استبشار عبد المطلب بمولد النبيّ (صلى الله عليه وآله)
قال الواقدي : فعندها قامت آمنة رضي الله عنها وفتحت الباب ، وصاحت صيحة وغشي عليها ثمَّ دعت باُمّها برّة وأبيها وهب وقالت : ويحكما أين أنتما ؟ فما رأيتما ما جرى عليَّ ؟ إنّي وضعت ولدي ، وكان كذا وكذا ، تصف لهما ما رأته ، قال : فقام وهب ودعا بغلام وقال : إذهب الى عبد المطّلب وبشّره ، وأهل مكّة على المنابر قد صعدوا العروج ينظرون الى العجائب ولا يدرون ما الخبر ، وكذلك عبد المطّلب قد صعد مع أولاده فما شعروا بشيء حتّى قرع الغلام الباب ، ودخل على عبد المطّلب وقال : يا سيدنا أبشر فإنّ آمنة قد وضعت ولداً ذكراً ، فاستبشر بذلك ، وقال : قد علمت أنّ هذه براهين ودلائل لمولودي ، فذهب عبد المطّلب الى آمنة مع أولاده ونظروا الى وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووجهه كالقمر ليلة البدر يسبّح ويكبّر في نفسه فتعجّب منه عبد المطّلب .
فأخذه الى الكعبة ووقف به على باب بيت الله الحرام والنبيّ على ساعده وأنشأ يقول :
الحمـد لله الّـذي أعطـان***هـذا الغـلامَ الطيّـب الأردان
قـد سـاد في المهـد على الغلمـان***اُعيـذه بالبيـت ذي الأركـان
حتّـى أراه مبلـغ الغلمـان***اُعيـذه مـن كـلّ ذي شنـآن
مـن حاسـد ذي طـرف العينـان
تابع قبل