أنا لا أخاف الموت، أنا اخاف الضجر، اخاف قطعة الاسمنت التي تطبق على قلبي قليلاً، تميل وتعود، وتطبق باحكام،
اخاف نسيان نفسي، اخاف نسيان احبتي، اخاف من زهدي المتسارع في كلّ شيء، ومن مسراتي التي تنزلق كالزئبق،
اخاف من جوعي المفتعل، اريد أن اشعر بالألم كي يصرف انتباهي عن قطعة الاسمنت التي تطبق على صدري،
اخاف من اختناق الصباح، من الدمعة التي تتسل من جفني رغماً عنّي، اخاف من صمتي، صمتي الطويل،
اخاف من درعي الذي اصبحت احمله في كل مكان، اخاف من صورة العجوز التي تتخذ الزاوية مكاناً،
وتحمل عصاً خشبية تضرب الضحكات الملونة، تضرب المطر، تضرب الناس السعداء لأنها لا تفهم كنه السعادة،
لانها تبحث عنها طويلاً ولا تصل، انا لا اخاف الموت، انا اخاف الحياة على هذه الصورة،
انا اخاف من الوجه الذي ما عدت اعرفه في مرآتي، اخاف من الثقب الاسود الذي سرق الكلام الجميل والحنان،
اخاف من أن يفقد الناس مرونتهم، ويتحول الجميع إلى قطع اسمنت . . وأنا كذلك !