقبه أستاذه بالمقاماتي وما إن وضع قدميه على عتبة هذا العلم إلا وأبدع وأصدر ألحانا نافس فيها المتخصصين حتى حصل على الدكتوراه العامة في الموسيقى من معهد النور للدراسات القرآنية في دمشق وماجستير في القراءات وما جستير في الهندسة الصوتية من معهد الفنون العالي ببيروت.

وقد ألف الكتب الكثيرة في علم القراءات والموسيقى أبرزها قراءة الآيات بقراءة حمزة الزيات الذي ألفه من جزأين كذلك المفيد في التجويد وسند قراءة حمزة الزيات (مخطوط) وكتاب المقام و كذلك عظماء المقام والأقيسة السبعة ومقدمات في الألحان والمقامات (منهج تدريس) وتعليم الأصوات السبعة(منهج تدريس من خمسة أجزاء) والإشارات الاصطلاحية ودراسات موسيقية حديثة وقد انطلق في هذا العلم من وجهة شرعية حيث درس في الحوزة العلمية بسوريا وقد استعان به الكثير من الرواديد الشيعة وكذلك المنشدين السنة لتلحين القصائد مؤمنين بموهبته الجبارة والرائعة في الألحان .



"التوافق" أجرت معه هذا الحوار:



عرفنا الشيخ علي الباقر طالباً حوزوياً لكن الذي ميزه عن طلبة العلم هو دخوله في علم المقامات الصوتية فما هو الهدف أو الرسالة التي تود إيصالها من دراستك هذا العلم خصوصاً أنه يعتبر في نظر المجتمع على النقيض من العلم الحوزوي ؟



لا أدري لماذا البعض يظن أن طالب العلم لابد أن لا يخرج من دائرة الفقه أو الأصول علماً أن أكثر العظماء من علماء الحوزة كانوا محيطين بعلوم أخرى وتخصصوا بها مثل الطب والسياسة ولهم أثرهم وتأثيرهم , وعلم الصوت والمقامات علم ضروري جداً كالعلوم الأخرى فله قواعد وأسس وأصول من ملايين السنين فهو علم مطلوب ويجب نشره في كل المجتمعات وخاصة لدى من يستخدمون صوتهم , وهذا ما سعيت فيه منذ ست سنوات , وأعتقد أن الحوزة الجامعة الكبرى التي تُعلم كل العلوم التي خلقت فهي لحياة الناس والحياة فيها الكثير من الأمور .



على ذكر علم المقامات شيخنا الفاضل من الذي أخذ بيدك للدخول إلى هذا العلم أو من هو السبب في لفت نظر الشيخ إلى هذا العلم؟

من لفت نظري هو السيد محمد رضا الهندي السيد الجليل الذي سكنت عنده أول ثلاثة شهور من ذهابي لسوريا ثم أخذ بيدي أستاذ المقام الأول السيد هاشم الموسوي العراقي وهو أستاذ المقام على مستوى الوطن العربي تدربت على يديه وكان صارماً في تعليمي لأكون بالمستوى المطلوب فهو أستاذي الأول والمربي الفاضل . ثم تدرجت إلى مراحل أكبر على يد أساتذة كُثر .



على يد من درست هذا العلم وهل كانت الدراسة على فترات أم متواصلة ؟



درست على يد الكثيرين من الأساتذة والدكاترة. ففي علمنا كل جزء يحتاج لمدرس خاص مختص فدروس "الصولوفيج" مثلا تحتاج لمدرب جيد ودروس التحليل تحتاج لمختص في التحليل (التحليل اللحني ) ودروس الهندسة الصوتية تحتاج لمهندس متمكن وهكذا... و كانت فترة الدراسة متواصلة.









أي أساتذتك الذي ترى أنه أضاف لك الشيء الكثير وتعتز به؟



كل أساتذتي أضافوا لي الشيء الكثير فالسيد هاشم الموسوي علمني كيف أحب علمي والمايسترو جودت حسان علمني كيف أثق بنفسي والدكتور طوني زياد علمني كيف أجيد وأبقى ناجحاً . وأيضاً أساتذتي في الحوزة علموني كيف أصنع الحياة وأواجه الدنيا.



البعض يوجه تهمة إلى مدخلي المقامات الصوتية إلى العزاء الحسيني أو المواليد بأنها تخرجها عن الروحانية أو الطريقة العبادية التي أنشئت من أجلها؟



تُخرج كيف يعني ؟ من يقول هذا لا يحيط بعلم المقام ولا يعرف ولو معلومة صغيرة وأود أن أقول كل لحن في الكون لا يخرج عن المقامات السبعة مهما كان ذلك اللحن والدليل لو سمعه من يعلم بالمقام يستطيع أن يحدد المقام وطبقته فهذا ليس علم زائد بل هو أساس ألحان العزاء والرثاء والنعي فلا فصل بين لحن العزاء والمقامات ومجمل ألحان العزاء من مقام الحجاز وهو مقام حزين ذو خيال . فالمقام لم يُدخل هو موجود أصلاً وهو اللحن العزائي.



لك دعوة بإدخال علم المقامات على العزاء والمواليد وقد ذكرت في دعواك أن لابد لكل رادود ملحن بدل أن يكون هو منتج الطور وملحنه فما هي سبب دعوتك إلى هذا الأمر؟

علم المقام اليوم في الإحساء أصبح معروفاً بعد الجهد الذي بذلتُه في السنوات السابقة بشتى السبل وبأنواعها والمؤدي لا بد له من مراقب صوتي أو مدرب يدربه على طبقات صوته ولابد من أن يكون المدرب دارس يحمل شهادة ليس مدرب على البركة فالرادود بلا تدرب صوتي يصبح كالببغاء التي تردد ما تسمع دون علم أو تنظيم وهذا العلم يسمى (الصولوفيج) . فلا يصبح مؤثر ما لم يعرف كيف يؤثر, فمن لا يجيد التلحين عليه أن يتوجه لملحن دارس يعطي القصيدة حقها, ويعرف ما يناسب صوت الرادود , ويكون ما يُقدم راقي .



بدأت موجة الإصدارات الشيعية للكاسيت المسجلة في الاستديو في الكويت قبل أثنى عشر سنة تقريباً فما تقييمك للتجربة وهل مرت بمراحل أم مازالت في الطور التمهيدي؟





تجربة التسجيل ناجحة نوع ما لأن بعض من قاموا بالتسجيل دارسون للهندسة الصوتية ولكن ما يقدم من إصدارات لم ينجح منها إلا بنسبة 20% فقط وأقصد بالنجاح وصولها إلى مسامع الكل وتقيمها من قبل المختصين بتقييم ممتاز, فأين الناجح من كلمات وألحان وأداء، فلا يكفي جودة اللحن أو روعة الكلمات أو حسن الأداء فقط فالنجاح في هذا المجال يتطلب العناصر الثلاثة جميعاً .



أيضاً هنالك مقولة تنقل عنك بأن الإصدارات في الغالبية تعيد نفسها والأطوار والألحان مبتذلة فما صحة هذا الكلام ؟



فعلا في الآونة الأخيرة أي من سبع سنين تقريباً أصبح البعض يأخذ من البعض, نفس الأسلوب ونفس المقام وحتى نفس طريقة التسجيل فتسمع طور يشبه طور, حتى باتت أكثر الألحان كالموسيقى التصويرية المركبة بالمقام التركي والقالب الفارسي والتي نراها اليوم في موسيقى الشارة (البداية) في المسلسلات والمشكلة ليست في التشابه، هناك رادود لا يصلح لصوته هذا النوع من المقام ولكن لا يعلم فيقلد غيره فتسمع ما لا ينفع منه ومن أطواره, فلا يعني تقليد رادود ناجح نجاحي عندما أقلده, فالأصوات تختلف والألحان لها تراكيب للصوت ولها طرق في الأداء ..



كانت لك مقولة تتهم فيها الحاج ملا باسم الكربلائي بأنه رادود ليست له علاقة بالمقامات الصوتية وألحانه أما يعيدها أو يسرقها وقد اكتشفت ذلك من خلال حديثك مع الحاج باسم هل من توضيح لهذا الأمر؟





لم أتهم الحاج ملا باسم فهذه الحقيقة فأكثر ألحانه أخذها من ملحنين وكلهم ليسوا ملحنين للعزاء ومنهم الموسيقار المصري بليغ حمدي والموسيقار المصري محمد القصبجي والفلكلور الشامي (صوت شامي) والفلكلور اللبناني ( المدرسة الرحبانية) والفلكلور التركي (بياتي زمزمه) والفلكلور الماليزي( عجم إفرنجي) وهذا ما وجدته في ألحانه وكيف له أن يأتي بمثل هذه الألحان وبعضها مدارس وقوالب لا يفهما إلا المتبحرون في العلم, وقد أدي ألحان لا يؤثر بها لأنها غير راكبة على صوته ونوعه, وأدى طبقات يحاول تقليد الغير فيها وقد أتعب نفسه , فلا يستطيع أحد أن يأتي بأساليب كثيرة ما لم يكن قد درس فمتى العراقي يلحن تركي أو انجليزي أو صعيدي أو شامي من فطرته دون دراسة؟ إما يسمع فيقتبس أو يسرق اللحن كاملاً .



بصراحة ما هي التجربة في الإصدارات التي أعجبتك وما الذي يميزها وأضف إلى ذلك من هو الرادود الذي أعجبك و من هو الرادود التي تراه صاعداً؟





حقيقة هناك إصدارات جيدة جداً لبعض الرواديد الاحسائيين وغيرهم وفي وجهة نظري كمتخصص ليس كسامع الملا عبد الجليل مازال في الصدارة لذكائه وعلمه وأخلاقه وهناك العديد من رواديد بلادنا ناجحين ولم ينجحوا إلا بعدما درسوا المقام وتدربوا الصولوفيج فتراهم متميزين فعلاً في إصداراتهم .



ما رأيك بالإصدارات الإحسائية؟





تحتاج الإصدارات إلى دراية قليلاً, وعلى الرادود أن يختار ما يناسب صوته وعليه أن يتروى في تسجيل إصداره فيعد له إعدادا جيدا فالألحان كلما تروي فيها برزت ونالت النجاح ونصيحة لكل رادود أنت رادود يعني في طريق الحسين عليه السلام والحسين عظيم فيجب أن تتعب وتدرس وتجاهد وتبحث لتقدم شيء عظيم فليس للعظيم إلا العظيم.



يقال أن العزاء الأحسائي دائماً تابع فما صحة هذه المقولة؟



ليس تابع جداً , أكثره تابع, وأقول للرواديد قبل أن تقلد فلان في أسلوبه عليك أن تسأل أن كان أسلوبه صحيح أو ليس صحيح جيد أو غير جيد فقد يكون ما يعجبك من غيرك لا يعجب الآخرين منك .



ما الذي تطلبه من الرواديد الاحسائيين خصوصاً في هذه الفترة وهي عشرة محرم؟



ليس ما أطلبه أنا بل ما يطلبه إخلاصه وطريقه ,على الرادود أن يستعد لمحرم قبل هلاله بشهور, يحضر الأطوار ويتدربها ويختار الكلمات ويفهمها ويعدد الأساليب ويستخدمها .



ما السلبي والإيجابي في الأطوار الإحسائية وهل ترى أن الأطوار التراثية فيها من الإبداع الشيء الكثير بخلاف الحاضر أو العكس مع التمثيل؟

الأطوار الإحسائية لا توجد اليوم فالأطوار المستخدمة من أساليب غير أحسائية ومجازاً نقول أحسائية فالإيجابية فيها استمرارية العزاء والسلبي فيها تكرارها وتشابهها مما يسبب ملل الاستماع لها عكس الأطوار الفلكلورية (التراثية) كانت تعتبر الأساس أي تُعرف الجميع أن هذا الفن أحسائي في ذلك الزمان, و لم يبقى منها اليوم إلا ما يسمى بالطور الجنائزي المستخدم في النعي عند الخطباء, فهي عكس أطوار اليوم التي تحتاج إلى تدقيق لمعرفة أن كانت أحسائية أم لا , أي على الأسلوب الأحسائي أو على أسلوب آخر.



قدمت عدة دورات في علم المقامات هل تعتقد أنها أفادت وهل سوف تتوسم فيهم تغيير النهج الموجود حالياً إلى الأفضل ؟

نعم الكثير بعد دراسة الدورة تغير للأفضل وما زال يعطي الأفضل فمنهم من غيّر ألحان الفرق إلى ألحان حقيقة ومنهم من أصدر إصدارات نالت النجاح جداً على مستوى القطر كله, فهم من يعطوني الحماس للاستمرار فالمسألة شاقة, وهم من يعطوني الأمل بغدٍ أفضل ومستقبل باهر للمنطقة , فبات اليوم منهم هم هو أفضل مِنْ مَنْ سبقه ولو بعشرات السنين .



مع ما عندك من علم في المقامات ومع ما قدمت من ألحان إلا أن الباقر يغيب عن التسجيلات فما هو السبب في غيابك عن الإصدارات سواء كانت بصوتك أو بتلحين القصائد لرداويد؟



على العكس قد يكون إصداراتي قليلة جداً ولكن تلحيني كثير جدا جداً ولكن أكثر المنشدين أو الرواديد لا يعرضون اسم الملحن فلكل مناسبة لي على الأقل ثلاثة ألحان وقد تعاونت مع الكثير جداً من الرواديد الكبار والصغار في الساحة ونجحت الألحان جداً تسمعها في المناسبات ونغمات الجوال حتى كانت بعض الألحان السبب في نجاح بعض الرواديد الذين يعدون الكبار في الساحة العزائية اليوم , ولي الكثير من الألحان في الوطن العربي وفي إصدارات المنشدين من إخواننا السنة من الإمارات والكويت والبحرين وقطر والمدينة المنورة علاوة على الألحان التي نقدمها للوطن في المحافل و المهرجانات الوطنية, والكثير من الإصدارات التي تكون تحت رعايتي أو حضوري التسجيل .

وأعتقد السبب أولاً غفلة الناس عن الملحنين وحسبهم أن الألحان تأتي هكذا, وثانياً تجاهل الإعلام عن المتخصصين , وثالثاً عدم البحث عن من نسمع عنهم , ورابع أكثر الأعمال تصدر تحت اسم بوحيان وليس باسمي الثنائي , سادساً ما يهمني العلم ليس العالم يهمني أن تسمع الناس لتفرق بين الجيد ولتعرف طرق التطوير والبحث عن الممتاز فهذا يكفي .



هل تعترف بالتسميات للأطوار العزائية الموجودة وهل ترى أنها تقوم على أساس علمي أم أنه اجتهاد من الرواديد؟



هناك مصطلحات كثيرة عند الرواديد ليس لها أساس من الصحة (فرب مشهور لا أصل له) وأيضا هناك معتقدات في أمور كثيرة على أنها تطور أو تجمل الصوت مثل شرب البيض أو الماء الساخن المحلى أو الصراخ أو الامتناع عن الأكلة المعينة أو غيرها من الأشياء المعتقد بها دون جدوى وبعض التسميات لا أساس لها أيضاً فلا يوجد تسمية أكاديمية مثل طور عراقي أو طور بحريني أو طور أحسائي هذه التسميات عرفيه يعني لدى الرواديد فقط فالرادود البحريني لا يخرج عن المقام وأسلوب الندب أو الدور والرادود العراقي لا يخرج عن المقام وأسلوب الندب والدور وكذلك الرادود الأحسائي . والندب والدور تسميات أكاديمية لمثل هذا النوع من الفنون, و سبب وضع التسمية هو اختلاف الإيقاع (الريتم) في الإلحان, فالعراق عرفت ألحانها بمثل هذا الإيقاع مثلا والألحان البحرينية عرفت بمثل هذا الإيقاع والألحان الإحسائية عرفت بمثل هذا الإيقاع أي لطمة أو ثلاث لطمات ,أو بلا لطم.



سؤال يخص الخطباء هل ترى النعي يجب أن يقدم هكذا للجمهور كون الخطيب ليس المعول عليه في إصدار الأطوار إن صح التعبير ليس المطلوب منه كثيرة الأطوار بخلاف الرادود فالمطلوب منه الموضوع فهل تدعوه لتعلم المقامات؟



نعم أدعوه وبقوة, فالخطيب عبارة عن ماذا ؟ عبارة عن معلومات ودراسات وصوت ولحن, وعلى الخطيب أن يعرف ما يناسب صوته من ألحان النعي ليؤثر في الجميع ويجب عليه أن يحيط بالمقام وطرق الاستهلال في الخطاب الصوتي وكيفية الانتقال في الطبقات وما هو اللحن المناسب لاستخدامه في أبيات القصص وما المناسب استخدامه في أبيات الفاجعة وما المناسب استخدامه في أبيات الحماسة, لأنه سبب في بكاء الناس وعدم بكائهم والبكاء ولاء في مثل مصيبة الحسين (عليه السلام) فكيف يسمى خطيب حسيني وهو لا يوصل للحسين عند العالم شيء , فالصوت هو السبب الأول لتأثير في الآخرين سواء في طبقات الخطاب أو في طبقات الأداء , فما بني على أساس لا ينتهي .



كلمة أخيرة توجهها للرواديد والخطباء في محرم؟



أعزائي الرواديد وأحبائي الخطباء أن العالم تغير اليوم فلم يعد كل شيء على البركة ولنوصل صوتنا وفكرنا وفلسفتنا للعالم علينا أن نكون بمستواه في أدائنا ولحننا وكلماتنا وعلمنا وخلقنا فكل علم يفيد مسيرتنا واجب علينا تعلمه ولا يوجد شيء يخلد إلا بمشقة وجهد وما دمت ذو فكر فلا تقنع بأن تكون كغيرك ولا ترضى أن تذهب كما جئت لا أثر لك. وفقتم دوركم مهم وطريقكم نير مشرق .

http://www.altwafoq.net/v2/art3768.html

منقول

 

 

ابن القمر غير متصل