يخافُ أن تُوجِع النورُ عيناه، فَ يعيش في ظلامٍ مُدنف .. يمشِي خطوة فخطوَتين.. فيعود ليتراجع عنهَا ألف ميل ! يَرى في الطيورِ كائنات شرسة، تحاوِل بتغرديها أن تخبره أسوء الأخبار يعتزل البشر، لانه لم يستطع تجاوز صُدورهم واكتشاف حقيقَة قُلوبهم قطراتُ المطر تُـؤذيه، ليتحلل إلى طينٍ مبتذل.. يدُوس عليه العالمُون !! يأكل اللقمة فيبكِي، يشربُ القهوَة فتتحشرج دمُوعه.. وهو يفكر: لربمَا أتى الغدُ ولم يملك هذَا القُوت حبيبتهُ الجميلة وحشٌ ماكر، ستموتُ لا محاله وتتركهُ وحيداً نسيَ الحبّ في اللون الأحمر، نسيَ أيامه فيها وهو في بطنِ أمه .. وربطها بِ لون الدم والعاشِقون والقهر ! الحياةُ في عينيه فيلمٌ مصريٌ قديم.. أسود أبيض .. يكسر اللونين رماداً خانق !! أتعلمون كيفَ مات؟ خرجَ الروحُ منه وهو يقول: حرامٌ أن اكون في جسدِ مات وتعفنت رائِحته !