” فكرَةُ رؤيَتك كلّ صبَآح ليسَت بِذَلكَ السّوء “
هكذآ كَآنَ يُحَدثُ نَفسَهُ وهوَ يرتَشِفُ كأسَ القَهوَةِ الورَقيّ، تزعِجُهُ بآئعَةُ القَهوَةِ العَجوزُ بِخَليطِهآ المَكشُوفِ وأدوآتُهآ المتّسِخة وَأكوآبِهآ الملوّثةِ،
لكنّهُ يَبتَسمُ لهَآ فيْ نهآيَة المَطآفِ ويَطلبُ كوباً -كلّمآ عبَرَ- حدّ أنِ اعتآدتْ ملآمِحَهْ، كآنَ بإمكآنِهِ أن يَمتِلَكَ كأساً لآمِعاً من طِرَآزٍ فآخرٍ وَيملؤهُ كلّ صبَآحٍ بقهوةٍ فرَنسيّةٍ فآرِهَةِ المَذآق،
لكنّه هكَذآ أطهَرُ وَأدفأُ وَأنْقى، هكذآ سيُشبِهُ البَشرَ أكثر !، ْلمْ يَكُن بِحآجَةٍ لصِفَة أخرَى تُبعدُهُ عَنهْم، بعضُ الاخْتلآفِ جَحيمٌ يآسيّدي !؛
كمْ همْ تُعَسآءُ تلكَ الطّبقَة الاستقرآطيّة الذينَ لمْ يتذوّقوا يوماً العَصآئرَ الرخيصَة ولآالفطآئِرَ المُغلّفة مجهُولَة المَصدرِ وَلمْ يستجدواْ البآئِعَة العجوزَ لتُغطّيْ طبَقَ السُكّر عنِ الذبَآبِ وأيديْ العآبريْن !
كوبُ القَهوَةِ الوَرَقيّ بدأ بالنّفآد، وتمكّنَ بطريقةٍ مآ منْ رؤيَة ملآمحِكْ، هكذَآ تنتَهي -بالنّسبَةِ لهُ- طقُوسُ أوّل يومٍ فيْ العَآمِ، وإنْ كآنَ الظّلآمُ لمْ يَهبِط بَعد !