غريبٌ ما سألني : - من أين أنت ؟ أنا من مكانٍ عَميق ، من ترابٍ مهين أنا من ضجّة الحجيج ، ومن فرحةِ الطفلِ بالحلوَى أنا من عويلِ أم الشهيدِ هذا.. ومن دموعِ ذلك الشيخِ على أرضهِ المسلوبة أنا من العجُوز تلك، التي انهكها صنعُ الفطَائر المكشوفَة، لتشترِي لحفيدها كراسَة أنا من هذاَ المَريض، الذي قضَى جُلّ حياتَه في بحثٍ عن حياة أنا من جمالِ الثكلى الذي بُهت ، من الجائِع المسكين أنا من المُسلم ، الذي على صراطهِ المستقيم أنا من ذكاءِ العاشقينَ، من عاطفةِ العباقِرة، ومن إنسانيّة المؤمنين ! أنا من وطنِ الإنسان، من العَالم المسخر لهُ أوَ علمتَ إلى أيّ الأوطانِ أعود؟ نظر وتفكر : - بل في أيّ الحدود تستوطن ؟ أنا في أوطانٍ الحدود بلا وَطن ! - ياللغرابة !!! (ورحل متأففاً)