السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الأخوة الأعزاء:
هذا الموضوع لعل محله يتردد بين قسمين في هذا المنتدى، بين الواحة الاجتماعية والديرة، فرأيت وضعه في الديرة لأنه يشكل ظاهرة في مجتمعنا.
يلاحظ على الآباء الجدد حديثي الزواج، حينما يرزقون بالطفل الأول، نراهم يراسلون المجاميع اللغوية لاستخراج اسمٍ لهذا الطفل .. ويراسلون أساتذة الجامعات للبحث عن اسمٍ لم يسمّه أحدٌ قبلهم، ليكون لهم قصب السبق في هذا المجال.
وهذه الحالة بالرغم أنها تبشر بالخير، إلا أنها سجلت انتكاسة كبيرة لدى الآباء الجدد وبعض الآباء القدماء، مما جعل اختيار الاسم يشكل حساسية بين الآباء الجدد وآباءهم، أو بين الزوجين.
ففي الأثناء التي تقوم الدولة ممثلة في مكاتب الأحوال المدنية بتسهيل إجراءات تغيير الأسماء للبدو، ندخل من جانب آخر لنغيّر معالم ثقافتنا نحو الوراء باختراع أسماء لا تمتُ إلى البيئة بصلة، بحجة أن الاسم يكون جديداً، وأن موسوعة قينيس تنتظره بأنه أول من سمّى هذا الاسم، وليحوز على جائزةٍ قدرها .... دورال.
يا إخواني
علينا أن لا نعقد الحياة وأن لا نعقّد أبناءنا بأسماءٍ من هنا وهناك، وأملي من الأخوة الذين يبحثون عن الأسماء الجُدد ومعانيها، أن يبحثوا عن معاني ألفاظ القرآن الكريم، الذي نقرؤه كل يوم ولا نعرف ماذا تعني كلماته، أليس الأجدر أن نبحث عن معاني دستورنا الذي يحمينا من كل شئ!!.
وياليت أن أولئك الآباء الجدد يمتلكون تلك الثقافة العالية التي تؤهلهم اختيار هذه الأسماء، لكان لهم عذرهم لأنهم استقوا ثقافتهم من ينابيع عين الحارة الحالية الممزوجة بمياه أخرى.
ذلك أننا نرى أن من يعقد هذه الأمور هم أولئك البسطاء الذين يريدون أن يقحموا أنفسهم في دوامة الحياة المعقدة، بحجة أن هذا الاسم ينم عن ثقافته!! وهذه هي الانتكاسة الكبرى، لأنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً.
أخوكم
زكي مبارك