للعام الثاني على التوالي، أقام ملتقى خطباء المنبر الحسيني مساء الجمعة الماضي ملتقى هذا العام وذلك تحت عنوان "المنبر في مسار الإصلاح" وذلك بحسينية السنان بالقطيف...
وتحدث في الملتقى كلا من السيد منير الخباز والسيد حسن النمر بالإضافة إلى عدة مشاركات أخرى من رجال دين وكتاب ومهتمين بالمنبر الحسيني، وحضره العديد من الخطباء وحشد من رجال المجتمع، ويقام الملتقى كل عام قبل موسم عاشوراء.
وبعد آيات من الذكر الحكيم، ألقى الشيخ محمد أبو زيد كلمة اللجنة المنظمة للمتقى حيث قال ان إقامة هذا الملتقى الذي يجمع خطباء المنبر الحسيني، في موسمه الثاني، يهدف لتنسيق الجهود بين الخطباء، والكوادر المنظمة لموسم عشرة فجر الشهادة والنصر. شاكرا تفاعل الجميع واستجابتهم لحضور هذا الملتقى التحضيري للموسم، بهدف مد اليد إلى كل الجهود المتواصلة نحو تطوير أداء خطاب المنبر الحسيني.
بعدها استعرض أهداف الملتقى وهي أولا: تنسيق الجهود لخدمة هدف محدد لكل موسم، ثانيا: مأسسة المنبر الحسيني، ثالثا: تحديد وسائل علمية لتحديد المواضيع المهمة، رابعا: خلق علاقة تبادلية بين الملقي والمتلقي، خامسا: توثيق العلاقة بين المنبر والمواكب.
بعدها تحدث سماحة السيد منير الخباز عن معنى الإصلاح منطلقا من قول الله تعالى (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ) مضيفا أن الإصلاح هو صلاح الشيء وفق جريه الصحيح، وفساد الشيء يكون وفق جريه في الطريق الخطأ، مؤكدا أن كل مجتمع عقلائي وجد به بالفطرة قوانين الإلهية، والإصلاح يكون وفق الجري بهذه القوانين الفطرية.
وقال السيد الخباز إن الغاية من الثورة الحسينية لم يكتمل، لذلك تبقى الثورة الحسينية وتتجدد إلى أن يتحقق الهدف، وأحد أدواة هذه الثورة هو المنبر الحسيني، بل لم يبقى من ثورة الإمام الحسين إلا هذا المنبر الذي يجب أن يبقى طوال العام.
وحدد السيد الخباز ثلاث ركائز ليصل المنبر الحسيني إلى صورته الإصلاحية وهي: أولا الخطاب المثير، وهو عكس الخطاب الراكد الذي لا يكون فيه للمستمع أي رأي بل فقط للخطيب، ثانيا التخطيط، ولا بد أن يكون عبر التخطيط ليكون التغيير ثقافي وسلوكي واجتماعي، ثالثا التنوع، حيث يكون عبر عدة أمور منها: الحكمة، والموعظة، والحوار ووضع كل أسلوب في موضعه. وحدد الخباز علاج تحول المنبر الحسيني إلى مؤسسة أو نقابة بهدف علاج عدة أهداف منها، إعطاء كل خطيب اختصاصه، والتنسيق بين الخطاء بهذا الشأن، وأخيرا الرفد الثقافي.
بعدها أجاب الشيخ حبيب آل حمادة على سؤال عن كيف يكون المنبر الحسيني نابضا للأمة، مؤكدا على أهمية أن يحتوي الخطاب المنبري على مسألة فقهية، ومسألة عقائدية وأخرى تربوية ومسألة أخلاقية ووجدانية، كما يجب على الخطيب وأن يناقش القضايا الاجتماعية، وأن يراعي مستوى الحضور في كل مجلس. كما أجاب الخطيب محمد عبد الله عبيدان على نفس التساؤل بان خطيب المنبر يجب أن يعايش احتياجات المجتمع، وان يكون منطلقا للقضايا التي تهم المجتمع ومنها كسر الحواجز بين المُلقي والمتلقي، وتنويع الموضوعات المطروحة من خلال المنبر.
بعدها قام السيد أحمد النمر الموسوي باستعراض نتائج الاستبيان الذي أقيم في عدد من المساجد في عدة مناطق كما تم استعراض الاستبيان الذي تم طرحه في شبكة التوافق الإخبارية.
بعدها تحدث سماحة السيد حسن النمر مشددا على أهمية الكلمة، مؤكدا أن طوال التاريخ كان للكلمة اهتمام، والمنبر في هذا الصدد هو أهمها لذلك يجب أن نهتم ونطور ونجدد هذا المنبر كما فعل السابقون، مضيفا ان هذا المنبر تطور مع التاريخ واستحقاقات الزمن جعلتهمتطوراً.
وقال السيد النمر ان المنبر هو الوسيلة الأكثر شيوعا في مجتمعنا، لذلك لا نستطيع أن لا نعطي المنبر طابعا ليس دينيا، كما أن المنبر هو وسيلة لذلك يجب ألا نجعل ما طرحه السابقون هو مقدسا .. فما هو موجود الآن لم يكن موجودا بهذه الصورة قبل مائة عام مثلا. وحدد النمر ثلاث أبعاد للمنبر الحسيني هي: إيضاح المعارف الدينية، والبعد التربوي الشامل، وان نجعل من الكلمة كلمةً ناطقةً، وينبغي على الخطيب التعرف على مستوى الحضور.
بعدها كانت هناك مداخلات من السيد حيدر العوامي والكاتب علي شعبان والرادود علي صالح الثنيان الذي تحدث عن تعزيز العلاقة بين المنبر ومواكب العزاء، كما كانت هناك مشاركات لبعض الحضور والتي تركزت حول أهمية أن يراعي الخطباء من خلال المنبر عدة أمور منها: التدقيق في بعض الأحاديث التي تطرح وقد تكون ضعيفة او موضوعة، كما تم تسجيل غياب عرض الآراء العقائدية للمدرسة الشيعية، ولكون المنبر مفتوحاً للجميع وهو يمثل هموم المجتمع أتيحت الفرصة إلى لجنة الحدود الإدراية ليتحدث أحد أعضاءها عن أهمية دور خطباء المنبر الحسيني في توضيح المسؤولية على عاتق المجتمع للحفاظ على حدود منطقة القطيف الإدارية ، وطالب أيضاً بان يتم إعطاء الحضور فرصة للمناقشة بعد محاضرة الخطيب.
وفي ختام الملتقى تم إقرار التوصيات الختامية وكانت لخطباء المنابر والجمهور وللقائمين على المآتم والحسينيات وهي:
التوصيات لخطباء المنبر:
1. ضرورة التحضير واعتماد الأساليب العلمية في بناء وإعداد الموضوع.
2. التصدي للانحرافات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية على مستوى الفرد والمجتمع.
3. لا لقدسية الكيانات أو الأشخاص على حساب القيم والمبادئ الحسينية.
4. الدعوة إلى اعتماد مصادر تاريخية موثقة.
5. التأكيد على نشر ثقافة الوحدة والابتعاد عما يثير أي خلافات.
6. التأكيد على احترام عقل المتلقي وعدم التسطيح في اختيار القصص والشواهد التاريخية.
7. التأكيد على تناول المواضيع التي تلامس حاجة المتلقي وربط الشواهد التاريخية كل ما أمكن بالأوضاع الراهنة.
8. التأكيد على شعار الإمام الحسين (ع) وهو الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
9. اللقاء مع عامة الناس قبل وبعد الموسم للاستماع لمرائياتهم واقتراحاتهم وتقبل انتقاداتهم.
11. الاستعانة بذوي الاختصاص للتشاور في اختيار وبناء المواضيع وسبل معالجتها.
12. التأكيد على ضرورة حضور الخطباء لمواكب العزاء الحسيني ودعوة الجمهور للتفاعل معها.
التوصيات لعموم الجمهور:
1. المساهمة في دعم المآتم مادياً ومعنوياً والاشتراك في الخدمة.
2. تقييم وتقويم الأداء وما يطرح من مادة إلى الجهة المعنية (الخطباء و إدارات المجالس/الحسينيات).
3. استثمار المناسبة في التعريف بمهارات وخبرات الاختصاصين من أبناء مجتمعنا في جميع المجالات التخصصية الفنية والعلمية ذات العلاقة بأنشطة تساعد على تحقيق أهداف النهضة الحسينية.
4. التواصل مع الخطباء قبل الموسم لإسداء المقترحات، ونقل هموم ومشاكل وقضايا المجتمع الهامة.
التوصيات لإدارة المآتم والحسينيات:
1. التأكيد على أهمية التواصل وضرورة التنسيق بين المآتم لتبادل الخبرات والتعاون المشترك.
2. التأكيد من إعطاء الفرصة لخطباء أكفاء، فاختيار الخطيب هي أمانة قبل كل شيء.
3. التأكيد على ضرورة التنسيق الوقتي بين المآتم الواقعة في المنطقة الواحدة.
4. اعتماد العمل المؤسساتي والتخصصي، وعدم الاقتصار على العمل الفردي، وتجنب القرارات الفردية.
منقول عن
http://www.labbake.com/index.php?show=news&action=article&id=2734