|
أراد الله بي خيـراً ... من قلمـي .
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
تعلمت كتابتها في المرحلة الابتدائـية .. , كان المدرس يتفـّـن في كتابتها .. ,
أتقنتـٌـ كتابتها أفضـل إتقـان .. ,
كــآنت تردد على مسامعي كل يوم إلى إن لساني تعود على نطقهـا حبـاً ( لله ) في كل صلواتي .
لـم أكـُـنّ أعلم جوهرهتهـا وما تحمله من كنـائـزِ عظيمـة , كـُـنت أرددهـا لان قلبي و لساني أرادا ذلك دون مشورةٌ منـّــي ,
ولكنـي عندمـا كبرت بحثت جاهـداً عن جوهرهـا فأوقفنـّـي عقلي مـُـردداً ( الله أكبـر ) مخاطبـاً جوارحي و قلبي { ألا بـذكر الله تطمـئـن القلوب } . فعلمت حينهـا أنهـا كنـزٌ عظيمـاً ذو معنى أعظم لا يستطيع عقلي استيعابها ,
ولكن بفضـل من الله استطعت أن اعرف ( إن كتابة اسم الله على شيء مـا , لكان حافظاً له و منزلاً للبركة )
فهـا أنـا أقول ( بسم الله ) ابدي به موضوعـي.,
ـــــــــــــــــــــــــــ
تم إخراجي من بطن أمي, مستقبلاً هذه الدنيـا مـُـعلنّ لها بقدوم ابن آدم جديد, و صيحات علت مكان الولادة رافقها بسمات الأهل من حوليّ,
وإذ أنـنـي أتفاجأ بملكين قد نزلا من السماء حاملاً كل منهما كتابـاً هذا عن يميني و الآخر عن شمالي , فزدتُ في البكاء و معها تزداد فرحة الأهـل ,
خاطبت أهلـي لمـّـا الفرحة, ألا ترون الملكين قد بدءا الكتابة في كتابي ؟! , أيـن المفر أين العذر ؟؟
لربمـا كانوا لا يسمعوني لحكمة من الله , ولكن كنـتُ أبكـي لما سيحصل ليّ في الدنيـا , لا أعلم ماذا يجبّ عليّ فعله وكل شيء سيـٌـصبحُ في كتابي .,
ومـرةٌ أخـرى , يتزايد أعداد المهنئين لأهلي لقدومي , فأدركتُ حينهـا أني في عالم لا يراه إلا أنـا .
حـاولت جاهـداً ( مراراً و تكراراً ) بإخبارهم لكن دون جـدوى . !
ـــــــــــــــــــــــــــ
اهتمت أمي كثيراً بـيّ. كـُـنت أرى في عيناها التعب , كـُـنت أرى في عيناها الحنية , وكانت ترى في عيني البراءة , كانت ترى في عيني الأمومة ! , كانت تتلهف لسماع كلمة ( أمـــــــي ) .
وكذلك أبي , كان فرحاّ لقدومي , مطلقاً تلك الضحكات معلنـاً بأني سأكون خير سنـد له في المستقبـل ,
ـــــــــــــــــــــــــــ
كانت الأيام هي من تزيد من عمري ,
كـُـنت أنا و اخواني نلهو بالألعاب نستمتع بمشاهدة التلفاز... ,
وإذا بصوت خرير الماء يتخلل في أذني , وتلك السجادة المفروشة سرقت نظري , فرفعت بصري فإذا هـي أمي تتوضأ بادية بـ ( بسم الله ) تركتنا نلهو بالألعاب للقاء رب العباد , ذاهبةٌ لتلك السجادة , رافعة يديها قائلة ( الله أكبر) , معلنة بداية صلاة الليل , مناجاة لله عز و جل .
كانت أُذنـي تتلذذ بصوت تلك الآيات الكريمة و التسبيحات و كأنـّـه نور خرج من أمي أضاء لنا البيت مصاحباً معه رائحة زكية مختومةً بـ( السلام عليكم و رحمة الله وبركاته )
فكانت في كل مرة تتركنـا للقاء ربهـا, كان إذا أحست بالتعب ذهبت لفراشها مبكراً لتنام, لتصحوا في نفـس الموعد للقاء وجه الجلالة, فكانت مدركة جوهرة صلاة الليل, داعية لنّــا بالخير الكثير
ـــــــــــــــــــــــ
وكعادة الايـّـام هي من تزيد من عمري ,
ومعها أخذت الذنوب و المعاصي في نشاطها , أخذ الشيطان في العمل الجاهد بشتى الطرق ليوقعني في الذنوب ,
كان يفرح كل الفرح عند معصيتي خالقي,
كانت الذنوب تحجـُـب عنّـي الطريق الموصل لخالقي, وفي كل ذنب يزيد من صعوبة السير في ذلك الطريق,
وفي كل ذنب, يثقب في روحي ثقباً أسـوداً . ومن الصعب إيجاد له سـداً ,
ولكن , كان بدني يقشعر بعد فعل الذنب ! , فيحصل الندم على فعل الذنب , فيردد لساني (استغفر الله ) , مع خشوع في القلب ,
ولكن سرعان ما يختفي ذلك الخشوع و تأتي حلاوة الذنب و المعصية فتنزين لجوارحي بأحلى صورة !! ,
فترجع جوارحي لفعل الذنب متلذذة به , مستمتعة به , ناسية و متجاهلة ذلك البكاء الصادر مني حين خروجي من بطن أمي , و متجاهلة عيني التي رأت الملكين مع صحيفتي ! ,
فالذنوب أخذت مجراها في بدني و روحي , صادرة عدة ثقوب سوداء . ! وكان الخشوع كعادته يأتي و يذهب سريعاً ! صـُـرت في حيرة . !
فلا ادري, لما نفسي تمل عند الصلاة , عند قولي ( الله أكبر ) , سرعان ما يذهب عقلي إلى الخارج إلى مكان يتلذذ به بالمعاصي ! , فصلاتي فقط كسجد يتحرك ليس إلا ! , وعند الانتهاء اطلب من الله الغفران . ,!
لا اعلم , كيف أعصي ربي و اطلب منه الغفران و حتى صلاتي لم أؤدهـا بالشكل السليم , !
فأخذت ادعي ربي بالغفران , ولكن الذنوب لم تزل تتواصل معيّ ! ,
كان عقلي يدرك أنها ذنوب يعاقب عليه الرب.. ولكنه لم يستطع إخبار جوارحي بذلك بسبب تلك الثقوب السوداء.!
ولكن لساني ما زال يطلب الغفران مرددا ( استغفر الله ) , كان يتذكر قول العقل له { ألا بـذكر الله تطمئن القلوب}
يوما بعد يوم, سالاً الرب إن يزيل عني ذلك الحاجب الذي ضلني طريقك السليم, فواصلت الدعاء لله و التوسل بالمعصومين الأربعة عشر ( عليهم أفضل الصلاة و السلام ),
واصلت و واصلت , لا اعلم كيف اجتمع التلذذ بالذنب و قشعرة البدن !! ,
فإذا ببصري يسقط على الآية .. { .. إن الحسنـات يُـذهبن السيئات ... } سورة هـود آية 114 .. فعلمت أن الدعاء و التوسل حسنة..
فما يزال لساني يلهج بذكر الله و الدعاء .. , فإذا بقلبي تذكر مقولي عقلي له { ألا بذكر الله تطمئـن القلوب } , وجواري أدركن معنى و جوهرة اسم (الله) ..
فأخـذ لساني متصلاً بقلبي يلهج بذكر الله , فلم يزل يسال الله مبتغياً تلك الوسيلة ( المعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة و السلام )
.. إلـــــــــــــــــــــــــــــــى أنّ /
فـُـتحت عيناي في ساعة كانت معتادة على الراحة (النوم ) وإذ ببصري سقط على ساعتي فإذ هـي قبل صلاة الفجر بأكثر من ساعة , فأدرك عقلي إن نهوضي لم يكن هباء منثورا , فكأنما ( عز وجل ) قـدّر ليّ ذلك , معلنـا إياي فرصة للتوبة فذلك ما يقول قلبي .
نهضت و البسمة ترتسم على محيياي , ذهبت لاغتسل من ماء طاهر معلنا بذلك توبتي الخالصة , فإذا بيدي تسبق عقلي متجهة إلى تلك السجادة , فارشةً إيـاه , وإذا بقدمي تستجيبُ لأيدي جالسة كهيئة المصلي , ونطق لساني مهللاً و ذاكراً ( اسم الله ) . مستغفرا إيـاه.., .
وإذ بصلاة الليل تهمس في أذني قائلة / أنـا التي وصاكم فيني رسولكم و أئمتكم , أنا التي لم تتركني زينب في العاشر من محرم , أنـا التي لم تتركني أمك كانت تتلهف لوقتي لتؤديني متوسلة بي عند الله , ألم تعرفني يا هذا ؟!
وإذا بمشهد أمي و هي تصلي يتجلي أمامي و كأنّ نور الصلاة أكحل عيني , فقامت قدمي ورأيت يداي ارتفعتا و لساني نطق بـ ( الله أكـبر ) مفتحا بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم )
فعقلي و جوارحي و بدني و روحي أدركوا حينها.. قول الإمام علي ( عليه السلام ) ( مضمون الحديث): ( الفرص تمر كمروا السحاب )..
فهـذه أعظم فرصـة من الله أرسلها ليّ لتجديد روحي من تلك الثقوب السوداء.. هـادين إياي إلى الطريق الصحيح و السليم.. فالله أراد بيّ خيراً كعادته.
و أدركوا أيضاَ قول الإمام علي ( عليه السلام ) : عندما قال قائل بحضرته ( استغفر الله) .. فقال الإمام علي عليه السلام .. ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟ .
الاستغفار درجة العليين , وهـو اسم واقع على ستة معان:
أولهـا / الندم على ما مضـى
والثاني / العزم على ترك العود إليه أبـداً.
والثالث / أن تؤدي حقوق المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة .
والرابع / أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
والخامس/ أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم , وينشأ بينهما لحم جديد
والسادس / أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. فعنـد ذلك تقول استغفر الله
استغفر الله ربي و أتوب إليّـه ’ و الحمد لله الذي أراد بي خيرا كعادته
اسال الله التوفيق لي و لكم .. , وكلـِ صدر رحب بانتقاداتكم و ارائكم و مقترحاتكم ..
.. من قلمي / اخوكم نـآقـد .. خاص لمنتديات الطرف الحبيبة 
التعديل الأخير تم بواسطة ناقد ; 08-01-2012 الساعة 08:48 AM.
|