السلام عليكم :
أوافقك الرأي سيدي الكريم , بالفعل إنّه من المثير أن يأتيك إنسان لا تربطك به أية صلة , أو تكون علاقتك به في حدود مبادلة السلام فقط لا غير أو لربما يندر أن تتقابل معه أياماً وشهوراً ويطلب منك مبلغاً مالياً فهذا يثير علامات استفهام كثيرة , فطلب قرضٍ ماليٍ من آخر من الأمور التي تصعب على النفس الكريمة ولذا يلجأ البعض لحصر الطلب من المقرّبين بل ليس كل المقرّبين ولكن أقرب المقرّبين حفظاً لماء وجهه , وما يزيدك استغراباً حين يكون هذا الشخص يعمل في وظيفة عالية وينزل بنفسه ليطلب من الأقل منه مرتبةً في الوظيفة والدخل بل قد يكون ممن واضح أمامنا صعوبة ظروفهم وظروف عائلتهم, ولا يعني ذلك أنّ صاحب الوظيفة العالية لا تمرّ عليه ظروف طارئة , كلاّ ولكن حينما يلجأ إلى من ليس بينه وبينهم علاقة ( ما في ميانة ) فهذا يثير الريبة , تصوّر حين يطلب مبلغ 3000 ريال مثلاً ويقول لك غداً إن شاء الله يوصلك المبلغ , فمن يستطع أن يحصل على هذا المبلغ غداً ليعيده إلى صاحبه فلماذا لا ينتظر حتى الغد , لا أنكر أنّ بعض الظروف لا تحتمل التأخير , ولكن هل سينزل عليه المال من السماء خلال ليلة واحدة , و يبقى السؤال قائماً : لماذا أنا بالذات لجأ إليّ ولم يلجأ إلى غيري , وليس بيني وبينه ( ميانة ) .
أذكر لكم هذه القصة الواقعية , ولكم الحكم :
شخصٌ أراد أن يحصل على بعض المال وهو ( معلم على المستوى الخامس ) , وذهب إلى شقة أحد الأفراد , وعندما ضرب الجرس خرج له شخصٌ آخر لم يكن الشخص الذي قصده بل كان ذلك الشخص أخاه , لأنّه كان يظن أنّ الذي يسكن في هذه الشقة هو الشخص المقصود اشتباهاً منه بين الأخوين , ورغم اعترافه له أنّه أخطأ في المجيء إليه , ولكنّه لم يتردد في طلبه المبلغ المطلوب , وقد طلب ألفي ريال ( 2000 ريال ) على أن يعيدها له في الغد بعد صلاة الظهر , وبين طيبة ذلك الشخص ودهشته من الطلب وافق أن يعطيه 1000 ريال لعدم مقدرته على 2000 فقبلها منه بكل رحابة صدر , ومرّت عشرات من الصلوات والصلاة الوسطى , ولم يرَ صاحبه , وبعد كثير من الاتصالات بإخوانه , وبعض أقربائه اكتشف أنّه في التسلسل ربما يصل قريباً من الرقم 100 عندها عرف أنّه كان ضحية مصيدة واستخلف ربه في المبلغ الذي خسره وحمد الله أنّه لم يأخذه الحماس أكثر ليعطيه الألف الثاني .
من هذه الحادثة نستطيع أن ندرك حقيقة الموضوع الذي نتحدث عنه , ومن حق أيّ إنسان أن يتوجس خوفاً من مثل هؤلاء الأشخاص , فكثيراً من الأحيان هناك مقدّمات وعلائم تدّل على أنّ طالب المال غير صادق في دعواه ومنها عدم تحرّجه من طلب المال من أناس لا يعرفهم كما في قصتنا السالفة , على أنّه ربما تكون هناك حالاتٌ خاصة جدّا لها مبرراتها تشّخص في حينها ونحتاج إلى التعامل معها إيجابياً وبحذرٍ شديد .
موفقين لكل خير ولفتة رائعة منك عزيزي
تحياتي