بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أولاً : نشكرك الأستاذ جابر ( حفظه الله ) على هذا التعليق.
ثانياً : عندما قلت : (( كتب الحديث تحتاج إلى نقد )) , فإن مقصودنا بالنقد النقد الداخلي لا النقد السندي , وأنا أتفق معك في أمر أن تراثنا الروائي يحتاج إلى تحقيق ونقد على أساسيات علمية - طبعاً أنا لا أوافق على نبذ الأحاديث الضعيفة ولكن لا بأس ببيان صحة بعض الأحاديث - , أذكر مثال حديث هاروت وماروت لماذا لا تكتب رسالة لبيان حال هذا الحديث , في المقابل أن أحد أعلام مدرسة الصحابة يكتب رسالة كاملة في هذا الحديث وهي من 400 صفحة تقريباً أنا رأيت هذه الرسالة في كلية الشرعية بالهفوف.
وعندما قلت : (( بل بعضُ الكتبِ دخلتْ فيها بعضُ الأحاديثِ الموضوعة )) , فإن المقصود من هذه العبارة هو الحديث الذي في تفسير العياشي بإسناده عن أبي بصير قال : (( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ان موسى بن عمران عليه السلام لما سأل ربه النظر إليه وعده الله ان يقعد في موضع ثم امر الملائكة ان تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق ، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه فيرفع رأسه فيسئل أفيكم ربى ؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يا بن عمران )) , ج 2 ص 27.
وقد قال السيد العلامة محمد حسين الطباطبائي ( أعلى الله مقامه الشريف ) تعليقاً على الرواية السابقة : (( والرواية موضوعة ، وما تشمل عليه لا يقبل الانطباق على شئ من مسلمات الأصول المتخذة من الكتاب والسنة )) , الميزان في تفسير القرآن ج 8 ص 260.
ثالثاً : قال الأستاذ جابر ( حفظه الله ) : (( وأقول معك : بأن الكثير من الكتب ، إن لم يكن الأكثر قد داخله الكثير من الأحاديث الموضوعة )) , فأقول : لكي نستفيد منك ما الدليل على كلامك ؟ , ثم أنا لا أعلم ما الميزان عندك في تحديد الأحاديث الموضوعة هل بمجرد وقع راوي متهم بالوضع والكذب في السند أما أنك ترجع إلى أصحاب الفن في هذا العلم.
ثم قلت حفظك الله : (( وبهذا قال الكثير من ( المحققين ) الذين بذلوا جهودا مضنية في ذلك )) ونحن نقول لك من هم هؤلاء المحققين ؟ ممكن تستعرض لنا أسمائهم وأسماء كتبهم لكي نستفد منهم.
----
المناجاه الشعبانية
أولاً : إثبات نسبة المناجاة للإمام علي عليه السلام والأئمة عليهم السلام.
قال ابن خالويه : (( إنها مناجاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام ، كانوا يدعون بها في شهر شعبان )) , إقبال الأعمال ج 3 ص 295.
إذا ابن خالويه يثبت لنا أن المناجاه هي للإمام علي والأئمة عليهم السلام , وكذلك السيد ابن طاووس رحمه الله لم يقل أنها منسوبة , ثم إن المناجاه الشعبانية نقلها صاحب كتاب العتيق , وهذا ما أشار إليه العلامة المجلسي حيث قال ( رحمه الله ) : (( الكتاب العتيق الغروي : مناجاة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهي مناجاة الأئمة من ولده عليهم السلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان رواية ابن خالويه رحمه الله )) , وذكر المناجاه في كتابه القيم بحار الأنوار ج 91 ص 96.
وقال العلامة المجلسي رحمه الله عن الكتاب العتيق : (( كله في الأدعية ، وهو مشتمل على أدعية كاملة بليغة غريبة يشرق من كل منها نور الاعجاز والافهام ، وكل فقرة من فقراتها شاهد عدل على صدورها عن أئمة الأنام وأمراء الكلام )) , بحار الأنوار ج 1 ص 33.
وقال السيد الإمام الخميني ( رحمه الله ) : (( قال ولي الله المطلق أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في حضرة القدس في المناجاة الشعبانية " وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة " )) جنود العقل والجهل ص 37.
ثم انظر وتأمل في تعبير السيد الإمام قدس الله نفسه الزكيه وهو فقيه حيث قال " قال ولي الله " على سبيل الجزم , ولم يقل المنسوبة أو " روي عن ولي الله " وهذا خير شاهد على ثبوت المناجاة عنده رحمه الله , والسيد الإمام رحمه الله ممن يعتمد ويستشهد بالمناجاه " راجع كتاب الأربعون حديثاً " لمعرفة ذلك.