بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أولاً : أشكرك أخي الكريم على هذا التنبيه اللطيف.
ثانياً : رأي السيد الخوئي رحمه الله أن محمد بن سنان ضعيف وليس ثقة.
بيان ذلك :
يقول سيد الفقهاء السيد الخوئي قدس الله نفسه الزكية : (( أقول : المتحصل من الروايات : أن محمد بن سنان كان من الموالين وممن يدين الله بموالاة أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله ، فهو ممدوح ، فإن ثبت فيه شئ من المخالفة ، فقد زال ذلك وقد رضي عنه المعصوم سلام الله عليه ، ولأجل ذلك عده الشيخ ممن كان ممدوحا حسن الطريقة . الغيبة : فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء الذين كانوا في زمان الغيبة )) , معجم رجال الحديث ج 17 ر 10938 ص 168.
قوله رحمه الله المتحصل من الروايات : أي الروايات السابقة التي ذكرها رحمه الله وكلها ضعيفة لا يمكن الإعتماد عليها في إثبات وثاقة محمد بن سنان , والعمدة من الروايات التي ذكرها رواية عبد الله بن الصلت القمي وهي مرسلة والرواية الثانية في سندها أحمد بن هلال وهو ضعيف جداً بل لعن على لسان المعصوم.
ولذا (( يجب أن يصل التوثيق بسند صحيح ، ويترتب عليه أمران : الأول : لا يمكن الاستدلال على وثاقة شخص برواية نفسه عن الامام ، فإن إثبات وثاقة الشخص بقوله يستلزم الدور الواضح ، وكان سيدنا الأستاذ الامام الخميني دام ظله يقول : " إذا كان ناقل الوثاقة هو نفس الراوي ، فإن ذلك يثير سوء الظن به ، حيث قام بنقل مدائحه وفضائله في الملا الاسلامي " .
الثاني : لا يمكن إثبات وثاقة الرجل بالرواية الضعيفة ، فإن الرواية إذا لم تكن قابلة للاعتماد كيف تثبت بها وثاقة الرجل ؟ )) كليات في علم الرجل ص 152.
ثم قال رحمه الله : (( ولولا أن ابن عقدة ، والنجاشي ، والشيخ ، والشيخ المفيد ، وابن الغضائري ضعفوه ، وأن الفضل بن شاذان عده من الكذابين ، لتعين العمل برواياته ، ولكن تضعيف هؤلاء الاعلام يسدنا عن الاعتماد عليه ، والعمل برواياته )).
ولولا - امتناعية - أي لولا هؤلاء أعلام الجرح والتعديل لتعين العمل برواياته.
ثم قال رحمه الله : (( بقي هنا أمران :
الأول : قد يقال - هذا إشكال - إن محمد بن سنان لابد من الاعتماد على رواياته لروايات الأجلة عنه ، كما تقدم عن الكشي ، فلا مناص من حمل التضعيف في كلام من ضعفه على التضعيف من جهة نسبة الغلو إليه ، لا من جهة الضعف في نفسه ، وأما عد الفضل : محمد بن سنان من الكذابين المشهورين فلا يمكن تصديقه ، إذ كيف يجتمع ذلك مع رواية الاجلاء عنه ، وكيف يمكن أن يروي الاجلاء عمن هو مشهور بالوضع والكذب .
أقول - والقائل السيد الخوئي رحمه الله وهو يرد على الأمر الأول أي على الإشكال - : حمل التضعيف في كلامهم على ما ذكر خلاف ظاهر كلماتهم ، بل هو خلاف ما صرح به الشيخ في التهذيبين كما مر ، وأما رواية الاجلاء عمن هو معروف بالكذب والوضع فليست بعزيزة ، فقد روى عن محمد بن علي الكوفي الصيرفي أبي سمينة غير واحد من الاجلاء ، على ما يأتي في ترجمته ، كأحمد بن أبي عبد الله ، ووالده محمد بن خالد ، ومحمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، ومحمد بن أحمد ابن داود ، ومحمد بن أحمد بن خاقان ، وغيرهم )).
فتحصل مما سبق أن السيد الخوئي رحمه الله يرى ضعف هذا الراوي.