تحية للجميع .. واقبلوا لي هذا المرور المزنر بدم الشهادة ..
لا يحصر مشروع أهل البيت (ع) في الإمة بمفردة واحدة هي (الإصلاح) فـ(الإصلاح) هي جزء من أدوارهم لإحياء شريعة الله والسنة النبوية الشريفة ، فأهل البيت (ع) هم قادة الأمة تربوياً واجتماعياً ودينياً وسياسياً وهم مرجع الأمة ، وهم يعرفون الظروف التي يعيشونها والمتغيرات التي تمر بهم على كافة الأصعدة ، فهم مصلحون مجددون قياديون ثائرون مربون .
من الأخطاء أن نسقط أفهامنا القاصرة على أدوار أهل البيت (ع) ، فنقول الحسين الثائر ، ونعني بذلك حصر دوره بالقيام الثائر المسلح متناسين أدوار أخرى قام بها ، مثل هدنته مع معاوية طوال تسع أو عشر سنوات ، الرسالة التبليغية للأمة قبل وبعد المواجهة العسكرية ضد بني أمية ، علماً أن هذه الأدوار هي من مفردات الثورة ، لكن أفهامنا تحصر الثورة بالمواجهة العسكرية فقط .
إن مشروع الحسين (ع) هو مشروع النبي (ص) في الأمة ، ومشروع كل إمام هو مشروع النبي (ص) ، فالحسين بوابة جده وأبيه وأهل البيت (ع) .
إن المشروع السياسي للأئمة هدفه واحد وإن تعددت أساليبه بحسب الظروف والمتغيرات ، والحسين هو من حمل مشعل المواجهة وأوتيت له الظروف للتصعيد العاطفي والفكري ، وهناك خصوصيات نبوية ودينية و ... تمتاز بها الثورة الحسينية جعلت الشيعة تفخر بها وتشيد أيامها بالمآتم والشعائر ، وليس الهدف الاحتفاء بالحسين فقط ، بل الاحتفاء بأهل البيت (ع) كلهم ..
والفهم الصحيح لرسالة المنبر أن يرتبط المستمع بأهل البيت(ع) ويفهم رسالتهم وأدوارهم في إحياء سنة النبي(ص) .
نعم نحن مقصرون تجاه أهل البيت (ع) بدءاً بالسجاد (ع) إلى العسكري (ع) ، لكن نحن نتابع في بلدان كإيران ولبنان حينما تعقد مؤتمرات واحتفالات ومسابقات إبحاث وحوارات جادة معمقة عن أدوار أهل البيت (ع) كلهم .
إن دور المنبر يعتمد على طبيعة الحراك الاجتماعي والتربوي والثقافي للمجتمع .
من الخطأ طبعاً حصر رسالة المنبر بالقراءة الحسينية المعهودة والعزاء والنعي فقط .. هذا رابط تقليدي ساكن لا يخلق جيلاً حسينياً واعياً وناهضاً .. لكن حينما تشابك مراكز المجتمع ومؤسساته وقيادوه كحلقة مترابطة ، فلا شك أن أهداف ثورة الحسين ونهضته ستؤتي أكلها في المجتمع ، وما إيران وحزب الله علينا ببعيد ..
وأختم مداخلتي المطولة هذه بموقف شهدته بنفسي للخطيب الشيخ محمد العباد ، حينما زار قرية الطرف وكان لديه مشروع مبارك ، وهو عقد جلسة حوار جادة مع بني المجتمع في كل قرية ، حيث يترك الجميع يطرحون ما يريدونه من الخطيب ويظل هو المستمع حتى نهاية الجلسة وبعدها يعلق ويختتم الجلسة بأهم الأطروحات الجادة والنافعة .. ما أحرى خطبائنا أن يحذو حذو الخطيب العباد .. فالشباب مثخنون بالآراء والأفكار ..