استغلال حالة الرقة..
إذا انتابت الإنسان حالة الرقة الشديدة في طواف، أو في عرفات...؛ ليطلب من الله -عز وجل- المعية الدائمية.. فإن ثمرة الحج، بل ثمرة الحياة، وثمرة الطاعات، هو: الإحساس بالقرب الدائم.. هنيئاً لمن يعيش مشاعر الطواف وهو في وطنه!.. ليس بنفس الشدة، ولكن بشكل مقارب.. هنيئاً لمن يعيش شيئاً من مشاعر عرفات بشكل دائم!.. إذا وجدت المعية مع العبد، فإن الحياة تكتسب حلاوة جديدة، ليس فيها وحشة، ولا غربة، وليس هنالك شيء اسمه وطن.. ما هو الوطن؟.. الوطن لأن فيه أقاربي، وأنا مع رب الأقارب، ومع خالق الأقارب.. ما الفرق بين الوطن وغير الوطن؟!.. ما الفرق بين البيت الخالي، وبين البيت الذي فيه أحد، إذا أنا أعيش المعية الإلهية؟!.. ما الفرق لو كان أبي وأمي وأخي وأخواتي كلهم في المنزل، أو ذهبوا دفعة واحدة؟!.. ما الذي جرى؟!.. ما هو الفرق؟!.. لماذا أعيش حالة الوحشة؟.. إذا كنت أعيش حالة الوحشة، فهذه فضيحة!.. معنى ذلك أنه ما عشت المعية، وجعلته أهون المراقبين، وجعلته أهون الناظرين!.. لو كنت أعيش المعية، لما كان وجود بني آدم وعدم وجودهم، له دور كبير في مشاعري، أنساً ووحشةً.
فإذن، إن من أهم ثمار الحج، وغير الحج: كشهر رمضان، وليالي القدر، والمواسم الأخرى، هو: الشعور والإحساس بهذه المعية، بشكل مكثف وبشكل دائم، إن شاء الله تعالى.
التهيئة لحج الله تعالى ولقائه
محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي