السلام عليكم مثلما قال أحد الأخوة.. اقتباس هي تجربة إنسانية .. إما أن تكون ناجحة أو تكون العكس..!! عوامل كثيرة تلعب دورها هنا ..!! البعض ينتظر من التجربة دائماً أن تأتي بالأشداء..وبأصحاب المبادئ.. لكن التجربة نفسها يخضع لها القانون القائل: (الضربة التي لا تقتلك تقويك) فكم قتلت هذه الضربة من نفوس حتى الذين استقاموا هناك في الشدة.. رأينا بعضهم وقد انقلب على عقبيه فكرياً أو أخلاقياً للأسف هذا الكلام ما كنت لأقوله لولا جرأتك في طرح النقطة يا أخي.. أليست هي تجربة علمية إنسانية.. في التجارب الإنسانية لا يمكن أن تضبط كل عناصر التجربة وكل عناصر المعادلة.. كما هو الحال في العلوم الكيميائية والفيزيائية.. هناك حالات تهتز فيها كل الضوابط.. ضوابط القيم والمعرفة والسلوك.. تفور نفوس تحت الغليان فتتولد انفجارات.. عرفتم كيف كان أثر بعضها على المستوى العقدي.. (بدعة السفارة) في السجن.. يخرج الكل إلى حالة من الضغط فيظهر بدون أي رتوج او تجميل او مكياج.. يجن البعض جنوناً دوارياً.. كأنما تنفصم الشخصية أحياناً أو تستحكم حالات هستيرية.. وحالات صرع.. وحالات ضيق التنفس.. أكثر مما تبان الشخصيات في السفر كما في المروي .. نجد الخروج على أجله في سفر الاعتقال.. الكبت قد يفجر حالات جشع وأنا شديدة إن لم تنتج حالات إيثار وتضحية بدرجة ما ..أو درجة كبيرة أحياناً.. في السجن يصبح بعض الرجال أطفالا .. فكيف لو كان معك أطفال فعلاً -دون 14 سنة!- أو مرضى نفسيين رسمياً ومن به جنون حقيقي جاءت بهم الصدف أو صرع.. يقول نجيب الكيلاني عن تجربته في الاعتقال في كتابه لمحات من حياتي/ج5 ص51 باب الليالي الطويلة: اقتباس قد يظن البعض أن معاناتنا تأتي كلها من تصرفات السلطة الجائرة وقسوتها البالغة، ولا يتصور الكثيرون أن من بين المعتقلين أنفسهم من يثيرون القلاقل، ويكونون مصدر متاعب ومشاكل وآلام نفسية شديدة..إلخ راجعوا قصيدة: بالأمس..:wek: لكن.. أظل وأقول أن الحرارة أيضاً هي التي تعقم الأشياء.. وأن الشدة هي التي تدرب وتختبر الرجال.. وراجعوا: ولا في الحلم..